شهد يوم 21 نوفمبر الماضي، الذي يتم الاحتفال به سنوياً كيوم عالمي للتلفزيون، ويركز يوم التلفزيون العالمي على أهميته في نشر الوعي والأخبار حول العالم.
فقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996، إحياءً لذكرى أول منتدى عالمي للتلفزيون، عقدته الأمم المتحدة في ذلك العام، قرارًا يخصص يوم 21 نوفمبر من كل سنة؛ ليصبح موعدًا للاحتفال بالتلفزيون، والذي لا يعد يومًا لمجرد الاحتفال بالتلفزيون بوصفه رمزًا للاتصال والعولمة، إذ تم الاعتراف أيضًا بأن التلفزيون أداة رئيسية في إعلام الرأي العام وتوجيهه والتأثير فيه.وقد تم اختيار عنوان (جودة المحتوى)، للاحتفال بيوم التلفزيون هذا العام، إذ تنعكس الجودة الهائلة للبرامج التلفزيونية، في مدى قدرة هذه الوسيلة الإعلامية، في إثبات جدواها على الترفيه والتوعية، وإلهام وإعلام المشاهدين، وصناع المحتوى التلفزيوني.
التلفزيون فتيًا متجددًا في (80) من عمره!
يجدر بنا أن نستعرض تاريخ التلفزيون، وتأثيره، والمتغيرات التي طرأت عليه، وقدرته على المنافسة وجذب المشاهد، رغم التطورات التكنولوجية التي نعيشها، ومحاولته للصمود أمام ثورات تقنيات الإعلام الحديثة، ووسائله المتجددة.فلا يزال التلفزيون، وقد تجاوز (80) عاماً من عمره، فتيًا متجددًا، باعتباره اختراعاً عظيماً يعد من أهم إنجازات القرن العشرين، فقد غير مجرى الحياة في جميع الدول، وأصبح الوسيلة الأولى والوحيدة في كثير من الموضوعات؛ للحصول على الأخبار، والوصول للمعلومات المختلفة.ففي عام 1884 بدأت أولى محاولات اختراع التلفزيون في ألمانيا، من طرف مخترع يدعى (بول نيبكو)، والذي حاول صنع آلة تنقل الصورة، غير أنه لم يتمكن فعلياً سوى من تصميم آلة تحليل الصور أثيرياً، في حين قام مواطنه (كارل فارديناند براون) بعد ثمانية أعوام باختراع «الأسطوانة الكاتوديكية»، وهي أهم مكون للتلفزيون، لكن القصة لم تكتمل إلا على يد عالم فرنسي يدعى (إدوارد بيلين) عام 1921، حيث قام بمحاولات تغيير نقل الصورة عبر موجات ضوئية، وبعد خمسة أعوام، في 1926 تحديدًا، استطاع العالم (جون لوجي بيرد) أن ينقل أول الصور التلفزيونية، إذ يعد هذا التاريخ الرسمي هو الأرجح لأول بث تلفزيوني فعلي، فيما بزغت تجربة التلفزيون في أميركا عام 1928، وعام 1935 في بريطانيا بعدد محدود من الأجهزة.
تسارع التطورات والتحولات
بدأت تلك التقنية الجديدة -آنذاك- تتطور بسرعة، وبدأت تجذب اهتمام الحكومات والمخترعين، حتى ظهر التلفزيون الملون مبكراً عام 1928، على يد العالم السوفييتي (هوفانس آداميان) في لندن، ولكن لم يتم تكريسها حينها، وظل العالم يشاهد التلفزيون الأبيض والأسود، الذي تم طرحه في الأسواق عام 1931، على يد المهندس الفرنسي (هنري دي فرانس)، الذي أسس الشركة العامة للتلفزيون في فرنسا.وتزامن اختراع التلفزيون مع اختراع الكاميرا، وبدء عرض أول برنامج تلفزيوني بشكل محدود، كانت مدته ساعة واحدة في الأسبوع، ثم بدأت فترات البث لتصبح أطول، وتم وضع بث يومي في الرابع من يناير عام 1934 في فرنسا، واشتعل التنافس الأوروبي على تطوير هذا الاختراع، فتحوّل البث من محلي إلى بث بالأقمار الصناعية عام 1962 بين أوروبا وأميركا، ثم تطوّرت الشاشات والأشكال والأحجام، وظهرت الألوان وتعددت القنوات والإضافات، واختفى شيئاً فشيئاً حجم التلفزيون الكبير، ليصبح شاشة رفيعة، ولا زالت تقنياته تتطور.
