منذ أيام كنت زائرًا لإحدى الفعاليات الدولية الكبرى بدولة عربية، ولفت نظري لبس عدد من الأجانب لزي يعتقدون أنه لباسًا خليجيًّا أصيلاً بلونه الأحمر وعقاله الأسود، وبشكل فوضوي يعيدنا إلى المشاهد المكررة والمترسخة عن العرب عمومًا والخليجيين خصوصًا في الأفلام العالمية التي بدأت بفيلم “العرب” 1915م، ثم “الشيخ” 1921م، مرورًا بفيلم “كازبلانكا” 1942م، وفيلم “لورانس العرب” 1962م، لتستمر بعدها قائمة طويلة من الأفلام وحتى الآن.
د. جاك شاهين الأمريكي اللبناني الأصل يقول في كتابه “العرب الأشرار في السينما .. كيف تشوه هوليوود أمه”: أكثر من (900) فيلم ظهرت فيها شخصيات عربية منها (12) فيلما تقدم صورة إيجابية للعربي و(50) فيلمًا تقدم صورة متوازنة، فيما الأغلبية الباقية تقدم العرب بصورة سلبية ترتبط بالتخلف والعدوانية وحب المال وتتبع الشهوات.
الأدهى والأمر أن كثيرًا من الأفلام المسيئة للعرب صورت أجزاء منها في دول عربية!!!
وعودة إلى الزي الخليجي كان المشهد الأكثر إيلامًا أن هناك من يبيع هذا الزي بشكل رسمي وكأننا نستمتع بجلد ذاتنا ثم نلوم الآخرين!!!
إذا كان الغرباء لا يعرفون زينا ولا واقعنا، فهذا تحدي قد نجد له عذرًا، ولكن الأقسى إيلامًا عندما نكرر هذه الصورة الهزلية في إعلامنا وشوارعنا ووسائل تواصلنا الاجتماعي من خلال الإعلانات والترويج لمنتجاتنا المحلية.
العتب ليس على المنتج الذي يلبس شخصية الإعلان أقمشة حمراء كغطاء موائد الطعام ويكسو ملامحنا بلحى غير مرتبة وإلقاء خليجي مقعر لتكون معززة للصورة النمطية المرسومة عنا.
إذا كان الغريب يصمم لنا وينمطنا، فلماذا جهات البث تجيز عرض هذه الصورة أو المشهد؟ ولماذا لا نرفض ما يؤذينا؟ ونحن نملك قرار البث والاختيار، بل إننا ندفع الملايين مقابل صورة نمطية سطحية ومؤذية ومشوهة للحقيقة، وياكد مالك خلف!!!
العربي والخليجي تحديدًا يعتز بهويته ولا يتنكر من تاريخه ولا يتخلى عن ماضيه، ولكنه يرفض وضعنا في صورة مؤطرة لا تهتم بالقرار ولا تحسن الاختيار.
ما يهم هو نمطية الصورة وتشويه الإنسان وثقافته وتاريخه وزيه التقليدي الجميل .. الأشياء الكبيرة والأهداف البعيدة تبدأ بجزئيات بسيطة يتم ربطها بالعنف والتطرف والعنصرية ومعاداة الحياة.
صدى القول يردد: بكم هازا الزين؟ واللي ما يفهم يتعلم!!!