الجماهير تحت وطأة الحظر الوقائي تنتظرها بشغف
بعد أن أطبقت جائحة “كورونا” على أنفاس النشاط الرياضي في دول مجلس التعاون لأكثر من ثلاثة أشهر، كما فعل أثرها الشديد في كافة مناحي الحياة، أعلنت اتحادات كرة القدم في دول مجلس التعاون عودة الحياة لأنشطتها الرياضية، حيث كان التوقف بقرارات الاتحادات الرياضية تبعًا للإجراءات الوقائية التي اتخذتها حكومات دول المجلس منذ تفشي الفيروس التاجي (كوفيد 19)؛ احترازًا ووقايةً لمحبي وممارسي الأنشطة الرياضية، وعلى رأسها “الساحرة المستديرة” التي ترقب جماهيرها ما ستقرره كل دولة، وهي تستعد للعودة بحذر دخولاً في مرحلة التعايش مع “كورونا”، حيث أتت بعض التوقعات بالتوقف وإنهاء الموسم الرياضي الحالي وإلغاء النتائج، على غرار ما فعلته بعض الدول الأوروبية التي تحظى بطولاتها بمتابعة كبيرة عالميًّا، بينما توزعت التوقعات الأخرى بين “تتويج المتصدرين” و”استكمال الجولات المتبقية”.
وبقي الحماس والترقب من محبي كرة القدم في الخليج طوال الفترة الماضية إلى أن ظهرت النوايا نحو مسابقات اللعبة الأكثر جماهيرية، من خلال قرارات اتحادات الكرة الخليجية، والتي تفاوتت بين إنهاء الموسم الرياضي أو مواصلته وفق مواعيد محددة وضمن إجراءات احترازية وصحية مُحكمة، والتي بدأت فعليًّا في بعض دول مجلس التعاون بعودة تدريجية مواكبة لتخفيف دول العالم الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أوقفت الأنشطة الرياضية وغيرها، بينما تتوق جماهير الرياضة في دول الخليج لعودة المنافسات الرياضية؛ للتخفيف من وطأة الحجر المنزلي والحظر الذي فرضته دول الخليج؛ للحد من تفشي عدوى الفيروس.
“كورونا” يلغي دوري الخليج العربي في الإمارات
حسمت الجمعية العمومية لرابطة دوري المحترفين في دولة الإمارات العربية المتحدة، في 18 يونيو 2020م، مصير الموسم الرياضي (2019/2020م) بإلغاء جميع المسابقات، بعد استقبال اقتراحات الأندية، حيث أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إلغاء دوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة، على إثر تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، بعدما توقف النشاط الرياضي، واعتمدت الجمعية مواعيد انطلاق الموسم الجديد، على أن تكون البداية مع بطولة كأس الخليج العربي في الثالث من سبتمبر المقبل، ثم انطلاق بطولة دوري الخليج العربي في التاسع من الشهر نفسه وتليها بعد يومين مسابقة دوري الخليج العربي تحت (21) عامًا.
وجاءت تلك القرارات عقب سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المعنية، شملت اجتماعًا مشتركـًا مع اتحاد الإمارات لكرة القدم، حضره ممثلو لجنتي المنتخبات والمسابقات في 21 يونيو 2020م، تلاه اجتماع مع الأندية المحترفة شهد حضور ممثلي الأندية المحترفة، ثم اجتماع آخر مع القنوات المالكة للحقوق.
أغسطس المقبل عودة الحياة للكرة البحرينية
أعلن اتحاد الكرة البحريني في 21 يونيو 2020م، استئناف المسابقات الكروية المحلية مطلع شهر أغسطس المقبل، وأصدر بيانــًا أوضح فيه اعتماد مجلس إدارة اتحاد الكرة استكمال مسابقات الكبار للموسم الرياضي (2019/2020م) بدءًا من الأسبوع الأول من أغسطس المقبل؛ بانطلاق دوري ناصر بن حمد الممتاز ودوري الدرجة الثانية.
السعودية تستأنف مسابقاتها وتشدد احترازها
في المملكة العربية السعودية، حدد الاتحاد السعودي لكرة القدم الرابع من أغسطس المقبل، موعدًا لاستئناف مسابقات كرة القدم للموسم (2019/2020م)، بعد أن توقف في (14) مارس الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وجاء في بيان رسمي صدر عن اتحاد كرة القدم السعودي، في 12 يونيو 2020م، أن إعلان استئناف المنافسات الرياضية جاء بناءً على قرار وزارة الرياضة بالسماح بعودة النشاط الرياضي، وبالنظر إلى المواعيد المحددة من الاتحاد الآسيوي لاستئناف المسابقات الآسيوية، وكذلك تحديد موعد استئناف تصفيات كأس العالم 2022م.
