“الكونغرس العالمي للإعلام يناقش إعادة تشكيل مستقبل القطاع

أبو ظبي – إذاعة وتلفزيون الخليج

احتضنته أبوظبي في نوفمبر الماضي..

شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي أعمال الدورة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام 2022م”، تحت شعار “صياغة مستقبل قطاع الإعلام”، في الفترة من 15 – 17 نوفمبر الماضي، نظمته شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات، وبمشاركة قيادات ورواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين والخبراء ورموز الفكر في المنطقة والعالم يمثلون ست قارات.

ركز الكونغرس خلال انطلاق دورته الأولى على عدد من المحاور والموضوعات والقضايا الرئيسية، من بينها التواصل الرقمي وأثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام المعاصر، ودمج التقنيات المتقدمة والابتكار في قطاع الإعلام، إضافة إلى سلسلة من الحوارات التي شهدت إطلاق ابتكارات جديدة وورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية في مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت والتواصل الاجتماعي والمؤثرين العالميين.

علاوة على ذلك شاهد الزوار والمشاركون ابتكارات جديدة في السوق الإعلامي ونماذج تجارية طرحتها شركات التكنولوجيا المتفوقة عالميًّا في مجالات التوزيع الرقمي إضافة إلى عرض أخر مستجدات الأبحاث وأهمها والمتخصصة في كافة جوانب الإعلام التقليدي والرقمي.

وسائل إعلام متخصصة

شهد الكونغرس إطلاق عدد من وسائل الإعلام المتخصصة، إضافة إلى عقد العديد من الصفقات بين المؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في قطاع صناعة الإعلام ضمن برنامج المشترين العالميين الذي جمع أكثر من (170) مشتريًّا من جميع أنحاء العالم، وقدم منصة استثنائية جمعت أبرز المشترين والموردين من جميع أنحاء العالم لاستعراض أفضل التقنيات والخدمات والمعارف في قطاع الإعلام، كما قدم فرصًا استثنائية للمؤسسات الإعلامية المختلفة لعقد الشراكات وتعزيز التعاون بما يُسهم في تطوير آليات وسائل الإعلام الحضارية والإنسانية الهادفة إلى خدمة البشرية وضمان سعادتها وتنمية المجتمعات عبر محتوى رصين وموثوق ذي مصداقية عالية.

مبادرات وحوارات

شملت الفعاليات (6) مبادرات رئيسية وهي: “منصة العروض الحية، والبرنامج العالمي لتمكين الإعلاميين الشباب، ومختبر مستقبل الإعلام، ومنصة الابتكار، وبرنامج المشترين العالمي، وجلسة خاصة حول دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية”.

وقدمت منصة مختبرات الإعلام التي أقيمت وفق قاعدة “تشاتام هاوس” (المناظرات) مفهومًا مبتكرًا حول مستقبل قطاع الإعلام بمشاركة مجموعةً من المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى وصنّاع السياسات ورواد الأعمال في قطاع الإعلام من جميع أنحاء العالم، من خلال تبادل الآراء ومناقشة الأفكار وتطويرها ما يُسهم في تشكيل منظور عالمي حول مستقبل قطاع الإعلام.

تخللت أيام الكونغرس جلسات ومحادثات قصيرة بين المستثمرين حول تحديد توجهات الاستثمار في وسائل الإعلام وكيفية تأثيرها على المشهد الإعلامي شارك فيها نارت بوران، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية، الرئيس التنفيذي لشركة إي أند، من الإمارات، فضلاً عن مقابلة حول “مستقبل قطاع الإعلام في عالم الويب 3″، وجلسة حوارية حول “مستقبل الأخبار: تحليل دور الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة والأتمتة بإحداث نقلة نوعية في مجال الأخبار” قدمها فيليب بيتيتبونت، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمنصة نيوزبريدج، من فرنسا، وغير ذلك من حوارات وورش عمل.

تقنيات التواصل

استعرض الكونغرس أحدث تقنيات عالم الاتصال والتواصل والإنتاج الإعلامي، باعتباره منصة للاستفادة من التجارب والاطلاع على أحدث التطورات في الصناعة الإعلامية الرقمية، فضلاً عن تعزيز المزيد من فرص التعاون والشراكة لتقديم حلول نوعية تسهم في تطوير مجال الاتصال الذي يشهد تغييرات واسعة وسريعة.

وعرضت شركة “أدفانس ميديا” أحدث تقنيات الواقع الافتراضي في مجال الإنتاج والإخراج، وهي تقنية “إكس آر”، والتي تختلف في عملها عن إنتاج الفيديو التقليدي، وذلك من خلال استخدام خلفيات افتراضية بتقنية الفيديو، ما يُسهم في تقليل تكلفة الإنتاج والمساحات واستخدام إضاءة، وتقدم ميزة الجمع بين الواقع الحقيقي والافتراضي.

كما تستخدم التقنية نظامًا بسيطًا غير معقد في الإنتاج وكاميرات وخلفيات الفيديو، ونظام التتبع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع عملية الإنتاج بدءًا من التصوير لحين الوصول لمرحلة الإنتاج، بالإضافة إلى ذلك يمكن للنظام توفير نظام التصوير (360) درجة بخلفيات فيديو.

