شهد مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات أعمال “منتدى التواصل الحكومي الثاني”، خلال الفترة من 22 – 24 أبريل 2019م في مسقط، وبحضور (1200) مشارك من القائمين على دوائر التواصل والإعلام في المؤسسات الحكومية العُمانية، إلى جانب خبراء وأكاديميين وإعلاميين وطلاب.
وأكد صاحب السمو شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار جلالة سلطان عُمان، أن هذا المنتدى يمثل منصّة تجمع العاملين في مجال التواصل والإعلام بكافة المؤسسات الحكومية، من أجل الاطلاع على التجارب والممارسات الرائدة التي ترمي للأخذ بآفاق التواصل الحكومي للمستقبل ومواكبة المتغيرات العالمية والتكنولوجية وتسخيرها لتنمية الإنسان، مشيرًا إلى أن التواصل والتفاعل مع المجتمع هي سياسات متبعة في معظم دول العالم.
من جانبه قال معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي، الأمين العام لمجلس الوزراء: إن هذا المنتدى يهدف إلى تجسيد دور مركز اتصالات الخدمات الحكومية في تعزيز كفاءة المؤسسات الحكومية في مجال التواصل، وأيضـًا يعتبر منصة لمناقشة الممارسات والتوجهات الجديدة في العمل الحكومي في هذا المجال.
رواد المنتدى يناقشون تجاربهم على مدار يومين
وخلال أعمال المنتدى أكد معالى وزير الإعلام في سلطنة عُمان، الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني، قال فيها: إن النسخة الثانية من منتدى التواصل الحكومي تأتي بحلة جديدة وبشكل أكثر تفاعلاً للاستفادة من الخبرات والتجارب، والاطلاع على عدد من المستجدات في قطاع الإعلام والتواصل الحكومي إلى جانب العديد من مهامه، مضيفـًا: إن مركز اتصالات الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء سعى منذ نشأته في عام 2017م، وبشراكة إستراتيجية مع وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومسؤولي دوائر وأقسام العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسات الحكومية، سعى لتنظيم التواصل بين المؤسسات الحكومية والمجتمع، والتفاعل مع القضايا الراهنة، من أجل رسالة إعلامية حكومية واضحة ومتفاعلة مع قضايا الإنسان.
من جانبه أوضح مدير عام الاتصالات بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، بدر الهنائي، أن المركز تمكن خلال الفترة الماضية من التكامل مع (108) مؤسسات حكومية تكون مع بعضها بالإضافة إلى المركز منظومة التواصل الحكومي، حيث يقوم المركز عبر تلك المنظومة بعقد لقاءات دورية معهم لاستعراض أفضل الممارسات، والوصول لرؤى مشتركة للتعامل مع التحديات، ومشاركة التجارب الرائدة بين المؤسسات الحكومية.
وتضمنت أعمال المنتدى جلسة بعنوان: “إدارة سمعة المؤسسات الحكومية” استعرض خلالها “جانداس ديفان” رئيس الاتصالات الحكومية بوزارة الاتصالات السنغافورية، تجربة جمهورية سنغافورة في هذا المجال، حيث قال: إن أهمية الإعلام والتواصل تكمن في إيصال الفـَهم المشترك للقضايا والسياسات المختلفة، وعلى الحكومات أن تقوم من خلال وسائل الإعلام المختلفة بتوضيح أهدافها والتحديات التي تواجهها بكل شفافية ووضوح، وقد لا يكون ذلك سهلاً، ولكنه الطريق لكسب ثقة المواطنين، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الإعلام الرسمي أو الحكومي، من بينها تعدد القنوات الإخبارية ووسائل التواصل، مما سهل انتشار الشائعات والأخبار الزائفة، بالإضافة إلى تنوع الثقافات والأعراق داخل المجتمع الواحد.
