سقطت كل التكهنات بموت التلفزيون، وتفاجأ المتكهنون بأن معارفهم عن التلفزيون لا زالت متواضعة لأنه أصبح بمثابة الثعبان الذي ينسلخ من جلده كلّما نما، فلجلد الثعبان قدرة محدودة على النمو والتوسع ليحتوي تحولات جسمه، لذا يستبدل جلده، كذلك الأمر بالنسبة إلى التلفزيون، إنّه لا يكف عن التجدّد ليستأنف ميلاده مستفيدًا في نموه من المبتكرات التكنولوجيّة، وتكمن إحدى مظاهر هذا التجدّد فيما أصبح يعرف بالتلفزيون الاستدراكي (catch-up TV).
يُعرّف هذا التلفزيون بأنه مجمل الخدمات التي تسمح بمشاهدة أو إعادة مشاهدة البرامج التلفزيونيّة بعد بثّها عبر قناة تلفزيونيّة لمدة محدودة .. حقيقة، لقد كان بإمكان المشاهد إعادة مشاهدة ما فاته من برامج تلفزيونيّة في نهاية السبعينات والثمانيات من القرن الماضي سواء من خلال قيام القنوات التلفزيونيّة بإعادة بث برامجها في وقت لاحق، أي بعد منتصف الليل أو بعد قيام المشاهد بتسجيل برنامجه المفضل في جهاز الفيديو ساعة بثّه، ثم يشاهده وقت ما يشاء؛ لكن التلفزيون الاستدراكي هو نوع متميّز من البثّ التلفزيوني ونمط مغاير من “استهلاك” البرامج التلفزيونيّة.
يبثّ هذا التلفزيون في موقع القناة التلفزيونيّة في شبكة الإنترنت تحت مسمى (إعادة البث Replay) أو “فيدوهات”، أو (أي بلاير IPlayer)، وأيضًا عبر مواقع متخصصة في إعادة بث البرامج التلفزيونيّة، مثل (بليز Pluzz)، و(غولي ربلي Gulli Replay) و(ميديا سيت Mediaset) و(بروسيبيان ProSieben) وغيرها، والاستفادة من خدمات هذا التلفزيون تكون في الغالب مجانـًا أو موجهة للمشاركين في القنوات التلفزيونيّة المشفَّرة، أو بمقابل مالي بسيط في الشركات المتخصصة في البثّ والتوزيع التلفزيونيّ، وتتطلب هذه الاستفادة بالضرورة ولوج الشبكة التفاعليّة سواء عبر الكابل أو الخط المشترك الرقمي غير المتناظر (ADSL) أو من خلال الجيل الثالث والرابع للشبكات الخلويّة.
ظهر التلفزيون الاستدراكي في تايلاند والولايات المتحدة الأمريكية في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي كخدمة توفرها القنوات التلفزيونيّة لمشتركيها عبر الكيبل، ثم ما أنفك يتطور بالمبتكرات التكنولوجيّة، فأضحت القنوات التلفزيونيّة تستعين بتطبيقات نظام “الأندرويد” الذي يستخدم في الويندوز، و(IOS) حتّى يمكن من متابعة البرامج المستدركة عبر مختلف الشاشات: التلفزيون المتصل بشبكة الإنترنت، والكمبيوتر المحمول، والهاتف الذكي، واللوح الرقمي.
ليس هذا فحسب، بل أصبحت لكلّ قناة تلفزيونيّة برامج رقميّة تسمح بتسجيل ما تبثه من مواد تلفزيونيّة وفيديوهات، مثل (كابتفتي Captvty)، و)تي في أو TVO)، وغيرها، ومن أجل تسهيل المهمة على المشاهدين تلجأ المنصّات الرقميّة المتخصصة في بثّ برامج التلفزيون الاستدراكي والقنوات التلفزيونيّة إلى إدراج “كتالوج” للبرامج المستدركة في مواقعها في شبكة الإنترنت، وترتب موادها المستدركة حسب الموضوعات أو التواريخ.
