الاتجاهات التكنولوجية الجديدة في الإعلام وحديقة الذكاء الاصطناعي 




قمة الإعلام العربي 2024م 

إذاعة وتلفزيون الخليج – خاص 

شهدت دبي في 27 من مايو 2024م قمة الإعلام العربي، التي بدأت بانعقاد المنتدى الإعلامي العربي للشباب، في دورته الثانية، وذلك بمشاركة نحو (4000) إعلامي، يتقدمهم نخبة من الساسة والقيادات الإعلامية العربية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، وكبار الكتّاب والمفكرين في العالم العربي، ورموز العمل الإعلامي وأهم وجوهه، وشهدت القمة منتدى الإعلام العربي في دورته (22)، وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب وجائزة الصحافة العربية.  

كانت منى غانم المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، قد أعلنت عن إطلاق “قمة الإعلام العربي” كمظلة جديدة تندرج تحتها كافة المبادرات والفعاليات الإعلامية التي يتولى نادي دبي للصحافة تنظيمها منذ تأسيسه في العام 1999م، في خطوة من شأنها مواكبة نمو وتطور تلك المبادرات والفعاليات. 

البديوي يخاطب منتدى الإعلام العربي  

ضمن الافتتاح الرسمي لمنتدى الإعلام العربي في ثاني أيام القمة، ألقى معالي جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة رئيسية تناول خلالها ملامح مهمة من تطور قطاع الإعلام على صعيد منطقة دول المجلس، وما صاحب هذا التطور من ظواهر جديدة، وما تستدعيه من تحرك مشترك لدول المجلس للاستعداد لما تحمله تلك الظواهر من فرص وتحديات. 

قال معاليه: “يلعب منتدى الإعلام العربي دورًا محوريًا كمنبرٍ لتعزيز الحوار الهادف إلى النهوض بالأوطان وتنمية العقول، ويحمل الإعلام العربي على أكتاف أصواتٍ متعددة ومناهج متنوعة، تتماشى مع التقاليد المحلية وتستجيب للتطورات الحديثة، ما يتيح له تقديم محتوى فكري يثري المشهد الثقافي والاجتماعي في المنطقة”. 

وأثنى معاليه على دور الإعلام الخليجي الذي وصف دوره بأنه مؤثر ورئيسي في مسيرة مجلس التعاون وإنجازاته، بفضل دعم قادة دول المجلس للإعلام كركيزة أساسية في الرؤى المستقبلية الطموحة، وهو الدعم الذي اتخذ مسارات وأشكالاً عديدة ربما من أهمها تمكين الشباب وإفساح المجال للمرأة لقيادة المؤسسات الإعلامية. 

شهد المنتدى إطلاق العديد من المبادرات الإعلامية الجديدة على هامشه، والتي هدفت إلى خدمة الشباب على الصعيدين العربي والمحلي، وقد شملت هذه المبادرات تقارير متخصصة عن اتجاهات الإعلام الجديدة، وبرنامجًا جديدًا مُكرّسًا لدعم الشباب في هذا المجال. 

المنتدى الإعلامي العربي للشباب 

استضاف “المنتدى الإعلامي العربي للشباب” في ثاني دوراته نخبة من صُنّاع القرار في القطاع الإعلامي التي قدمت بخبراتها نماذج ملهمة للأجيال الجديدة بما حققته من نجاحات في مختلف المجالات، لتشارك خلاصة تجارب تمكّن أصحابها من بناء رصيد مشرّف من الإنجازات، تحقيقًا لرسالة المنتدى في إلهام الشباب الذين اختاروا الإعلام مهنةً لهم، بما تتطلبه من إلمام واسع ومخزون كبير من المعارف التي تمكنهم من الإبداع والتميز في هذا المجال. 

