كم بقي الفيروس الأخطر على أسطح المشاهدة .. وكيف صافح القراء بالنظر فقط؟ كورونا في عيون الإعلام .. لقطات خاطفة وعبارات مؤثرة ومشهد لزمن قادم

الرياض – هيثم السيد

لم تكن أزمة فيروس كورونا المستجد أمرًا معتادًا بالنسبة لما اعتاده الناس، ليس فقط في منطقة الخليج العربية، بل في العالم أجمع، حيث شهدت في ظرف أسابيع قليلة منظومة إجراءات غير مسبوقة؛ لحماية الناس من التسارع المطرد لانتشار الفيروس، بدءًا من إيقاف الرحلات، مرورًا بتأجيل الفعاليات وتعليق كل أجندة الاقتصاد والرياضة والمجتمع والعمل، وليس انتهاءً بفرض منع التجوال، مشهد أقرب إلى السريالية يحدث لأول مرة بهذا الحجم، كان على الإعلام أن يتعامل معه على الفور، وبأكبر قدر من الواقعية.

في “إذاعة وتلفزيون الخليج” نحاول تسليط الضوء على أبرز الزوايا التي استخدمها الإعلام في التعامل مع (COVID-19) الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء عالمي ثم أصبح جائحة، كيف تأثر الإعلام بالحدث؟ وكيف تفاعل معه؟ كيف أصبح جزءًا من إدارة الأزمة التي انتظمت فيها كافة قطاعات دول مجلس التعاون، فلم يكتف بالخبر بل جمع معه التوعية، وتنحت أولويات جذب المشاهد لصالح حمايته أولاً، والإعلاميون وقفوا على نقاط التماس بجانب الممارسين الصحيين، الكل يخشى نسيان الاحتراز الوقائي بينما يعمل بإيقاع أسرع من أي وقت مضى، الكل غارق الآن في اللحظة التي سيعود بعد سنوات ليتذكرها، أو ربما ليستوعبها.

عيادات في نشرات الأخبار
خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس، وقت إعداد هذا التقرير، كان عدد حالات المصابين بكورونا قد بلغ مئات الآلاف حول العالم، وبلغ عدد الوفيات عشرات الآلاف من الضحايا، وهي المرحلة التي اتفق فيها الجميع على البقاء في المنازل بوصفه الحل الأكثر موثوقية من أجل كسر سلسلة العدوى.

القنوات الإخبارية تتصدر الشاشات، والأشرطة الحمراء للأخبار العاجلة تتصدر القنوات الإخبارية على مدار الساعة أيضًا، الأطباء المختصون في مكافحة الفيروسات وطب الأسرة حلـّوا بدلاً عن الخبراء الإستراتيجيين والمحللين السياسيين، بات من الطبيعي أن تحصل على إرشادات واستشارات صحية من نشرة أخبار، وبات عليك الحذر قبل أن تقرر خوض أي حديث في شيء آخر غير كورونا، فقد يجعلك ذلك تبدو كشخص يعيش في كوكب آخر، الإعلام والعالم جميعهما أعادا تقديم نفسيهما سريعًا كطرفين في مواجهة شرسة مع الفيروس، ولا صوت يعلو على صوت معركة كورونا.

كتـّاب الرأي .. الوباء في مختبر التحليل
العالم خلية أزمة، قرية العولمة الصغيرة أخذت احتياطاتها الوقائية فأغلقت المحلات ومنعت التجمعات وتحولت إلى منزل واحد يحجر فيه أكثر من ملياري شخص أنفسهم في هذه اللحظة، كتّاب الرأي كانوا في مقدمة من ناقشوا هذه التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم دفعة واحدة، فقد وضعوا الوباء في مختبرات تحليلهم وجاء الطرح متنوعًا ومختلفـًا كل يوم.

يتوقف عبد الله بن بجاد عند الفيروس الذي احتاج لأشهر قليلة ليعطل نتاج عقود من الإنجاز البشري، وكيف أنه فرض شروطه على السياسة والاقتصاد، كما يستشهد بحدس “بل غيتس” الذي يرى أن العالم ليس مستعدًا بعد لمواجهة تهديده المتمثل في الأوبئة وليس في القنابل النووية.

