البديوي: مسيرة مجلس التعاون حافلة بالعمل الدؤوب المشترك وسجل قيم من الإنجازات على مدى 43 عاماً 




برعاية وحضور من لدن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، وحضور أصحاب السمو والمعالي الوزراء وأصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي والعديد من المسؤولين، أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية احتفال ذكرى تأسيس مجلس التعاون الثالث والأربعين، الأحد 26 مايو 2024م، في مقرها الرئيسي بمدينة الرياض. 

وذكر معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مستهل كلمته بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعتبر أيقونةً وتجسيداً للقيم والروابط المشتركة الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية التي يعززها الامتداد الجغرافي لدول المجلس، إذ تعد مسيرة مجلس التعاون الحافلة بالعمل الدؤوب المشترك وسجل قيم من الإنجازات على مدى ثلاثة وأربعين عاماً، ونموذجاً يحتذى به للتكامل والترابط الناجح على المستوى الإقليمي والدولي، ويعود ذلك بفضلً من الله -عز وجل- وإيماناً من قياداتنا -حفظهم الله ورعاهم-، بأهمية ودور المجلس في حماية الأمن وترسيخ الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة لأجل شعوبهم. 

كما قدم معالي الأمين العام عظيم الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض -حفظه الله ورعاه-، على رعايته وتشريفه الحفل ومشاركته مع أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي وكافة المسؤولين الذين شرفونا بحضورهم الكريم لهذه المناسبة العزيزة على كافة مواطني دول المجلس.  

وخلال كلمته قال معالي الأمين العام: إن مجلس التعاون قد وضع منذ إنشائه رؤية واضحة لمستوى التكامل المشترك بين دوله، ترتكز هذه الرؤية على حماية مجلس التعاون من كافة التهديدات، من منطلق أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، ودعم وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية والانتقال إلى الاقتصاد المرتكز على المعرفة والابتكار، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، انطلاقاً من القناعة الراسخة بأن الإنسان هو هدف التنمية، وتمكين مجلس التعاون من التعامل مع الأزمات بكافة أنواعها والتعافي منها، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليمية والدولية ونصرة القضايا العادلة وتقديم الدعم خلال الأزمات الدولية. 

وفي سياق متصل ذكر معاليه أن المنطقة تمر اليوم في ظروف استثنائية وصعبة وغير مسبوقة، بسبب ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية من قتل وتهجير وانتهاكات خطيرة ووحشية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، وإذ نؤكد على موقف مجلس التعاون الثابت بشأن العدوان الإسرائيلي، والمطالبة بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في كافة أنحاء غزة، بما في ذلك مدينة رفح، وضمان توفير وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكانها، كما شدد على ضرورة تبني المجتمع الدولي لسياسات وتدابير فعالة لوقف التصعيد وأعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس والمقدسات الإسلامية، ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، وعمليات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. 

 وأشار الأمين العام إلى ما شهدته المسيرة المباركة من إنجازات عديدة طوال فترة مسيرتها، حيث ساهمت في تعزيز التكامل الخليجي المشترك في مختلف المجالات، مستذكراً بعضاً مما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية، فعلى مستوى التنويع الاقتصادي من خلال فتح أسواق جديدة لدول مجلس التعاون، والتي تنبع من الرؤية الإستراتيجية الشاملة التي وضعها قادة المجلس -حفظهم الله ورعاهم-، فقد تم توقيع عدة اتفاقيات تجارة حرة مع عدد من الدول وهو ما يعد شهادة على نهج مجلس التعاون وتطلعاته في تعزيز العلاقات الدولية والعلاقات التجارية، تمثلت بالانتهاء من المفاوضات والتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون وجمهورية باكستان الإسلامية في شهر سبتمبر 2023م، والانتهاء من المفاوضات والتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون وجمهورية كوريا في ديسمبر 2023 م، وإعلان انطلاق مفاوضات تجارة حرة مع اليابان وفق بيان مشترك في يوليو 2023م، وإعلان انطلاق مفاوضات تجارة حرة مع جمهورية تركيا وفق بيان مشترك في مارس 2024م. 

وقال البديوي “إن التزامنا بتعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح أسواق جديدة لدول مجلس التعاون، لا نهدف من خلاله لتنويع أنشطتنا الاقتصادية فحسب، بل نعمل أيضًا على وضع دول مجلس التعاون لاعباً إستراتيجيًا في ساحة التجارة العالمية، وأمام هذه الإنجازات والمشاريع الخليجية المشتركة، نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة لمواصلة هذا البناء العظيم، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال المسيرة المباركة، وثقة بسواعد شبابنا وبناتنا الذين نعدهم رهاننا الأقوى بقدراتهم وطاقاتهم لتحقيق النجاحات تعزيزاً لدور ومكانة مجلس التعاون إقليمياً ودولياً، وهو ما نسعى إليه في الأمانة العامة من ترجمة وتنفيذ ومتابعة للبرامج والأهداف والمشاريع المناطة بنا لتحقيق منجزات أكبر وأعظم”. 

 واختتم معاليه بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير والثناء للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً، على ما تقدمه للأمانة العامة والمكاتب والهيئات التابعة لها في دولة المقر من تسهيلات ودعم لا محدود، ولأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس أعضاء المجلس الوزاري الموقر على دعمهم ورعايتهم المستمرة للأمانة العامة لمجلس التعاون ومنسوبيها في سبيل القيام بالمهام المناطة بمجلس التعاون، ولمنتسبي الأمانة العامة لمجلس التعاون والهيئات والمكاتب التابعة لها على جهودهم النيرة والتفاني في العمل والإخلاص اللا محدود، لحرصهم على أن تكون مسيرة ومنجزات العمل الخليجي نموذجاً يحتذى به، مشيداً بجهود رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة لهذا الاحتفال على ما بذلوه في الإعداد والتنظيم الحفل المميز.