وعرض المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة “منصة الإعلام الذكي”، وهي مبادرة أطلقها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بهدف توحيد العمل الإعلامي للدوائر والجهات الحكومية في الإمارة، وذلك من خلال المركز الإعلامي الذي هو عبارة عن مكتبة إلكترونية يتم فيها تخزين الصور والفيديوهات وملفات الصوت والشعارات والوثائق الخاصة بالدائرة.

حضور الميتافيرس

شهدت الفعاليات إجراء أول حوار تفاعلي قدّمه أول مذيع ميتافيرسي مع مدير عام وكالة أنباء الإمارات رئيس اللجنة العليا المنظمة للكونغرس، محمد جلال الريسي، باستخدام تقنيات تجمع بين الواقع المادي والافتراضي المعزز.

كذلك سلطت جلسة حوارية تحت عنوان: “ميتافيرس” بمشاركة رئيس الإستراتيجية الرقمية في صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية التي تصدر باللغة الإنجليزية، أليكس جوبي، والمدير الأول لمركز التميز السحابي في شركة اتصالات الإماراتية المهندس عدنان كشواني، الضوء على كيف يمكن أن تكون ميتافيرس عنصرًا مفيدًا للتقنيات الجديدة، كما اطلع الحاضرون على كيف أصبحت أرقام الهواتف جزءًا من هوية الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع تزايد أهمية تقنية الجيل الخامس.

ركزت الجلسة الحوارية على حاجة الحضور لتأسيس وجود افتراضي في العالم، حيث تطرق المشاركون إلى تطور وسائل الإعلام التقليدية في علاقة ثنائية الاتجاه مع وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لتعزيز التفاعل، فضلاً عن الاعتبارات العملية المهمة، مع وجود تحديات محتملة في مجال الأمن والإنترنت.

الشباب والإعلام الجديد

كان الشباب حاضرًا بقوة ضمن النقاشات، حيث أطلق مركز الشباب العربي دراسة بحثية جديدة بعنوان: “الإعلام الجديد” كشفت أن نسبة استخدام الشباب العربي للإعلام الرقمي (53%) مقابل (47%) للإعلام التقليدي، وأن (41%) منهم يقضون فترة (4 – 5) ساعات يوميًّا على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما (57%) منهم ما زالوا يشاهدون التلفزيون، و(17%) يتابعون الراديو، و(14%) يطالعون الصحف كوسيلة إعلام تقليدية، وتصدرت الأفلام نوعية المحتوى الذي يشاهده الشباب العربي على منصات البث المدفوع بنسبة (30%).

أشارت الدراسة البحثية إلى وجود أربعة محفزات رئيسية لاستهلاك الشباب العربي للإعلام، وهي: “الطمأنينة والشعور بالأمان”، حيث بينت الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب العربي، ما يقرب من (26%)، يستهلك الإعلام لحافز الطمأنينة، بينما (25%) يستهلكون الإعلام من أجل النمو الشخصي، فيما يستخدم (24%) الإعلام من أجل التقارب الاجتماعي، و(25%) من أجل التفرد والتميز”.

المرأة والإعلام

ناقش المتحدثون في جلسة ضمن الكونغرس مسيرة المرأة في المحيط الإعلامي والصعوبات التي واجهتها لدخوله، وخطواتها التي قطعتها في هذا القطاع، وشارك في الجلسة كل من أميليا هويكس، المستشارة الإستراتيجية والشريكة التنفيذية للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، مكتب الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، من هولندا، والدكتورة يميسي أكينبوبولا، صحفية وأكاديمية حائزة على جوائز ومستشارة ومؤسسة مشاركة لمؤسسة المرأة الإفريقية في وسائل الإعلام من نيجيريا.

استعرض المتحدثون إحصائيات السنوات الماضية التي شهدت إقبالاً أكبر للنساء في هذا المجال، مؤكدين أن قنوات التواصل الاجتماعي أدت دورًا مهمًا وبارزًا خلال جائحة (كوفيد – 19) في تشجيع النساء على الانضمام للمحيط الإعلامي، ليصبحن مؤثرات وملهمات في هذا المجال كونه وسيلة متاحة وقليلة التكلفة ووصولها أسرع للجمهور، وطالب المشاركون بتنفيذ دورات وورش عمل تدريبية للنساء اللواتي يرغبن بالانضمام لهذا المجال كون المرأة عنصرًا مؤثرًا في المجتمع.

زوار ومتخصصون

استقطبت النسخة الأولى من هذا الكونغرس على مدار ثلاثة أيام أكثر من (13656) زائرًا، وقد شارك في تغطية الفعاليات أكثر من (1600) إعلامي يمثلون (6) قارات يتوزعون على (141) دولة من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا، فيما شارك في الحدث الدولي أكثر من (1200) من رواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين، وتضمن أكثر من (30) جلسة حوارية ومجموعة من ورش العمل شارك فيها أكثر من (162) متحدثاً عالميًّا بارزًا، واستقطب معرض الكونغرس العالمي للإعلام أكثر من (192) مؤسسة وشركة إعلامية بارزة على مستوى العالم مثلت (42) دولة حول العالم، والتي استعرضت أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات الحيوية.