تطور وتنافس
يتفق محترفو العمل التلفزيوني على تقسيم البرامج التلفزيونيّة إلى صنفين: برامج (الفيض أو التدفق Flow program)، وهي البرامج التي تبثّ مرة واحدة، وتستمد قيمتها من لحظة بثها، لذا فإن مدة حياتها قصيرة جدًّا، مثل: الأخبار، وحالة الطقس، وحركة المرور، والبرامج الحوارية، وبعض برامج الألعاب والمسابقات التلفزيونيّة، ونقل المباريات الرياضيّة، وتستغل القنوات التلفزيونيّة هذا الصنف من البرامج لملئ مدة بثّها وسد بعض الفراغات في البرمجة التلفزيونيّة.
وصنف ثان، وهو برامج (التخزين Stock program)، التي لا تشترط وقت محدّد لبثّها؛ أي يمكن بثّها وفق ظروف القناة، وتشمل الأفلام السينمائيّة، والأفلام الوثائقيّة، والمسلسلات التلفزيونيّة، وهذه البرامج ذات قيمة ثقافيّة وجمالية أفضل من الصنف الأول.
كان البثّ في انطلاقة التلفزيون الاستدراكي مقتصرًا على برامج التخزين، ثم امتد ليشمل كل البرامج التلفزيونيّة التي يُعتقد أن الطلب عليها يتزايد بالنظر إلى نسبة مشاهدتها في بثّها الأول على المباشر.
وتختلف القنوات التلفزيونيّة في لحظة بثّ البرامج الاستدراكيّة والمدة المتاحة لمشاهدتها، لقد جرت العادة أن تستدرك البرامج التلفزيونيّة في اليوم التالي لبثّها، وفي ظل المنافسة الشديدة بين القنوات التلفزيونيّة تم التخلي عن هذه العادة، فالقناة الثانية في التلفزيون الهنغاري (TV2 Webcast)، على سبيل المثال، تستدرك برامجها وتعيد بثّها في اليوم ذاته، بينما تستدركها القناة السادسة من التلفزيون الفرنسي بعد ساعة فقط من بثّها.
وتختلف المدة المتاحة لإعادة مشاهدة برامج التلفزيون الاستدراكي، حسب القنوات التلفزيونيّة، إذ تتراوح ما بين (48) ساعة بعد أول بثّ إلى شهر، فالمعدل الأوروبي هو أسبوع بعد أول بّث، وهذا ما تلتزم به القناة (الفرنكو ألمانية Arte)، والتلفزيون (الإسباني TVE) وتلفزيون “البي بي سي”، على سبيل المثال، بينما تشذّ القناة السادسة في التلفزيون الفرنسي عن هذه القاعدة بمنحها مدة أسبوعين للجمهور لإعادة مشاهدة ما فاته من برامجها، وتمنح القنوات المشفَّرة مدة أطول لمشاهديها، تصل إلى شهر وتقتصر على “مشتركيها” فقط.
جدل وشغف
بالرغم من أنّ مدة عرض برامج التلفزيون الاستدراكي تظلّ تخضع لتقدير القنوات التلفزيونيّة من أجل تلبية رغبة مشاهديها؛ إلا أنها تثير الكثير من الجدل، إذْ بإمكانها أن تزيل الجدار الرخو الفاصل بين خدمة الفيديو تحت الطلب (Video on Demand)، والأرشيف التلفزيوني الذي هو مادة غير مجانية، لقد التمس الفاعلون في الميدان (السمعي/البصري) من المُشَرِّع التدخل للفصل النظري بين الخدمتين: التلفزيون الاستدراكي والفيديو تحت الطلب، ووضع آليات عملية لحماية خدمة الفيديو التي ليست مجانيّة حتّى لا يلحق بها أي ضرر مادي بفعل انتشار التلفزيون الاستدراكي، وتعزيز مكانة ما تبثّه القنوات التلفزيونيّة المجانيّة خوفًا من تراجع جمهورها أكثر، خاصة بعد استشراء الاستدراك الممتد (Season Stacking).
