في المهمة الأولى عربيًّا
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، في 14 ديسمبر 2022م، تلقّي إشارة الاتصال الأولى من “المستكشف راشد”، الذي انطلق بنجاح من المجمع رقم (40) بقاعدة “كيب كانافيرال” الفضائية في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، في 11 ديسمبر 2022م، بالتعاون مع المحطة الأرضية لـ”آي سبيس” اليابانية في طوكيو.
وعلى حسابه في “تويتر”، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي: “من على بعد (440) ألف كيلومتر من سطح الأرض .. أرسل المستكشف راشد قبل قليل أول رسالة لمركز الفضاء بالخوانيج”، مضيفًا “جميع أجهزة وأنظمة المستكشف تعمل بشكل سليم، وبدأ بدخول مدار القمر تمهيدًا للهبوط خلال الأشهر القادمة بإذن الله”.
وبدأ فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر تلقي البيانات في مركز التحكم بالمهمات الفضائية بمركز محمد بن راشد للفضاء، للتحقق من عمل المستكشف، وتبع ذلك عملية فحص جميع الأنظمة للتأكد من صحة المستكشف راشد، والتي استغرقت نحو الساعتين، حيث تم تأكيد عمل المستكشف بفعالية تامة، واستعداده لبدء المرحلة الثانية وهي مرحلة الملاحة التي ستستمر لمدة (4) أشهر.
ويحمل المستكشف راشد، مركبة الهبوط اليابانية “هاكوتو – آر”، على متن صاروخ الإطلاق “سبيس إكس فالكون 9″، لتسجل الإمارات إنجازًا جديدًا في قطاع الفضاء كونها “المهمة الأولى عربيًّا”، وتبلغ مدة المهمة العلمية «يومًا قمريًّا واحدًا”، أي ما يعادل (14) يومًا من مثيلاتها على كوكب الأرض، وستأخذ المركبة الفضائية طريقًا منخفض الطاقة إلى القمر بدلاً من الاقتراب المباشر، فيما من المقرر أن يهبط المستكشف على سطح القمر بحلول أبريل 2023م.
وتتولى مركبة الهبوط “هاكوتو – آر”، مسؤولية تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، حيث سيتم إرسال الأوامر واستقبالها وتحليل المعلومات الواردة يوميًّا حتى وصول المستكشف بنجاح إلى سطح القمر.
ويتميز الصاروخ “سبيس إكس فالكون 9″، بأنه قابل لإعادة الاستخدام على مرحلتين، وتم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة “سبيس إكس”، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما وراءه، كما يُعد أول صاروخ مداري قابلاً لإعادة الاستخدام في العالم، فيما تسمح قابلية إعادة الاستخدام لشركة “سبيس إكس”، بإعادة تحليق الأجزاء الأكثر تكلفة من الصاروخ، مما يؤدي بدوره إلى خفض تكلفة الوصول إلى الفضاء.
وتُعدّ منطقة هبوط “راشد” في منطقة “ماري فريغوريس”، وتحديدًا منطقة “فوهة أطلس” كموقع هبوط رئيسي، موقعًا آمنًا ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها أثناء التحكم في المستكشف على سطح القمر.
ويشكل موقع هبوط المستكشف راشد أهمية كبرى ليس للإمارات فقط، بل للعالم أجمع، لكونه موقعًا لم تصله أي بعثات علمية سابقًا، ما يجعل الإمارات سبّاقة في توفير إجابات ومعلومات للبشرية.