عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في مسقط، سلطنة عمان، يومي 9 و10 أكتوبر 2023، الاجتماع (27) للمجلس المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، وذلك لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المنظمتين. وترأس وفد مجلس التعاون معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية بسلطنة عمان، وترأس وفد الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية/نائب رئيس المفوضية الأوروبية. وشارك بالإجتماع معالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون.
ورحب المجلس المشترك بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه في تنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، والتي تم الإعلان عنها في اجتماعه السادس والعشرين في بروكسل في فبراير 2022، لتعزيز وتحديث مشاركتهم طويلة الأمد التي أرستها اتفاقية التعاون لعام 1988. وشدد الوزراء على الأهمية الخاصة لهذه الشراكة في ظل تزايد التهديدات الخطيرة للسلام والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
رحب المجلس المشترك باعتماد الإعلان المشترك للاتحاد الأوروبي بشأن الشراكة الاستراتيجية مع الخليج في مايو 2022. .استعرض المجلس المشترك تنفيذ برنامج العمل المشترك (2022-2027)، الذي يرسم حقبة جديدة من التعاون الوثيق بينهما في مجموعة واسعة من المجالات.
اتفق المجلس المشترك على عقد حوار منتظم ومنظم بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في مجال الأمن الإقليمي، على مستوى كبار المسؤولين، وتشكيل فرق عمل مشتركة عند الحاجة، في إطار هذا الحوار الأمني، لتنسيق الجهود بشأن القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك قضايا الانتشار النووي، وانتشار الصواريخ والطائرات بدون طيار، والأمن البحري، والأمن السيبراني، ومكافحة الإرهاب، وتمويل الإرهاب، والفكر الإرهابي، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات، والهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى أمن الطاقة، وأمن الإمدادات الغذائية العالمية، والتأهب للكوارث والاستجابة لحالات الطوارئ.
رحب المجلس المشترك بدعوة الاتحاد الأوروبي لتنظيم منتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي في بروكسل في المستقبل القريب، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون والدول الأعضاء في المجلس.
أشاد المجلس المشترك بنتائج المؤتمر الخليجي الأوروبي الاول لمكافحة الفكر المتطرف، الذي عقد بمجلس التعاون بالرياض في يونيو 2023، وشجع المجلسُ المشترك على استمرار التعاون في هذا المجال، وشدد على أهمية التسامح والتعايش السلمي بين الأمم والثقافات، وأقر بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يشابهها من أشكال التعصب، والتمييز بين الجنسين، وأعمال التطرف يمكن أن تساهم في تفشي وتصعيد واستمرار وعودة الصراعات، مؤكداً على ضرورة احترام الدول لسيادة القانون وحقوق الإنسان لجميع الأفراد الموجودين داخل أراضيها والخاضعين لولايتها القضائية وفقاً للقانون الدولي.
أقر المجلس المشترك توصيات الحوار الاقتصادي الثاني عشر بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في نوفمبر 2022 في بروكسل.
رحب المجلس المشترك بنتائج حوار التجارة والاستثمار الخامس الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض في مارس 2023.
أشاد المجلس المشترك بالمساهمات القيمة التي قدمها منتدى الأعمال السادس بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في بروكسل في نوفمبر 2022.
دعا المجلس المشترك إلى بذل جهود عالمية منسقة، بما في ذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
اتفق المجلس المشترك على أن التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في مجال البحث العلمي والابتكار يمثل فرصة مهمة لتقديم حلول مبتكرة، وخلق فرص عمل جديدة، ومعالجة تحديات التحول الأخضر والرقمي. كما أقر المجلس المشترك بالاهتمام المشترك بحوكمة الذكاء الاصطناعي. وشجع على تعزيز الجهود المشتركة التي تهدف إلى إنشاء أنظمة مستدامة، بما يساهم في نهاية المطاف في تحقيق الأمن الغذائي والمائي.
