رقمنة الإعلام

طارق الجاسر

منذ أن بدأت الثورة الرقمية وتطورت في القرن العشرين، اختلفت مفاهيم كثيرة وسلوكات عدة، منها تعاطينا مع مجريات الحياة، ووسائل تواصل المجتمعات، بالإضافة إلى أنها أحدثت نقلة نوعية كبيرة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وعلى كافة الأصعدة كالمقروء والمسموع والمرئي، مع ظهور وسائل إعلام جديدة، وهذه النقلة جلبت معها أدوات عديدة تزامنت مع هذا التطور الهائل، وتأسست منها شركات واقتصاد وقوانين.

الإعلام التقليدي
كان الإعلام التقليدي ومازال هو سيد الموقف، فالإعلام التقليدي يكتسب صفة المنشأة الرسمية، ذات المصادر الموثوقة، وذات كيان يعمل من أجل تقديم رسالة إعلامية للجمهور، ومع بداية التطور الذي نشهده، نجد بأن الإعلام التقليدي، كالتلفاز والصحف والإذاعة، بدأ بمواكبة التطور في هذه الثورة العالمية، حيث بدأت بعض القنوات التلفزيونية ببث محتواها عبر الإنترنت، والإذاعة انتقلت من الموجة (AM) لموجات (FM)، ثم تطورت الإذاعات فأصبحت تبثُّ عبر الإنترنت والأقمار الصناعية والبثّ عبر نظام (DAB) لمنافسة بثّ إذاعي عالي الجودة يتفوق على الملفات الصوتية من الأسطوانات، مع ميزة التشفير.

والتطور في التقنية يؤدي إلى تغيير سلوكات عرض المحتوى الإعلامي والجمهور المستقبل، ففي مقارنة بسيطة على سبيل المثال بين موجة (AM) المتقطعة وموجة (FM) الأكثر وضوحـًا، كان مذيع الأخبار سابقـًا على موجات (AM) يقرأ الخبر بطريقة بطيئة كي لا يفقد المستمع بعض الحروف من الكلمات، فهي موجة غير مستقرة، ومع التطور وانتقال الإذاعات إلى موجات (FM) بدأ الطابع الحيوي والسريع والترفيهي في الأداء، فهي موجات أسرع ولا يتم فقدان الصوت فيها كما يحدث في الموجة السابقة، وفي الرسم التوضيحي نرى شكل الموجتين:

ينطبق هذا المثال كذلك على الصحيفة الورقية المقروءة، وكيف تحول الخبر من ورقة إلى صفحة إلكترونية، إلى تغريده! فالوسيلة أحيانــًا هي من تحكم طريقة تعاطينا معها وسلوكنا وسلوك الجهة الإعلامية.
وكذلك الحال في التلفاز حينما تحول من برنامج كامل إلى مقطع “موشن جرافيك” قصير لا يتعدى الدقائق الخمس!
وهذه مجرد أمثلة يحيطها كثير من التفاصيل من ناحية تأثيرها، وتواجدها، وأهميتها.

الإعلام الرقمي
تتواجد أغلب إن لم تكن جميع الوسائل الإعلامية عبر الإنترنت، مواكبة لهذه التطورات، بالإضافة لظهور وسائل إعلامية متخصصة تأسست كمفهوم جديد ضمن الإعلام الرقمي الحديث كتخصصات محددة، ومنها على سبيل المثال حسابات إخبارية تتواجد على منصة “تويتر” فقط، وحسابات متخصصة بنشر الأخبار في صور ذات معلومات، وهو ما يعرف بـ”إنفوجرافيك”، وحسابات متخصصة بطرح موادها عبر التصوير بالفيديو، أو “موشن جرافيك”، بالإضافة إلى منصات متنوعة ما بين مواقع مستقلة بحدِّ ذاتها أو عبر منصات لشبكات اجتماعية، وفي الحالتين تمتلك كافة المنصات الرقمية مميزات ربما تتفوق على الإعلام التقليدي في بعض النواحي، مثل سرعة الوصول، ورصد وتحليل ومعالجة زوار المنصة واهتماماتهم وتحديد الجمهور المستهدف، والخيارات تتشعب أكثر.