فيما يتأمل سمير عطا الله كيف أوقف كورونا الحروب في بعض الدول، ويعلق: “ها هو العالم برمّته في العزل، والعزل واحد، سواء كان طوعيًّا أو جبريًّا، ولا يهم من أين جاء (كورونا)، بل من أين سيخرج؟ ومتى؟ وفي النوازل الكبرى تتساوى طباع البشر”. كما يرى “أن الخوف يزيل المنطق، ويُخصب الخرافة ويعزز الأساطير، خصوصًا حين يكون هذا الخوف من مجهول، فحينها يفعل الخوف الشيء وعكسه”.

فيما يذهب مأمون فندي إلى أن عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفـًا تمامًا عن ما قبله، يقول حازم صاغية: “إن (كورونا) جرحتْ نرجسيّة البشر واعتدادهم بذواتهم”، مضيفـًا: “أكّدت لهم هشاشة العالم الذي صنعوه، وأنّ إنجازاتهم في العلوم والطب قابلة للتفادي، قالت لمن ظنـّوا أنّ العالم بلا حدود: اجلسوا في البيت.. العالم هو البيت”. 

أما الكاتب محمد العصيمي بصحيفة اليوم فقد اختار أن يوجه رسالة مباشرة لقرائه كي يلزموا الحجر المنزلي، فقال: “ساعدوا أنفسكم.. لتساعدكم القرارات والإجراءات التي تُتخذ لصالحكم”.

استضافة كورونا عبر الأقمار الصناعية
أول من تناول فيروس كورونا بطريقة مبتكرة الإعلامي المصري جابر القرموطي، والذي اختار أن ينحى منحىً “فانتازيًا” عندما أعلن عبر برنامجه “الكلام على إيه” في شبكة تلفزيون الحياة أنه سيستضيف فيروس كورونا شخصيًّا في أول ظهور له عبر الأقمار الصناعية.

ظهر كورونا مرتديًا بزة شتوية خضراء، وللمصادفة فقد كان الفيروس نفسه ملتزمًا بواحد من إجراءات السلامة الوقائية عبر ارتدائه قفازات اليد، والحقيقة أن الممثل أجاد تجسيد الدور بطريقته الخاصة، فهو الذي يتحدث لغة الشارع البسيطة، وهو صاحب الحسّ النقدي العالي الذي يبدي انزعاجه تجاه تدني مستوى الكوميديا، مطالبـًا بابتكار نكت جديدة والتوقف عن تكرار “الأفيهات”.

 ظلَّ كورونا المفترض يصر خلال اللقاء على أنه كان ضحية لمبالغات السوشيل ميديا، بل يحلف أنه قد تمَّ توريطه في الأمر، قبل أن تخنقه العبرة بعد ذلك، وعلى الرغم من أن هذه الاستضافة لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق إلا أنها حظيت بتفاعل كبير بوصفها أول طرح ساخر تزامن مع بدايات ظهور الفيروس كقصة غامضة ومقلقة، وكان من شأنه تخفيف هذا القلق ولو بشكل بسيط، كأن يتخيل الشخص كورونا مجرد شاب مظلوم يرتدي بزة خضراء ولا يود إيذاء أحد.

كورونا يتحدث.. إعلان مجلس الصحة الخليجي
مع مرور الأيام وتصاعد الأرقام، بدأت اللغة الإعلامية تتحول تدريجيـًّا من الطابع الإخباري البحت إلى الطابع التثقيفي، فيما تفتقت الأذهان عن مشاهد إعلانية وتوعوية خاطفة يتم تحميلها بالرسائل الصحية المطلوب إيصالها للمشاهدين، غير أن مجلس الصحة لدول مجلس التعاون نجح في جذب الجمهور عبر ابتكاره شخصية كرتونية خفيفة الظل لتمثل فيروس كورونا، ولكن ليس على طريقة القرموطي هذه المرة، بل على طريقة الموشن جرافيك، وبلهجة خليجية شبابية.