من المتعارف عليه أن بعض المسلسلات التلفزيونيّة تتكون من العديد من الحلقات، وقد يستغرق بثّها أشهر حتّى وإن كانت تبثّ يوميًّا، وهي المدة الكافية التي تسمح للقناة التلفزيونية بخلق وشائج وألفة مع الجمهور، وترسيخ نمط من المشاهدة مبني على الشغف والانتظار والترقب، بينما الاستدراك الممتد يسمح للمشاهد بمتابعة كل حلقات المسلسل التلفزيوني دفعة واحدة دون انقطاع.
الفرق:
بغضّ الطّرف عن أن خدمة التلفزيون الاستدراكي التي تكون مجانية في القنوات التلفزيونية غير المشفرة، إلا أن الحدود الفاصلة بين الخدمات التي يقدمها كلّ من “تلفزيون الاستدراك” و”الفيديو تحت الطلب” و”الأرشيف التلفزيوني” تظلّ غير معروفة بدقة بالفعل، إن هذه الخدمة تنتمي إلى “الاستهلاك” غير الخطي للبرامج التلفزيونية، بمعنى أنها لا تفرض على المشاهد الالتزام بمواعيد مرتبة مسبقًا لمشاهدة هذه البرامج التلفزيونية أو تلك، أي أنها تحرّر المشاهد من ضغوطات الزمن، وتمكّنه من مشاهدة ما يرغب أن يشاهد متى يشاء وحيثما يشاء، ويمكن أن يعيد مشاهدة ما شاهده أكثر من مرة.
يرى الخبيران “لوران لوتايور” و”غريغوار ويبجل”، بالمجلس الأعلى السمعي/البصري الفرنسيّ، بأن خدمة التلفزيون الاستدراكيّ تختلف عن خدمة “الفيديو تحت الطلب”؛ لأنه مرتبط بشكل وثيق بالخط التحريري للقناة التلفزيونيّة التي يستدرك برامجها، وتستمد برامجه جاذبيتها من البثّ الأول في القناة التلفزيونيّة الأصلية، وتكمن قيمة التلفزيون الاستدراكي في قيمة القناة التي ينتمي إليها عضويًّا، ويتجلى هذا الانتماء من خلال هوّية وشعار ولون برامجه.
وبهذا يجعل التلفزيون الاستدراكي امتدادًا للقناة التلفزيونيّة الأم، فبدونها لا يوجد ما يستدركه، وهذا خلافًا لخدمة “الفيديو تحت الطلب “التي ينفصل فيها شريط الفيديو عن قناة البثّ ويفقد الصلة بها، ويتم التعامل معه وكأنه أنتج من خارج سياق المؤسسة التي أنتجته، هذا إضافة إلى أن مدة برامج التلفزيون الاستدراكي محدودة، بينما خدمة الفيديو ممتدة عبر الزمن، وتتطلب متابعتها مقابلاً ماليًّا، فعلاوة على نمط تسويق الخدمتين، تخضع كلتاهما إلى نظام مختلف من حقوق المؤلف.
هذا في البلدان التي تحترم حقوق المؤلف حقًا، وتملك مؤسسات تصونه، وبهذا فصل المجلس الأعلى السمعي/البصري الفرنسي في الخلاف بين الخدمتين بتاريخ 8 يناير 2008م، مؤكدًا بأنهما موجهتين لسوقين مختلفين تمامًا.
ويمكن أن نضيف إلى هذه الاختلافات تلك المتعلقة بمضمون المواد التي تقدمها الخدمتين، فمادة الفيديو تحت الطلب تقتصر في الغالب على برامج التخزين التي ذكرناها آنفًا، أي الأفلام الوثائقية، والمسلسلات التلفزيونية، والتحقيقات الاستقصائية الدسمة التي تطلبت أشهر من التحري لجمع البيانات عن الموضوعات الخطيرة أو التي يتم فيها التحايل على القانون، وتستثمر الكثير من الأموال لإنجازها.
