توّج منتخب قطر ببطولة كأس أمم آسيا 2023م، وللمرة الثانية على التوالي، بالفوز على الأردن بنتيجة (3/1)، في المباراة التي جمعت المنتخبين، في 10 فبراير الماضي، على “استاد لوسيل”، في المباراة النهائية على لقب بطولة كأس أمم آسيا 2023م، ليحقق العنابي اللقب الثاني على التوالي بعد الفوز بلقب 2019م.
شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حفل ختام البطولة، كما شهد الختام سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لسمو الأمير، وعدد من المسؤولين والوزراء.
كما حضر المباراة الختامية فخامة الرئيس بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة السيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسعادة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وعقب المباراة توج سمو أمير دولة قطر، المنتخب القطري لكرة القدم بكأس بطولة كأس آسيا قطر 2023م.
عفيف يتألق
جاءت جميع أهداف قطر في المباراة الختامية من ركلات جزاء، نجح أكرم عفيف نجم العنابي في تحويلها لأهداف ليسجل هاتريك خلال اللقاء، بدأها بالهدف الأول في الدقيقة (21).
وفي الشوط الثاني، سجل يزن النعيمات هدف التعادل لمنتخب الأردن في الدقيقة (67)، قبل أن يعود أكرم عفيف لتسجيل الهدفين الثاني والثالث لقطر في الدقائق (73) و(95).
وأصبح أكرم عفيف أول لاعب يسجل في نهائي كأس أمم آسيا في نسختين متتاليتين تاريخيًّا (2019، 2023م) ، كما سجل هدفه الثامن في البطولة ليتوج بلقب الهداف على حساب العراقي أيمن حسين برصيد (6) أهداف.
وبنجاح منتخب قطر في التتويج بلقب كأس آسيا 2023م، التي أقيمت على أرضه ووسط جماهيره، حافظ على اللقب للنسخة الثانية على التوالى، لينضم لقائمة المنتخبات التي نجحت في الحفاظ على لقبها في نسختين متتاليتين.
ونجحت أربعة منتخبات في تحقيق اللقب بنسختين متتاليتين منذ انطلاق البطولة في عام 1956م، وفي مقدمتها منتخب كوريا الجنوبية الذي توّج باللقب نسختي (1956، 1960م)، ومنتخب إيران الذي حافظ على اللقب لثلاث نسخ متتالية (1968، 1972، 1976م)، ثم منتخب السعودية (1984، 1988م)، وأخيرًا منتخب اليابان (2000، 2004م).
افتتاح مبهر
وسط حضور الآلاف ممن شدهم الحنين لأجواء المونديال العالمي في 2022م وتفاصيله المثيرة، دشنت قطر بطولة كأس آسيا 2023م للمنتخبات بافتتاح رائع رعاه سمو الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، وبحضور إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ووسط حضور كامل العدد في ملعب لوسيل المونديالي.
وكشف حفل الافتتاح عن الفصل المفقود من كتاب “كليلة ودمنة” التاريخية التي تشكل قصصها جسورًا ثقافية تمتد بين جميع دول آسيا، وترسم خريطة للمحبة والتكاتف بين شعوبها.
واشتمل الحفل، الذي امتد قرابة (30) دقيقة، على عرض موسيقي حماسي مبني على أحد أهم الموروثات الأدبية الآسيوية، وهو كتاب “كليلة ودمنة”، الذي فرض مكانته في التاريخ عبر العصور والأجيال.
وقد بدأ الحفل بعدٍّ تنازلي بعد وصول أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، لتنطلق أولى الفقرات بأغنية دُشنت بعدها تفاصيل الجزء المفقود من الرواية المفقودة من كتاب “كليلة ودمنة”.
وشهد حفل الافتتاح – أيضًا – فقرة الألعاب النارية بشكل متواصل، والذي نال إعجاب الحضور الجماهيري الذي بلغ قرابة (65) ألف متفرج توافدوا على استاد “لوسيل المونديالي”، الذي استضاف نهائي كأس العالم 2022م في قطر بين فرنسا والأرجنتين.