التلفزيون والعرب
أما على الصعيد العربي، فقد عرف العرب التلفزيون للمرة الأولى في العراق، عام 1954، حيث تم إنشاء أول محطة تلفزيونية ناطقة بالعربية في العالم، تلتها الجزائر، بافتتاح قناة التلفزيون الجزائري عام 1956، ليحل في المرتبة الثالثة لبنان عام 1959، ثم مصر عام 1960.وكان أول بث لقناة عربية خاصة في الشرق الأوسط لقناة (MBC)، وذلك في العام 1991، ثم باقة (ART)، التي كانت تبث عبر القمر الصناعي «عرب سات».
التلفزيون في دول الخليج العربية
وبالحديث عن عراقة «التلفزيون» وأثره، وأهميته، نستلهم تاريخيًا نشأته في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في لمحة تاريخية لذكرى تأسيسه.
الإمارات..
انطلق تلفزيون أبوظبي كأول تلفزيون في دولة الإمارات قبل قيام الدولة، وقد تزامن افتتاحه مع عيد الجلوس الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 6 ديسمبر 1969، إذ بدأ البث باللونين الأبيض والأسود، إلى أن تحول في 4 ديسمبر 1974 للبث الملون.بينما بدأ تلفزيون دبي باسم «تلفزيون الكويت من دبي»، عام 1969، باللونين الأبيض والأسود.
البحرين..
ويعود تاريخ التلفزيون في مملكة البحرين إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما بدأ أول بث تليفزيوني عام 1973م، بانطلاق البث لأول تليفزيون في البحرين، وأول تلفزيون ملون في الخليج العربي، عبر قناة (RTV البحرين)، والتي انطلق بثها تحديدًا في 9 سبتمبر من ذلك العام، كقناة تجارية استثمارية، واستمرت كذلك حتى مطلع العام 1975، حيث تحولت إلى قناة رسمية حكومية تابعة لوزارة الإعلام.
السعودية..
شهدت المملكة في 7 يوليو 1965م؛ بدء البث الرسمي وخروج أول إشارة بث من محطتي الرياض وجدّة بالأبيض والأسود، وكان الإرسال على قناة واحدة؛ باسم قناة المملكة العربية السعودية. وكانت من أبرز محطات التلفزيون السعودي، تحوله من البث بالأبيض والأسود إلى الألوان في عيد الفطر من عام 1976، ولعل أبرز محطات التلفزيون السعودي كانت عام 1972م؛ عندما نقلت مناسك الحج لأول مرة عبر شبكات الأقمار الصناعية إلى جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض.
عمان..
بدأ تلفزيون سلطنة عُمان الرسمي بثه ملونًا، وانطلق بمدينة مسقط في 17 من نوفمبر 1974، وبعدها بعام واحد، انطلق البث في مدينة صلالة في 25 نوفمبر 1975، واستمر ذلك حتى الأول من يونيو 1979م، عندما ربطت محطتي مسقط وصلالة معًا، بواسطة الأقمار الصناعية؛ لتعملا ضمن قناة واحدة، وهي تلفزيون سلطنة عُمان.
قطر..
وكانت بداية تلفزيون قطر في عام 1970 عندما تشكل تلفزيون قطر الحكومي، وكان بثه بالأبيض والأسود، وفي عام 1974 بدأ بثه بالإرسال الملون، أما بث التلفزيون القطري عبر الأقمار الصناعية فقد بدأ في عام 1998.
الكويت..
كانت نشأة تلفزيون الكويت وانطلاقته رسميا عام 1961، باللونين الأبيض والأسود، حتى منتصف مارس 1974، حيث بدأ البث الملون على نظام «بال» الأوروبي، ثم جاءت الانطلاقة الحقيقية بعد افتتاح مبنى التلفزيون الجديد بمجمع الإعلام في 17 فبراير 1979.بينما بدأت الكويت بث الفضائية الكويتية عبر الأقمار الصناعية في 4 يوليو 1992.