بينما القسم الأكبر من برامج القنوات التلفزيونية غير المشَفَّرة يُعاد بثها عبر التلفزيون الاستدراكيّ، وهذا ما جعل هذا التلفزيون يتغذى من برامج التدفق التي ذكرناها أعلاه، فالبرامج الإخبارية والترفيهيّة بلغت (83 %) من مجمل برامج التلفزيون الاستدراكي في الاتحاد الأوروبي في عام 2014م، والبقية تركت لبرامج التخزين.
ولا زالت مدة عرض البرامج في التلفزيون الاستدراكيّ مثار جدل، فالبعض يعتقد أن إعادة مشاهدة أي برنامج تتناقص بعد (48) ساعة من بثه لأول مرة، فقيمته تكمن في استهلاكه لحظة بثه، أي عندما يحتفظ بــ “نظارته”، لذا مُنح للتلفزيون الاستدراكي مدة أسبوع فقط لبث برامج التخزين، ثمّ تحجب أو ترفع إلى خانة العرض غير المجاني.
وهذا الإجراء خفف قليلاً من التوتر الذي ساد العلاقة بين الأطراف المعنية بخدمتي التلفزيون الاستدراكي والفيديو تحت الطلب، وأرضى مالكي حقوق بثّ الأرشيف التلفزيوني، أما برامج التدفق فيمكن إعادة مشاهدتها خلال شهر أو يزيد.
وعلى العموم، يعتقد المنتجون والشركات المالكة لحق البثّ أن التلفزيون الاستدراكيّ لا يضرّ بتاتًا بخدمة التلفزيون تحت الطلب، بل بالعكس أنه يعمل على تعويد الجمهور على “استهلاك” البرامج التلفزيونيّة الدسمة والثقيلة، ويُحَضِّر المشاهدين للالتحاق بخدمة هذا الفيديو.
المحظورات
غني عن القول إنّ القنوات التلفزيونيّة ليست مجبرة على إعادة بثّ برامجها عبر التلفزيون الاستدراكيّ، باستثناء القنوات التلفزيونيّة غير التجارية؛ أي التي تعود ملكيتها للدولة والتي تفرض عليها اللوائح القانونيّة إعادة بثّ بعض البرامج التي تندرج في خانة المنفعة العامة، حتّى يتمكن الجميع من متابعتها.
بالطبع لا تستطيع القنوات التلفزيونيّة إعادة بثّ كل المواد التلفزيونيّة حتى لو رغبت في ذلك، فهناك بعض المحظورات، فمن أجل حماية الصناعة السينمائية في عز أزمتها يُمنع إعادة بثّ الأفلام السينمائية عبر التلفزيون الاستدراكي حتى لا تفرغ قاعات السينما من المشاهدين، ويسمح فقط للقنوات التلفزيونيّة المساهمة ماليًّا في إنتاج بعض الأفلام من إعادة بثها لمشتركيها لمدة محدودة، مثل قناة (بلس Canal Plus) الفرنسية، والقناة (الفرانكو – ألمانية) “أرتي”.
كما أن عقود استغلال برامج التخزين قد تحول دون إعادة بثّها، فبعض العقود تحدّد مرات البث، وتحصر حوامل العرض: “تلفزيون، هاتف ذكي، لوح إلكتروني”، كما يمكن الامتناع عن عرض بعض المواد التلفزيونيّة في التلفزيون الاستدراكي نزولاً عند رغبة مالكي حقوق بثّها.