رحب المجلس المشترك بمناقشة تنسيق المساعدات الإنسانية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.
ناقش المجلس المشترك الأزمات الإنسانية الأكثر حدة في العالم، وأهمية ضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، فضلا عن الآثار الإنسانية لتغير المناخ.
تغير المناخ والبيئة:
أكد المجلس المشترك على الأهمية الملحة لتعزيز العمل المشترك للتخفيف من أثار تغير المناخ، والتكيف مع آثاره، وحماية البيئة، وتطوير الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة.
أشاد المجلس المشترك بمبادرة المملكة العربية السعودية للشرق الأوسط الأخضر وإعلانها إنشاء واستضافة أمانة لهذه المبادرة وتخصيص مبلغ 2.5 مليار دولار لدعم حوكمتها ومشاريعها. وأخذ المجلس المشترك علما بإعلان المملكة العربية السعودية عن إنشاء منظمة دولية للمياه مقرها الرياض. كما نوه بالمبادرة التي أطلقها رئيس المفوضية الأوروبية في أبريل 2023 نحو الأهداف العالمية لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وكذلك مبادرة دولة الامارات العربية المتحدة للتصدي لخطر ندرة المياه العالمية، داعياً إلى مزيد من التحرك العالمي الحاسم.
وافق المجلس المشترك على مواصلة المشاركة في أجندة مشتركة لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة، من خلال تعميق التعاون الفني لمواصلة المشاركة في التحول الأخضر المشترك في اقتصاداتهم.
القضايا الإقليمية والدولية:
أكد الوزراء دعمهم المستمر لدعم ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولاسيما احترام استقلال وسيادة وسلامة أراضي جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
سلط وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الضوء على أهمية التزام العراق بسيادة الكويت وسلامة أراضيها واحترام الاتفاقيات الثنائية والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود الكويتية العراقية. ودعوا إلى الترسيم الكامل للحدود البحرية الكويتية العراقية وراء النقطة الحدودية 162، مؤكدين أهمية التنفيذ الكامل لاتفاقية الكويت-العراق 2012 لتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، التي تم التوقيع عليها في 29 أبريل 2012، ودخلت حيز التنفيذ في 5 ديسمبر2013، وتم إيداعها بشكل مشترك في الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 2013. ورحب وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون بالجهود التي بذلها رئيس وزراء الكويت ورئيس وزراء العراق للتواصل، بما في ذلك اجتماعهم الأخير لمناقشة هذه القضية. وجدد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي دعمهم لقرار مجلس الأمن رقم 2107 (2013) الذي كلف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة إلى العراق (يونامي) بتعزيز الجهود المتعلقة بإعادة جميع الكويتيين ورعايا الدول الأخرى إلى وطنهم، بما في ذلك الأشخاص المفقودين، أو رفاتهم، تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وإعادة الممتلكات الكويتية، بما في ذلك الأرشيف الوطني. ودعوا العراق والأمم المتحدة إلى بذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل لجميع القضايا المطروحة.
جدد المجلس المشترك قلقه إزاء عدم إحراز تقدم نحو حل النزاع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الجزر الثلاث (أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى). وأكد مجددا دعمه للتسوية السلمية لهذا النزاع وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، إما من خلال المفاوضات الثنائية أو عن طريق إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية.
أعرب المجلس المشترك عن قلقه العميق إزاء الحرب ضد أوكرانيا، التي لا تزال تسبب معاناة إنسانية هائلة. وأكد المجلس المشترك من جديد احترامه لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي ذات الصلة.
أعرب المجلس المشترك عن قلقه العميق إزاء التطورات الخطيرة في إسرائيل وغزة وأدان جميع الهجمات ضد المدنيين. ودعا إلى حماية المدنيين، مذكّراً الأطراف بالتزاماتها بموجب المبادئ العالمية للقانون الإنساني الدولي. مشددا على الحاجة الملحة إلى حل سياسي للأزمة لتجنب تكرار هذه الحلقة المفرغة من العنف.