وأوصى “ديفان” بأن تلجأ الحكومات لاستخدام منصات عديدة ومختلفة لإيصال رسائلها وعدم الاعتماد بشكل كلي على وسائل الإعلام التقليدي فقط أو مواقع التواصل الاجتماعي، بل أن تعمل للتواصل مع المواطنين بصورة مباشرة، من خلال الحملات الإعلامية الميدانية.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان: “الإعلام وتعزيز الأمن الوطني: تحديات راهنة وتصورات مستقبلية” وشارك فيها كل من “أليكس آيكن”، الرئيس التنفيذي ورئيس وحدة الاتصال الحكومي بالمملكة المتحدة، والمقدم الركن أنور الحريبي من التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، حيث استعرض “آيكن” التجربة البريطانية في تعزيز الأمن القومي، من خلال بث الوعي المجتمعي حول أمن المعلومات وأهمية تقصي الأخبار من مصادرها الموثوقة، مشيرًا إلى دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تطور الإعلام، وأهمية أن تستخدم الجهات الرسمية والحكومية تلك التقنيات للوصول لجماهيرها، وقال: في المملكة المتحدة على سبيل المثال مكنّا المواطن من الوصول للمعلومات الرسمية والخدمات، من خلال تقنيات البحث الصوتية ومنصات الإعلام الجديد، مضيفـًا: مواكبة التكنولوجيا أمر مهم، ولكن الأهم هو تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة.
وأكد أنور الحريبي، على أهمية تسخير الإعلام لتعزيز الأمن الوطني، واستعرض عددًا من التحديات التي تواجه الأمن الوطني في سياق الإعلام، منها ما يتعلق بالاستهداف الافتراضي والمعرفي وتكوين حقائق بديلة، وترتيب أولويات التفكير الوطني للفرد والمجتمع، والأمنّنة المادية ذات الأهداف الاقتصادية، والقدرة على التأثير التراكمي المتداخل، بالإضافة إلى تحديات أخرى متعلقة بالتأثير في الثقافة الإستراتيجية والتحكم في مستوى عرض الأحداث.
كما عقدت جلسة بعنوان: “التواصل الإعلامي كقوة ناعمة للدول” قدمها كل من الدكتور عبد الله باعبود والدكتور نواف يوسف التميمي وهاني البسوس، حيث ناقشوا تعريف القوة الناعمة والمفاهيم المرتبطة بها، وأهمية الإعلام كقوة ناعمة ومكانه في المتغيرات العالمية والإستراتيجيات المستخدمة لتفعيله، والرؤية المستقبلية لتطور الإعلام باعتباره قوة ناعمة.
واشتمل المنتدى في يومه الثاني على العديد من أوراق العمل، منها: “التواصل الحكومي في ظل المتغيرات الاقتصادية”، و”شبكات التواصل الاجتماعي وتعزيز الاتصال المؤسسي”، و”الأطر التنظيمية للإعلام الجديد”، و”الاتصال المؤسسي وتعزيز رضا المتعاملين”، و”تخطيط الحملات الاتصالية”، و”آليات تعزيز أخلاقيات النشر في التواصل الحكومي”، و”مهارات التواصل وبناء العلاقات مع وسائل الإعلام”، و”أساليب قياس الرأي العام”.
واختتم المنتدى أعماله بعقد جلسات بعنوان: “دور الفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعي في القضايا الوطنية”، و”الإعلام الرقمي وصحافة الشبكات الاجتماعية.
كما تناولت جلسة: “دور الفاعلين في القضايا الوطنية”، محاور علاقة الفاعلين بقضايا الرأي العام، من حيث صناعتها وإثارتها أو متابعتها وطبيعة التفاعل مع المشروعات والسياسات الحكومية.
وتضمن المنتدى معرض (التميز في التواصل)، واستعرض فيه تجارب عدد من المؤسسات والشركات الحكومية في التواصل والإعلام المؤسسي، إضافة الى المشاريع المتأهلة في مسابقة أفضل مشروع تخرج لطلبة الإعلام والاتصال الجماهيري.
ومن الجدير بالذكر أن النسخة الأولى من المنتدى كانت في أكتوبر من عام 2017م، حيث شهد المنتدى الانطلاق الفعلي للعمليات بمركز التواصل الحكومي.