في مهرجان (ON DXB) نجوم العالم يناقشون تطوير المحتوى الإعلامي ويعرضون تجاربهم الملهمة

دبي ‒ إذاعة وتلفزيون الخليج

في مدينة دبي للاستديوهات وخلال الفترة من 21 ‒ 23 نوفمبر 2019م، تابعنا عددًا من نجوم صناعة الإعلام والترفيه والفيديو والألعاب في أحدث إضافة للأنشطة الإبداعية الدولية المتخصصة، نجوم من أنحاء العالم شاركوا في فعاليات مهرجان (ON DXB) أو “الملتقى الإقليمي لتطوير المحتوى والإعلام الجديد”، الذي نظمته مدينة دبي للإعلام بالتعاون مع لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي.

بدأت الفعاليات بعرض لأوركسترا الإمارات السيمفوني للشباب، ثم مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل والمقابلات التي شارك فها أهم مشاهير المحتوى وممثلي أبرز العلامات التجارية من شتى أنحاء العالم، قدموا خلاصة خبراتهم وتجاربهم الملهمة وناقشوا أهم التحولات والتطورات في المشهد الإعلامي والصناعات المرتبطة بالمجالات الأربعة التي يركز عليها المهرجان.

 شهدت منطقة “إنداستري أرينا” أكثر من (100) فعالية و(60) جلسة حوارية أقيمت على مسارح “سيركل ستيج”، و”الفن ستيج”، و”سيشن ستيج” على مدار الأيام الثلاثة، الأمر الذي أتاح للمختصين والزوار الاطلاع على أحدث التجارب في مجال الإعلام والترفيه، وذلك من خلال سلسلة من الأنشطة التفاعلية الحية مثل العروض الموسيقية والعروض البصرية وعروض الأفلام والألعاب الإلكترونية الجديدة مع فرص نادرة لاستعراض التقنيات الحديثة المستخدمة في إنتاج الأفلام ومقاطع الفيديو والموسيقى وتطوير الألعاب الإلكترونية وغيرها.

وقال ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام: إن المهرجان استقطب شريحة واسعة من الشباب العربي والمواهب الناشئة في المنطقة، فضلاً عن أصحاب الخبرات والتجارب الناجحة في شتى المجالات المرتبطة بقطاعي الإعلام والترفيه، واستجابت للمهرجان كبرى الشركات الرائدة في قطاع الإعلام وتطوير المحتوى.

وأضاف السويدي: إن الملتقى يسعى إلى إحداث تغيير نوعي في مجال الإعلام والمحتوى الجديد الذي يخضع لهيمنة شبه كاملة من الغرب، في حين تحتاج المنطقة العربية إلى مزيد من المنصات الداعمة للإبداع في هذا المجال، والتي توفر المجال لكي تكون للمنطقة قدم راسخة في القطاعات الإعلامية والترفيهية الجديدة التي ظهرت نتيجة التطور التكنولوجي الهائل في العالم.

 وشهد المهرجان مشاركة المخرج والمنتج السينمائي الأمريكي الشهير “سبايك لي”، والمغني البريطاني المعروف “كانو”، بالإضافة إلى الممثلة والمنتجة “ليزا كوشي”، إلى جانب مجموعة كبيرة من صناع الأفلام والمحتوى والموسيقى من دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف أرجاء المنطقة وعدد من العلامات التجارية العالمية مثل “فيسبوك، وسبوتيفاي، وتنسنت” وغيرها.

وفي إطار فعالية “مقابلة مع سبايك لي”، فقد اعتلي المخرج الشهير خشبة مسرح “سيركل ستيج” في منطقة “إنداستري أرينا” في جلسة حوار تطرّق خلالها إلى قوة الإعلام، وحديث عن مسيرته المهنية التي تتجاوز ثلاثة عقود، أخرج خلالها أشهر أفلامه وأنجحها، أمثال “دو ذا رايت ثينغ” و”شيز غوتا هاف إت” و”جانغل فيفر” و”مالكولم إكس” و”سامر أوف سام” وفيلم “بلاك كلانزمان” الحائز جائزة الأوسكار.

ولأن الألعاب الإلكترونية احتلت حيزًا بارزًا ضمن فعاليات المهرجان، فقد استقبل المهرجان الشخصية المعروفة في مجال الألعاب الإلكترونية “ريان الأحمري” من المملكة العربية السعودية، وهو صاحب قناة “يوتيوب” الأكثر متابعة في العالم العربي، الذي تحدث عن قصة نجاحه، واستقطاب (6.7) ملايين مشترك على قناته الخاصة.