الأدوات المساعدة
تمتاز الثورة الرقمية بعوامل قياس وتحليل وإدارة المحتوى الخاص بالمنصات الإعلامية، حيث كان الإعلام التقليدي يعتمد على بعض مراكز الأبحاث والدراسات ليتعرف على قوة انتشاره وتأثيره وتواجده، وتختلف تلك المراكز في طريقة رصد وتحليل النتائج المطلوبة، منها ما يستخدم برامج تمَّ تطويره حصريـًّا ويعتمد على بعض الخوارزميات والبرمجيات، ومعظمها يعتمد على الاستبانة الموجهة لمجموعات بشرية موزعة، تلك طرق عديدة، فهي وإن كانت صحيحة أو قريبة للدقة، إلا أن الثورة الرقمية أتاحت حتى للفرد أدوات رصد وقياس من السهل الحصول عليها، وقد تكون متوافرة مجانــًا ومتاحة للجميع.

هناك كثير من المنصات التي يستطيع الفرد أو المنشأة أو الوسيلة الإعلامية الاستفادة منها لتقديم تحليل يساعد على تعرّف أدق التفاصيل، ويساعد على اتخاذ القرار الصائب، فبعض المنصات الرقمية توفر لك إحصاءات وتحليلات، وهناك منصات أخرى متخصصة تقوم بتقديم تحليلات متقدمة وتفصيلية عن الانطباع ومدى الانتشار وماذا يقال عن الوسيلة الإعلامية وكم مرة تمَّ ذكرها، ومنها على سبيل المثال الأداة التي يوفرها “تويتر” وتعرف بـ(Twitter Analytics) حيث تقدم لكل حساب تحليلات مجانية مثل: عدد الزيارات للحساب خلال شهر، أعلى تغريدة حصلت على انطباعات، وأعلى تغريدة مشاهدة، وعدد مشاهدات مقاطع الفيديو المرفقة بالتغريدة، والعدد الإجمالي للانطباع للحساب، ومع ذلك فهذه الأداة التي يوفرها “تويتر” ليست كأدوات الرصد والتحليل التي توفرها المنصات الشاملة والتي تمكّن وسائل الإعلام من تطوير محتواها.

وبإمكان التقنية حاليًا أن توفر:
-نشر المحتوى باستهداف محدد: حيث يتم تحديد زوار المنصة من سكان دولة ما، أو للزوار الذين لديهم اهتمامات محددة، أو بحسب الجنس والعمر.
-تحليلات تفصيلية حول: من أين أتى زوار الموقع، واهتماماتهم، وعدد الزوار الآن وسابقـًا أو خلال أسبوع أو شهر؟.
-اكتشاف نقاط القوة التي يأتي الزوار من أجلها، وما معلوماتهم الكاملة؟
وبالحديث عن استخدام التقنيات لمساعدة صانع القرار في الوسيلة الإعلامية للتأكد من أن اتجاه البوصلة يسير حسب المخطط له، وأن الوسيلة الإعلامية تحقق أهدافها، هناك كثير من المنصات والأدوات، وهي ليست حكرًا على وسائل الإعلام، بل تستطيع قطاعات الاتصال والعلاقات العامة، والمنشآت الخاصة والعامة، الحصول عليها والاستفادة منها، ومن أبرزها:
-(Hoot suite, Sprout Social, Tap Influence, Melt water,Social Bro) للمعلومات الشاملة عن المتابعين مع عدة مؤشرات.
-(Social Mention) أداة تقوم بتتبع السمعة عبر الإنترنت.
-(Keyhole) لتتبع الوسم أو ما يعرف بـ”هاشتاق” الخاص بالجهة الناشرة وتعرّف مدى وصوله وتأثيره.

وقد يحتاج المحلل لأدوات أخرى مساعدة، لقياس مدى تأثير المساهمين في صناعة المحتوى للوسيلة، وتحديد مدى انتشار كل صانع محتوى على حدة، وما شريحة الجمهور المتابع له؟
وبحسب (Global Digital Report 2019)، فإن (7.6) مليار شخص يعيشون حول العالم، منهم (5.1) مليار يملكون هواتف، و(4.3) مليار شخص يستخدمون الإنترنت، و(3.4) مليار شخص يتواجدون على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يأتي “فيسبوك” أولاً، يليه “يوتيوب”، ومن ثم تطبيق المراسلات و”اتساب”، وهذه الأرقام تحفز وسائل الإعلام وصانعي المحتوى للرصد والتحليل والمتابعة الدائمة.

