دعمت العمل الخيري لمواجهة “كورونا” بـ(10) ملايين دولار
حققت بطولة “لاعبون بلا حدود” التي نظمتها وزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية، ممثلة في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية، إنجازًا جديدًا في عالم الرياضة الإلكترونية، حيث أصبحت البطولة الخيرية الإلكترونية الأكبر، وذلك بمشاركة أكثر من (120.000) لاعب من (72) دولة حول العالم، وقدمت جوائز الفوز بالبطولات التي بلغت (10) ملايين دولار لمختلف مؤسسات التبرعات الخيرية العالمية التي تقود حملة التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، في مبادرة من وزارة الرياضة السعودية التي استخدمت الرياضة الإلكترونية كوسيلة لمساعدة المحتاجين، إضافة لدورها في الترفيه الهادف، في الوقت الذي توجب فيه تقديم الدعم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمرُّ بها العالم في مواجهة هذه الجائحة.
البطولة غير المسبوقة، التي استمرت منافساتها لشهر ونصف الشهر منذ 24 أبريل وحتى 7 يونيو 2020م، شهدت مشاركة نجوم الرياضة بمختلف مجالاتهم من كل أنحاء العالم، حيث تنافسوا في مجموعة من أشهر الألعاب الإلكترونية، بتفاعل أشعل وسائل الإعلام الرياضية، ومنصات التواصل الاجتماعي بأرقام مشاهدات مليونية.
تجاوز عدد المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من (35) مليون مشاهدة، في حين قارب (5) ملايين مشاهدة للبث المباشر الذي قُدم بسبع لغات مختلفة، بالتعاون مع الشريك التقني للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية شركة (ESL) الرائدة في مجال الرياضة الإلكترونية.
وضمّت لائحة الدول التي انتمى إليها اللاعبون الذين شاركوا في البطولة دول من مختلف أنحاء العالم، منها: “ألمانيا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، والصومال، وفرنسا، وأفغانستان، وبنما، وكازاخستان”، وعدد من دول العالم العربي.
السعودية توحد جهود مجتمع الرياضة الإلكترونية
في تعليقه على هذا الإنجاز، قال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية: “إن المملكة العربية السعودية وبطولة (لاعبون بلا حدود) وحدتا جهود مجتمع الرياضة الإلكترونية في الإسهام للتصدي لفيروس كورونا، وهذا أمر ملهم”.
وأضاف: “تجمّع هذا العدد الكبير من اللاعبين تحت مظلة (لاعبون بلا حدود) وتوفير فرصة المشاركة والمشاهدة والتبرّع والتعلّم في فترة زمنية قياسية، هو دليل على القوة التي تمتلكها الرياضة الإلكترونية، فقد أثبتت أنها تتجاوز كل الحدود والحواجز”.
بطولات مجتمعية وبطولات للمحترفين
أقيمت بطولة “لاعبون بلا حدود” على مستويين مختلفين، هما المجتمعي والاحترافي، حيث تنافس في الأول عشاق ومحبي الرياضة الإلكترونية، بينما تنافس في الثاني أفضل محترفي الرياضة الإلكترونية وجهًا لوجه؛ من أجل التبرع بالجوائز للمؤسسات الخيرية العالمية.
وشهدت البطولات المجتمعية مشاركة أكثر من (120.000) لاعب من كل أنحاء العالم، حيث التقوا في أكثر من (20.000) مواجهة ولمدة تجاوزت (4000) ساعة في مجموعة من أشهر الألعاب الإلكترونية، مثل: (FIFA 20) و(Call of Duty) و(Fortnite) و(Rainbow Six: Siege).
وشملت تلك البطولات ماراثونات وفعاليات لعبة الأسبوع، والتي فاز فيها أكثر من (900) لاعب من (21) دولة؛ بمجموع جوائز بلغ (500.000) دولار.
أما على صعيد بطولات محترفي العالم، فقد شارك (54) فريقًا عالميًّا من أفضل فرق الرياضة الإلكترونية من (40) دولة من مختلف قارات العالم، وتنافسوا في بثِّ حي ومباشر أمام (5) ملايين مشاهد للفوز بالألقاب والحصول على حصة من الجوائز الخيرية المليونية، والتبرع بها لصالح المؤسسات الخيرية التي تواجه وباء
(كوفيد 19).
