إسهامًا في توعية العالم بأهمية التراث والآثار
في إطار التعاون بين وزارة الثقافة السعودية ومعهد العالم العربي في باريس، نظمت الوزارة معرض “مدن دمرها الإرهاب”، وذلك خلال الفترة من
17 أبريل إلى 17 مايو، على أرض المتحف الوطني بالرياض.
وقدم المعرض رحلة مجازية باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي إلى مدن عربية تعرضت آثارها للتدمير، حيث تقدم محتويات المعرض تجربة عاطفية لإحياء الضمير الإنساني تجاه المواقع الأثرية والحضارات القديمة المهددة بالدمار، إما بسبب هجمات المتطرفين أو الإهمال أو لعوامل مناخية طبيعية، بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على الكنوز الحضارية التي تمثلها الآثار والمواقع الثقافية.
وكانت مدينة الرياض هي المحطة العالمية الأولى للمعرض، حيث استضافته المملكة كأول دولة في جولته حول العالم؛ بهدف إحياء قيم التسامح، بعد انطلاقه في أكتوبر 2018م، في معهد العالم العربي بباريس.
وجاء انتقال المعرض إلى الرياض في سياق اهتمام وزارة الثقافة السعودية بالتراث والمواقع الثقافية والأثرية، وحرصها على رعاية الآثار وصيانتها، وعبّرت عن ذلك بإدراجها هذه المجالات الحضارية ضمن القطاعات الـ(16) الرئيسية التي تخطط لدعمها من خلال وثيقة رؤيتها وتوجهاتها المرتبطة برؤية المملكة (2030م)، وهدفت وزارة الثقافة في المملكة باستضافتها هذا المعرض إلى التوعية بأهمية الحفاظ على الكنوز الحضارية التي تمثلها الآثار والمواقع الثقافية.
وفي حديث لصاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، أشار إلى أن الهدف من استضافة المملكة لهذا المعرض يتمثل في رفع وعي الجماهير والمجتمع بالتراث الحضاري والإنساني، وأهمية الحفاظ عليه، لاسيما في المدن العريقة والأثرية المسجلة في لائحة اليونسكو للتراث الإنساني (لبدة الكبرى، حلب، تدمر، الموصل)، والتي تتواجد في مناطق الصراع والنزاعات بين الجماعات المتطرفة، وذلك عبر رحلة افتراضية وتجربة فريدة ضمن أحدث التقنيات.
وأضاف سموه: “استشعار المجتمع لأهمية التراث، هدف أساسي نتطلع إلى تحقيقه من خلال هذا المعرض؛ لأن التراث الحضاري والإنساني، يوثق التاريخ البشري الذي يُنبئنا بعوالم الحضارات السابقة، التي تعرضت إلى التدمير أو الإهمال بسبب أفكار متطرفة وإرهابية وجدت في بؤر الصراع، بيئة مناسبة لتهديد تاريخنا الإنساني والحضاري في منطقة الشرق الأوسط”.