أكد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة يؤكد الإصرار على تعزيز التعاون وتطوير هذه الشراكة المتجددة؛ لتعكس طموحاتنا وتلبي متطلبات المرحلة الراهنة من مبادرات ملموسة ومشاريع عملية، وتترجم إرادتنا السياسية إلى إنجازات واقعية، وستسهم في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة في 24 سبتمبر 2025م، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية نيويورك، برئاسة مشتركة من معالي السيد عبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية لدول الكويت – رئيس الدورة الحالية -، ومعالي السيدة أيفيت كوبر، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، ومشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون.
وأشار معالي الأمين العام إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة قامت على أسس تاريخية راسخة، تهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي، فعلى الصعيد الاقتصادي، بلغت استثمارات المملكة المتحدة في دول مجلس التعاون مايفوق200 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت استثمارات دول المجلس في المملكة المتحدة أكثر من 60 مليار دولار أمريكي، في عام 2022م، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 32 مليار دولار أمريكي في عام 2023م، مشيراً معاليه إلى أن هذه المؤشرات تؤكد أن الفرصة مواتية لاستكمال اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، بما سيعود بالنفع على اقتصاداتنا جميعًا، ويفتح آفاقًا أوسع للتعاون في مجالات متعددة، وأنه طال أمد هذه المفاوضات وأمسى التوقيع على الاتفاقية هو المنفذ الوحيد الذي نستطيع من خلاله أن نؤكد على رغبتنا الحقيقة المشتركة في المضي قدماً في هذه العلاقات، وثمّن الأمين العام لمجلس التعاون الرسالة التي أرسلها رئيس وزراء المملكة المتحدة إلى قادة دول مجلس التعاون، والتي أكد فيها على تطلع الجانب البريطاني للانتهاء من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.
وعبر معاليه عن فخره بما وصلت إليه هذه العلاقات الاستراتيجية التاريخية من مكانة رفيعة على العديد من الأصعدة منها الأكاديمي والعلمي، لاسيما وإننا نشهد منذ فترة ارتفاع في عدد الطلبة والطالبات الخليجيين الذي يدرسون في مختلف جامعات المملكة المتحدة، بالإضافة زيادة عدد السواح الخليجيين في ضوء التسهيلات المتميزة التي قدمها الجانب البريطاني في عملية استخراج التأشيرة للمواطنين الخليجين.