آفاق جديدة لصناعة البودكاست والمحتوى الصوتي العربي
أُقيمت في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2022م، بدبي، فعاليات الدورة الثانية من “دبي بودفست” أوسع ملتقى لصناع المحتوى الصوتي على مستوى العالم العربي، الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، بمشاركة نخبة من أبرز مطوري ومقدمي برامج “البودكاست” في المنطقة، والذي ناقش آفاق ومتطلبات تنمية هذا القطاع الجديد ضمن بيئة الإعلام الرقمي.
شارك في الملتقى جمع من أبرز صُنّاع “البودكاست” والمحتوى الصوتي، ضمت على سبيل المثال معين جابر، مؤسس بودكاست “سردة”، ومحمد قاسم، مقدم بودكاست “سايوير”، وأنس بوخش، مقدم بودكاست (ABpodcast)، وعبد الرحمن أبو مالح، مقدم بودكاست “فنجان”.
كما شارك عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين بهذه الصناعة الواعدة، وتناولت نقاشاتهم مستقبل “البودكاست” في العالم العربي، ومتطلبات تحويل المحتوى الصوتي إلى منتج احترافي، وتعزيز معدلات نمو سوق هذه الخدمة الإعلامية التي تشهد معدلات نمو عالمية كبيرة، فضلاً عن دور المؤسسات والمنصات الإعلامية في دعم هذا التوجه.
آفاق البودكاست
نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، منى غانم المرّي، أكدت على العمل عن قرب مع أبرز القائمين على قطاع التدوين الصوتي وصناعة البودكاست في المنطقة والعالم، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، من أجل اكتشاف المواهب المبدعة في هذا المجال، ودعم تطورها وإمدادها بالخبرات اللازمة للتميز وتقديم محتوى صوتي عربي رفيع المستوى، من خلال برامج ومبادرات سيتم تنظيمها خلال المرحلة المقبلة، لتنمية رصيد المنطقة من صناع المحتوى المبدعين لتأكيد فرص نموه واستدامته.
فيما أكد دانيال كارلسون، نائب الرئيس لتطوير الأسواق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإستراتيجية العالمية في شركة “ترايتون العالمية”، أن صناعة البودكاست تشهد تطورًا كبيرًا ومتسارعًا في العالم العربي، في ضوء التزايد المستمر في أعداد قنوات البودكاست سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، خاصة في منطقة الخليج.
وقال كارلسون: إن استهلاك “البودكاست” نما بشكل كبير في المنطقة والعالم على وجه العموم، خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث كانت جائحة (كوفيد – 19) أحد أهم الأسباب وراء هذه الطفرة الكبيرة في أعداد المتابعين، بما أحدثته من تغيير في أنماط الاستهلاك الإعلامي بصورة عامة، مشيرًا إلى أن صناعة المحتوى الصوتي ينتظرها مستقبل واعد في ضوء الأرقام والإحصاءات الحالية، لهذه الصناعة على مستوى المنطقة العربية، مستشهدًا بدراسة أعدتها شركة “نكست برودكاست ميديا” والتي أظهرت نموًا كبيرًا في حجم سوق الإعلانات على البودكاست خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
مشاركون ونقل التجارب
أكد المشاركون على ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة من خلال توفير التمويل اللازم لها ورصد المقومات اللازمة لتحفيز نمو المحتوى الصوتي وتوسيع نطاق متابعيه، بما يُسهم بقوة في النهوض بهذا الشكل الإعلامي الجديد، فضلاً عن ضرورة العمل على تعزيز التواجد العربي فيه من خلال محتوى رفيع الجودة وذي مردود إيجابي على المجتمعات العربية.
وتناولت جلسة “الاستدامة المالية وآفاق تطوير البودكاست عربيًّا” موضوع التمويل، وشهدت مناقشات مبتكرة تركزت حول ضرورة العمل على توفير التمويل اللازم لهذه الصناعة الرقمية الجديدة في ظل النمو السريع لقطاع البودكاست عالميًّا، فيما شهدت جلسة “مقومات نجاح البودكاست في عالم سريع التغيُّر” مناقشة السُبل الكفيلة بالنهوض بالبودكاست في المنطقة العربية واستكشاف متطلبات تعزيز المحتوى الصوتي في العالم العربي.
وفي محاولة لرصد موقع البودكاست من خارطة الإعلام في المنطقة العربية، تناول المشاركون في جلسة “المحتوى الصوتي.. هل يكون الحصان الرابح في سباق الإعلام الرقمي؟” مقاربة مهنية بين صناعة المحتوى الصوتي والبودكاست وقنوات البث التلفزيوني، وهل يتكامل كل منهما مع الآخر أم يتنافسان.
المشاركون في جلسة “البودكاست العربي.. نظرة على المستقبل” ناقشوا الآفاق المستقبلية للمحتوى الصوتي المنتج في المنطقة العربية، وقدرته على المنافسة عالميًّا، إضافة إلى قلة الإنتاج الصوتي في مقابل إنتاج القصص المصورة على منصات التواصل الاجتماعي، ومتطلبات البودكاست العربي للانتشار والمنافسة، وتناولوا أهمية المحتوى القوي للبودكاست وضرورة تنوعه ليتناسب مع اهتمامات المتلقي، وضرورة التعاون بين صُناع المحتوى للإعلان عن برامجهم، والبحث عن الدعم من الشركات الراغبة في الإعلان عبر المحتوى الجيد.
ودعا المشاركون صناع المحتوى إلى البدء في إنتاج “البودكاست” الخاص بهم ولو بأدوات بسيطة، حتى يتمكنوا من معرفة التطبيقات التي قد تساعدهم على تحسين جودة الصوت، بينما يجب أن يكون المحتوى متميزًا، والقصة ملهمة تجذب المتلقي، فيما استعرضت جلسة “سوالف بودفست” دور “البودكاست” في سرد القصص الإنسانية وانتشارها حول العالم.
وناقش صناع البودكاست التحديات التي يواجهونها، ومنها قلة الدعم وهو ما يدفعهم للبحث عن معلنين ليضمنوا لهم الاستمرارية في صناعة المحتوى وتطويره، كما سلطت جلسة “الصوت والصورة في عالم البودكاست .. تكامل أم تنافس” الضوء على التطور الكبير الذي يشهده قطاع البودكاست كثقافة تدوين صوتي، وخروجه من إطار الصوت إلى عالم الصورة، وإيصاله إلى المحتوى الصوتي عبر مختلف الأدوات الإعلامية والمنصات الرقمية.