كثيرًا منا مرَّت عليه كتيبات أو تساؤلات، مثل: كيف تتعلم اللغة الإنجليزية في أيام؟ وكيف تكوّن ثروة كبيرة في ساعات؟ أو كيف تصبح شاعرًا أو مثقفـًا في شهر؟
هذه الأسئلة، وإن كانت سابقـًا محفزة وتتلاءم مع مرحلة ما قبل التواصل الاجتماعي، إلا إنها تغيرت بحكم تعدد المصادر والتطورات الإعلامية والتقنية بشكل سريع ومتلاحق.
من السهل أن تكتب مقالاً قصيرًا أو تغريدة عابرة ليتم تقديمك في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية والملتقيات العامة كإعلامي وصحفي معروف، وتكتسب شهرة تتجاوز سهر العلماء وأفكار الأدباء ونبوغ الأطباء وبراعة الأذكياء!!
في المجال الرياضي، وهو ساحة عشق كبيرة لكافة شعوب الأرض، كانت العلاقة بين الإعلام والرياضة علاقة تحدي وشهرة قائمة على الإثارة المطلوبة التي لا تقفز على المبادئ والحقائق، وتعتمد على التنافس في الملعب.
الإعلام الرياضي في مجمله أفضل ساحة لتسليط الأضواء، فالطريق سهل ومبسط، يقوم على الانتقاد المستمر، والتلاعب بالعبارات ومشاعر الجمهور، وتبديل المواقف والألوان وفق المزاج العام، لتتحول إلى قلم معروف وصاحب رأي سديد.
تستطيع التغريد أو الكتابة بعدة كلمات عن نقاط خلافية أو قانونية، أو تتبنى لون فريقك المفضل أو رأيك المبجل، لتكون صوتــًا جهوريـًا وعالـمـًا شعبويـًّا يلامس الغمام، ثم تبدأ الانتشار ليبدأ بك المشوار مع اللقب الأسهل “الإعلامي الكبير والمعروف” الذي ليس له محددات.
في الخليج كبار الصحفيين والإعلاميين بدأوا من الكتابة الرياضية وبنهج مختلف يتفق مع طبيعة كل مرحلة، ولكنه حاليـًا في أفق متسع لا حدود ولا شريعة له، على الرغم من أن الإبداع لا يتوقف والساحة تتسع للجميع.
أخيًرا أطلق “اللون الذي بداخلك” وستجد الترحيب والتمجيد بين الجماهير، كعنتر كل الأزمنة ممتشقـًا سيفك وممتطيًّا حصانك (الأبجر)، فعلاً إنها مهنة سهلة لا تحتاج إلى علم أو جهد أو محددات، وبابـًا مشرعـًا للجميع نحو الشهرة ومقدمة الصفوف، وبما إن التنافس الرياضي يحتاج إلى ملعب لا بد لنا من الاستشهاد بقول المثل: “اللي تكسب به العب به”، وعلينا كجمهور أن نردد “اللي ما يشتري يتفرج”.