الفائز الأول وبطولة 2019م
فاز فريق الأمل للاجئين ببطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي “فيرست غلوبال”، التي احتضنتها مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 25 ‒ 27 أكتوبر 2019م، وتكون هذا الفريق من مجموعة من شباب اللاجئين ليعكس ما يسعى الحدث لتأكيده من أن الشباب هم الأمل في غد أفضل تتجاوز فيه الإنسانية ما تواجهه من تحديات ونزاعات وحروب تجبر الناس على النزوح عن ديارها وأوطانها، وتلقي بظلال كثيفة على حاضرهم ومستقبلهم.
وقد جاء اختيار الفرق المشاركة في البطولة العالمية بناءً على نتائجها في سلسلة من الفعاليات استمرت طوال عام 2019م في مختلف دول العالم، وتمَّ خلالها توزيع مجموعة من الصناديق تضم أجزاءً وقطعًا إلكترونية لتصميم وابتكار روبوت قادر على توفير حلول ناجحة لعدد من التحديات، وإنجاز مهام متنوعة تمَّ تحديدها من خلال هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية متخصصة.
هذه البطولة أشرفت على تنظيمها “مؤسسة دبي للمستقبل” واستقبلت (1500) طالب وطالبة ضمن الفئة العمرية من (14 ‒ 18) سنة من (191) دولة، تنافسوا فيها ضمن فرق تمثّل دولهم في مجال الاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الملحّة، وصناعة مستقبل أفضل للإنسان، وركّزت دورة هذا العام على إيجاد حلول نوعية لخدمة البيئة.
حماية المحيطات موضوع هذا العام
تنظم “فيرست غلوبال” تحديها العالمي سنويًّا لتعزيز قدرات وإمكانات المواهب الصاعدة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واستقطاب أفضل المواهب من بين ملياري شاب من مختلف أنحاء العالم، وهذه هي المرة الأولى التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.
اجتمعت الفرق المشاركة في البطولة على هدف حماية البيئة، وتحفيز أصحاب العقول اللامعة والأفكار الاستثنائية لابتكار أفضل الحلول للتحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية، فضلاً عن تسخير التكنولوجيا لخير الإنسان بوساطة الشباب الذين أثبتوا التزامهم الأخلاقي والإنساني، وقدرتهم على تسخير التكنولوجيا لأهداف إنسانية سامية، فخرجوا جميعـًا فائزين من البطولة التي وحدت العالم.
موضوع هذا العام جاء من مشكلة رمي ملايين الأطنان من المواد الملوثة سنويًّا في المحيطات بسبب الأنشطة البشرية، مما يؤثر في الحياة البحرية والبيئية، لذلك فإن هدف تحدي “فيرست غلوبال 2019م” هو تسليط الضوء على هذه القضية الرئيسة والمهمة من أجل زيادة الوعي العام واتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على المحيطات والحياة البرية، وقد عملت الفرق المشاركة في دورة هذا العام على إيجاد حلول مبتكرة للعديد من التحديات المتعلقة بتنظيف محيطات العالم.
لذلك فقد ركز التحدي على نجاح الفرق المتنافسة في تطوير روبوتات قادرة على أداء مجموعة من المهام تشكل حلولاً داعمة للجهود العالمية الهادفة إلى حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان من النفايات ومصادر التلوث التي تؤثر في الحياة البحرية وعلى صحة الإنسان حول العالم.
فرق مميزة وتجارب مدهشة
بعد اجتياز الفريق التونسي معسكرًا تحضيريًّا مكثفًا دام أسبوعين، استطاع هؤلاء الشباب الموهوبون أن يشقوا طريقهم نحو البطولة، لترك بصمتهم الخاصة بين الدول الـ(191) المشاركة في المسابقة، وبغية جمع التمويل اللازم، سافر أعضاء الفريق إلى جزيرة نائية في إطار تحدي “فرص المحيطات”، حيث شاركوا في أنشطة تنظيف مياه البحر وابتكروا منتجات وحلولاً صديقة للبيئة تمَّ بيعها للجمهور، من بينها: “حافظات أقلام مصنوعة من زجاجات المياه المعاد تدويرها، وأقراط مصنوعة من الصدف”. وهدفت هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على بعض الطرق الفعالة للاستفادة من الموارد المتاحة ودعم جهود الحفاظ على المحيطات.
وبينما يلتقط عبوة مليئة ببودرة بيضاء اللون، يقول محمد كريم مدني، ابن الـ(16) ربيعًا، وهو مصور الفيديو والمصمم في الفريق التونسي: “لقد أخذنا عظام الإخطبوط وحولناها إلى مبيض للأسنان، إنها مادة طبيعية تمامًا ولا تلحق الضرر بالأسنان”، مضيفـًا: “تُسهم الروبوتات في حل المشكلات التي لا يمكن للأشخاص العاديين أن يجدوا حلاً لها”.
وقالت زينب معالج، مديرة الإعلام والتواصل الاجتماعي للفريق: “نستخدم الأفكار المبدعة لحلِّ تحديات العالم من خلال التقنيات الحديثة، لكن الأمر يتجاوز ذلك، إذ يجب التركيز على إيجاد أفضل الطرق لوقف الضرر على كوكبنا”.
فكرة “فيرست غلوبال” ومؤسسها
تمَّ تأسيس فكرة بطولة “فيرست غلوبال” بوساطة (دين كامين Dean Kamen) في عام 2016م، بمانشستر نيوهامبشير، بهدف تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في العالم النامي من خلال مسابقات الروبوتات، حيث يتم استضافتها كل عام في مدينة مختلفة، فقد تمَّ اختيار العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي لاستضافة تحدي عام 2018م، بعد أن استضافت الولايات المتحدة الأمريكية مسابقة عام 2017م في واشنطن العاصمة.
وقد شكلت الحلول التكنولوجية التي ابتكرها “كامين”، المخترع وخبير التكنولوجيا ورائد الأعمال البالغ من العمر (68) عامًا، العمود الفقري في تشغيل جميع آلات غسل الكلى و(80%) من مضخات الأنسولين في العالم، ولا يزال الرجل عازمًا على إيجاد الحلول للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، ورغبته في تغيير العالم متقدمة حتى اليوم.
ويقول كامين: “يتميز المخترعون بأنهم ينظرون إلى التحديات ذاتها بشكل مختلف عن باقي الأشخاص، فالابتكارات الكبيرة لا تنبع من تقنيات جديدة تمامًا، وإنما من إعادة تعريف المشكلة نفسها، لقد كانت المخاوف الرئيسة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل (30) عامًا تكمن فيما وصفته وسائل الإعلام بأنها أزمة تعليم، لكن لم تكن هناك أزمة في التعليم، إذ كان هناك العديد من المدرّسين، إن الأزمة التي كانت لدينا هي أزمة ثقافية”.
وتابع: “لقد صبّت وسائل الإعلام تركيزها فجأة على الرياضة، وهكذا أصبح شكل جديد من الترفيه متوافرًا بفضل الصور المدهشة وتجارب المشاهدة المميزة، كما أصبح الرياضيون نجومًا عالميين. لقد أصبحت ألعاب مثل البيسبول وكرة القدم الأمريكية هاجس كل الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى الكونغرس الأمريكي لا يعقد جلساته خلال نهائيات دوري كرة السلة للمحترفين (NBA). هل يمكنك تخيل أن يحدث هذا للعاملين في القطاع التكنولوجي أو المخترعين أو العلماء؟ بالطبع لا”.