كأس العالم للأندية في قطر.. بروفة ناجحة للنسخة الخليجية من المونديال العالمي

إذاعة وتلفزيون الخليج – الرياض

شهدت تجربة عملية في كيفية إدارة منافسات رياضية آمنة في ظل الجائحة

خلال الفترة من 1-11 فبراير 2021، تابع المشجعون على امتداد المشهد الرياضي العالمي من خلال الشاشات والقنوات في أنحاء العالم، بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في دولة قطر، وقد جاءت بمثابة “البروفة” لمونديال المنتخبات الذي يترقبه الجميع، وهو أكبر تظاهرة عالمية على مستوى كرة القدم، والتي ستشهد وجود 32 منتخباً يمثلون مختلف قارات العالم، يتنافسون على نيل اللقب الأغلى، في خمس مدن على أرض الدولة الخليجية ذاتها في نهايات العام 2022 م.

 

فوز متوقع في أيقونة استثنائية

على ملعب “المدينة التعليمية”، الذي وصفه موقع الفيفا الرسمي بالأيقونة الرياضية فائقة الحداثة، والذي سيستضيف ثمان مباريات في مونديال 2022، انتصر بايرن ميونيخ على تيغريس أونال المكسيكي بهدف دون مقابل، ليفوز بمونديال الأندية للمرة الثانية في تاريخه بعد أن حققها في العام 2013 في المغرب، وللمرة الثامنة على التوالي التي يفوز بها فريق أوروبي، كان الفريق المكسيكي هو الوحيد من بلاده الذي يصل إلى نهائي هذه البطولة، وقد صرّح لاعبوه بالرغبة في تحقيق الكأس، مدعومين بحماس تحقيقهم لقب الدوري المحلي لخمس مرات، إلا أن هذا كله لم يكن كافياً لمجرد الاقتراب من إمكانية الفوز، على العملاق الألماني حتى في أقل مستوياته.

 

نظرة إلى كواليس “قطر 2022”

بعد أقل من عامين على انطلاق كأس العالم 2022، يمكن القول أن هذه النسخة من كأس العالم للأندية، وهي الثانية على التوالي التي تنظمها قطر، فازت بإعجاب الكثير من المشاهدين واللاعبين والخبراء الرياضيين خصوصاً أنها أتاحت لهم الحصول على أحدث التطورات على الأرض بما يساعدهم على تخيل الشكل الذي ستكون عليه بطولة كأس العالم في قطر، ولعل البداية فقط هي إقامة مباريات في ملعبين من ملاعب المونديال هما استاد المدينة التعليمية واستاد أحمد بن علي في الريان، ومازال هناك ستة ملاعب أخرى سيتعرف عليها العالم خلال المونديال العالمي الخليجي.

هذه الإنجازات التنظيمية استطاعت إكمال الكثير من المهام على الرغم من ظهور جائحة كورونا في أواخر العام 2019م، في حين بدأت بالفعل إقامة المباريات المحلية والقارية في بعض منشآت المونديال وذلك للوقوف على جاهزيتها التشغيلية وتعزيز خبرات فرق العمل الفنية القائمة عليها.

هذه الخطوة، وفقاً للمنظمين، أسهمت في تطوير كثير من الأنظمة والمرافق في الاستادات الرياضية، والتأكد من تطبيق المعايير العالمية، والعمل على تحسينها باستمرار من أجل الوصول إلى أفضل تجربة ممكنة في مونديال 2022 ،

 

هدف عالمي في مرمى الجائحة

لا بد من وقفة للتعليق على الهدف الذي تم تسجيله في شباك الجائحة من خلال هذه البطولة، والتي مازالت تسمى رسمياً في سجلات الفيفا “كأس العالم للأندية – قطر 2020” على الرغم من إقامتها في فبراير 2021م، والسبب هو أنها أجلت بعد أن كان مفترضاً أن تقام في شهر ديسمبر 2020 وذلك كنتيجة لتأثيرات جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، غير أن البطولة عادت لتقام في موعدها الجديد، وكان لذلك أثره المعنوي الكبير في إعادة جانب مهم من مظاهر الحياة الطبيعية، وهو زخم المنافسات الرياضية الكبرى التي غابت لأشهر طويلة بفعل تحدياتٍ فرضتها الجائحة.

كانت السلامة من الفيروس أولوية قصوى لدى المنظمين، حيث تم تحديد عدد محدد للزوار والضيوف والإعلاميين، كما تم اتخاذ أعلى درجات التدابير الاحترازية للحد من فرص الإصابة أو انتشار العدوى في أوساط التجمعات الرياضية أو التنظيمية أو الإعلامية أو الجماهيرية، وكان من هذه التدابير تطبيق نظام العزل الطبي المعروف بالفقاعة الطبية والتي تقتصر حركة المشاركين في البطولة، من لاعبين وإداريين ومنظمين على أماكن الإقامة وملاعب التدريب، وملاعب المباريات فقط، مع الالتزام بارتداء الكمامة، والحفاظ على مسافات التباعد الجسدي في مختلف المواقع .

قبل أن نتجاوز هذه الجزئية، ولكي لا يبدو الأمر مقتصراً فقط على إقامة منافسات بالغة الالتزام بتقييد انتشار العدوى، لا بد من الإشارة إلى زاوية أخرى أكثر اتساعاً تضمنها أحد تصريحات فاطمة النعيمي، مديرة الاتصال في اللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية، حين شددت على “الدور الفاعل الذي يمكن أن تسهم به الرياضة في تخفيف الآثار النفسية الناجمة عن تفشي الوباء، وضمان الاستفادة من هذا الدور في تحسين الصحة العامة وسلامة المجتمع، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة”.

 

البافاري يرأف بالجميع ويفوز

بالعودة إلى إنجاز الفريق الذي يلقب بـ(البافاري) نسبة إلى الإقليم الألماني الذي يقع فيه، فإن الأمر يبدو طبيعياً بالنظر إلى كونه المرشح الأول لتحقيق اللقب عطفاً على الفوارق الفنية والمستويات الكبيرة التي يقدمها بطل أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن، حقق بايرن ميونيخ رغبة المشجعين، ففاز بالبطولة بنتائج منطقية، وسجل تحقيق “السداسية التاريخية” وهي تحقيق كل البطولات المحلية والقارية والعالمية التي شارك فيها، وهو إنجاز لم يحدث من قبل، سوى لبرشلونة في العام 2009م.

الفراعنة يمنعون رقصة السامبا

في منطق كرة القدم، الفوز بركلات الترجيح لا يقلل من أهمية الفوز، كما أن الخسارة من الفريق الذي سيصبح البطل فيما بعد، هي خسارة أفضل من أي خسارة أخرى، ونتيجة لكل ما ذكرناه سابقاً فإن النادي الأهلي المصري، الملقب بنادي القرن في إفريقيا، قد حقق مشاركة مشرفة في كأس العالم للأندية وهو يخسر بهدفين دون مقابل أمام بايرن ميونيخ، قبل أن يعود بالمركز الثالث والميداليات البرونزية من أمام أبناء السامبا من لاعبي فريق بالميراس البرازيلي الشهير، أحد أبطال أمريكا الجنوبية، القارة التي حققت لقب مونديال الأندية أربع مرات، والأمر الجيد الآخر أن هذا الإنجاز ليس جديداً على النادي المصري العريق، فالأهلي نفسه سبق له تحقيق هذا المركز في نسخة البطولة التي أقيمت في العام 2006 في اليابان.