عبر مقاطع فيديو يومية لا تزيد مدة الواحد منها على دقيقة، اختصر هذا الفيروس كثيرًا من النصائح الطبية ووجهها بلغة سهلة للجميع، فتراه حينـًا يسخر من مدمني الذهاب إلى الصيدليات بهدف الحصول على الكمامات التي لا تمثل احتياجـًا أساسيًّا سوى للمصابين، وفي حلقة أخرى ينصح بتجنب تصديق الشائعات لا سيما تلك المتعلقة بعلاجات مقترحة، يستغرب تحديدًا من التوصية بتناول الزبادي والكركم لتجنب الإصابة به، يتساءل (أحد قال لكم إني كبسة)؟!

بقي أن نقول إن النسخة الخليجية من كورونا، والذي يحمل اسم (كوفيد تسعطش) كما ينطقها، يمتلك موهبة الشعر ويحب الاستشهاد بأبيات جرير “إن العيون التي في طرفها حور”في معرض تحذيره من نقل العدوى عن طريق لمس العين باليد، كما أن هذا الفيروس كان يرغب في الحصول على شائعة أفضل من فرضية بقائه في الأنف لمدة أربع ساعات، حيث يرى أن هذه فترة طويلة جدًّا وهو شخص مشغول، ولا ننسى أن نقول – أيضًا – إنه يحرص على ممارسة الرياضة في أحد أندية اللياقة!

توقف الصحف الورقية.. هل كورونا هو السبب فعلاً؟
بين ازدحام أخبار فيروس كورونا المستجد وأرقام ضحاياه، انتبه العاملون في الحقل الإعلامي إلى أخبار مقتضبة تتحدث عن إيقاف صدور النسخ الورقية لبعض الصحف والاكتفاء بمنصاتها الرقمية، حيث بدأت صحيفة “عكاظ” السعودية هذا التوجه لتتبعها صحيفة “مكة”، قبل أن يلاحظ المهتمون بمزيد من البحث أن دولاً كالأردن وسلطنة عُمان والمغرب أوقفت صدور جميع الصحف الورقية، وربطت الأمر بكونها قد تكون من أسباب انتشار العدوى، فيما ذهبت تأويلات أخرى إلى صعوبة إصدار صحف في ظل توقف آلية العمل المعتادة بسبب عدم وجود العدد المطلوب من المحررين والمنفذين في مقر الصحيفة.

الإعلاميون يملكون قدرة جيدة على تفهم أسباب مختلفة لتوقف صدور صحيفة ورقية، لكنهم لن يستطيعوا منع أنفسهم من التفكير في الفرضية الأكثر قربًا إلى أذهانهم، وهي أن كثيرًا من الصحف ظلـَّت عرضة للتوقف عن الصدور ليس بسبب مدة حضانة الورق للفيروسات وإنما لمصاعب مادية ظلـَّت تحدق بها منذ سنوات، وهو السبب الذي أوقف صحيفة “الحياة” مطلع هذا الشهر، وأوقف صحيفة “انفيلد برس” الأمريكية في فبراير الماضي بعد مسيرة (140) عامًا، والقائمة تطول حين نعود بالزمن إلى السنوات القليلة الماضية، لنجد صحف عريقة قد توقفت عن الطباعة، مثل “نيوز ويك” الأمريكية و”الإندبندنت” البريطانية، فضلاً عن صحف عربية كـ”المستقبل” و”النهار” و”ديلي ستار” في لبنان، و”البديل” و”التحرير” في مصر وغيرها.

الإعلام الاجتماعي.. وقت الحاجة للتأثير
يمثل مشهد وسائل التواصل الاجتماعي عالمًا إعلاميًّا موازيًا إن صحت التسمية، وقد تباينت آراء مستخدميه حيال مـَن عرفوا بالمؤثرين، والدور المطلوب منهم في مخاطبة الملايين من متابعيهم، وما إذا كانوا قد صنعوا التأثير الإيجابي المطلوب في مرحلة تتطلب وعيًا عاليًا بأهمية ممارسة السلوكات الصحية الوقائية، لا سيما حينما بات من الضروري مواجهة الانتشار المتسارع بالبقاء في المنازل.