خاطب المنتدى الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في مملكة البحرين، بقوله: “إن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل” مضيفًا أن “لدى شبابنا وعي كبير وتحمل للمسؤولية، وهم قادرون على مواكبة التغيير العالمي” مؤكدًا أن “الهوية الوطنية هي الأساس بالنسبة لنا كأمة عربية وعلينا المحافظة عليها ونحن أمة لديها تاريخ وإنجازات ونتعلم من الماضي لبناء حاضرنا والتطلع لمستقبل أفضل”. 

شهد المنتدى الإعلامي العربي للشباب مشاركة شخصيات بارزة، وشخصيات عربية ملهمة في مختلف المجالات، وصانعي المحتوى الرقمي والسرد القصصي الرقمي، وقادة عالميين في قطاع الإعلام، ناقشوا دور الشباب في تشكيل مستقبل القطاع، كما شارك فيه عدد كبير من طلبة كليات الإعلام والقطاعات الإبداعية ونخبة من الإعلاميين الشباب الذين حققوا شهرة واسعة وتميزًا واضحًا في مجال العمل الإعلامي من خلال القوالب والأشكال الإعلامية الجديدة، التي يبدع الشباب العربي في امتلاكها. 

الاتجاهات التكنولوجية الجديدة في الإعلام  

استضافت القمة وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عمر سلطان العلماء، ضمن جلسة رئيسة، تحدث خلالها حول الاتجاهات التكنولوجية الجديدة في مجال الإعلام وكيفية توظيف التكنولوجيا بأسلوب يخدم القطاع، ويُمكنه من تحقيق التميّز على الرغم مما تجلبه من تحديات تصاحب التطور السريع لتطبيقاتها المختلفة الداخلة في صناعة الإعلام. 

أكد العلماء، أن الإعلاميين سيحتاجون في المستقبل إلى التأقلم والتعامل الإيجابي مع تقنيات وأدوات واستخدامات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي يقدمها في مجال المحتوى والصوت والصورة والفيديو، وهو ما سيولد الكثير من الفرص والوظائف، بينما سيخسر مكانه كل من يتخلف عن ركب التقدم ويتعامل معه بشكل سلبي. 

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكنه خدمة قطاع الإعلام، وتحسين تجربة المتلقي، من خلال اختصاره لمئات المقالات التي تصدر بشكل يومي، وتحليله لمضمونها وتصنيفها، وإنتاج محتوى متنوع، يحاكي اهتمامات المستخدم، مستعرضًا أمام جمهور المنتدى تجربته الشخصية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إبداعي وقصص مصورة لأبنائه، تحاكي تصوراتهم ومخيلتهم، معربًا عن أمله في أن تأخذ إحدى المنصات الرقمية زمام المبادرة في إنتاج محتوى إبداعي متخصص للأطفال. 

حديقة الذكاء الاصطناعي 

سعيًا لمواكبة التغيرات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاستفادة من الفرص الكبيرة التي يخلقها هذا القطاع سريع التطور، جاءت “حديقة الذكاء الاصطناعي” بتنظيم “براند دبي”، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وذلك ضمن أبرز الفعاليات المتميزة التي ضمها المنتدى هذا العام. 

ووفرت “حديقة الذكاء الاصطناعي” للمشاركين والحضور في المنتدى تجارب ومحادثات تفاعلية مع شخصيات ورموز أدبية وإعلامية عربية مشهورة رحلت عن عالمنا، ولكنها تركت وراءها إرثًا فكريًا رفيع المستوى، وذلك من خلال حوار افتراضي عبر تقنيات المستقبل التي ستتيح لهم تجربة التواصل وجها لوجه مع تجسيد رقمي لتلك القامات الفكرية المرموقة، والتي أسهمت بإبداعاتها الإعلامية والصحافية في تشكيل الوعي العربي بأعمال ستظل مصدر إلهام للأجيال. 

وتضمنت فعاليات الحديقة أنشطة تفاعلية منفصلة، أخذت الزوار إلى عالم تتلاشى فيه الحدود وتتيح لهم اللقاء الافتراضي وجهًا لوجه مع شخصيات أدبية وإعلامية أسهمت في رسم ملامح المشهد الإعلامي العربي على مدى سنوات طويلة. 

جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب 

في قمة هذا العام عادت “جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب” في نسختها الرابعة للاحتفاء بالمبدعين من صُنّاع المحتوى في العالم العربي، كأكبر حدث يعنى بأصحاب الإسهامات المُلهمة والمحتوى الابداعي في الفضاء الرقمي. 

وذهبت جائزة “شخصية العام المؤثرة” إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، تقديرًا لما لسموه من حضور قوي ومُلهِم على منصات التواصل الاجتماعي بما يخدم أهداف نبيلة في مجالات العمل الإنساني والاجتماعي؛ ويُعد تتويج سموه بجائزة شخصية العام المؤثرة تقديرًا لعطائه المتواصل ومبادراته المعهودة، على الصعيدين الاجتماعي والإنساني. 

وقد شهدت الجائزة تجاوبًا وتفاعلاً كبيرين من معظم الدول العربية، حيث أكدت إحصائيات اللجنة المنظمة للقمة أن أكبر نسبة مشاركات من الأفراد والمؤسسات جاءت في فئة “خدمة المجتمع” وهي الفئة المختصة بتكريم أصحاب الاستخدامات المبتكرة والإيجابية لوسائل الإعلام الاجتماعي بالشكل الذي يوفر خدمات لجميع شرائح المجتمع أو فئة معينة منه ويعود بالنفع على هذه الفئة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة وتلتها في حجم المشاركات فئة المدونات ثم فئة الإعلام. 

وجاءت دول الإمارات ومصر والسعودية في صدارة الترتيب على قائمة الدول التي جاءت منها أكبر عدد من المشاركات والترشيحات في كافة الفئات، حيث قدمت دولة الإمارات أكبر عدد للمؤسسات التي سجلت مشاركتها في الجائزة فيما جاء أكبر عدد من الأفراد المشاركين من المملكة العربية السعودية. 

جائزة الصحافة العربية  

كرمت القمة الفائزين بـجائزة الصحافة العربية، وفاز علي السراي من صحيفة “الشرق الأوسط” بجائزة الصحافة العربية عن فئة الصحافة السياسية، وفازت سحر المليجي من صحيفة “المصري اليوم” بجائزة الصحافة العربية عن فئة الصحافة الاستقصائية، كما فاز أسامة السعيد من صحيفة الشرق الأوسط بجائزة الصحافة العربية عن فئة الصحافة الاقتصادية. 

وفاز موقع “القاهرة 24” بجائزة الإعلام الرقمي كأفضل منصة إخبارية ضمن حفل جائزة الإعلام العربي، فيما فاز موقع معلومات مباشر بجائزة الإعلام الرقمي كأفضل منصة اقتصادية، وفازت منصة (Sport 360) بجائزة الإعلام الرقمي كأفضل منصة رياضية، وفازت مجلة العربي الصغير بجائزة الصحافة العربية عن فئة صحافة الطفل، وفاز عبد اللطيف الزبيدي، الكاتب في صحيفة “الخليج”، بجائزة المقال من جائزة الإعلام العربي، وفاز فيلم “أمام الكواليس.. ملح على جرح” بجائزة أفضل عمل وثائقي. 

وفاز برنامج “كلام أسواق” بجائزة الإعلام المرئي عن فئة أفضل برنامج اقتصادي، وفاز برنامج “الليوان” بجائزة أفضل برنامج اجتماعي، كما فاز برنامج “دروب” عن فئة أفضل برنامج ثقافي، وفاز برنامج ملعب (ON) عن فئة أفضل برنامج رياضي. 

شهد حفل الجائزة تكريمًا خاصًا للإعلامية اللبنانية الراحلة جيزيل خوري، وسلم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” سمير عطا الله جائزة شخصية العام الإعلامية من منتدى الإعلامي العربي.