اطلقت السعودية مشروعها الكبير والتاريخي للاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، والذي يتضمن في مرحلته الحالية مسارين رئيسيين، أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها؛ والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءاً من الربع الأخير من 2023م.
إطلاق المشروع يأتي بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى منه، تحقيقاً لمستهدفات “رؤية 2030” في القطاع الرياضي، والهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية القطاع الرياضي، تحقيقاً لتميز المنتخبات السعودية والأندية الرياضية في المملكة، وكذلك اللاعبين.
أهداف المشروع
ثلاثة أهداف استراتيجية يقوم عليها المشروع، تتمثل في إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصاد رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية.
وبموجب المرحلة الحالية من المشروع، تتحول أندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر إلى شركات ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة 75 في المئة من كلٍ منها، فيما تمتلك مؤسسات غير ربحية، تضم أعضاء الجمعيات العمومية للاندية، نسبة الـ 25 في المئة.
وسيتألف مجلس إدارة شركة كل نادٍ من 7 أعضاء، يعيّن الصندوق 5 منهم، وترشح المؤسسة غير الربحية العضوين الآخرين ويترأس أحدهما مجلس إدارة الشركة.
وبعد تحويل الأندية الاربعة إلى شركات، سيتأسس صندوق استثماري مملوك لشركة كل ناد يستهدف تحقيق عائد سنوي.
كما سينقل المشروع ملكية 4 أندية، بعد تحويلها إلى شركات، لجهات تطوير تنموية، بينها شركة “نيوم” التي ستمتلك نادي الصقور، فيما ستؤول ملكية نادي القادسية لشركة “أرامكو” السعودية، وملكية نادي العلا للهيئة الملكية لمحافظة العلا، أما هيئة تطوير بوابة الدرعية فستمتلك نادي الدرعية. وأطلق المشروع مسارًا آخر يطرح عددًا من الأندية، من مختلف الدرجات، للتخصيص خلال الربع الأخير من عام 2023 بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص.
الهدف من نقل ملكية الأندية وتخصيصها بشكل عام، هو تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي ،إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات ريال إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
وتشهد السعودية بعد إعلانها هذا المشروع الطموح نقلة نوعية وكبيرة في مجال الرياضة وكرة القدم تحديداً، من خلال جذب العديد من نجوم كرة القدم في العالم للانضمام لانديتها المحترفة.
تحوّل نوعي وتاريخي
وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل قال: إن اطلاق ولي العهد هذا المشروع الرياضي الضخم يمثل تحولاً نوعياً وتاريخياً للقطاع الرياضي بالمملكة، سيسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة، وتعزيز التنافسية، بما ينعكس على حاضر الرياضة السعودية ومستقبلها.