“فيفا 20” المنافسة الأقوى ضمن البطولة
شهدت لعبة (FIFA 20) والتي تُعدُّ من أقوى منافسات محترفي العالم ضمن بطولة “لاعبون بلا حدود”، مشاركة (8) لاعبين من أفضل لاعبي كرة القدم المحترفين على مستوى العالم الذين تنافسوا للفوز بلقب البطولة وجوائزها البالغ مجموعها (1.5) مليون دولار عاد ريعها كاملاً لصالح المؤسسات الخيرية العالمية المعتمدة ضمن الجهود الدولية للتصدي لجائحة كورونا.
واستمرت منافساتها ثلاثة أيام، تابع فيها الجمهور نخبة من ألمع نجوم كرة القدم العالميين في مواجهات ودية تشويقية يتقدمهم “ترينت ألكساندر” نجم نادي “ليفربول” والمنتخب الإنجليزي، ومواطنه “ديلي آلي” لاعب نادي “توتنهام” والنجم الأرجنتيني “ديبالا” لاعب نادي “يوفنتوس” والثنائي البرتغالي “جواو فيليكس” نجم “أتلتيكو مدريد” و”أندريه سيلفا” نجم نادي “آينتراخت”.
دعم المؤسسات الخيرية العالمية لمواجهة (كوفيد 19)
بنهاية بطولة “لاعبون بلا حدود” العالمية قدمت جوائزها قدرها (10) ملايين دولار للجهات التي استهدفتها بالدعم مع انطلاقها كمبادرة سعودية خيرية وجهت للعالم، وشملت لائحة المؤسسات الخيرية العالمية التي تمَّ منحها التبرعات: “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، و”منظمة اليونيسيف”، و”منظمة دايركت ريليف”، و”التحالف العالمي للقاحات والتحصين”، و”الهيئة الطبية الدولية”، و”الاتحاد الدولي للاتصالات”.
وتقوم كل المؤسسات الخيرية العالمية بتوجيه تلك المساهمات نحو مشاريع تتصدى بها لفيروس كورونا المستجد، من خلال البرامج التوعوية، ودعم الأطفال والشباب، وتوفير المعدات الطبية التي تساعد في الوقاية والعلاج.
مبادرات تعليمية تلهم الأجيال القادمة
إلى جانب اللعب والمشاهدة، قامت بطولة “لاعبون بلا حدود” وبالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، والأكاديمية السعودية الرقمية،
و(KSA Digital Game) و(OCEANX) بتقديم سلسلة من الدورات التدريبية التي هدفت إلى إلهام الجيل القادم من مصممي الألعاب، حيث قدمت تحت مظلة أكاديمية “لاعبون بلا حدود” (4) مبادرات تعليمية تجاوزت ساعاتها التدريبية حاجز (100) ساعة، وقدمها أكثر من (160) خبيرًا رقميـًّا، وحضرها أكثر من عشرين ألف شخص من (40) دولة.
الريادة السعودية في التأقلم ودعم المبادرات
على الرغم من أن عام 2020م غيّر الوضع العالميّ برمته، لكنه منح فرصة التأقلم والنظر إلى المستقبل بطريقة مختلفة على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات؛ ففي وضعٍ باتت فيه السباقات والمنافسات الرياضية الحقيقية مستحيلة بسبب تفشي جائحة “كوفيد19″، برزت الرياضة الإلكترونية كبديلٍ مثاليّ لتتصدّر المشهد العام وخاصة في المملكة العربية السعودية، إذ كان للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية الدور الأكثر فاعلية في الرياضات الإلكترونية العالمية خلال هذه الفترة.
برز اتحاد الرياضات الإلكترونية السعودي قائدًا للحقبة الحالية في هذا المجال، حيث القاعدة الكبيرة للرياضة الإلكترونية في السعودية شكلت أساسًا متينًا لذلك مع وجود البنية التحتية الحديثة لقطاع الاتصالات في البلاد، والانفتاح على المستجدات وإتاحة الفرصة أما المبدعين.
وتمشيـًّا مع إجراءات العزل والحجر والتباعد الاجتماعي، فإن الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت تمثل وسيلة رائعة لبناء تواصل عالمي بطريقة جديدة، دفعت الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية لإطلاق مبادرة “لاعبون بلا حدود”، والتي هدفت إلى توحيد (24) مليون لاعب من عشاق الرياضات الإلكترونية في أكثر من (80) دولة؛ لتقدم الحدث الخيري الأكبر في تاريخ الرياضة الإلكترونية برمته، الذي كان استجابة لأزمة (كوفيد 19) العالمية، وذلك لتعزيز التواصل والمنافسة بين اللاعبين من جميع أنحاء العالم، والتبرع السخي لمواجهة الجائحة، فتصميم هذه المبادرة لم يقتصر على المحيط المحلي والإقليمي، بل هو توجه للعالمية مع قضية عالمية.