لزمن طويل ساد الإعلام الدولي أسماء إمبراطوريات معروفة، مثل: “تايم وارنر، وإكسل شبرنغر وبرتلزمان، وديزني وغيرهم”.
الآن دخلت وجوه جديدة تصنع محتوى جديد كليًّا ويعرفها جيل الشباب، أسماء مثل: “نيتفليكس، فايس ميديا، وبزفيد، وفوكس، وإم أي سي ميديا، وأمازون برايم فيديو، وهولو وإم أي سي، ودرودج ريبورت، وبارامونت بلس، وهوتستار، وتلفزيون آبل، وسبوتيفاي وساوند كلاود، يوتيوب تي في”.
هم عمالقة جدد في الإعلام والترفيه الدولي، بأحجام وتأثيرات واتجاهات مختلفة، بعضهم حقق نجاحًا منقطع النظير وبعضهم تعرض للفشل.
(يوتيوب تي في YouTube TV) هي خدمة بث تلفزيوني مباشر وفيديو حسب الطلب من شبكات البث الأميركية الثلاث الكبرى “إن بي سي، وسي بي إس وإيه بي سي”، فضلاً عن شبكة “فوكس، وسي دبليو، وبي بي إس”، وهي مملوكة لشركة “غوغل”، ومتوفرة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه المنصة تم إطلاقها في 28 فبراير 2017م، ولديها أكثر من (5) ملايين مشترك، وهي الشريك الذي يوفر خدمات بث نهائيات الدوري الأميركي للمحترفين، اعتبارًا من يوليو 2022م، فضلاً عن ذلك، تقدم (يوتيوب تي في) خدمة (DVR) سحابية، مع مساحة تخزين غير محدودة تحفظ التسجيلات لمدة تسعة أشهر، حيث يمكن مشاركة كل اشتراك بين ستة حسابات مختلفة.
تقوم الخدمة على خطة رئيسية واحدة، تشمل أكثر من (100) قناة، فضلاً عن عدد من الخدمات الإضافية الاختيارية، بما في ذلك “سبانش بلس” التي تقدم (25) قناة باللغة الإسبانية، و”إن بي إيه ليغ، وشوتايم وستارز”، وغيرهم.
بداية الانطلاق في خمسة أسواق
بدأت (يوتيوب تي في) البث في أبريل 2017م، في خمسة أسواق أمريكية، تشمل: “نيويورك، ولوس أنجلوس، وشيكاغو، وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو”، وبالإضافة إلى نقل الشبكات الوطنية الأمريكية، تبث خدمات ومنتجات القنوات المملوكة لتلك الشبكات وشركات إعلامية أخرى تشمل قنوات: “سي إن بي سي، وإن إس إن بي سي، وبي بي سي وورلد نيوز”، وتلفزيون “صندانس”، وقناة “ديزني وبي بي سي أميركا”، وهي مملوكة بشكل مشترك لـ”إيه إم سي وبي بي سي استديوز”، والعديد من القنوات الرياضية.
يمكن لأعضاء (يوتيوب تي في) أيضًا الوصول إلى أفلام ومسلسلات وبرامج يوتيوب بريميوم الأصلية، على الرغم من أن الاشتراك الإضافي مطلوب للحصول على محتوى خالٍ من الإعلانات وميزات التطبيق الموسعة. أيضًا في عام 2017م، قامت بإضافة خدمات شبكة “إن إل بي”، وعقدت صفقة مع ناديي “سياتل ساوندرز، ولوس أنجلوس إف سي” من الدوري الأمريكي لكرة القدم.
نجاح واستحواذ بنسب عالية
في 14 فبراير 2018م، بدأت في التعامل مع شبكات الكابلات الخاصة بمنظومة “تيرنر برودكاستينغ” المملوكة لشركة “تايم وارنر” (بما في ذلك خدمات تي بي إس، وتي إن تي، وسي إن إن وكارتون نتوورك، وغيرهم)، وبهذه القنوات الإضافية زادت الخدمة سعرها الشهري لأول مرة في مارس 2018م، من (34.99) دولارًا إلى (39.99) دولارًا، ثم توسعت الخدمة لتشمل (98%) من الأسر الأمريكية في يناير 2019م، وفي 10 أبريل 2019م أضافت تسع شبكات مملوكة لشركة “ديسكفري”، وبذلك تصل الخدمة إلى (70) قناة إضافية ما دعاها لرفع سعر الاشتراك مرة أخرى.