التغطيات المرئية
اعتدنا دومـًا عند زيارة أي محفل رؤية عدة كاميرات ضخمة، يتحكم بها مصورون يرتدون قبعات وسماعات ضخمة، ويقف أمامهم المذيع ليتحدث من أمام مدخل المحفل، هذا السلوك حتى وإن كان ما يزال موجودًا إلا أننا نجد ‒ أيضًا ‒ ما يُعرف بـ”الرجل الوحيد في العرض” (one man show)، وهو المسؤول كليـًّا عن كل ما سيتمُّ إنتاجه وتقديمه من تغطية مرئية.

وبحسب دراسة من (Smart Insights) فإن (72%) من الأشخاص يفضلون مشاهدة محتوى مرئي على أن يشاهدوا محتوى ثابت، لذا فإن كثيرًا من الجهات اليوم تمتلك: هاتف ذكي ذو كاميرا جيدة، حامل كاميرا لمنع الاهتزازات، ميكروفون… وربما إضاءة فقط! ويقوم هذا “الرجل الوحيد” بالتجول في مقر الحفل والتقاط كافة الأحداث، البعض يعود ويقوم بتسجيل صوتي ويدمجه بداخل الفيديو، أما البعض الآخر فيقوم بالتسجيل مباشرة مع التصوير، وربما تكون تلك الجهة مستعينة بمشاهير الشبكات الاجتماعية، ثم يقوم المصور أو المراسل بفتح أحد تطبيقات المونتاج، وفي متاجر التطبيقات نجد كثير منها، بعضها يوفر خدمة تحرير الفيديو حيث تقوم بصبغ الخلفية الخضراء وتحويلها لمشهد آخر كما نشاهده في التلفاز مع بعض المراسلين، وهذه الأدوات لا تتجاوز تكلفة التطبيق الواحد منها ما يعادل خمسة دولارات أمريكية، بينما تكلفة جهاز مونتاج ذي مواصفات عالية يتجاوز (5000) دولار، بالإضافة لعامل الوقت وهو المهم، حيث إن الوسيلة الإعلامية التي تقوم بتغطية حدث مهم وتحتاج لعمل المونتاج على المقاطع وتجهيزها في مقر الوسيلة وانتظار وقت النشرة لبثها ربما سيمضي يوم كامل أو جزء كبير منه على هذا الحدث.

ومن أبرز التطبيقات المفيدة في توثيق الأحداث وتحرير المحتوى:
(InShot, Video Éditor, Magisto, Splice, imovie)، وبعض هذه التطبيقات تعطي ميزة صناعة محتوى متحرك، تمكن صانع المحتوى من إضافة شعار خاص أو جملة لفظية مختارة.

التطبيقات الخاصة
تتميز تطبيقات الهواتف الذكية بإمكانية الاتصال طوال الوقت بالإنترنت، ما يبقيها محدّثة دائمـًا، مع سهولة الوصول إليها، ولكنها تختلف من ناحية التكلفة، ووسائل الإعلام حاليـًا تحرص على إنشاء تطبيقات خاصة بها لعرض كافة محتوياتها من خلالها، الأخبار، المواد الصوتية، المرئية، الصور، وتستعين بشركات البرمجة المتخصصة لإنشائها، كما تحرص وسائل الإعلام على التواجد عبر المنصات والتطبيقات الاجتماعية، والتي تقوم بالتشارك مع الجميع ومتوافرة بشكل مجاني، وبرزت مؤخرًا التطبيقات التفاعلية والحيوية التي تشدُّ انتباه المتابعين وتحرص على استقطابهم وبقائهم أطول وقت ممكن، منها على سبيل المثال تطبيقات البثِّ المباشر للمباريات، أو ربما لديها خدمات تفاعلية تربط الزائر بالزوار الآخرين، كالألعاب التي يشارك فيها عدد من الأشخاص بنفس الوقت.

قسم الإعلام الجديد
أصبح هذا المجال من الأقسام المهمة في المنشآت ذات الأنشطة التي تتطلب إنتاج مواد إعلامية، فالإعلام الجديد والرقمي يحتاج لمختصين فيه، على سبيل المثال، تعلمنا في الصحافة أن عنوان الخبر صناعة بحد ذاتها، وهي التي تجذب العين على الخبر أو المقال كاملاً، بالإضافة لأساسيات كتابة الخبر الصحفي أو التحقيق وغيرها من الطرق، إلا أن الإعلام الرقمي والإعلام الجديد يختلف في بعض الأمور، حيث إن عنوان الخبر على الصحيفة المطبوعة، تتمُّ إعادة صياغته في تغريدة عبر “تويتر” بشكل يتناسب مع هذه المنصة، وينطبق هذا ‒ أيضـًا ‒ على كتابة المحتوى مقارنة بين مقال كامل، وبين تغريدة أو مجموعة تغريدات.

