هنا يمكنك أن تتعرّف على العروض السينمائية والتلفزيونية الأكثر شعبية، وعلى أخبار النجوم والوسط الفني ومستجدات حفلات توزيع الجوائز والأحداث، كما يمكنك أن تتابع ما تريد مشاهدته من خلال قائمة المشاهدة الخاصة بك، وأن تضع تقييمك الخاص للأفلام والعروض التلفزيونية التي شاهدتها، في هذا الموقع ستستمتع بمشاهدة مواد الفيديو بما في ذلك النسخ الأصلية لبرامج حصرية وإعلانات الأفلام، كما ستحصل على بيانات عروض دور السينما القريبة منك، وشراء التذاكر، وقراءة التعليقات وتقييمات المستخدمين، كما يمكنك الحصول على اقتراحات خاصة بالأفلام والعروض التلفزيونية وحفظ بيانات دور السينما المفضلة لديك، كما يمكنك إنشاء قوائم لتشرك الآخرين في اختياراتك من الأفلام، والبرامج التلفزيونية، وأخبار النجوم، أو لتحتفظ بها لنفسك.
كما يمكنك أن تحصل على تغطية شاملة لأحداث جوائز الأكاديمية (الأوسكار) وجولدن جلوبز وإيميز، وملتقى سان دييجو كوميك ‒ كون، ومهرجانات الأفلام، وستعرف الحائزين على جوائز أفضل تصوير، والأفلام والعروض التلفزيونية الأفضل تقييمـًا والأكثر شعبية، واستقبال إشعارات عن أحدث إعلانات الأفلام، ومواقيت دور العرض السينمائي، وآخر الأخبار.
فوق ذلك كله يمكنك البحث في قاعدة البيانات الأضخم في مجالها والتي تشمل أكثر من خمسة ملايين فيلم، وعرض، ومسلسل تلفزيوني، وبرنامج ترفيهي، وثمانية ملايين من أعضاء فرق التمثيل وطواقم العمل، بما في ذلك المشاهير، والممثلين، والممثلات، والمخرجين وغيرهم.
هذه المقدمة الطويلة ليست من عندي، ولكنها مجموعة نقاط توضيحية للخدمات الأساسية لقاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (Internet Movie Database) التي تعرف اختصارًا بـ(IMDB)، التي تخدم أكثر من (83) مليون مستخدم مسجل وتحتوي على معلومات عن أكثر من (5.3) مليون فيلم وعروض وحلقات مسلسلة، فضلاً عن ألعاب الفيديو والشخصيات الخيالية التي ظهرت في مختلف الأعمال الفنية وهي تحمل في جوفها معلومات أساسية ومفصلة موجودة في أكثر من (9) ملايين بروفايل للنجوم والفنانين والفنيين وغيرهم من صناع الترفيه.
فما قصة هذه المكتبة العملاقة؟ وكيف تعمل؟ وكيف أسست لقاعدة البيانات الضخمة التي تتجدد كل يوم منذ أن كانت موقعـًا صغيرًا يخصُّ مهندس الكمبيوتر البريطاني الشاب “كولين نيدام” (Colin Needham) الذي كان وراء فكرتها وتطورها، إلى أن أصبح مسؤولاً عنها وعن تطويرها.
تبدأ قصة هذا المشروع العملاق الذي يمثل واحدًا من أكبر قصص النجاح في عصر الإنترنت في 17 أكتوبر 1990م، عندما أطلق “نيدهام” موقعـًا شخصيـًّا للأفلام، وكان يعمل مهندسًا في شركة “هيوليت باكارد” في مدينة بريستول البريطانية، ليتطور الموقع الذي كان في البداية قاعدة بيانات الأفلام الشخصية الخاصة به، وكان مصممـًا في هيئة سجلات على “يوزنيت” (USENET) تحت اسم (rec arts movies)، وكان يضم وقتها البيانات الخاصة بعشرة آلاف فيلم شاهدها منذ عام 1980م.
هذا الموقع الصغير تطور مع الأيام بشكل تعاوني تطوعي مع عدد من الأصدقاء من هواة السينما كانوا يشاركون في الكتابة والتعليق في منتدى اجتمعوا فيه منذ مطلع 1989م، حيث يفتح أحدهم موضوعـًا من وحي السينما ليعلق عليه الآخرون، ثم تطورت الفكرة فوضعوا قائمة لتقييم الأفلام، ليبدي القارئ رأيه في أي فيلم، وذلك بمنحه درجة (من 1 إلى 10)، ثم يتم فرز الأصوات ووضع نتيجة التصويت، فتوالت قوائم الأفلام وسباقاتها لتعرّف مـَن سيحصل على أعلى تقييم.
