جسدٌ خليجي واحد.. اشتكى منه عضوٌ فتداعت بقية الأعضاء لنصرته والوقوف معه.
هذا ما حدث عند الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، حيث وقفت دول مجلس التعاون صفًّا واحدًا، وعقد المجلس الأعلى دورة استثنائية لبحث ومناقشة هذا الاعتداء، ووضع الأعضاء كلّ إمكانياتهم تحت تصرف دولة قطر، دفاعًا عن أحد الأعضاء وحماية لكامل الجسد.
لقد مرّت دول مجلس التعاون بالعديد من المواقف التي أثبتت رسوخ هذا الحصن المنيع -بأمر الله- ومتانة جدرانه، وتفاني أبنائه في الذود عنه بأرواحهم وبأغلى ما يملكون.
وبالرغم من جسامة هذا الحدث، وما سبقه من أحداث ساخنة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن ذلك لم يثنِ مجلس التعاون عن المضي قدمًا في تطوير علاقاته الدبلوماسية وشراكاته الاستراتيجية، لذا رأينا الاجتماعات الوزارية المشتركة والمتعددة، تأكيدًا على طموحات أبناء مجلس التعاون، وإثباتًا لنوايا هذا الكيان العظيم، المحب للسلام والساعي لخدمة الإنسان في كل مكان.
كما استمرت أنشطة التطوير داخل دول المجلس، فمؤتمرات تُعقد، وتدريبٌ يُنفذ، واجتماعاتٌ متوالية تُطوّر الأنظمة وتُحدّث الآليات، وتلاحق الأهداف والطموحات.
كل ذلك نجتهد في رصده عبر “إذاعة وتلفزيون الخليج”؛ توثيقًا لخطوات تستند على المحبة ويُغذّيها العطاء بلا حدود.
وعبر الملف الخاص للعدد، تستعرض “إذاعة وتلفزيون الخليج” استراتيجيات دول مجلس التعاون في التعامل مع ثورة الذكاء الاصطناعي، وخططها لتوظيف هذه التقنية بما يخدم شعوبها.
كما يواكب هذا العدد التطورات المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الإنتاج السينمائي، وتأثير هذه التطورات في تطبيقات الاتصال والإعلام.
وإلى جانب كلّ ذلك، يتحفنا كتّاب العدد برؤى متنوعة، يحللون من خلالها واقع الإعلام، ويطرحون معالجاتهم الأكاديمية والفكرية لهذا الواقع، والذي يبدو بفضل الله مشرقًا طالما أن مجلس التعاون جسدٌ واحد..
وعلى المحبة والسلام نلتقيكم دائمًا بإذن الله ،،،