(CNN+) تتوقف وسط سوق تشبع بالبث التدفقي والشك في مستقبلها

إذاعة وتلفزيون الخليج – خاص

بعد شهر من انطلاقتها واستقطابها لأشهر الأسماء..

ما كادت خدمة البث التدفقي المدفوعة (CNN+) “سي إن إن+” تنطلق في مارس 2022م، حتى تم الإعلان عن توقفها في 30 أبريل 2022م، وبالفعل توقفت تمامًا في مؤشر على فشل مشروع كان كفيلاً بضخ الحيوية في القناة الإخبارية الأمريكية.

وتم إبلاغ موظفي شبكة “سي إن إن+”، التي تم إطلاقها في 29 مارس، سيتم إغلاقها وفقًا لمذكرة من رئيس “سي إن إن” الجديد “كريس ليخت” حصلت عليها صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية.

جاءت هذه الخطوة بعد فترة وجيزة من اندماج “وورنر ميديا” التي تجمع بين “سي إن إن” و”إتش بي أو ماكس” مع “ديسكوفري” في شركة عملاقة واحدة للإعلام والبث التدفقي هي “وورنز براذرز ديسكوفري”.

وقد لاحظ المدير العام لـ” وورنز براذرز ديسكوفري” جان برياك بيريت أن “المستهلكين في سوق البث التدفقي يريدون البساطة وخدمة شاملة تقدم تجربة أفضل وفوائد أكثر من العروض المستقلة”.

أما رئيس “سي إن إن” “كريس ليخت” فأكد أن الشبكة “ستكون أقوى كجزء من إستراتيجية البث المباشر لشركة “وورنز براذرز+ ديسكوفري+” والتي ترى في الأخبار جانبًا مهمًا من عرض أوسع وأكثر جاذبية، إلى جانب المحتوى الرياضي والترفيه والوثائقي”.

وكان إعلان “سي إن إن” إطلاق “سي إن إن +” في يوليو 2021م، بدا حينها المشروع الأكثر طموحًا في مجال الأخبار التلفزيونية عبر الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكنّ “سي إن إن +” لم تتمكن من استقطاب عدد كافٍ من المشتركين لدى إطلاقها في 29 مارس المنصرم، نظرًا إلى أن سوق البث التدفقي متخمة أصلاً بالعروض.

وقد سلط انخفاض مشتركي “نيتفليكس” في الربع الأول الضوء على الحد الأقصى لما يرغب المستهلكون في إنفاقه على خدمات البث، والتي انتشرت تحت رعاية شركات الإعلام والتكنولوجيا، بما في ذلك “وارنر ديسكفري، وكومكاست، وأبل وأمازون”.

وقال جون كلاين، الرئيس السابق لـ”سي إن إن”، الذي شارك في العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا: “إن تراجع المشتركين في نيتفليكس ربما يضع علامة تعجب على المخاوف الحالية والقائمة بالفعل بشأن شبكة السي إن إن نفسها”.

خسرت “نيتفليكس” (200) ألف مشترك في كل أنحاء العالم في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنهاية العام 2021م، وهي سابقة منذ أكثر من عشر سنوات دفعت بسعر أسهمها إلى التراجع في بورصة “وول ستريت” بنسبة وصلت إلى أكثر من (30%).

وعزت المنصة الأمريكية العملاقة للبث التدفقي تراجع عدد المشتركين بشكل أساسي إلى صعوبة استقطاب مشتركين جدد في كل مناطق العالم، إضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا، وحققت المنصة الرائدة في قطاع البث التدفقي نتائج ضخمة خلال جائحة (كوفيد – 19) بفعل إقبال المستخدمين على خدمات الترفيه المنزلي أثناء فترة الحجر، وكانت السوق تاليًا تتوقع تصحيحًا للوضع لكن ليس بهذه القوة.

وكانت “نيتفليكس” توقعت أن تكسب (2,5) مليون مشترك إضافي، فيما كان المحللون يتوقعون عددًا أكبر، لكنها خسرت بدلاً من ذلك بعضا منهم، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى (221,64) مليونًا.

