شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي في منتصف أكتوبر الماضي انطلاق فعاليات الدورة الثانية من «الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات»، والتي نظمتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالشراكة مع المجلس الوطني للإعلام، وشركة أبو ظبي للإعلام، وقناة «سكاي نيوز عربية»، وذلك بمشاركة أكثر من (350) من كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاتصال الحكومي، وفي مقدمتهم معالي الأستاذ محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلي الرميحي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين.
ويأتي انعقاد هذا الملتقى انطلاقـًا من أهمية الدور الذي يؤديه الإعلام في تغطيته للأزمات بسبب القدرات الهائلة التي بات يتمتع بها من حيث الوسائل والتطبيقات، وبسبب قدراته الهائلة على التأثير النفسي على الأفراد والسيطرة الفكرية والإقناع للجمهور في مختلف المجتمعات، والتحكم في سلوكهم وتوجيههم.
وسلط الملتقى الذي عُقد تحت عنوان: «المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر» الضوء على دور الإعلام الإماراتي، كرسالة ومنهجية في إدارة الأزمات، وبخاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد تناميـًا ملحوظـًا في الأزمات والمخاطر التي تلقي بظلالها السلبية على جميع دول المنطقة، فالإعلام أصبح إحدى وسائل الحرب النفسية والدعائية، وبات يؤدي دورًا رئيسيـًّا في إدارة الأزمات والكوارث، نظرًا إلى ما يتوافر له من قدرات هائلة تتمثل في انتقاله بسرعة كبيرة واجتيازه الحدود وتخطـِّيه العوائق بما يملكه من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية، ولما له من قدرات هائلة على التأثير في الأفراد وإقناع الجمهور في المجتمعات المختلفة.
ومن جانبه قال الدكتور جمال محمد الحوسني، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث في دولة الإمارات العربية المتحدة: إن هذا الملتقى هدف إلى تعزيز المعرفة بإدارة الأزمات إعلاميـًّا، والشراكة والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وسلط الضوء على عدد من القضايا، بالإضافة إلى عوامل النجاح في إدارة الأزمات، والإعلام الوطني رسالة ومنهجية والاستعداد والتخطيط الإعلامي للتصدي الناجح للأزمة أو الكارثة.
وأكد محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمته الافتتاحية أهمية دور الإعلام في توجيه الرأي العام قبل وأثناء الأزمات، مشددًا على أن الرسائل الإعلامية هي التي تستطيع العبور بأفراد المجتمع إلى بر الأمان ونشر الطمأنينة، في نفوسهم وتوجههم للتعامل الأمثل معها.
كما أكد معالي الأستاذ علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية في مملكة البحرين، أهمية أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعـًا وليس ردود الأفعال، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية اليوم ترى حجم المؤامرات التي تستهدف المنطقة، والهجمات غير الأخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من (20) عامـًا كان الشارع العربي مغيب عنها، مضيفـًا: إن منطقتنا الخليجية والعربية، بحكم قيمتها التاريخية والدينية وأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي والإستراتيجي، من أكثـر مناطق العالم تعرضـًا للتهديدات والمخاطر والأزمات، وفي مقدمتها تنامي خطابات التطرف والكراهية، والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية والرامية إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، والمساس بهويتنا الثقافية والحضارية، لا سيما منذ قيام «الثورة الخمينية» عام 1979م، ودعم إيران للأحزاب الإرهابية وتمويلها للأنشطة التخريبية.
ومثلت جلسات الملتقى فرصة لاجتماع نخبة من المسؤولين العاملين في مجال الإعلام بالقيادات والمسؤولين عن إدارة حالات الطوارئ والأزمات من الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة؛ من أجل التوصل إلى الكيفيَّة التي يتم بها تفعيل دور الإعلام في مواجهة الأزمات والمخاطر.
وفي ختام الملتقى أجمع المشاركون على أهمية دور الإعلام في مواجهة الشائعات والأكاذيب التي تروج لها الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرين من خطر الإعلام العميل والمتآمر الذي يستهدف زعزعة استقرار وأمن المجتمعات العربية، مطالبين بمنظومة عربية مشتركة في مواجهة هذه التحديات، بخاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد تناميًا ملحوظـًا في الأزمات والمخاطر التي تلقي بظلالها السلبيَّة على جميع دول المنطقة.