“كابسات 2019م” .. الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في المحتوى الإعلامي الجديد

دبي - إذاعة وتلفزيون الخليج

في وقت يتوقع فيه أن تصل قيمة صناعة تسويق المحتوى الإعلامي بأشكاله المختلفة إلى (300) مليار دولار بنهاية هذا العام 2019م، وهو ما يعادل أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل أربع سنوات، شهدت مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة تنظيم الدورة الـخامسة والعشرين للمعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية “كابسات”، خلال الفترة من 12 – 14 مارس 2019م، والذي يعدّ من أهم المنصات العالمية المتخصصة في مجالات تقنيات البثِّ الجديدة والإنتاج وتقديم المحتوى والإعلام الرقمي والأقمار الصناعية.

وقامت كاميرا “إذاعة وتلفزيون الخليج” بجولة في أجنحة الشركات والمؤسسات العالمية المعروفة وغيرها،لأخذ آراء بعض الخبراء والعاملين في مجال الإعلام وتكنولوجياته، واكتشاف اتجاهات الإنتاج والتقنيات والتطبيقات التي يسعى القطاع للحاق بها في مجال صناعات الترفيه المصورة، وعمليات ما بعد الإنتاج، وخدمات البثِّ عبر الإنترنت وألعاب الفيديو ووسائل الإعلام الرقمية.

هنا يقدم الجميع ابتكاراتهم الخاصة في مجال الوسائط السمعية والبصرية، مثل: “معدات التسجيل والبثِّ، وتطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بالبثِّ التلفزيوني فائق الدقة، والبثّ التلفزيوني باستخدام بروتوكول الإنترنت والبثّ التلفزيوني التقليدي”، فضلاً عن ذلك عرضت الشركات المشاركة مجموعة واسعة من تكنولوجيا إعداد المحتوى والإدارة والتوزيع، والحلول الجديدة لحماية صناعة الوسائط المتعددة والترفيه من خطر القرصنة على المحتوى ومنتجات وتقنيات توزيع وسائط الفيديو على الإنترنت لخدمة جهات البثِّ الرقمية، فضلاً عن تقنيات التراسل الفوري عبر الإنترنت والفيديو حسب الطلب.

دورة هذا العام من “كابسات” مكنت الزوار من الاطلاع لأول مرة على التقنيات المبتكرة والمتميزة في مجال البثِّ عبر الإنترنت، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز الافتراضي والجيل الخامس من الاتصالات الذكية، بخاصة في ظل انتشار المحتوى الترفيهي على الأجهزة المتنقلة، حيث تسعى المؤسسات الإعلامية بقوة إلى جذب جمهور يتابع إنتاجهم باستمرار، ولم يقتصر دور العارضين في معرض “كابسات” على عرض الأدوات والتقنيات، بل قاموا كذلك بتمكين الحاضرين من فـَهم أحدث ما وصلت إليه الصناعة في هذا المجال.

شهد المعرض إقامة جلسات “مؤتمر المحتوى”، الذي ضم أكثر من (250) شخصية من أصحاب الرؤى الإبداعية والابتكارات التكنولوجية المتميزة والمؤثرين في الصناعة لعدد من العلامات التجارية الكبرى في المجال الإعلامي، ومنها: فوكس إنترناشونال، وفياكوم، وستارز بلاي، وسي إن إن، ودولبي، وتويتر، ومن أبرز الجلسات التي تضمنها مؤتمر المحتوى، جلسة حملت عنوان: “التلفزيون: هل ولى عصره؟”، وموضوع آخر بعنوان: “لماذا تُعد منطقة الشرق الأوسط مستهلكـًا نهمـًا للمحتوى الأجنبي وغير قادرة على إنتاج محتوى ينافس عالميـًّا؟”.

ويتوقع الخبراء أن تشكّل الإيرادات الرقمية نسبة (56.9%) من دخل قطاع الترفيه والوسائط المتعدد بحلول عام 2022م، لذا فإن منتجي ومقدمي الخدمات الترفيهية المتخصصة على حد سواء مضطرون إلى إعادة تقييم نماذج الأعمال القديمة المدفوعة بإيرادات من الإعلانات، وتحويل تركيزهم إلى تقديم محتوى اعلامي جديد مخصص للمشاهدين بحسب الطلب.

