كثيرًا ما نتابع ونقرأ ونسمع عبارة (طرف علم)، وكأننا ننتظر بشائر المطر وما لم يأت به الأوائل، أصاب بكلمة “طرف” لأنها طارفة، وأخطأ “بالعلم” لأنه يطلق الكلام في الهواء على عواهنه.
من يكتب (طرف العلم) أيادي لا تعرف ما تكتب وعقول لا تعي ما تهدف.
في نهاية كل موسم وقبل الموعد الجديد لكل مناسبة أو حدث، وخاصة في المجالات الرياضية يكثر الخراصون والمتمصدرون، والباحثون عن الضوء المفقود، خاصة في وسائط التواصل الاجتماعي ومساحاته الصوتية الفارغة من الطرح المفيد، والمليئة بالسباب والقذف والضجيج، فيرمون سهام متجمعة بمعلومات وتوقعات متعددة وأحيانًا متضادة، فإن أصاب أحدهم السهام أو قارب من المعلومة، فهم ممن يعرفون العلم كله وليس طرفه فقط، وإن أخطأوا (وما أكثر ما يخطئون)، فقد نالوا الشهرة والانتشار حتى ولو كان على ظهر الحقيقة والحق.
في الأحداث كثيرًا ما يكون هناك ما يسمى بغسيل الأخبار عبر تمريرها عبر عدة وسائل ومصادر تستخدم (قال مصدر موثوق رفض ذكر اسمه)، ثم تنقله جهة أخرى وتسنده للأول حتى يصل إلى وسيلة منتشرة، فتستخدم عبارة (يتردد في الأوساط) وعندها يصبح الخبر نظيفًا كما تجري عمليات وأساليب تبيض الأموال عبر عدة مراحل.
المتلقي يبحث عن المعلومة، ولكنه لا يسعى إلى الموثوقية والتحقق من صحتها ومصادرها متناسيًّا مقولة: “وش أدراك بكذبها قال من كبرها”، ولهذا تكثر الإشاعة وتكبر الكذبات عبر التناقل، وساعدها على ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي يتابعها الملايين، ولهذا كثر الشعبويون والمتمصدرون ولو كان على حساب المبادئ والحقائق، وإن لم تتحقق رأس مالها كلمة (أعتذر).
يقولون في الصيف تكثر الإشاعات ولا أعرف السبب على الرغم من أن درجات الحرارة لا تساعد على التفكير بعمق ولا تعين على الجدال، قد يكون ذلك مرتبطًا بالموسم الرياضي والبحث عن الإثارة، وإشغال الجو الفارغ من النشاطات، وقبل حرارة التنافس في الميادين والمساحات الخضراء، المثل يقول: “في الصيف ضيعت اللبن”، ولكن صاحب طرف العلم والمتمصدر يبدو أنه ضيع البقرة الحلوب بسبب بحثه عن غسيل العقول ودغدغة القلوب وفق الميول.!!.
وتمضي الحياة..