واستكمل الاتحاد التنسيق مع الأندية حتى عودتها للتدريبات بداية من 21 يونيو 2020م، استعدادًا لاستكمال الموسم الرياضي، وفق بروتوكول طبي وإجراءات احترازية مشددة.
واعتمد اتحاد كرة القدم السعودي زيادة عدد التبديلات في المباراة من ثلاثة إلى خمسة تبديلات خلال فترة استئناف المسابقات، وذلك بحسب التعديلات الجديدة في قانون اللعبة الجماهيرية المعتمد من اتحادها الدولي.
عُمان تعلق أنشطتها الرياضية وتلغي “كأس الاتحاد”
في سلطنة عُمان كان قرار تعليق الأنشطة الرياضية، وعلى رأسها الدوري المحلي لكرة القدم؛ والذي أعلنه اتحاد الكرة العُماني منذ 18 مارس 2020م، ينص على تأجيلها حتى سبتمبر المقبل، تماشيًا وتنفيذًا لقرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الجائحة في السلطنة.
وتضمن البيان بالإضافة إلى الموعد المقترح استئناف بطولة كأس عُمان، والدوري العُماني ودوري الدرجة الأولى، مقابل إلغاء كأس الاتحاد ودوريات المراحل السنية.
الكرة القطرية تعود نهاية “يوليو”
أما الاتحاد القطري لكرة القدم فقد أعلن عن موعد استئناف النشاط الرياضي الكروي في بيان أوضح فيه أن المسابقات المحلية للموسم الحالي سوف تستأنف بداية من 24 يوليو إلى 26 أغسطس المقبلين.
تغييرات ودمج في المنافسات الكروية الكويتية
دولة الكويت كانت أول من بادر خليجيًّا بتعليق النشاط الرياضي، حين أعلنت ذلك في 24 فبراير2020م، ثم جاء قرار الاتحاد الكويتي لكرة القدم باستئناف الموسم الكروي الحالي في 15 أغسطس المقبل، وهو القرار الذي انتظرته جماهير الكرة في الكويت، وأوضح البيان الصادر عن اتحاد كرة القدم الكويتي أن القرار تمَّ بعد مخاطبة اللجنة الثلاثية المكونة من وزارة الصحة والهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الكويتية.
وأوضح البيان الكويتي – أيضًا – أنه سيتم دمج مسابقتي الدرجة الممتازة والدرجة الأولى في الموسم الجديد، إذ تلعب الفرق بنظام البطولة من دور واحد، على أن يتم تصنيف الفرق بعدها إلى قسمين بواقع عشرة فرق في البطولة الممتازة، وخمسة في الدرجة الأولى، كما قرر الاتحاد الكويتي لكرة القدم إقامة كأس الأمير وكأس ولي العهد بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة.
إجراءات احترازية تغيب أهم النجوم
اتخذت العديد من أندية كرة القدم في الخليج، ممن أعلنت اتحاداتها عودة المنافسات قريبًا، حزمًا من الإجراءات والبرتوكولات الوقائية تواكب العمل الاحترافي الكروي الذي تنتهجه.
أما الغائب الأكبر فهو النجم المعروف باللاعب رقم (12) في فريق كرة القدم، جمهورها المتعطش لإثارتها، حيث فرضت الإجراءات الوقائية إقامة المباريات بمدرجات خاوية، بعد أن كان غياب الجمهور عن المدرجات استثناء لا يطبق إلا في حالات الضرورة القصوى أو من باب العقوبات، ولعل الهدف الأسمى للحد من تفشي الجائحة هو أهم الضرورات اليوم عالميًا.
وإعلاميًا يؤثر غياب الجمهور على متعة النقل والمشاهدة، فاختفاء صيحات عشاق الساحرة المستديرة وانفعالاتهم، وغياب تلك المشاهد الإبداعية التي ترسمها روابط الأندية على المدرجات بمختلف الألوان واللغات، ستفقد كرة القدم ما بعد “كورونا” جزءًا كبيرًا من متعتها، وفي هذا الإطار تجرب بعض المؤسسات الإعلامية الناقلة لمنافسات كرة القدم في مختلف أنحاء العالم الاستعاضة عن أصوات الجماهير ببدائل صوتية في محاولة لنقل إثارة الملاعب عبر الشاشة وخلف الأبواب المغلقة، لتصنع شعورًا تؤنس به وحشة المشاهدين خلال فترات الحظر الوقائي.