لزمن طويل سادت الإعلام الدولي أسماء إمبراطوريات معروفة، مثل: “تايم وارنر، وإكسل شبرنغر وبرتلزمان، وديزني وغيرهم”. الآن دخلت وجوه جديدة تصنع محتوى جديد كليًًّا ويعرفها جيل الشباب، أسماء مثل: “نيتفليكس، فايس ميديا، وبزفيد، وفوكس، وإم أي سي ميديا، وأمازون برايم فيديو، وهولو وإم أي سي، ودرودج ريبورت، وبارامونت بلس وهوتستار وتلفزيون آبل وسبوتيفاي وساوند كلاود، ويوتيوب تي في وبيكوك وإيه إس بي إن بلس، وغوغل بلاي ميوزك”. هم عمالقة جدد في الإعلام والترفيه الدولي، بأحجام وتأثيرات واتجاهات مختلفة، بعضهم حقق نجاحًا منقطع النظير وبعضهم تعرض للفشل.
بداية موسيقية
كانت “غوغل بلاي ميوزك” (Google Play Music) عبارة عن خدمة بث موسيقى وبودكاست وخزانة للموسيقى عبر الإنترنت تديرها “غوغل” كجزء من خط خدمات ” “غوغل بلاي” (Google Play)، وقد تم الإعلان عن الخدمة في 10 مايو 2011م، وبعد فترة تجريبية مدتها ستة أشهر بالدعوة فقط، تم إطلاقها علنا في 16 نوفمبر 2011م، ليتم إغلاقها في ديسمبر 2020م، بعد رحلة تغيرات وتطوير في نموذج العمل.
في هذه الخدمة كان يمكن للمستخدمين الذين لديهم حسابات قياسية تخزين ما يصل إلى (50) ألف أغنية من مكتباتهم الشخصية دون أي تكلفة، ويسمح الاشتراك المدفوع للمستخدمين ببث أي أغنية عند الطلب في كتالوج الموسيقى الخاص بـ”غوغل بلاي” للموسيقى وفي كتالوج “يوتيوب” “ميوزك بريميوم”
خدمات رقمية قياسية
في الخدمة القياسية كان يمكن للمستخدمين الاستماع إلى الأغاني من خلال مشغل الويب الخاص بالخدمة وتطبيقات الأجهزة المحمولة، وكانت الخدمة تعمل على مسح مجموعة المستخدم ومطابقة الملفات مع المسارات في كتالوغ غوغل، والتي يمكن بعد ذلك بثها أو تنزيلها بجودة تصل إلى (320) كيلوبت/ثانية، ويتم بعدها تحميل أي ملفات لم تتم مطابقتها إلى خوادم “غوغل” للبث أو إعادة التنزيل، ولا يتم احتساب الأغاني التي يتم شراؤها من خلال متجر “غوغل بلاي” مقابل حد التحميل (50)، وهو (50) ألف أغنية كما سبق وأشرنا.
في هذه الخدمة كان يمكن تنزيل الأغاني على تطبيقات الأجهزة المحمولة للتشغيل في وضع عدم الاتصال، وعلى أجهزة الكمبيوتر من خلال تطبيق مدير الموسيقى، كما يمكن للمستخدمين القياسيين الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا والهند – أيضًا – الاستماع إلى محطات الراديو المنسقة، مدعومة بإعلانات الفيديو واللافتات، وقد كانت مواد البودكاست متاحة – أيضًا – مجانًا للاستماع إليها للمستخدمين العاديين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
من خلال الاشتراك المدفوع أو حسابات البريميوم، يحصل المستخدمون على إمكانية الوصول إلى البث عند الطلب لـ(40) مليون أغنية وتشغيل الموسيقى في وضع عدم الاتصال على تطبيقات الأجهزة المحمولة، مع عدم وجود إعلانات أثناء الاستماع ولا حد لعدد تخطي المسارات، وقد تم تقديم إصدار تجريبي مجاني لمرة واحدة لمدة (30) يومًا للاشتراك في “غوغل بلاي ميوزك” للمستخدمين الجدد، كما يمكن للمشتركين في حسابات “البريميوم” الوصول إلى “يوتيوب ميوزك بريميوم”.