من جانبه قال سعيد شرف، الرئيس التنفيذي لشركة إي سبورت الشرق الأوسط:  إن حقوق البث باستخدام منصتي  “تويتر وفيسبوك”  ستزداد بخاصة أنهما تبحثان بشكل دائم عن محتوى حصري، وستبلغ عائدات حقوق وسائل الإعلام (25%) من إجمالي عائدات القطاع في عام 2021م، مقارنةً مع نسبة (17%) في عام 2018م، وذلك في ظلِّ تحول الشخصيات والجهات المؤثرة في منصات التواصل الاجتماعي ليشكلوا الجيل التالي من مصادر البثِّ، لذلك فقد جرى النقاش حول التطور السريع في التقنيات المتنقلة وتكنولوجيا البثِّ، في حدوث تحول ملحوظ في سلوك المستهلكين، الأمر الذي دفع الصناعة إلى دخول عصر يطلق عليه المحللون اسم “Convergence 3.0″، ففي خضم موجة الترفيه الجديدة أتاحت التكنولوجيا دورًا أكثر تأثيرًا للمستهلك، حيث يطالب المشاهدون بمحتوى مخصص يمكنهم مشاهدته في أي وقت وفي أي مكان، ومع بلوغ توقعاتهم أعلى مستوى على الإطلاق، يجب أن تتكيف الصناعة حتى تتماشى مع هذه التوقعات وهو الأمر الذي شهد نقاشات معمقة في معرض هذا العام.

من جانبها قالت “تريكسي لوه ميرماند”، نائب الرئيس الأول لإدارة الفعاليات والمعارض في مركز دبي التجاري العالمي: إن الشركات تحتاج  مع دخول قطاع الترفيه والإعلام مرحلة ” Convergence 3.0″، إلى توفير محتوى جديد وعالي الجودة يتم تقديمه من خلال أحدث واجهات التشغيل، لتتصدر هذا المشهد المتغير للقطاع، وهي تشير في ذلك إلى ضرورة الانتقال إلى المنصات الجديدة التي باتت تستخدمها الأجيال الشابة مثل منصات التواصل الاجتماعي وغيرها.

وقالت “دينارا توكتوسونوفا”، الرئيسة التنفيذية لوكالة رابتلي العالمية المتخصصة في توفير الفيديو والتغطية الإخبارية المباشرة حسب الطلب: إن الجيل الجديد من المشاهدين يبحث عن تجارب تجعلهم جزءًا من الحدث، سواءً كانوا جالسين في منازلهم يشاهدون أجهزة التلفزيون الذكية أو خدمات البث عبر الإنترنت، أو مشاهدة المواد التلفزيونية وغيرها على أجهزتهم أثناء التنقّل، لذلك  نحن نحتاج إلى تلبية هذه المتطلبات بأعلى جودة، وتقديم محتوى إعلامي يحفز المشاهدين على المشاركة، ويساعد عملائنا من شركات الإعلام على التواصل مع الجمهور والحفاظ على القاعدة الجماهيرية الخاصة بهم عبر المنصات المختلفة.

واهتم معرض “كابسات” لهذا العام -أيضـًا- بالجوانب الخاصة بالملكية الفكرية والحلول الجديدة لحماية صناعة الوسائط المتعددة والترفيه من خطر القرصنة على المحتوى، وفي ذلك قدم المعهد الوطني الفرنسي للوثائق السمعية والبصرية تكنولوجيا “إينا سينياتور”، وهي عبارة عن أداة تكنولوجية خاصة بالمعهد تمَّ تطويرها وتصنيعها لحماية المحتوي وحقوق التأليف والنشر، وتعمل هذه التكنولوجيا على إضافة بصمة رقمية خاصة لكل مقطع فيديو، مما يُسهم في تعرّف المحتوى والنسخ الخاصة به، حتى بعد تحويل المقطع الأصلي للنظام الرقمي.

واستعرض المعرض لأول مرة ” Flix on 86″، والتي تقدم عروضًا باللغة العربية ولغات أخرى، وذلك من خلال شاشات بثِّ مباشر تتضمن المسلسلات الدرامية، والأفلام الوثائقية، والعروض الكوميدية، والمحتوى الترفيهي للأطفال، ومسلسلات رسوم متحركة، تتيح لمشتري المحتوى من جميع أنحاء العالم البحث عن أحدث محتوى تلفزيوني وسينمائي ورقمي جديد.

كما شهدت دورة هذا العام لمعرض “كابسات” إطلاق جناح الألعاب الإلكترونية، والذي ضم كل ما يتعلق بهذا المجال، وشكل منصة ضمت (18) شخصية من رواد هذه الصناعة لمناقشة أحدث الإمكانات في هذا المجال والموضوعات المتعلقة به، والذي بات مصدرًا يدر إيرادات ضخمة.

فضلاً عن ذلك شهد المعرض أول مؤتمر في المنطقة يجمع شركات الرياضة الإلكترونية، وهو عبارة عن فعالية تثقيفية حول هذا السوق المتنامي، والذي يستهدف جيل ما بعد الألفية، والذي يجمع أبرز خبراء الرياضة الإلكترونية من العاملين في البثِّ إلى وكالات الإعلان والتسويق والعلامات التجارية ومطوري الألعاب، وذلك في وقت شهدت فيه الألعاب الإلكترونية نموًا ملحوظـًا يتجاوز المنافسات الفردية، وهو ما قاد إلى إيجاد مصادر إضافية للدخل في القطاعات التي تحاكي الرياضة التقليدية.