في 29 يوليو 2019م، وخلال الجولة الصحفية الصيفية لجمعية نقاد التلفزيون في باسادينا، كاليفورنيا، أعلنت أنها وقعت اتفاقًا متعدد السنوات مع شبكة “بي بي إس” للسماح بنقل البث المباشر لمحطات تابعة لها، فضلاً عن توفير قناة “بي بي إس” كيدز للأطفال.
وفي 15 ديسمبر 2019م، أضافت (يوتيوب تي في) أولى محطات “بي بي سي” إلى خدماتها، وفي 20 فبراير 2020م، توصلت إلى اتفاقية مع شركة “وورنر ميديا” لنقل خدمات “إتش بي أو وسينما ماكس”، والسماح بالوصول إلى خدمتي “إتش بي وماكس” للبث.
في 7 مايو 2020م، توصلت إلى اتفاق موسع متعدد السنوات مع “فياكوم سي بي إس”، لإضافة شبكات الكابلات الرئيسية للشركة التي كانت غائبة بشكل ملحوظ منذ إطلاق خدماتها، وقد تضمنت الصفقة التزامًا مستمرًا بتوزيع خدمات الاشتراك المتميزة لشركة “فياكوم سي بي إس”، بما في ذلك شوتايم على يوتيوب تي في، وشراكة موسعة لتوزيع محتوى الشركة الإعلامية على منصات يوتيوب الأوسع نطاقًا.
وفي 30 يونيو 2020م، تم إضافة ثماني قنوات، وبذلك أصبحت المنصة تضم أكثر من (85) قناة، وقد رافقت هذه الإضافة الزيادة الشهرية الثالثة في أسعار الخدمة، من (49.99) دولارًا إلى (64.99) دولارًا، وقد قام بعض المنافسين بتطبيق زيادات مماثلة في الأسعار.
في 3 سبتمبر 2020م، أضافت شبكة “إن إف إل” (NFL) الرياضية إلى مجموعتها الأساسية وأعلنت عن الباقة الإضافية “سبورتس بلس”، وهي تتضمن شبكات رياضية متميزة مقابل تكلفة إضافية، وفي 1 ديسمبر 2020م، أعلنت عن اتفاقية لنقل خدمات “نيوز نايشن”، بدءًا من يناير 2021م.
وفي 2 سبتمبر 2021م، تم الإعلان عن إضافة قنوات “بي إن سبورت”، وعددًا من القنوات الرياضية إلى الباقة الإضافية “سبورتس بلس”، وفي مايو 2022م تمت إضافة (28) قناة إسبانية إلى الخدمة مع بث تجريبي لفترة محدودة.
خلال هذه الرحلة الاستحواذية تعرضت (يوتيوب تي في) إلى العديد من نزاعات النقل والبث، ففي فبراير 2020م، أعلنت أنه من المحتمل سحب الشبكات الرياضية الإقليمية المملوكة لمجموعة “سينكلير برودكاست غروب” (بما في ذلك فوكس سبورت نتوورك ويس نتوورك)، وفي 28 فبراير 2020م، بسبب رسوم النقل المرتفعة؛ ولكنها عادت وأعلنت أنها توصلت إلى اتفاق مؤقت لمواصلة عرض القنوات على المنصة أثناء إجراء المفاوضات.
وفي 5 مارس 2020م، توصلت كلا من (يوتيوب تي في وسنكلير) إلى صفقة جديدة لمواصلة نقل جميع قنوات “فوكس آر إس إن” باستثناء ثلاثة قنوات، ومع ذلك في 1 أكتوبر 2020م، تم سحب الشبكات من الخدمة بعد أن لم يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاقية إعادة تفاوض.
في سبتمبر 2021م، دخلت (يوتيوب تي في) في نزاع مع “إن بي سي يونيفرسال” عند التفاوض على تجديد عقدهما، حيث حذرت الأخيرة من أنه سيتم حذف قنواتها من الخدمة إذا فشلوا في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الشهر.
وفي ديسمبر 2021م، دخلت في نزاع مع شركة “والت ديزني” بشأن تجديد عقدهما، محذرة العملاء من إمكانية إزالة شبكات مملوكة لشركة ديزني، وقد فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق ولم تتمكن “غوغل وديزني” من تجديد عقدهما.
على الرغم من هذه العثرات احتلت (يوتيوب تي في) في يوليو 2022م، الرقم الأول في مجال البث التلفزيوني المباشر في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت في المقدمة، وفى مدونة نشرها “كريستيان أوستلين” نائب رئيس إدارة المنتجات في (يوتيوب تي في، وكونيكتيت تي في)، قالت: “إن الشركة اليوم يسعدها أن يكون هناك خمسة ملايين منكم معنا حاليًا في هذه الرحلة”.