عقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019م، دورته الأربعين، في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية ‒حفظه الله‒ وقد تبلورت رؤية أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز العمل الخليجي المشترك، من خلال البيان الختامي الصادر في ختام أعمال الدورة الأربعين، ومن أبرز ما جاء فيه:
1-تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، على توليه رئاسة اجتماع المجلس الأعلى في دورته الـ(40)، وتقدير ما تضمنته كلمته الافتتاحية من حرص واهتمام على تفعيل مسيرة التعاون بين دول المجلس في كافة المجالات.
2-عبّر المجلس الأعلى عن بالغ تقديره وامتنانه للجهود الكبيرة الصادقة والمخلصة، التي بذلها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، سلطان سلطنة عُمان، حفظه الله، وحكومته الموقرة، خلال فترة رئاسة سلطنة عُمان للدورة الـ(39) للمجلس الأعلى، وما تحقق من خطوات وإنجازات مهمة، وهنأ المجلس دولة الإمارات العربية المتحدة على استلامها دور الرئاسة خلال العام القادم، متمنيًّا لها التوفيق في تعزيز مسيرة مجلس التعاون في كافة المجالات.
3-تأكيد الحرص على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق مزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون، بما يحقق تطلعات المواطن الخليجي.
4-الإشادة بالمساعي الخيرة والجهود المخلصة التي يبذلها سمو أمير دولة الكويت، لرأب الصدع الذي شاب العلاقات بين الدول الأعضاء، ودعم تلك الجهود وأهمية استمرارها في إطار البيت الخليجي الواحد، وهنأ المجلس الأعلى صاحب السمو أمير دولة الكويت على نجاح الفحوصات الطبية التي أجريت لسموه مؤخرًا متمنيًّا لسموه الصحة والعافية.
5-أكد القادة ضرورة تنفيذ كافة قرارات المجلس الأعلى والاتفاقيات التي تمَّ إبرامها في إطار مجلس التعاون، وفق جداولها الزمنية المحددة، والالتزام بمضامينها، لما لها من أهمية في حماية أمن الدول الأعضاء وصون استقرارها وتأمين سلامتها ومصالح مواطنيها، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية مستقرة تعزز من رفاه مواطني دول المجلس.
6-أكد المجلس الأعلى على أن الاعتداء التخريبي الذي تعرضت له منشآت إمدادات النفط للأسواق العالمية في المملكة العربية السعودية سبتمبر 2019م، موجه لإمدادات الطاقة الدولية، وهو استمرار للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو باستخدام أسلحة إيرانية، ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إدانة مـَن يقف وراء ذلك والتصدي لهذه الأعمال الارهابية التي تمسُّ عصب الاقتصاد العالمي، مشيدًا بدعوة المملكة العربية السعودية خبراء دوليين من الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، ومؤكدًا وقوف دول المجلس مع ما تتخذه المملكة العربية السعودية من إجراءات في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات، وبما يكفل أمنها واستقرارها.
7-وجه المجلس الأعلى الجهات المختصة في الدول الأعضاء وفي إطار مجلس التعاون باستكمال كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة أراضيها ومياهها الإقليمية ومناطقها الاقتصادية، وأكد على أهمية دور المجتمع الدولي في الحفاظ على حرية الملاحة في الخليج العربي والمضايق الدولية أمام أي تهديد، ومشيدًا بما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من جهود لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة لهذا الغرض.
8-أشاد المجلس الأعلى بنتائج مؤتمر الأمن والدفاع لرؤساء الأركان بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزلندا، واليونان، الذي عُقد في الرياض أكتوبر 2019م، والذي أكد على الموقف الموحد ضد الاعتداءات على المملكة العربية السعودية واستهداف البنى التحتية للاقتصاد والطاقة وإدانتهم لها، بوصفها اعتداء على الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي، مثمنين ما عبروا عنه من الدعم الكامل لجهود المملكة العربية السعودية التي بذلتها للتعامل مع هذه الأعمال الإجرامية، وحقـّها وشركائها في الدفاع عن نفسها وردع أي اعتداءات أخرى بما يتوافق مع القانون الدولي.
9-رحّب المجلس الأعلى بتسلم المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين (G20)، في شهر ديسمبر 2019م، واستضافتها لقمة المجموعة في نوفمبر 2020م، واجتماعات الدورة الخامسة عشرة، معربًا عن ثقته في دور المملكة العربية السعودية في تعزيز التعاون وتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره، وإبراز الدور الذي تقوم به منظومة مجلس التعاون في هذا الشأن.
10-هنأ المجلس الأعلى دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها معرض “إكسبو 2020م”، مؤكدين دعمهم الكامل لإنجاح هذا الحدث العالمي باعتباره نجاحًا لكافة دول وشعوب المجلس، عبر تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى التي من شأنها أن تُعزّز حوار الثقافات، وتتيح التواصل بينها، وترسّخ مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال.