الرصد والتحليل
مع تطور التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، أصبح يستخدم في تحليل ردود الأفعال على محتوى الوسيلة الإعلامية، لقياس مدى تواجد الزائر على منصتها، وهل قام بمشاهدة المحتوى كاملاً أم مر مرور الكرام! فالذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل معطيات كثيرة تعطي نتيجة واضحة ودقيقة، فعلى سبيل المثال: قام زائر بالدخول لموقع صحيفتك الإلكترونية، تستطيع تعرّف خط سير رحلته من الدخول للصفحة الأولى، اختيار القسم، التجول بين الأخبار، ومدى مكوثه في كل خبر، ولماذا جذبته بعض الأخبار أو المواد خلال تنقله، فالذكاء الاصطناعي يستخدم كثيرًا في الإنترنت وسأطرح مثال نراه أمامنا بكثرة، وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حتى يومنا هذا من التقنيات الناشئة، إلا أنه في تطور متسارع، واستخدامه في الإعلام سيحدث قفزة كبيرة.

مثال على توظيف الذكاء الاصطناعي
شخصان الأول مهتم برياضة كرة القدم، والثاني بأفلام السينما، يقوم الذكاء الاصطناعي بمعرفة سلوك المستخدم كل على حدة، فلو بحث كلاهما على نفس الكلمة، كلمة “بطل” على سبيل المثال، على محرك بحث “جوجل”، سيجد لكل واحد منهما نتائج مختلفة، فالذي يتابع رياضة كرة القدم ستظهر له نتائج أقرب إلى ميوله مثل “بطل الدوري” وهكذا، أما محب أفلام السينما ستظهر له النتائج حول “بطل فيلم”، وهذا يحدث للجميع، بخاصة في الإعلانات، فلو قمت اليوم بالبحث في المتاجر الإلكترونية عن سلعة ما، مثلاً هاتف ذكي برقم الموديل، وتصفحت مواقع أخرى، ستجد بأن هذا الهاتف يظهر لك كإعلان، وكأنه يتتبعك ويعرف اهتماماتك ويبعث لك بعض الإعلانات لجذب انتباهك وتسويق السلعة، كذلك في المنصات الإلكترونية الإخبارية، عندما تقوم بقراءة خبر عن شخصية معروفة، تجد في أسفل الصفحة “أخبار مشابهة” فهي بذكاء تقوم بالمحاولة لإبقائك أكبر قدر ممكن في الموقع، وهو ما يزيد نسبة القراءة والزيارات، ومن ناحية أخرى تستطيع الوسيلة الإعلامية تعرّف الجمهور الأكثر ومن أين زياراتهم؟ وكيف انطباعاتهم واهتماماتهم؟ وكلها تدور حول إقناع “المعلن” وجذبه، حيث إنها تملك تفاصيل دقيقة حول جمهورها، بالإضافة إلى إمكانية تحديد الشريحة المستهدفة من الإعلان.

معلومة في صورة
كثيرًا منا يرى الآن أسلوب جديد تنتهجه وسائل الإعلام الجديد والرقمي، وهي عبارة عن عدة معلومات في صورة واحدة، ويكون لها انتشار واسع، حيث يستخدم ناشرو المحتوى صور ومقاطع فيديو في أكثر من (50%) من محتوى مقالاتهم.