بالنسبة لمنصات التشغيل، فعلى أجهزة الكمبيوتر، يمكن الاستماع إلى الموسيقى والبودكاست من قسم “غوغل بلاي ميوزك” المخصص على موقع “غوغل بلاي” على الإنترنت. أما على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فقد كان يمكن الاستماع إلى الموسيقى من خلال تطبيق “غوغل بلاي ميوزك” للجوال لأنظمة تشغيل “إندرويد” و”أي أو إس”، بينما تم دعم البودكاست فقط على أندرويد، وكان يمكن استخدام ما يصل إلى خمسة هواتف ذكية للوصول إلى المكتبة في “غوغل بلاي ميوزك”، وما يصل إلى عشرة أجهزة إجمالاً، وقد كان الاستماع مقصورًا على جهاز واحد في كل مرة.
تدشين وسائط سحابية
يعود تاريخ هذه الخدمة عندما ألمحت “غوغل” لأول مرة إلى إطلاق مشغل وسائط سحابي خلال مؤتمر مطوريها لعام 2010م، وذلك عندما كشف نائب الرئيس الأول لغوغل آنذاك “فيك غندورتا” عن قسم “الموسيقى” في سوق “إندرويد”. ثم تم الإعلان رسميًّا عن خدمة الموسيقى في العام التالي في 10 مايو 2011م، تحت اسم (Music Beta).
في البداية، كانت متاحة عن طريق دعوة للمقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تضمنت الخدمة “خزانة موسيقى” بدون تكلفة لتخزين ما يصل إلى (20) ألف أغنية، ولكن لم يكن هناك متجر موسيقى خلال الفترة التجريبية، حيث لم تتمكن “غوغل” وقتها من الوصول إلى صفقات ترخيص مع شركات التسجيل الرئيسية.
بعد فترة تجريبية مدتها ستة أشهر، أطلقت “غوغل” الخدمة علنا في الولايات المتحدة الأمريكية في 16 نوفمبر 2011م، باسم “غوغل ميوزك” مع حدث الإعلان (This Go to Eleven)، وقد قدم ذلك الحدث العديد من ميزات الخدمة، بما في ذلك متجر موسيقى مدمج في سوق “الإندرويد”، كما كان يطلق عليه آنذاك، علاوة على ميزة مشاركة الموسيقى عبر شبكة “غوغل بلس” الاجتماعية، وصفحات (Artist Hub) للموسيقيين لنشر الموسيقى بأنفسهم.
عند الإطلاق، أقامت “غوغل” شراكات مع ثلاث شركات رئيسية شملت “يونيفيرسال ميوزك غروب” و”إي أم أي” و”سوني ميوزك إنترتينمينت”، إلى جانب علامات تجارية أخرى أصغر، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق مع “وورنر ميوزك غروب”. في المجموع تم تغطية (13) مليون مسار صوتي من خلال هذه الصفقات، و(8) ملايين منها كانت متاحة للشراء في تاريخ الإطلاق.
ترويج وإطلاق
أصدر العديد من الفنانين أغاني مجانية وألبومات حصرية من خلال المتجر كحملة للترويج من أجل إطلاق الخدمة، وقد ظهرت فرقة “رولينغ ستونز” لأول مرة في التسجيلات، وشاركت “بيرل جام” بحفلة موسيقية حية مسجلة في تورنتو، كندا.
في يناير 2012م، تمت إضافة ميزة إلى الخدمة تتيح للمستخدمين تنزيل نسخ (MP 320) كيلوبت/ثانية من أي ملف في مكتبتهم، مع حد للتنزيل لكل مسار عبر الويب، أو تنزيلات غير محدودة عبر تطبيق مدير الموسيقى.
