بحكمة سياسية هادفة، ورغبة قوية في توحيد الصف الخليجي والعربي والإسلامي، انطلاقـًا من رؤية واعية مسؤولة لأحداث المنطقة ومستجداتها الراهنة، استضافت المملكة العربية السعودية يومي 25 و26 رمضان1440هـ الموافق 30 و31 مايو 2019م، في قصر الصفا بمكة المكرمة ثلاث قمم، كانت إحداها القمة “الرابعة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي”، والتي أقيمت تحت عنوان: “يدًا بيد .. نحو المستقبل”، بالإضافة إلى قمتين طارئتين لكل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية.
وقد اتخذت القمم، التي شارك فيها (57) زعيمًا وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، مواقف حازمة تجاه الاعتداءات الإيرانية المهددة للاستقرار الإقليمي والدولي، بخاصة بعد مهاجمة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران لخطـّي النفط السعوديين في كل من الدوادمي وعفيف، وتعرض (4) سفن تجارية مدنية لعمليات تخريبية قبالة المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تفوق تنظيمي بكفاءة سعودية
كان انعقاد القمم التاريخية الثلاث في ظرف يومين شاهدًا على نجاح تنظيمي عال، وقدرات وإمكانات كانت محل توجيه الإشادة للمملكة العربية السعودية، التي تميزت في استضافة الزعماء العرب والمسلمين مع الوفود المرافقة لهم في ذات الوقت الذي احتضنت فيه مكة المكرمة أكثر من مليوني معتمر جاؤوا لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم بجوار البيت الحرام.
وقد نفذت الأجهزة المعنية في العاصمة المقدسة خطة محكمة ضمنت سهولة التحرك وتحقيق السلامة الأمنية والمرورية لجميع الزوار والمعتمرين، فضلاً عن وفود الدول الإسلامية المشاركة في القمم والذين استثمروا هذه الفرصة لأداء مناسك العمرة.
تضامن خليجي لضمان الأمن
كانت البداية مع انعقاد الدورة الطارئة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الخميس 25 رمضان 1440هـ الموافق 30 مايو 2019م، حيث أشاد المجلس الأعلى بالدور القيادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعوته إلى انعقاد هذه القمة الطارئة والقمة العربية والقمة الإسلامية مع ما تمرُّ به المنطقة من ظروف استثنائية وتحديات خطيرة، كما أدان ما تعرض له عضوا المجلس، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من تعديات إرهابية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والسـّلم في المنطقة، مؤكدًا التضامن معهما وتأييده لكافة الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدولتان لحماية أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما.
“مجلس التعاون الخليجي يؤكد على منعته وتماسك صفـّه وتكامل أمنه الجماعي أمام مهددات مصالحه ومنجزاته”
وحذر المجلس من نتائج سعي بعض الدول لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتداعيات ذلك من اعتداءات خطيرة على حرية الملاحة والتجارة العالمية وأسواق البترول والاقتصاد العالمي الذي يتأثر مباشرة باستقرار إمدادات الطاقة، داعيـًا المجتمع الدولي والهيئات الدولية المعنية بالملاحة البحرية إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها لمنع مثل هذه الأعمال التخريبية.
وقد أكد المجلس على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة هذه التهديدات، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق مزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون.
وفي جوانب متصلة، استعرض المجلس الأعلى السياسة الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية القائمة على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل؛ للدفاع عن كيان ومقومات ومصالح دوله وأراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، مؤكدًا المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعـًا، وما تضمنته مبادئ النظام الأساسي لمجلس التعاون وقرارات المجلس الأعلى بشأن التكامل والتعاون بين دول المجلس للحفاظ على الأمن والسـّلم والاستقرار في دول المجلس.
كما شدد المجلس على ضرورة التزام إيران بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وإيقاف دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية، والامتناع عن تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية.
