أكد معالي الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على دور مجلس التعاون كركيزة أساسية للأمن والاستقرار وتعزيز السلام العادل، خلال مشاركته في المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام العادل الذي عقد في العاصمة المالطية فاليتا في 4 مارس 2022م، تحت رعاية الدكتور جورج فيلا، رئيس جمهوريه مالطا، وبتنظيم من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، بمشاركة نخبة من القيادات والسياسيين والمفكرين.
وأشاد معالي الأمين العام بنتائج أعمال المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل بنسخته الأولى والذي عقد في لاهاي عام 2019م، والتي أكدت على تعليم قيم ومبادئ السلام في المناهج التعليمية، والعمل على تنشئة جيل واعٍ في بيئة آمنة يسودها السلام والاحترام، وإدراج الوعي الوطني الذي يحافظ على التراث الثقافي ونشر ثقافة السلام بين المجتمعات.
وتطرق الدكتور الحجرف خلال مشاركته في المنتدى العالمي، والذي عُقد تحت عنوان: “القيادة من أجل السلام العادل”، إلى محورين، هما: جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز ثقافة السلام العادل، وضرورة حشد وتكامل الجهود لترسيخ ثقافة السلام العادل.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون: “لقد لعب مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه في 25 مايو 1981م، وعلى مدى أربعه عقود ولا يزال، دورًا رئيسيًّا ومحوريًّا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، فأصبح ركيزة له، ومؤمنًا به، وساعيًّا إلى صونه والمحافظة عليه، وداعيًّا إلى الحوار كوسيلة لحل النزاعات تحت مظلة ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مشيراً إلى استشعار مجلس التعاون أهمية تعزيز ثقافة السلام العادل وضرورة تعزيز مفاهيم السلام والعمل الجماعي لتحقيقه، حيث يولي قادة دول مجلس التعاون الاهتمام البالغ في صون الهوية الثقافية، وجعلها ركنًا أساسيًّا في الخطط الإستراتيجية التنموية الهادفة لبناء الدولة والإنسان، ودلل على ذلك باعتماد قادة دول المجلس “الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (2020 – 2030م)”، والتي أكدت بأن المشاركة الثقافية حق لكل مواطن إنتاجًا واستفادة وحوارًا ونقدًًا، والعمل على استيعاب روح العصر بتوظيف العلم والتقنية في المجالات الثقافية والحوار مع الثقافات الأخرى لتعزيز قيم السلام، باعتبارها مكونًا أساسيًّا من مكونات الحضارة الإنسانية، والتركيز على مبادئ التسامح والتعايش والحوار واحترام الآخر ونبذ مظاهر العنف والتعصب والتطرف.
وأضاف الدكتور الحجرف: “من هنا أولت دول مجلس التعاون، كدول محبة للسلام، في خططها الإستراتيجية والتنموية ورؤاها المستقبلية، إشراك كافة فئات المجتمع في ثقافة السلام، وبخاصة المرأة التي تعد نصف المجتمع وفئة الشباب التي تمثل عماد المستقبل، وتشكل ما يزيد عن (60%) من فئات المجتمع”.
وحول ضرورة حشد وتكامل الجهود لترسيخ ثقافة السلام العادل، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون أنه وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تُبذل وعلى كافة المستويات لتعزيز ثقافة السلام العادل كأسلوب تعايش ومطلب ضروري لضمان مستقبل أفضل للجميع، ستبقى غير مكتملة لتحقيق أهدافها إن لم تأخذ في الحسبان كل مهددات السلام العادل وكل عوامل نقضه وتقليصه، قائلاً: “في الوقت الذي نناقش فيه اليوم جهود تعزيز ثقافة السلام العادل، يموج العالم باضطرابات غير مسبوقة وتصم الآذان طبول الحرب التي تقرع في أكثر من مكان، والكوارث والأزمات التي يواجهها الإنسان، فتعمي الأبصار صور الدمار القبيحة والمجاعات البشعة والانفجارات الدامية والكوارث الطبيعية، وفي الوقت الذي نأمل بتعزيز ثقافة السلام العادل، هناك ملايين الأسر المشردة وملايين الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحروب والكوارث والنزاعات، والذين يمثلون أهدافًا سهلة للفكر المتطرف والإرهاب”.
وأشار الدكتور الحجرف إلى أن هناك عمل منظم لنقيضه ومن خلال بعض وسائل الإعلام وبعض منصات التواصل الاجتماعي والتي تهدف إلى تغذية الصراعات والنزاعات والإرهاب، مؤكدًا بأن: “الأمر الذي يحتم علينا جميعا كصوت للسلام ومن إيماننا الكامل بضرورة تعزيز ثقافة السلام العادل أن نضع هذه المهددات ضمن مستهدفات العمل الجماعي ولكي نمنح الشباب أينما كانوا أملا بغد أفضل”.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن تقديره للجهود التي تُبذل من أجل تحفيز الأطراف المشاركة على المستوى الاجتماعي والسياسي والتعليمي للتركيز على سياسات الوسطية والتسامح والتعايش بين الأجيال والثقافات والأعراق المختلفة من أجل مستقبل آمن للعالم، موجهًا الشكر إلى جميع من أسهم في الإعداد والتنظيم والمشاركة في هذا المنتدى، ولجمهورية مالطا رئيسًا وحكومة وشعبًا على استضافة المنتدى.