وتتمثل أحد فوائد معرفة “غوغل” الواسعة في أنه يمكنه تقديم توصيات موسيقية بناءً على مكان تواجد المستخدمين، حيث تقترح قوائم التشغيل “التشغيل بالقرب من المستخدم” و”المفضلة المحلية”، بالإضافة إلى العديد من محطات الراديو، فقد يشغل موسيقى شهيرة في مدينة المستخدم، بالطبع هذا بفرض أن المستخدمين أحبوا الموسيقى المشهورة الحالية في مدينتهم.
كذلك يتعرف تطبيق “غوغل ميوزك” على ما إذا كان المستخدمون في المكتب أو في صالة الألعاب الرياضية، ويقترح الموسيقى بناءً على معلومات الموقع هذه، فيستطيع المشتركون – أيضًا – القيام بتحميل مجموعات الموسيقى الشخصية الخاصة بهم، كما يمكن للمستمعين مجانًا التصفح والاستماع إلى مجموعة المحطات والبودكاست في “غوغل بلاي ميوزيك”، طالمًا أنهم لا يمانعون في مشاهدة بعض الإعلانات.
ووفقا لتقرير فبراير 2012م الصادر عن “سنيت” (CNET)، كان المسؤولون التنفيذيون في “غوغل” غير راضين عن معدل اعتماد خدمة “غوغل ميوزك” وإيراداتها في الأشهر الثلاثة الأولى.
وفي مارس 2012م، أعادت الشركة تسمية “أندرويد ماركت”، وخدمات المحتوى الرقمي الخاصة بها باسم “غوغل بلاي”، وتم تغيير اسم خدمة الموسيقى إلى “غوغل بلاي ميوزك”.
في أكتوبر 2012م، أعلنت “غوغل” أنها وقعت صفقات مع “وورنر ميوزك غروب” من شأنها أن تجلب “كتالوج الموسيقى الكامل الخاص بهم” إلى خدمة “غوغل بلاي ميوزك”، وخلال مؤتمر مطوري غوغل في مايو 2013م، أعلنت الشركة أنه سيتم توسيع موسيقى “غوغل بلاي ميوزك” لتشمل خدمة بث الموسيقى المدفوعة عند الطلب، مما يسمح للمستخدمين ببث أي أغنية في كتالوج “غوغل بلاي”.
خطة زمنية لنهاية الرحلة
استمرت التطورات في “غوغل بلاي ميوزك” مرتبطة بخدمات “يوتيوب ميوزك”، لتعلن في يونيو 2018م عن خطط لإغلاقها، وعرض على المشتركين الترحيل إلى “يوتيوب ميوزك”، ومنذ مايو 2020م، أصبح بإمكان المستخدمين نقل مجموعاتهم الموسيقية وتفضيلات الذوق الشخصي وقوائم التشغيل إلى “يوتيوب ميوزك”، وسجل “البودكاست” والاشتراكات في “غوغل بودكاست”.
في أغسطس 2020م، أعلنت “غوغل” عن جدول زمني مفصل للإغلاق يبدأ في أواخر أغسطس وينتهي بحذف البيانات بالكامل في ديسمبر. ومنذ سبتمبر، لم تعد “غوغل ميوزك” متاحة في بعض دول العالم، ومنذ أكتوبر بدأت خدمة بث الموسيقى في الإغلاق لبعض المستخدمين دوليًّا على الإنترنت وفي تطبيق الهواتف الذكية، ثم أصبح متجر الموسيقى غير متاح في أكتوبر 2020م، وقد تم إيقاف جميع استخدامات الخدمة في ديسمبر 2020م، وتم استبدالها بـ”يوتيوب ميوزك” (YouTube Music)، و”غوغل بودكسات” (Google Podcasts).