وطالب المجلس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في المحافظة على الأمن والسـّلم الدوليين، وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني، وخطوات أكثر فاعلية وجدية، لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وتضمن بيان القمة كذلك التنويه بمستوى التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك، لما يحقق أمن واستقرار المنطقة، مجددًا تأييده للإستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وأنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، ودعمها للإرهاب، ومكافحة الأنشطة العدوانية لحزب الله والحرس الثوري ومليشيات الحوثي وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
“الدول العربية تدعو لتكثيف التكاتف لاستعادة أمن المنطقة ومواجهة التعديات الخطيرة على شؤونها الداخلية “
رؤى عربية تتكامل
في مساء اليوم ذاته، اكتمل عقد القمة الثانية بحضور أصحاب الجلالة والفخامة قادة ورؤساء وفود الدول العربية، وذلك في الدورة غير العادية لأعمال القمة العربية على مستوى القمة، حيث أكد القادة إدانتهم للأعمال التي تقوم بها الميليشيات الحوثية الإرهابية، وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار، ويمثل تهديدًا صريحـًا للأمن القومي العربي.
وشدد القادة العرب خلال هذه القمة على أن الدول العربية تسعى إلى استعادة الاستقرار الأمني في المنطقة، من خلال منع استخدام القوة أو التلويح بها أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها، مؤكدين على تضامن الدول العربية وتكاتفها مع بعضها وتكثيف تعاونها في مواجهة التبعات الخطيرة المترتبة على سلوك الجمهورية الإيرانية وتدخلها في الشأن الداخلي العربي، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وقد تمثل هذا الموقف بإدانة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، والتأكيد على حقِّ المملكة في الدفاع عن أراضيها وفق ميثاق الأمم المتحدة، كما أدانت القمة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والدعم الإيراني المتواصل لميليشيات الحوثي المناهضة للحكومة الشرعية في اليمن، والتدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية لزعزعة الاستقرار.
الموقف العربي تضمن كذلك الجانب الإعلامي، إذ قرر استمرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران على الأقمار الصناعية العربية، كما شمل الجانب الدبلوماسي المتمثل في تكثيف الجهود الدبلوماسية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسـّلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت به إيران أو أذرعها في المنطقة.
ونددت القمة كذلك بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية، وما يحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، كما أكدت على أن القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية مع التمسك بقرارات القمة العربية (29) بالظهران، “قمة القدس”، وكذلك قرارات القمة العربية الثلاثين في تونس.
“منظمة التعاون الإسلامي تعتمد إستراتيجية لمواجهة “الإسلاموفوبيا” وتعوّل على الإعلام ووسائل التواصل”
القمة الإسلامية.. وقفة وموقف
في أطهر البقاع وأكرم الأيام والشهور، كان ليل الجمعة 26 رمضان موعد مؤتمر القمة الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي “قمة مكة: يدًا بيد نحو المستقبل” في قصر الصفا بمكة المكرمة، والذي جدد التزامه بغايات وأهداف ومبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، وهي المنظمة التي أكملت عامها الخمسين بحلول عام 2019م.
وأكد المؤتمر مجددًا على مركزية قضية فلسطين وقضية القدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية، وجدد دعمه المبدئي والمتواصل على كافة المستويات للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حقـّه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف، وأكد على ضرورة حماية حق العودة للاجئين بموجب الـقرار (194) ومواجهة أي إنكار لهذه الحقوق بكل قوة.
وسلط المؤتمر الضوء على مختلف شؤون العالم الإسلامي، مشددًا على أن الحرب على الإرهاب أولوية قصوى لجميع الدول الأعضاء، مرحبًا بإطلاق مركز صوت الحكمة للحوار والسلام والتفاهم في منظمة التعاون الإسلامي، بوصفه خطوة مهمة ترمى إلى تفكيك بنية الخطاب المتطرف، كما أدان المؤتمر الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على كل من السعودية والإمارات.
من جانب آخر دعا القادة المسلمون المشاركون منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية إلى اعتماد يوم 15 مارس يومًا دوليـًّا لمناهضة “الإسلاموفوبيا” ذات الصلة بحوادث التعصب الديني ضد المسلمين، مطالبين باعتماد إستراتيجية شاملة لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، بهدف وضع آلية قانونية دولية ملزمة لمنع تنامي ظاهرة عدم التسامح والتمييز والكراهية على أساس الدين والاعتقاد.
