الـ(8K) اسم مختصر لأعلى كثافة موجودة حاليـًا في تقنيات العرض وآخر ما تمَّ التوصل إليه في تقنيات دقة العرض (4Kx2) كمعيار دقة أعلى من الـ(4K)، بدرجة دقة تبلغ ((680.7×320.4، حوالي (8000) بكسل، وهذا النوع من التلفزيونات، ذات الوضوح المرعب كما يطلق عليها، تقع تحت تسمية (Ultra High Definition) أو الـ(UHDTV).
تعادل دقة الـ(8K) أربعة أضعاف دقة الـ(4K) بوضوح (33) مليون بكسل، بينما تبلغ دقة الـ(4K) (3840×2160) أي ما يساوي (8) ملايين بيكسل، ولتبسيط الأمر يمكن القول إن أجهزة التلفزيون بشاشات الـ(8K) تساوي دقة أربعة أجهزة (4K).
في عام 2012م عرضت شركة شارب اليابانية أول أجهزة الـ(8KTV) خلال مؤتمر ومعرض الإلكترونيات الاستهلاكية (Consumer Electronics Show)، بمدينة لاس فيجاس الأمريكية، بعدها عرضت عدد من الشركات الأخرى النماذج التي طورتها من هذا النوع من الشاشات، وظلت معظمها في طور العرض التقني وليس للبيع الاستهلاكي، إلى أن جاء العام الماضي 2018م لتقدم “سامسونغ، وإل جي، وسوني وغيرهم” شاشات من نفس النوع للبيع الاستهلاكي.
وعلى الرغم من وصول طلائع هذه التقنية إلى بعض دول الخليج، إلا أنه لا يتوافر إلا القليل والتجريبي من محتوى الفيديو المتاح للمستهلك، كما لم تذكر أي ستديوهات أو جهات إنتاج أو بث أي شيء عن توزيع مسلسلات أو برامج أو أي نوع من مواد الفيديو الكاملة التجهيز بتقنية الـ(8K).
وكان “يوتيوب” قد بدأ في دعم عرض
الفيديو بدقة (8K)
منذ عام 2010م، حيث توجد فيه بعض المواد التجريبية، مثل عرض قناة “نيومان فيلمز”
(Neumann
Films)، للإنتاج الفني، تسجيلاً مصورًا بهذه
الدقة.
وقد تمَّ اختبار البث التجريبي لهذه التقنية مع الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012م، وفي مهرجان كان السينمائي من خلال برنامج باسم (Beauties À La Carte), وهو عرض مدته (27) دقيقة على شاشة بحجم (220) بوصة، ثم تمَّ الإعلان عن خارطة طريق تتضمن إطلاق البث التجريبي في عام 2016م، وستكتمل التجربة مع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو 2020م.
في هذا الاتجاه قامت شبكة تلفزيون “إن إتش كيه” (NHK) اليابانية بعمل تجربة بثّ فضائي بالـ8K)) في 2016م، وقد تطور هذا البثّ عبر القناة التي يطلق عليها (Super Hi-Vision). وفي عام 2018م قامت الشركة نفسها بتغطية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بنفس التقنية، وصحب ذلك تطوير كاميرا للتصوير بدقة عالية تصل إلى (60) إطارًا في الثانية، وهدفهم زيادة معدل عرض الإطارات إلى (120) إطارًا في الثانية بحلول الألعاب الأولمبية الصيفية 2020م في طوكيو.
فضلاً عن ذلك ولتعزيز تجربة المشاهدة بدقة الـ8K))، طورت مختبرات (NHK) للبحث العلمي والتقني نظامًا صوتيًا متعدد القنوات، باستخدام (24) سماعة “بما في ذلك مضخم الصوت”، يُشار إلى أن (NHK) سباقة في تبني التقنيات المتقدمة في البث، إذ بدأت دعم تقنية الوضوح العالي HD)) في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك قبل أكثر من (10) سنوات من تحولها إلى اتجاه عام، وكانت قد عرضت في نوفمبر 2013م فيلمًا تجريبيـًّا قصيرًا بالـ(4K) باسم (The Chorus)، وذلك ضمن مهرجان طوكيو السينمائي.
مع ذلك كله، وعلى الرغم من التجربة اليابانية لا يوجد حتى الآن بث تجاري منتظم لمحتوى بالـ(4K)، على الرغم من أن خدمات دفق الفيديو وتقنيات (Ultra HD) و((Blu-ray، جنبًا إلى جنب مع أنظمة الألعاب وأجهزة الكمبيوتر، قد أتاحت مقاطع فيديو (4K)، لذلك حاليًا، ونظرًا لندرة الأفلام والمسلسلات بهذه التقنية، فإن عملية ترقية المحتويات من الدقة الأقل إليها تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الصورة، ولكنها لا تحقق نتائج جيّدة في بعض الأحيان.
أخيرًا فإن الخبر المدهش الذي يجب أن نشير إليه في نهاية هذا العرض، أن شركة سوني اليابانية كشفت عن تلفزيون ضخم بدقة ((16K وبمقاسات (19.2×5.4M)، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر الرابطة الوطنية للمذيعين في لاس فيجاس في أبريل من هذا العام، وهذا الجهاز عبارة عن مجموعة من اللوحات من دون حواف، ما يعطي المشاهد انطباعـًا بأنه أمام شاشة عملاقة مكونة من قطعة واحدة بتقنية عرض يطلق عليها (LED Crystal)، وتسمى أيضـًا (Micro-LED).