ما حدث أن هذه القوائم انتشرت وأصبح لها شعبية، فقام “نيدهام” بتطويرها بمعلومات عن كل ما يخصُّ الأفلام الموجودة فيها، وكان يعتمد ‒ أيضـًا ‒ على زوار الموقع لإضافة المعلومات التي يعرفونها وعلى زملائه المتطوعين لمراجعة هذه المعلومات قبل نشرها في الموقع، وهو يحكي في لقاء أجرته معه صحيفة “لوس أنجلس تايمز” في 18 نوفمبر 2016م، قال فيه: إن نشاطه هذا حدث في ذروة ثورة أجهزة عرض وتسجيل الفيديو وانتشار أشرطة (VHS)، وكان يقوم بتسجيل المعلومات المطبوعة في بداية الفيلم السينمائي ونهايته التي توضح كل ما يتعلق به من أسماء شخصيات أو مواقع تصوير واستديوهات وغير ذلك، ثم ينقل ما سجله إلى القوائم في الموقع الصغير.
ثم حدثت نقلة أخرى في مسيرة تطور الموقع وصاحبه، ففي عام 1996م قاد نجاح الموقع في حملته الترويجية الأولى لفيلم “يوم الاستقلال” (Independence Day) إلى استقالة “نيدهام” من شركة “هيوليت باكارد”، ليتفرغ لموقعه الخاص به، بخاصة أنه توسع في أقسام جديدة، ولم يعد قادرًا على متابعته وزملائه المتطوعين في أوقات فراغهم.
وبالفعل تطور الموقع ثم بدأ في تحقيق شهرة واسعة، ليس فقط بين المشتغلين في الصناعة السينمائية والتلفزيونية بل بين جمهور السينما وعامة الناس في أنحاء العالم، ليحصل على جوائز “ويبي” (Webby Awards) العالمية لمواقع الويب لتميزها وأدائها الجيد على الإنترنت.
ويوفر الموقع محرك بحث متطور يتيح للمستخدم البحث عن الأفلام والمسلسلات والعروض المختلفة، حيث تتوافر كافة المعلومات المطلوبة لكل فيلم أو مسلسل موجود في قاعدة البيانات موجزة أو مفصلة، فيمكن للزوار الحصول على عدد كبير من المعلومات والحقائق والبيانات عن أي فيلم أو مسلسل، وكل ما يتصل بها من أشخاص، من مخرجين ومنتجين وكتـّاب وممثلين وفنيي الصوت والإضاءة ومؤلفي الموسيقى، فضلاً عن المعلومات الخاصة بالجوانب الفنية والتقنية.
ويحصل الزائر كذلك على الأخبار المتعلقة بالفيلم أو المسلسل والبرامج والألعاب، مثل تواريخ العرض في القاعات وقنوات البثِّ المختلفة، ويتعرّف ‒ أيضـًا ‒ على المواقع التي يتم فيها التصوير وما يجري من أحداث وتطورات وأبرز وأطرف ما يقال من عبارات واقتباسات في المشاهد المختلفة، كما يجد ‒ أيضـًا ‒ معلومات حول الأفلام أو الكتب ذات الصلة بالعمل، والجوائز التي فاز بها أو تمَّ ترشيحه لها، فضلاً عن الأخطاء التي ظهرت فيه.
في عام 1998م، أصبح الموقع جزءًا من شركة “أمازون” (Amazon) بعد اتفاق مع “نيدهام” وشركائه لشرائه مقابل (55) مليون دولار، وكانت أمازون تهدف إلى استخدامه كشركة داخلية ومنصة لبيع مقاطع الفيديو وأقراص الفيديو الرقمية عن طريق الإعلان فيه، لكن (IMDB) ظل محتفظـًا بهويته واستقلاليته، كما ظلَّ “نيدهام” في منصب المدير التنفيذي.
وفي ظل أمازون شهدت (IMDB) مجموعة من التطورات، ففي عام 2002م تمَّ إطلاق (IMDB PRO) كخدمة قائمة على الرسوم للمحترفين في مجال السينما وصناعة الفيديو، وذلك بميزات تسمح للممثلين وغيرهم بنشر سيرهم الذاتية ومعلومات الاتصال الخاصة بهم، ويمكن للمنتجين والمديرين التنفيذيين الآخرين تقديم تفاصيل متنوعة حول منتجاتهم.
كما قامت في عام 2008م، بعمليات استحواذ مهمة أحدها كان (Box Office Mojo)، وهو موقع على شبكة الإنترنت تمَّ تأسيسه في عام 1999م، ويقوم بعمليات رصد الحجم الإجمالي لإيرادات شباك التذاكر في هوليوود بتفصيل كبير، أما المشروع الثاني الذي كان من نصيب (IMDB) فهو تطبيق (Withoutabox), المتخصص في تقديم واجهات المهرجانات السينمائية المستضيفة للأفلام بغرض تسهيل استقطاب أكبر للجمهور.
أما آخر التطورات، بحسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، فإن (IMDB) سيطلق خدمة فيديو مجانية مدعومة بالإعلانات ستكون متاحة تقريبـًا لجميع مستخدمي خدمة التلفزيون التفاعلي الخاص بها (Fire TV)، وليست محصورة فقط على مستخدمي (أمازون برايم فيديو)، حيث تسعى أمازون للاستفادة من سوق الإعلانات التلفزيونية، ومن جانب آخر سيُفتح الباب أمام أمازون لمنافسة “نيتفلكس وهولو”، حيث يقدم الأخيران اشتراكات مجانية مدعومة بالإعلانات، أو غير مجانية “مدفوعة” خالية من الإعلانات.