وقد كان الإعلام أحد اهتمامات القمة الإسلامية التي أقرت بوجود دور حاسم لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات وتشكيل الرأي العام، وإبـراز سماحة الدين الإسلامي والرصد العادل للقضايا التي تخص العالم الإسلامي، ودعا المؤتمر إلى الاستثمار في تطوير البنية التحتية لقطاع الإعلام، وتعزيز الدبلوماسية العامة لمنظمة التعاون الإسلامي من خلال وسائل الإعلام، وتفعيل الإستراتيجيات الإعلامية للمنظمة، ودعم مساعي المنظمة لإطلاق القناة الفضائية ومشروع قناة المنظمة على الإنترنت.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
السعودية .. دور قيادي وصمام أمان
جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في القمم الثلاث لتؤكد موقفًا سعوديًا حازمًا وراسخًا تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، تجسد في دور قيادي يعلي قيمة العمل المشترك والتضامن المتجدد لما فيه حماية أمن هذه الدول وتوحيد صفـّها أمام مهدداتها، وصون استقرارها وسلامة شعوبها.
وقد أشار الملك سلمان في هذه الكلمات إلى مخططات النظام الإيراني على مدى أربعة عقود، مطالبًا بوقف تمادي هذا النظام عبر اتخاذ موقف رادع وحازم ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية من تهديد للأمن والسـّلم الدوليين.
كما تضمنت كلمة العاهل السعودي في القمة الخليجية تفاؤلاً مبنيًا على تجارب ناجحة، حيث قال: “لقد استطعنا في الماضي تجاوز العديد من التحديات التي استهدفت الأمن والاستقرار، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا، وسنعمل معـًا بحول الله لمواجهة كافة التحديات والتهديدات بعزمٍ وحزم”.
أما كلمته في القمة العربية، فقد أشاد خادم الحرمين الشريفين بما تمَّ تحقيقه على مستوى الدول والشعوب في مجال تعزيز الأمن في مواجهة التدخلات الإيرانية في أكثر من دولة عربية، مشيرًا إلى أن الأمن العربي يواجه تحديات استثنائية تهدد كذلك الاستقرار الإقليمي والدولي.
وفيما كان التأكيد على حماية الوضع التاريخي والقانوني للقدس حاضرًا في مخاطبة الملك سلمان للقادة العرب والمسلمين، مؤكدًا أن فلسطين هي القضية الأولى للأمتين العربية والإسلامية، أكد العاهل السعودي كذلك على ضرورة العمل لتدارك وضع المسلمين الذين يمثلون النسبة الأعلى بين النازحين في العالم، وعلى مواجهة الإرهاب والغلو والتطرف.
وشدد خادم الحرمين الشريفين على أن المملكة كانت ولا تزال تسعى ما استطاعت إلى الإصلاح وتوفيق وجهات النظر المختلفة؛ خدمة للدول الإسلامية وشعوبها، مع الاستمرار في مدِّ يدّ العون والمساعدة عبر الجهد الإنساني والإغاثي؛ حرصـًا على سيادة وأمن واستقرار الدول في ظل وحدة وطنية، مع الأمل بتحقيق السـّلم والازدهار لكافة شعوب المنطقة.
مواقف في القمم
الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين
“إن انعقاد هذه القمم ليعكس بجلاء شديد القيادة الحكيمة والجهود المضنية والمبادرات المتواصلة لأخينا خادم الحرمين الشريفين والدور الرائد للمملكة العربية السعودية الشقيقة في حماية الأمن القومي وتطوير العمل الجماعي العربي، وفي قيادة العمل الإسلامي المشترك”.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي
نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة
“انعقاد القمم الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة خلال هذه المرحلة الاستثنائية وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة يؤكد الدور الرائد للمملكة العربية السعودية بما تمثله من عمق إستراتيجي لدول المنطقة والعالم الإسلامي”.
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت
“نشعر بتخوف من أن يضيف التصعيد الذي تواجهه منطقتنا جرحـًا إلى جروحنا”.
الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي
“الحزم مطلوب لإرسال رسالة للمعتدي أن العرب لن يفرطوا في سلامهم وأمنهم”.
الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي
“أولوياتنا تظلُّ مواصلة جهودنا لتخليص المنطقة من أسباب ومظاهر عدم الاستقرار وتسوية قضايانا الرئيسة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة”.
رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري
“اجتماع مكة اجتماع ضد الفتنة، والعمل العربي المشترك هو السبيل الحقيقي للاستقرار في المنطقة”.
الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
“القمة الطارئة تنعقد في وضع إقليمي بالغ الحساسية والتعقيد ينبئ بمخاطر جسيمة وتحديات صعبة، وعلى دول مجلس التعاون اليقظة والحيطة والحذر والاستعداد ومزيدًا من التكاتف والتعاضد للحفاظ على أمنها واستقرارها والدفاع عن مكتسباتها وإنجازاتها ومصالحها”.
يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
“إنني على ثقة في أن هذه القمة الإسلامية في مكة ستشكل علامة فارقة في تاريخ المنظمة التي تتوّج عامها الخمسين، بما يحدونا جميعًا من إرادة صادقة، وعزيمة قوية، للتعاضد يدًا بيد نحو مستقبل أفضل لشعوب دولنا، وموقف موحد تجاه قضايا عالمنا الإسلامي”.
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية
“نتضامن مع السعودية في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، أمن الخليج من أمن العرب، والعرب لا يقبلون الظلم على الرغم من رغبتهم في السلام”.
إعلام بمستوى الحدث
أعدت وزارة الإعلام السعودية برنامجًا متكاملاً لضمان وصول رسائل هذه القمم الاستثنائية وإبراز أحداثها إلى مختلف أنحاء العالم، وذلك بمتابعة وإشراف مباشر من وزير الإعلام تركي الشبانة، وقد أشاد الإعلاميون بالمواكبة التي تمت لهذا الحدث عبر مختلف الوسائط التقليدية والجديدة عبر منصات البثِّ والأقمار الصناعية، الأمر الذي أتاح التفاعل العالمي والاجتماعي مع شريحة واسعة من المهتمين.
وقد استضافت الوزارة خلال هذه المناسبة (400) إعلامي وصحافي دولي، و(59) قناة عالمية، قاموا بأداء عملهم من خلال (4) مراكز إعلامية مجهزة بأحدث وسائل الاتصال التي تستخدم في إعداد المواد المقروءة والمرئية والمسموعة، كما أقيم معرض تعريفي في مقر الإعلاميين ضم (11) جناحًا حكوميـًّا ومدنيـًّا وفرت مختلف المعلومات عن المملكة العربية السعودية ومنجزاتها ورؤيتها المستقبلية.
“معرض “حطام الصواريخ” يلفت نظر القادة ويوظف الأدلة العملية في ترسيخ الصورة الذهنية للإرهاب الإيراني “
معرض يستوقف القادة
لأن من رأى ليس كمن سمع أو تخيل، فقد اختارت المملكة أن تقدم دليلاً عمليًّا على اعتداءات الميليشيات الحوثية، من خلال عرض بقايا وحطام الصواريخ إيرانية الصنع التي وجهت نحو المملكة، وذلك في معرض “حقائق في دقائق” الذي أقيم في مدخل الصالة الملكية واستوقف قادة الدول المشاركة في القمم الثلاث.
وقد تولى المتحدث الرسمي العسكري لتحالف دعم الشرعية، العقيد طيار ركن تركي بن صالح المالكي، شرح محتويات المعرض لملوك ورؤساء الدول والوفود ومرافقيهم من دبلوماسيين وأمنين وإعلاميين، خلال مدة لا تتجاوز دقيقة واحدة للعرض، بالإضافة إلى شاشة عرض عملاقة تضمنت بعض المقاطع القصيرة، تضمن المعرض صاروخين باليستيين إيرانيين من نوع (قيام وبركان) أطلقا على مكة المكرمة ومطار الملك خالد في الرياض، بالإضافة إلى زورق مفخخ وطائرات مسيرة هاجمت منشآت مدنية في المملكة، وكانت هذه الأدلة المادية سببًا في ترسيخ الصورة الذهنية لدى الضيوف حيال ممارسات النظام الإيراني الإرهابية.