ظهر الإنترنت، فتواجدت وسائل الإعلام على الإنترنت، ثم ظهر الهاتف الجوال فظهرت الرسائل النصية الإخبارية، وتوفر الإنترنت عبر الهواتف الذكية، فظهرت منه تطبيقات، وبدائل مجانية، ثم ظهرت مقاطع الفيديو القصيرة والصور ذات المعلومات، وحققت في وقتنا الحالي انتشارًا واسعـًا، فهي مراحل تتنقل وأدوات تستخدم، حيث إن المعلومة في صورة، أو ما يعرف بـ(Infographic) تُعدُّ من أفضل الخيارات البصرية لقراءة خبر أو إيصال رسالة، فهي تحمل الكلمات المفتاحية، الخلاصة، البداية والنهاية، أهم النقاط، وهذا الذي يبحث عنه جمهور الوسيلة الإعلامية، وفي الغالب يستخدم مصمم المعلومة في صورة برامج ضخمة وعالية الجودة لصناعة هذه الصور منها على سبيل المثال (Adobe Illustrator)، وكذلك (Adobe Photoshop inks cape) بالإضافة إلى (Tableau)، وظهرت تطبيقات تنافس هذه البرامج، يبلغ تكلفة الواحد منها سنويـًّا حوالي (500) دولار، منها على سبيل المثال تطبيق (Assembly) الذي يوفر رسومات وأشكال وألوان تمكّن المصمم من العمل عليها في مقر تغطية الحدث وتصدير صورة بوقت قصير جدًّا.

تحديد الأولويات
قبل استخدام الأدوات التقنية الحديثة التي تحقق الانتشار لمحتوى الوسائل الإعلامية ينبغي تحليل الجمهور المستهدف، وتعرّف اهتماماته، والعوامل المؤثرة والمحيطة، والوسائل المتوافرة، والبنية التحتية التي مهدت لهذه الشريحة الوصول إلى المنصة الإعلامية، لذلك تعمد بعض وسائل الإعلام للتواجد في كل مكان، وبكل الأدوات، وتغرق جمهورها بكم هائل من المحتوى، ومن ثم تقوم بالانسحاب والبقاء على المنصات المناسبة لما تقدمه كوسائل إعلام، فعلى سبيل المثال تعتبر أداة “معلومة في صورة” من أنجح الطرق لإظهار الخبر، ولكن قد تستخدم مثل مصطلح (word of mouth) حيث تقوم بتحفيز الزائر لمشاركتها، كونها قطعة واحدة يسهل نقلها من جهاز لآخر، ومصطلح قطعة واحدة تعبير رمزي، فعندما تقوم بإرسال رابط مقال أو تغريدة مثلاً لشخص لن يتمكن من مشاهدة المحتوى حتى ينتقل من المحادثة إلى الرابط، ولكن الصورة تغني عن ذلك كسلوك سهل وذات انتشار، ويأتي كذلك مقطع الفيديو القصير في مقامها.

صناعة الفيديو
أصبحت صناعة الفيديو الآن متوافرة في جميع الحالات، إما على أجهزة الحاسب ببرامج مثل: “أدوبي بريميير” و”أدوبي افتر افكت”، والتي تستخدم ‒ أيضـًا ‒ لصناعة مؤثرات السينما، أو باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية التي لا تحتاج لتحميل برامج أو تطبيقات، فهي تقدم خدمة صناعة الفيديو مع مميزات تنقيح الصوت والـ”موشن جرافيك”، وهنا بعض المواقع التي توفر مثل هذه الخدمات، بعضها مجاني والبعض الآخر باشتراك:
-(Auphonic) منصة لرفع مقطع صوتي عليها، ومن ثم تنقيح الصوت وحذف التنفس والوقفات وغيرها.
-(Animaker) لصناعة مقاطع الفيديو المتحركة والرسومات والأشكال.

-منصات توفر تصاميم وأشكال لمعلومة في صورة (infpgraphic) مثل: (visme وcanva وpiktochart).
وعالم الإنترنت مليء بالمواقع والبرامج والتطبيقات المشابهة.

خاتمة
مع كل المتغيرات المتسارعة، والمتسارعة جدًّا، أصبح من الضروري جدًّا على المؤسسات الإعلامية بشكل خاص، والقطاعات الحكومية والخاصة بشكل عام، مواكبة هذا التطور في التقنيات الحديثة للإنتاج والبثِّ الإعلامي، بداية بوضع تشريعات وأنظمة حديثة ومتزامنة مع التطورات التي نشهدها، مرورًا بإيمان المنشآت بأن الإعلام ذراع قوي لنهضة فكرية وثقافية، ولا يمكن تقوية هذا الذراع إلا بتعرّف الوسائل والأدوات الحديثة وتوظيفها، وانتهاءً بالسعي الدائم لابتكار محتوى مميز، فالأدوات متوافرة، ومساحات التنافس واسعة جدًّا.