في المقابل، فقد لوحظ دور بارز لعبه كثير من الحسابات الاجتماعية والرسمية لمؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في دول الخليج العربية، فضلاً عن الشخصيات البارزة من مسؤولين وقيادات وإعلاميين وأطباء وغيرهم، والذين غردوا وكتبوا وتداولوا كثيرًا من المعلومات المفيدة والعبارات التحفيزية التي انعكست على وعي الجمهور، تفاعل هذه الحسابات جعل دورها يتكامل مع الإجراءات الاحترازية في دولها، حيث عمل الجميع على توحيد الجهود من أجل ترسيخ الرسائل الاتصالية في الوعي الجمعي للمستخدمين بما يحفزهم للتعاون والتجاوب.

وقد برزت خلال هذه الفترة وسوم متنوعة من أبرزها (#خلك_في_البيت)، أو (#خليك_في_البيت) الذي استخدم بكثرة على المستويين الخليجي والعربي، على الرغم من أن وزارات الصحة في بعض الدول اختارت وسومها الخاصة، فقال السعوديون (#كلنا_مسؤول)، واختارت الوزارة العُمانية (#عُمان_تواجه_كورونا)، وتبنى القطريون وسم (#سلامتك_هي_سلامتي)، فيما اختارت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية (#معًا_سنهزم_الكورونا)، وحرصت وزارة الصحة البحرينية على استخدم وسمين متلازمين هما: (#معًا_ضد_الكورونا) و(#كلنا_فريق_البحرين)، ووظف الكويتيون وسم (#الكويت_تتصدى_لكورونا).

واليوم نتحدث عن مواد إعلامية متنوعة يتمُّ إنتاجها حتى من المؤسسات غير الصحية، كما نتحدث عن مبادرات بسيطة لتطبيق سلوك صحي مثل (السلام نظر) وعن أخرى تهتم بأدق التفاصيل لتحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي، ومن ذلك كتابة أسماء الوزارات والأشخاص والصحف بأحرف متباعدة، بشكل يمكننا القيام به أيضًا هكذا ( إذ ا عـ ـة و تـ لـ فـ ز يـ ـو ن ا ل خـ لـ يـ ج ).

وزارات الصحة.. شراكات مع الإعلام
تمثل أحد مظاهر الاحترافية الإعلامية التي برزت خلال أزمة كورونا في الإيجازات الصحفية اليومية لأغلب وزارات الصحة في دول مجلس التعاون، وما تميـّزت به من دقة في إيصال الحقائق للرأي العام بمنتهى الشفافية والوضوح، حيث لم يكن استنفار العمل الطبي والصحي في محاصرة ورصد الحالات حائلاً من دون إتاحة الفرصة للإعلاميين ليكونوا في قلب الحدث، بدءًا من الشوارع التي تطبق منع التجوال ومرورًا بصالات المطارات وليس انتهاءً بغرف العزل في المستشفيات.

قصة النجاح التي ينهمك فيها الجميع اليوم تجسد شراكة مميزة بين قطاعي الصحة والإعلام، وهي لا تشمل فقط أبطال الطواقم الطبية في الخطوط الأمامية للمواجهة، ومـَن يرافقهم من مراسلي القنوات والصحفيين الذين تجولوا بقصصهم ولقاءاتهم وتقاريرهم، بل تشمل كذلك المذيعين ومعدي البرامج والأطباء والمتخصصين الذين منحوا ساعات طويلة من التوعية لطمأنة المشاهدين وإرشادهم على مدار الساعة، لتصحيح كل معلومة مغلوطة، وللتعليق على كل مستجد لحظة حدوثه.

عبارات رسخت في ذاكرة الجمهور
لن ينسى متابعو الإعلام العاطفة القوية في عبارة وزير الصحة الكويتي “استحلفكم بالله البقاء في بيوتكم” أو في العبارة التي نقلها عن سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد حينما قال له “المواطنين أمانة برقابكم” كما ردد عدد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية عبارة خادم الحرمين الشريفين “سنبذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته”، ومقولة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد “حين يتعلق الأمر باحتياجات الغذاء والدواء فهذا خط أحمر”.

هذه العبارات تمَّ تداولها بتقديرٍ عالٍ لمواقف قادة خليجيين رسخت الثقة والطمأنينة في شعوبهم، وقد تمَّ عرضها في مقابل مقولات بثـّت الرعب في شعوب أوروبية ورددها الإعلام العالمي، كمقولة رئيس الوزراء البريطاني “استعدوا لفراق أحبتكم” وتصريح المستشارة الألمانية “ميركل” بشكل علني بأن الوباء قد يصيب ثلثي سكان بلادها، وعلى أية حال فهذا التفاعل من المستخدمين يعكس متابعة وثيقة لوسائل الإعلام ولمستجدات هذه الأزمة ومواقف كل الأطراف منها.