حضور خليجي متباين
باستثناء المنتخب القطري البطل، والمنتخب الكويتي الذي لم يشارك في البطولة، خرجت ثلاثة منتخبات خليجية من دور الـ(16) في البطولة، وهي منتخبات الإمارات والبحرين والسعودية، فيما سبقهم المنتخب العُماني بالخروج من دور المجموعات.
منتخب الإمارات
كانت بداية المنتخب الإماراتي مثالية بالفوز على هونغ كونغ (3/1)، لكن أداء “الأبيض” تراجع في المواجهتين التاليتين بالمجموعة الثالثة، وسقط في فخ التعادل أمام فلسطين ثم خسر أمام إيران، وعلى الرغم من ذلك ضمن مكانًا في دور الـ(16)، حيث حل ثانيًّا بأربع نقاط خلف منتخب إيران المتصدر بالعلامة الكاملة، ليتأهل منتخب الإمارات للدور الإقصائي مواجهًا لمنتخب طاجيكستان.
وبالنظر إلى فارق الخبرة والتاريخ الكروي، اعتقد الغالبية أن فوز المنتخب الإماراتي مضمون ضد طاجيكستان، التي تشارك لأول مرة في المحفل القاري، لكن لا التاريخ ولا الخبرة وقفا بجانب الأبيض.
انتهت المباراة، التي أقيمت على ستاد أحمد بن علي، في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل هدف لهدف، وبعدها ابتسمت ركلات الترجيح لمنتخب طاجيكستان ليفوز بنتيجة (5/3) مخرجًا الأبيض الإماراتي من البطولة.
منتخب البحرين
ودع منتخب البحرين منافسات كأس آسيا من الدور ثمن النهائي بعد خسارته أمام نظيره الياباني بنتيجة (3/1)، في المباراة التي جمعتهما على ملعب الثمامة.
سجل لليابان ريتسو دوان وتاكيفوسا كوبو يويودا، في الدقائق (31، 49، 72)، بينما أحرز هدف البحرين، سوزوكي حارس الساموراي في مرماه بالدقيقة (64).
وأخفق المنتخب البحريني للمرة الثانية على التوالي في تخطي عتبة دور الـ(16) بعد خسارته الثانية من منتخب شرق آسيوي، بعد أن خرجت البحرين على يد كوريا الجنوبية (1/2) في ثمن نهائي بطولة أمم آسيا عام 2019م في الإمارات.
الأخضر السعودي
كان المنتخب السعودي من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، لكن أحلامه انتهت بخسارته أمام كوريا الجنوبية في دور الـ(16).
بعد هدف التقدم للسعودية في الدقيقة الـ(46) تراجع الفريق إلى مناطقه مفسحًا المجال أمام “الشمشون” الكوري للتقدم وتهديد مرمى أحمد الكسار في أكثر من مناسبة حتى أدرك التعادل في الدقيقة الـ(90).
وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، مرت الأشواط الإضافية بسلام على الحارسين، لتحسم ركلات الترجيح التأهل لمصلحة الكوريين بنتيجة (4/2).
المنتخب العُماني
لو لم يفرط المنتخب العُماني في تقدمه في المباراة الأولى أمام السعودية بهدف نظيف قبل أن يخسر (1/2) لربما شهد سيناريو مختلف تمامًا في البطولة، عكس خروجه المخيب من الدور الأول.
الهزيمة أمام الأخضر السعودي كان لها وقع معنوي ونفسي كبير على “الأحمر” الذي سعى إلى تدارك الموقف، لكنه سقط في فخ التعادل أمام تايلند وقرغيزستان، ولم تمنحه النقطتان اللتان حصل عليهما مكانًا بين المراكز الأربعة كأفضل ثالث ليخرج من المنافسات مبكرًا.