هل يشكل التلفزيون الاستدراكي خطر على القنوات التلفزيونيّة؟
يعتقد البعض أن التلفزيون الاستدراكي يعمق أزمة القنوات التلفزيونيّة التي تفرّق جمهورها، الذي انصرف شبابه عن متابعتها ولجؤوا إلى الشاشات المتنقلة، ليس هذا فحسب، بل إن التلفزيون الاستدراكي يقدم عروض متنوعة: “مواد كاملة ومجزأة في شكل شرائط فيديو قصيرة أو مقاطع مختارة وحتّى ملخصات لحلقات من المسلسلات التلفزيونيّة، أو لقطات التوتر والمشادات في البرامج الحواريّة”، ويناسب هذا التنوع أكثر نمط المشاهدة عبر الشاشات المتنقلة، خاصة الهاتف الذكيّ واللوح الرقميّ، ويلبي مزاج الشباب غير الصبور المدمن على المشاهدة الخاطفة، ويتماشى وسلوكهم في مواقع الشبكات الاجتماعيّة.
يعتقد البعض أن هذه البرامج القصيرة التي تبث عبر التلفزيون الاستدراكيّ لا تؤثر سلبًا على القنوات التلفزيونيّة، بل بالعكس إنّها ترفع سمعتها وتعزّز مكانتها في المشهد التلفزيونيّ، ويمكن أن تجلب لها مشاهدين جدّد سواء من الشباب أو من الذين لم تسعفهم الظروف، نتيجة ضغوطات العمل أو الدراسة، أو زحمة المواصلات، أو التزامات عائليّة من متابعة برامجها أثناء بثّها لأول مرة.
يعمل التلفزيون الاستدراكي على إبقاء المشاهدين في “مجرّة” القنوات التلفزيونيّة، إنّه يُشكل في نظر المختصين نافذة على شبكة برامجها، ويعمل على توسيع حقل مشاهديها، فالتلفزيون الاستدراكي مكمل للقنوات التلفزيونيّة وليس بديلاً لها، حيث لا يمكن أن يحلّ محلّها، ولا يكون منافسا لها.
حتّى تكتمل الصورة
ستكون رؤيتنا للتلفزيون الاستدراكي ناقصة ما لم نلتفت إلى الجانب المالي، فغني عن القول إن نفقات هذا التلفزيون متواضعة جدًّا، لأن كلفة الإنتاج أو شراء حق البثّ تدفعها القناة التلفزيونية التي تبث برامجها مرتين عبر البثّ العادي ثُمّ الاستدراكيّ، وتجلب من خلالها عائدًا ماليًّا عبر الإعلان الذي تعدّدت أشكاله بدءًا بإدراج شريط متواصل للسلع والخدمات والشركات، وصولاً إلى بثّ الإعلان قبل انطلاقة البرنامج الاستدراكي (Preroll) ووسط مدة بثه (mid-roll) وبعدها، ومرورًا بالإعلانات المتجدّدة التي “تزيّن” واجهة موقع القناة التلفزيونيّة في شبكة الإنترنت التي تبثّ البرامج الاستدراكيّة.
هذا على الرغم من عدم الاتفاق على تسعيرة الإعلانات وطرائق حسابها في التلفزيون الاستدراكيّ، فبعض القنوات التلفزيونيّة تطلب (100) يورو لبث إعلان لمدة (30) ثانية في البرامج الطويلة التي يعاد بثّها، وبعضها الآخر يحسب سعر الإعلانات حسب عدد الحوامل التي يُعاد عبرها بثّ البرامج التلفزيونيّة؛ لكن ما فتح الباب لمستقبل الإعلانات التلفزيونيّة على يد التلفزيون الاستدراكي يتمثل في “الوشم الرقميّ” (watermarking) الذي يسمح للقناة التلفزيونية باحتساب عدد مشاهدي برامج التلفزيون المستدرك، والذي على أساسه يحدّد سعر الإعلانات، ويُمَكِّن المعلنين من جمع البيانات الشخصية المتعلقة بالمشاهدين، وتقديم صورة شبه تامة عنهم حتىّ يصلوا إلى صياغة إعلانات مُشَخّصة لكل فرد حسب حاجاته وميوله.