احتضنت العاصمة الإماراتية أبو ظبي فعاليات النسخة (34) من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والذي نظمه مركز أبو ظبي للغة العربية، خلال الفترة من 26 أبريل حتى 5 مايو 2025م، في مركز أدنيك، وافتتحه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تحت شعار “مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع”.
(10) أيام حافلة بالثقافة والإبداع
شهد المعرض هذا العام مشاركة (1400) جهة عارضة من (96) دولة، يتحدثون أكثر من (60) لغة، منهم (120) عارضًا شاركوا للمرة الأولى، كما قدّم لجمهوره أكثر من (2000) فعالية ثقافية متنوعة، تناسب جميع الشرائح العمرية والميول والاهتمامات المعرفية والثقافية والفنية.
وبرزت مبادرة “الأجنحة الدولية المُجمّعة”، إحدى الفعاليات النوعية في هذه الدورة التي ضمت (25) جناحًا تمثّل (23) دولة، مقارنة بتسعة أجنحة فقط العام الماضي، ما يعكس نموًا ملحوظًا بنسبة (178%)، ويرسخ مكانة المعرض كمنصة ثقافية رائدة تتيح للناشرين من مختلف أنحاء العالم عرض إصداراتهم، والتواصل مع جمهور متنوع، وإبرام شراكات إستراتيجية تدعم صناعة النشر العالمية واستدامتها.
وشهدت الأجنحة الدولية إقبالًا واسعًا من الجمهور، واهتمامًا لافتًا من المهتمين بصناعة النشر والمعرفة، لما تتيحه من فرص للاطلاع على ثقافات متعددة في مكان واحد، ومناقشة اتجاهات الطباعة والنشر على المستوى الدولي، وسجلت الصين أوسع مشاركة لها في تاريخ المعرض، من خلال جناح امتد على مساحة (400) متر مربع، فقد عكست هذه المشاركة مستوى التقارب الثقافي المتنامي بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال الوفد الصيني الذي ضم (13) مؤسسة وشركة ثقافية، ركزت على التراث الصيني في مجالات، مثل الخزف، والحرير، والفنون التقليدية.







ابن سينا وشارع المتنبي
واحتفى معرض أبو ظبي الدولي للكتاب هذا العام بشارع المتنبي، أبرز معالم مدينة بغداد الثقافية، والذي ارتبط، منذ تأسيسه في بغداد عام 1932م، بالحراك الأدبي في العراق، وأصبح الشارع قلبًا نابضًا للثقافة، فقام المعرض بتنظيم جناح خاص بشارع المتنبي يُحاكي تفاصيل الشارع الأصلية من أقواس خشبية، وأزقة ضيقة، وأسماء مكتبات شهيرة.
كما احتفى المعرض – أيضًا – بالطبيب والفيلسوف الموسوعي ابن سينا، أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية، تزامنًا مع مرور (100) عام على إصدار كتابه “القانون في الطب”، الذي يُعدّ أحد أبرز الإسهامات العلمية العربية التي أثرت في تطور الطب عالميًّا، واستعرض جناح ابن سينا سيرته الشخصية، مسلطًا الضوء على أعماله وإنجازاته في الطب، والفلسفة، والفلك، والكيمياء، والفيزياء، والموسيقى، وعلم النبات والأحياء، وعلم النفس، والإرث العلمي.
وتماشيًّا مع التطورات التقنية في صناعة النشر، شغل الذكاء الاصطناعي مساحة لافتة من الفعاليات التي شهدها المعرض عبر العديد من الفعاليات التي طرحت مختلف القضايا المتعلقة بهذه التقنية، وتأثيراتها المختلفة في الإبداع والصناعات الثقافية بشكل عام والنشر تحديدًا.
المربع الرقمي.. تكنولوجيا صناعة النشر
في إطار سعيه لمواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز الابتكار في قطاع النشر والثقافة، خصص معرض أبو ظبي للكتاب في دورته لهذا العام مساحة بارزة أُطلق عليها اسم “المربع الرقمي”، وقد شكلت هذه المساحة ركيزة أساسية ضمن فعاليات المعرض، حيث أتاحت منصة متميزة لاستعراض أحدث الإنجازات والتطورات في مجال صناعة النشر الرقمي، وتميزت هذه المنطقة بعروض تقنية متطورة، سلطت الضوء على أبرز الابتكارات التكنولوجية التي تعيد صياغة مستقبل النشر، إلى جانب جمعها نخبة من المشاريع الثقافية الرقمية المبتكرة ووكلاء الأدب المعنيين بتطوير هذا المجال.
الكاريبية.. ضيف الشرف
ضمن برنامج «ضيف الشرف» لهذا العام، وهي المبادرة التي تحتفي بأحد أكثر المشاهد الأدبية والفكرية والفنية تنوعًا وثراء في العالم، سلّط المعرض الضوء على الثقافة الكاريبية، التي تشمل أرخبيلًا يضم أكثر من (700) جزيرة، وتُمثّل بوتقة حضارية متفردة وصوتًا أدبيًّا متميزًا، وخصص جناح خاص لإبراز هذا التراث الثقافي الغني.
المؤلف الناشر.. تعزيز الدور الاجتماعي للثقافة
خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، أطلق مركز أبو ظبي للغة العربية مبادرة متميزة بعنوان: “المؤلف الناشر”، ضمن إطار رؤيته الهادفة إلى تعزيز الدور الاجتماعي للثقافة، بالتزامن مع “عام المجتمع”، حيث تسعى المبادرة إلى تمكين الأسر المواطنة المبدعة وإبراز إسهاماتها الأدبية.