11-أشاد المجلس الأعلى بتوقيع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على إنشاء مجلس التنسيق السعودي البحريني، انطلاقـًا من حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي واعتماد الإستراتيجية المشتركة للتكامل في شتى المجالات، وأكد المجلس أن إنشاء هذا المجلس يُعدُّ رافدُا من روافد العمل المشترك بين الدول الأعضاء، ويعزز المسيرة المباركة بما يحقق تطلعات وطموحات دول المجلس وشعوبها.
12-أشاد المجلس الأعلى بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، وإطلاقها “مسبار الأمل” الذي سيبدأ مهمته عام 2020م، ليصل إلى كوكب المريخ عام 2021م، معربًا عن تقديره لهذه الخطوة المميزة، وما ستحققه لتطوير المعرفة والبحوث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية والارتقاء بمكانة المنطقة في سباق الفضاء.
13-أشاد المجلس الأعلى بنجاح بطولة كأس الخليج في دورتها الرابعة والعشرين، والتي استضافتها دولة قطر خلال الفترة من 26 نوفمبر حتى 8 ديسمبر 2019م، وبالتنظيم المتميز والجهود التي بذلتها في إنجاح هذه البطولة.
14-استعرض المجلس الأعلى تطورات العمل الخليجي المشترك، وأكد على أهمية الحفاظ على مكتسبات المجلس وإنجازات مسيرته التكاملية، ووجه الأجهزة المختصة في الدول الأعضاء والأمانة العامة واللجان الوزارية والفنية بمضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف السامية التي نص عليها النظام الأساسي لمجلس التعاون.
15-أبدى المجلس الأعلى ارتياحه لما تمَّ إحرازه من تقدم في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ(36) في ديسمبر 2015م، وكلّف المجلس الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية، والأمانة العامة وكافة أجهزة المجلس، بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات، وفق جداولها الزمنية، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية في إطار مجلس التعاون، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس تحفظ مصالحه ومكتسباته وتُجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية، وتلبي تطلعات مواطنيه وطموحاتهم.
16-اطلع المجلس الأعلى على ما وصلت إليه المشاورات بشأن تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته (36) حول مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ‒ رحمه الله ‒ بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوجيه المجلس الأعلى بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليفه المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة باستكمال اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ورفع ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته القادمة.
17-اطلع المجلس الأعلى على تقرير متابعة تنفيذ برنامج عمل هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، ووجه بوضع خارطة طريق لاستكمال الدراسات والمشاريع المتعلقة بتحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025م، مؤكدًا أهمية استمرار تعميق التعاون والتكامل في المجال الاقتصادي بين دول مجلس التعاون.
18-وافق المجلس الأعلى على قيام لجنة التعاون المالي والاقتصادي باعتماد وتنفيذ القرارات اللازمة لمتطلبات العمل المشترك في إطار الاتحاد الجمركي، والتعديلات المتعلقة بالتعرفة الجمركية الموحدة، وضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية، والسوق الخليجية المشتركة، وتطبيق القرارات والتدابير الخاصة بمكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية بالتنسيق مع اللجان والمجالس والهيئات المختصة في إطار مجلس التعاون.
19-صادق المجلس الأعلى على قرارات مجلس الدفاع المشترك في دورته السادسة عشرة، مؤكدًا الحرص على تنفيذها حسب الإجراءات والتنظيمات المتبعة في ذلك، وبارك ما توصل إليه مجلس الدفاع المشترك في المجالات العسكرية المختلفة، بما في ذلك ما يتعلق بمواجهة التهديدات المتنامية ضد دول المجلس وخاصة تهديد الملاحة في الخليج العربي والمضائق الدولية، واستكمال تفعيل القيادة العسكرية الموحدة، وتطوير المشاريع العسكرية المشتركة وإدامتها.
20-رحب المجلس الأعلى بافتتاح المقر الرسمي للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، في مملكة البحرين، في نوفمبر 2019م، الهادف إلى توفير أجواء آمنة لضمان حرية الملاحة البحرية، والتجارة الدولية، وبدء مهامه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وعضوية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية ودولة قطر، ودولة الكويت، والمملكة المتحدة، وإستراليا، وألبانيا، مؤكدًا أن ذلك سيعزز أمن وحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وبحر عُمان وباب المندب.
21-عبر المجلس الأعلى عن تقديره البالغ للجهود الكبيرة والمخلصة والمميزة، التي بذلها معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، الذي سوف تنتهي فترة عمله في نهاية شهر مارس 2020م، وإسهاماته الفعالة في مسيرة العمل المشترك، أثناء فترة عمله.
22-قرر المجلس الأعلى تعيين معالي الدكتور نايف بن فلاح بن مبارك الحجرف، من دولة الكويت، أمينـًا عامًا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، اعتبارًا من أول أبريل 2020م، متمنيًّا لمعاليه التوفيق والسداد في مهامه الجديدة.
23-أبدى المجلس الأعلى ترحيبه بأن تكون دورته الحادية والأربعون لـمملكة البحرين، بمشيئة الله تعالى.