أما العبارات الأخرى، فقد يكون القليلون هم مـَن انتبهوا لها في سياق بعض التغطيات الإخبارية، ولعل من أبرزها عبارة مراسل قناة الحدث حسين قنبير وهو يتحدث عن خلو شوارع فرنسا من المارة بعد فرض منع التجوال، حينما قال: “إن باريس تختبئ من نفسها”، ووصف حال سكانها بأنهم “أصبحوا رهيني احتمالين لا ثالث لهما، إما الخوف من المرض، أو المرض من الخوف!”.

جلسة المنزل تنعش البثّ الترفيهي
إذا كان الفيروس المستجد قد أعاد ترتيب أولويات العالم وأوقف أغلب محركاته الإنتاجية، فهو في الوقت ذاته أعاد الاهتمام إلى قطاعات وصناعات كانت حتى وقت قريب ليست بذات الأهمية التي هي عليها اليوم، لا يتعلق الأمر بالمعقمات والكمامات فقط، لكن كذلك لصناعة الترفيه المنزلي ومنصات البثّ الرقمي التي وجدت فجأة أن الجميع قد عاد لمشاهدتها مع زيادة ساعات الجلوس في البيت بحكم العزل المنزلي، وحتى لو سلمنا بفرضية أن هذا الجمهور مكره، فهذا لا يمنع أن التلفاز أمام فرصة تاريخية ليعود مجددًا كبطل.

منصات مثل “نتفليكس” شهدت إقبالاً كبيرًا خلال هذه الفترة، كما بادر عدد كبير من المنتجين وصناع المحتوى إلى إنتاج أعمال فنية وثقافية وترفيهية عبر منصات “اليوتيوب” و”البودكاست” وغيرها، ولم يتوقف الأمر هنا، حيث أعلنت مجموعة “إم بي سي” إتاحة منصتها “شاهد VIP” مجانـًا لمدة شهر، وهو ما سيمكن المشاهدين من متابعة محتوى حصري يشمل: فيلم “ولد ملكـًا”، ومسرحية “الذيب في القليب” من بطولة ناصر القصبي، وغيرها من الأعمال التي كانت تقدم حصرًا على المسرح والسينما.

تمرين غير اعتيادي لرواية قصة خبرية
لو تحدث إليك صديق في بداية هذا العام عن أن طائرات العالم ستتوقف عن التحليق، وأن الجامعات والمدارس والوظائف ستتحول جميعها إلى العمل من المنزل، الذي أصبح الخروج منه مخاطرة قد تكلف صاحبها على الأقل عقوبة نظامية، ولو أخبرك كذلك أن العالم سيوقف كل أنشطته التجارية والاقتصادية والاجتماعية، وينتظر ما يحدث في المختبرات البحثية من أي أمل لإنقاذ الملايين الذين قد يفقدون حياتهم بسبب مصافحة، لو أخبرك عن توقف الدوري في بلد تمَّ تحويل ملاعبه إلى مستشفيات لتغطية عجز الرعاية الطبية، كما حدث في إسبانيا، فستنتظر حتمًا أن يخبرك في نهاية كلامه عن اسم الفيلم الذي يتحدث عنه، وقد لا تخفي عنه اعتقادك بأن الأحداث تبدو أغرب بقليل مما يتوقع الشخص العادي، لكنك لن تحتاج لهذا الحوار، فأنت وصديقك تعلمان اليوم أن هذا هو واقع العالم، وتعلمان كم هي مهمة الإعلام صعبة في أن يروي كل هذه القصة، كما حدثت.. أما نحن فسنكتفي عند هذا الحدّ، حيث ازداد عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا خلال كتابة التقرير ليبلغ مئات الآلاف من الحالات، ومن الجيد التوقف هنا قبل أن يزداد العدد، نعود الآن إلى حضن الحجر المنزلي وفي أذهاننا عبارة حازم صاغية “اجلسوا في البيت، العالم هو البيت!”.