أكد الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبد اللطيف الزياني، إن منطقتنا شهدت كثيرًا من التغييرات، وهي مازالت تواجه العديد من التحديات، إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو رؤية مجلس التعاون، وهي “تحقيق الازدهار” بكل ما تعنيه الكلمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وشدّد الزياني، أمام القمة الاقتصادية العربية البريطانية التي عُقدت في لندن مطلع يوليو الماضي، شدّد على أنها رؤية كل الدول العربية، بل وجميع دول العالم. وأضاف إن تحقيق الثروة من خلال الأعمال والتجارة والصناعة وغيرها من المجالات الاقتصادية هو عامل أساس ومهم، والسبيل إلى ذلك يكمن في كلمتين “التفاهم” و”التعاون” وهما أساس العمل الواسع والشامل الذي تقوم به غرفة التجارة العربية البريطانية في هذا المجال.
وأشار الى أن الشراكة الإستراتيجية الوثيقة بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة هي سبيلنا لعملنا المنتظم لتعزيز التعاون في جميع القطاعات، كما أنها تشجعنا – أيضـًا – على النظر إلى ما وراء الحدود والعمل سويـًا وفق نطاق من الأولويات المشتركة بما في ذلك، على سبيل المثال، الدفاع والأمن الإقليميين، ومكافحة الإرهاب وتمويله والتطرف والجريمة المنظمة.
وأضاف إننا في مجلس التعاون نعدُّ أنفسنا للمستقبل بطرقنا الخاصة، وجهودنا المتواصلة، وبخطط وطنية طموحة تعتمد على الاستثمار الداخلي والخارجي، إلا أن النجاح يعتمد على التغيير الكلي للتفكير من الاعتماد السلبي إلى الابتكار الفعال؛ من مجتمع يُنظر فيه إلى القطاع العام على أنه الجهة الرئيسة للعمل والإنتاج إلى مجتمع يشجع وجود قطاع خاص حيوي يتمتع بتفكير متقدم وبثقافة ريادة الأعمال.
وقال الزياني: “إن التركيبة السكانية (الديموغرافية) لمجتمعنا النامي، وارتفاع نسبة الشباب، أصبحت تمثل ركنـًا أساسيـًّا في جهود التنمية والتطور. إن مجتمعاتنا قادرة على تعزيز الديناميكية وتسخير الطاقة والموارد لشعوبنا الفتية، ومن ثم تستطيع أن تقودنا إلى عالم جديد نابض بالحياة يتمتع بتقنيات وإمكانات لم نكن نحلم بها منذ سنوات قليلة. وقال: إن علينا أن نغرس في مجتمع الشباب، من الذكور والإناث، المهارات وروح الابتكار والريادة والمعرفة والعلم والتقنية والمهارات الإدارية والجدارة والقيادة، عندها فقط تصبح دولنا قادرة على المنافسة العالمية في هذه الحقبة الجديدة، مؤكدًا أن دول مجلس التعاون قطعت خطوات متميزة تجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لتكون بمثابة حجر الأساس لبناء هذه الفرص الجديدة”.
وأشار الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى أن هناك الكثير الذي نستطيع أن نتعلمه من النموذج البريطاني في مجالات عدة، كالتجارة وإنشاء الصناعات المحلية بخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، والجامعات العريقة والمعاهد التعليمية المتخصصة في شتى المعارف، مشيرًا إلى أن خبرة المملكة المتحدة في مجال الطاقات المتجددة يمكن أن تُسهم من دون شك بشكل كبير في برامج الطاقة المتجددة لدينا بخاصة بما لدينا من إمكانات طبيعية هائلة في هذا المجال.
وأشار الأمين العام إلى أن المملكة المتحدة ومجلس التعاون هما في وضع ملائم لتوحيد خبراتهما وتجاربهما واستغلال الفرص الجديدة المتأتية، فكلاهما غني بالإمكانات المتاحة، فكما أن المستثمرين الخليجيين متواجدون بكثرة في المملكة المتحدة، كذلك فإن دول مجلس التعاون لديها الكثير لتقدمه إلى الشركات البريطانية الباحثة عن الاستثمار في نطاق واسع من المجالات.
وقال إن: “الرؤيا المشتركة” تتلخص في مفهوم (التكاملية): وهو إدراك أن كلا من المملكة المتحدة والعالم العربي لديهما الكثير ليقدمانه، فلديهما رغبة مشتركة في زيادة رفاه المواطنين، إلى جانب إدراك الحاجة إلى توسيع هذه الاحتياجات التنموية على الصعيدين الإقليمي والدولي لضمان استدامتها، كما إن كلا الجانبين يواجهان تحديات عديدة يمكن التغلب عليها من خلال توحيد الخبرات والمعرفة، بالإضافة الى ما لديهما من موارد طبيعية وبشرية واقتصادية هائلة يمكن استغلالها لتحقيق فوائد عديدة للجانبين”.