دعا المجلس المشترك إلى وقف كافة أعمال العنف وأي إجراءات أحادية، ودعم جهود المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن، للمساعدة في وضع حد للعنف وبدء الطريق نحو السلام والأمن. وأكد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التزامهم بحل الدولتين، يعيشان بأمان جنباً إلى جنب، على أساس حدود عام 1967، وفقاً لمبادرة السلام العربية وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والحفاظ على الوضع الراهن التاريخي والديني للأماكن المقدسة في القدس، والتسوية العادلة للاجئين.
رحب المجلس المشترك بالتواصل الدبلوماسي للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الأخرى مع إيران للسعي إلى تخفيف التصعيد الإقليمي، وشدد على أهمية التزام دول المنطقة بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، على أساس احترام سيادة وسلامة أراضي الدول واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وأكد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون التزامهم بضمان حرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة، وتصميمهم على ردع الأعمال غير القانونية في البحر أو في أي مكان آخر والتي قد تهدد الممرات الملاحية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية. وشدد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون على دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وجددوا دعوتهم لإيران للوفاء الفوري بالتزاماتها وتعهداتها النووية، ووقف تصعيدها النووي، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتمكينها من حل جميع القضايا العالقة في هذا الشأن وتقديم الضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي حصرا. وأكد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون مجددًا دعمهم للحل الدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية والتزامهم الدائم بضمان بقاء منطقة الخليج خالية بشكل دائم من الأسلحة النووية. وأكدوا على أهمية قرار مجلس الأمن رقم 2231، ودعوا إيران إلى وقف انتشار الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة التي تشكل تهديدا أمنيا خطيرا للمنطقة وخارجها، وجدد الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون التزامهما بالعمل معًا لمعالجة التهديدات التي تهدد السيادة والسلامة الإقليمية وغيرها من الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
شدد المجلس المشترك على الحاجة الملحة لتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن، مجدداً التزامه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، والتأكيد على أن الحوثيين لازالوا يشكلون تهديدا لاستقرار البلاد وأمنها. وأكد وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون دعمهم الكامل لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
أكد المجلس المشترك دعمه لعملية سياسية يمنية-يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، لإنهاء الصراع، على أساس مبادرة مجلس التعاون وآليتها التنفيذية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216. ورحب وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون بجهود (مجلس القيادة الرئاسي) لتعزيز السلام وتخفيف معاناة اليمنيين، مشددين على ضرورة اغتنام الحوثيين هذه الفرصة والانخراط بشكل إيجابي مع الجهود الدولية ومبادرات السلام الهادفة إلى إحلال السلام الدائم في اليمن.
أكد المجلس المشترك من جديد الالتزام بالتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية بطريقة تحافظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، وتلبي تطلعات شعبها، وتتوافق مع القانون الإنساني الدولي، ومع قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015).
أشار المجلس الوزاري المشترك بقلق بالغ الى الوضع الإنساني في القرن الأفريقي. حيث يعاني، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، 23 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون الجوع ونقص المياه الشديدين.
أعرب المجلس الوزاري المشترك عن قلقه العميق إزاء النزاع الذي اندلع في السودان في 15 بريل، والأزمة الإنسانية التي تلت ذلك، وأكد المجلس الوزاري المشترك ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه واستعادة أمنه واستقراره وتماسك مؤسسات الدولة للاستمرار في تقديم الخدمات الحكومية الأساسية.
القمة الخليجية الأوروبية والمجلس الوزاري القادم:
تأكيدًا على الاهتمام المتبادل بجعل الشراكة طويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون أكثر استراتيجية، رحب وزراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون بتنظيم أول قمة بين قادة الجانبين في أقرب فرصة.
اتفق وزراء مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي على عقد الاجتماع الوزاري المشترك الــ28 في عام 2024 في منطقة الاتحاد الأوروبي.