دعا معالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، المجتمع الدولي إلى أن يكون قويـًا وموحدًا، وقبل كل شيء واقعيـًا، في تقييم ومعالجة التهديدات التي يتعرض لها السّلم والأمن الإقليمي، مشددًا على ضرورة توحد المجتمع الدولي في إدانة الهجمات الإرهابية على منشآت المعامل النفطية في المملكة العربية السعودية.
وقال: “إن منطقة الخليج العربية تقوم بدور مهم في حرية التجارة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية، مستنكرًا استمرار محاولات إيران بسط نفوذها الإقليمي من خلال وكلائها في المنطقة بخاصة حزب الله والتدخل الكارثي في اليمن، وسعي إيران مؤخرًا إلى تهديد حركة السفن عبر مضيق هرمز”.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام في مؤتمر القمة (C3) الأمريكية العربية للرعاية الصحية، الذي عُقد في 23 سبتمبر 2019م بمدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، على أهمية الرعاية الصحية في حياة المجتمعات البشرية، وفي بناء وتحسين العلاقات بين دول العالم بفضل الروابط الإنسانية المشتركة، وقال: “إن تدفق المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات يتيح للدول تطوير برامج المؤسسات الصحية لديها بهدف تعزيز الجودة وإطالة حياة مواطنيها بإذن الله تعالى”.
وأشار الأمين العام إلى أن التعاون الصحي الدولي يمثل وسيلة لعبور الحدود العالمية والوطنية، وأن تأثير دبلوماسية الرعاية الصحية والتعاون أصبحت من ركائز السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن، بفضل التفاعل التـّام بين السياسة الخارجية والصحة العالمية، مضيفـًا: إن السياسة الخارجية تعمل على تعزيز الأهداف الصحية كأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، وتحسين معايير الصحة العالمية تعزز بدورها السياسات الخارجية بشكل كبير.
وقال الدكتور الزياني إن دبلوماسية الصحة العالمية أمست الآن جزءًا أساسيـًّا من الدبلوماسية الناعمة، أو ما يعبر عنه بـ”القوة الناعمة”، وهي المحرك الرئيس للمساعدات الإنسانية الوطنية ومتعددة الأطراف، مشددًا على أن دبلوماسية الرعاية الصحية ذات تأثير مباشر ومهم في السياسة الخارجية.
وأشار الأمين العام إلى أن الرعاية الصحية كان لها دور كبير في التصدي لكثير من التحديات في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت تعاني من الاضطراب والتهديدات والفرص الضائعة والآمال المحبطة واستمرار المعاناة.
وقال: “إن معظم الجهود التي تبذل لمواجهة تلك التحديات ابتداءً من الاستجابة الفورية للأزمات، إلى المساعدة الإنسانية قصيرة الأجل من خلال بناء القدرات والمؤسسات على المدى المتوسط، إلى الجهود طويلة الأمد لمعالجة هذه القضايا، كانت ضيقة في تركيزها”.
ودعا معاليه إلى استجابة سريعة ومنسقة من مختلف الدول والوكالات لمعالجة الأزمات الصحية الطارئة من أجل توفير منطقة آمنة مزدهرة ومستقرة في الشرق الأوسط، من خلال التكامل والاعتمادية المتبادلة، اقتداء بالنموذج الأوروبي الواقعي الذي تمكن من تجاوز تاريخ طويل من الحروب والصراع من أجل تغليب المصالح الوطنية للدول الأوروبية.