نظمت وزارة الثقافة في دولة قطر فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، خلال الفترة من 8 – 17 مايو 2025م، تحت شعار “من النقش إلى الكتابة”، بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، والتي شهدت إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا، وحظيت بإشادة واسعة من الزوار والمشاركين، حيث تجاوز عدد الزوار أضعاف ما تم تسجيله في الدورة السابقة، وكان التزايد ملحوظًا بشكل يومي، لا سيما في الأيام الأخيرة.
المشاركة الأكبر في تاريخه
انطلقت فعاليات هذه النسخة من معرض الدوحة الدولي للكتاب وسط مشاركة هي الأكبر في تاريخه من حيث عدد دور النشر، والتي بلغت (522) دار نشر من (43) دولة، من بينها ولأول مرة (11) ناشرًا من دولة فلسطين، إلى جانب مكتبات شارع الحلبوني في سوريا، ودور نشر أمريكية، كما شارك لأول مرة دور نشر من بريطانيا، حيث ضم دليل إصدارات المعرض نحو (166) ألف عنوان، إضافة إلى مشاركة متميزة لعدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والجهات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى دولة قطر.
فلسطين.. البعد الثقافي والتراثي
أضفى حضور دولة فلسطين كضيف شرف للنسخة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب بعدًا ثقافيًّا وإنسانيًّا للمعرض، من خلال جناح متميز وبرنامج نوعي يكرس عمق الثقافة الفلسطينية وتنوعها، ويعكس التزام دولة قطر الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، لا سيما في أبعادها الثقافية والتراثية.
برنامج حافل من الفعاليات
شهدت فعاليات الدورة (34) من المعرض الدولي للكتاب برنامجًا ثقافيًّا حافلًا ومتناسقًا مع شعار المعرض لهذا العام “من النقش إلى الكتابة”، حيث أعدت وزارة الثقافة مجموعة منوعة من الفعاليات الثقافية والفنية الثرية، قدمها أبرز المثقفين في الوطن العربي، وتناولت العديد من الموضوعات التي تهم المجتمع والزوار، حيث احتضن المسرح الرئيسي باقة منوعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، بجانب عروض مسرحية.
كما تضمن البرنامج المصاحب للمعرض مجموعة من ورش العمل في مجالات اجتماعية ومهنية، بجانب مجموعة من الأنشطة والعروض والورش المخصصة للأطفال، حيث أولى المعرض في نسخته الحالية اهتمامًا لافتًا بالأطفال والناشئة، فقد خصص لهم مساحة كبيرة تضم أبرز ناشري كتب الأطفال، بالإضافة إلى تنظيم باقة ثرية من الفعاليات والأنشطة التفاعلية لإبراز مواهبهم، وتشجيعهم على القراءة، فضلًا عن مسرح تقام على خشبته عروض مسرحية، وبرامج ثقافية مخصصة لهذه الفئة العمرية، بجانب مشاركة دور نشر معنية بكتب الأطفال، إضافة إلى الفعاليات الفكرية والأدبية التي احتضنها المعرض، من ندوات ولقاءات وأمسيات شعرية، والتي شهدت حضورًا وتفاعلًا جماهيريًّا كبيرًا، إلى جانب ورش العمل المتنوعة التي استهدفت تطوير المهارات وتعزيز الإبداع لدى الزوار من مختلف الأعمار.
مبادرات واتفاقيات
شهدت الدورة الحالية تدّشين النسخة الأولى من البرنامج المهني للتبادل الأدبي، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى تعزيز التعاون الأدبي، وتبادل حقوق النشر، ودعم جهود الترجمة بين قطر والساحة الأدبية العالمية، فقد استطاعت هذه المبادرة أن تؤتي ثمارها منذ انطلاقتها الأولى بنجاح كبير، حيث تم توقيع (100) اتفاقية بين دور نشر قطرية ومؤسسات دولية لترجمة العديد من الكتب القطرية.