وأوضحت المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرًا “تسبب تعليق خدمتنا في روسيا والانخفاض المستمر في عدد المشتركين الروس في خسارة صافية بلغت (700) ألف اشتراك، ولولا ذلك، لأصبح لدينا (500) ألف اشتراك إضافي” مقارنة بالربع الماضي.

وبالعودة إلى “سي إن إن+”، فهي خدمة بث فيديو تم إطلاقها في 29 مارس 2022م. كفرع من شبكة الأخبار التلفزيونية الأم، وقد تم الإعلان عن خدمة البث الرقمي الجديدة في 19 يوليو 2021م، باعتبارها “تطور كبير في مجال الفيديو الإخباري وبداية عهد جديد للشركة”.

في ذلك الإعلان تم الحديث عن تقديم خدمة بث جديدة على مدار الساعة لتوفر من (8 – 12) ساعة من البرامج الحية يوميًا، تكملها سلسلة أصلية يتم تصميمها فقط للخدمة الجديدة وأخرى يتم انتقاؤها من أرشيف الشبكة، بالإضافة إلى “مجتمع تفاعلي” يسمح للمشاهدين بالتفاعل مع المواهب على الهواء.

الخدمة الجديدة جذبت عددًا من نجوم الإعلام التلفزيوني في الولايات المتحدة الأمريكية،  وكانت مراسلة “إن بي سي نيوز”  السابقة “كاسي هانت” من أوائل الشخصيات التي تم تأكيد انضمامها.

وفي 12 ديسمبر 2021م، أعلنت الشبكة أن سكوت غالواي، الأستاذ بجامعة نيويورك، انضم إلى القناة  الجديدة كمساهم في برامجها الحية الأصلية، وفي نفس اليوم أعلن كريس والاس أنه سينضم إلى “سي إن إن+” بعد أن أمضى (18) عامًا في “فوكس نيوز”.

طوال شهر يناير 2022م، انضم العديد من مذيعي الأخبار في “سي إن إن”، بما في ذلك كيت بولدوان، وولف بليتسر، وجيك تابر، وفريد زكريا، ومضيف (NPR) السابق أودي كورنيش، إلى “سي إن إن+” لاستضافة برامج أصلية على خدمة البث.

التوقعات تشير إلى انتقال معظم البرامج الأصلية إلى (HBO Max) أو القناة الرئيسية “سي إن إن” التي صرح ليخت بأن موظفي الخدمة “سيستمرون في الحصول على الحقوق والمزايا خلال الـ(90) يومًا القادمة، لاستكشاف الفرص في الشركات الأم،  فضلاً عن حقوق ما بعد الخدمة.

كانت قناة (سي إن بي سي) قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن أقل من (10) آلاف شخص يستخدمون خدمة (سي إن إن+)، ولوضع عدد المستخدمين اليومي لخدمة البث المباشر في نصابه الصحيح، عانت الشبكة الكابل من انخفاض حاد في نسبة المشاهدة في العام الماضي مع انطلاقها.

وقد سعت “سي إن إن” إلى جذب انتباه كبير عبر خدمتها (سي إن إن+) حيث استقطبت المواهب ذات الأسماء الكبيرة من شبكات الأخبار المنافسة، ولكن ظل هناك شك واسع النطاق بشأن ما إذا كان هناك طلب كافٍ للحفاظ على خدمة بث الأخبار المستقلة، حيث تهيمن خيارات الترفيه أولاً على المشهد بما في ذلك “ديزني+”، التي استقطبت (10) ملايين مشترك في اليوم الأول من إطلاقها.

تعلق  المراسلة السياسية كاسي هانت على هذا الوضع بقولها: “الأخبار هي الأخبار بغض النظر عن كيفية بثها أو مكان بثها أو مصدرها”. كأنها تقول لو توقفت هذه القناة فغيرها موجود في الساحة.