وبجانب العروض المتخصصة شهدت المنصات الحوارية للمهرجان مشاركة فارس عقاد، مدير شراكات فيسبوك في الشرق الأوسط، الذي تحدث خلال جلسة بعنوان: “المحتوى اليومي”، وجلسات حوارية أخرى من أبرزها مقابلة مع “ليزا كوشي” المنتجة الأمريكية ونجمة موقع يوتيوب العالمية، بالإضافة إلى جلسة حوارية استضافت المدونة العراقية “نور ستارز” وهي أول مؤثرة ونجمة يوتيوب في العالم العربي حققت نجاحًا بارزًا تمثل في جذب شريحة واسعة من الجمهور العربي وصل إلى (10) ملايين مشترك.

واستضاف المهرجان الفيلم الإماراتي (مسك) للمخرج حميد السويدي، بحضور الممثل محمد الحمادي، الذي شارك في حلقة نقاشية بعد عرض الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل فيلم إماراتي في مهرجان العين السينمائي، وشارك أخيرًا في مهرجان “كاغران” السينمائي المتنقل بمدينة مومباي، ومهرجان “تازة” الدولي لسينما التنوع بالمغرب، كما عُرض في مهرجان الخطوط الجوية الإماراتية للأفلام القصيرة، وفي جامعة السوربون في أبو ظبي.

ولأن الموسيقى تمثل جانبًا مهمـًا من المهرجان، فقد تمَّ تقديم عرض موسيقي لباسل الهادي، مؤلف الأغاني والمغني الرئيس لمشروع الريغي العربي “كروهات”، فضلاً عن فعالية “أنغامي تقدم” التي استعرضت أفضل المواهب الموسيقية الواعدة في المنطقة العربية.

المتحدثون في القطاع الموسيقي أكدوا أهمية الاستفادة من المنصات المتنوعة، التي تتيحها دبي لتوسيع نطاق شهرتهم والانتقال من المحلية إلى العالمية، وفي هذا السياق قال توبي آلن، مؤسس شركة مغنى ميوزيك، الوكالة المتخصصة في تسويق الموسيقى: إن الموسيقى في النهاية منتج ويحتاج تسويقها إلى منتج جيد وابتكار، ويجب أن تحمل الموسيقى بـُعدًا عاطفيًّا، كأن تعكس قضية أو تراثــًا وتاريخـًا أو أهدافـًا محددة، فيما أشار مغني الراب فريك، إلى أن إقبال الجمهور والاستماع إليه كان أحد أكبر أحلامه، وأكد أنه تمكن من نشر أغنياته بين الجمهور، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.

في المهرجان كان الفرح رفيقـًا لعدد من صناع المحتوى الإعلامي والترفيهي، الذين سبق لهم أن قدموا أفكارهم للمنافسة ضمن مسابقة “دعوة للمحتوى” (Call For Content)، والتي استقبلت نحو (400) مشاركة ضمن فئات الأفلام والموسيقى والفيديو والألعاب، حيث تمَّ تكريم الفائزين في مسابقة المهرجان.

فضمن فئة الأفلام فاز مشروع “الطبيب وبناته” بقلم: ريشيل شاه كابور بالمركز الأول، فيما جاء “نوم الديك” لسيف عبد الله في المركز الثاني، وحلّ مشروع “مغلي” لمريم مصطفى في المركز الثالث. أما في فئة الألعاب الإلكترونية، فقد حلّ “غريم هولو” من قبل ماهوم نجم أولاً، بينما حلت لعبة “زوايا” لسلام السباعي في المركز الثاني، وجاءت لعبة “ذا أيسلي” بقلم: ستيفن كليمنت سيمونز في المركز الثالث.

وفي فئة الفيديو، احتل مقطع من ” قديمًا” لعرفة المغيري المركز الأول، وجاء “بودكاست ووتر” لمشاري العنزي في المركز الثاني، وجاء في المركز الثالث مقطع “راهما فلامينغودز”. كما احتلت ماري كولينز المركز الأول في فئة الموسيقى، وجاء في المركز الثاني زوهيب نافيد، وفي المركز الثالث حل أول شابمان.

وشهد اليوم الأخير في المهرجان، إقامة العديد من الجلسات والورش مقارنة مع اليومين السابقين، حيث أطلّ عدد من المواهب العربية، منهم الكاتبة الإماراتية أفنان القاسمي، صاحبة مسلسل “بنات الملاكمة”، والتي أكدت في جلستها أهمية تناول المؤلفين في منطقة الشرق الأوسط الشخصيات الواقعية في كتاباتهم، وطالبت بضرورة تسليط الضوء على الشابات الطموحات عند تأليف أي شخصية نسائية، الأمر الذي يسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال الأعمال التلفزيونية وتغيير النظرة النمطية تجاه المرأة.