(خليجنا واحد) .. قصة أغنية تحولت إلى أيقونة

بكلمات بسيطة ولحن متفائل بإيقاعات خليجية راقصة تنبض بصوت الموج وبنكهة الأهازيج، وعلى مشاهد مصاحبة للقوارب التي اشتهر بها تراث مهنة الغوص في منطقة الخليج، جاءت أغنية “خليجنا واحد” كعمل فني مرئي ومسموع قدمته فرقة تلفزيون الكويت بالتزامن مع انعقاد القمة الخليجية الخامسة بالكويت في ديسمبر من العام 1984 م.

الأغنية التي تكمل اليوم 36 عاماً من كلمات الشاعر الغنائي المعروف عبد اللطيف البناي، وألحان مرزوق المرزوق، كان لوزير الإعلام الكويتي الأسبق محمد السنعوسي فضل كبير في أن ترى النور، وهو الذي سبق له تأسيس فرقة التلفزيون مطلع الثمانينات، حيث قدمت عدداً من الأعمال ذات الطابع المعبر عن الفن الأصيل في الكويت والخليج.

حتى الآن يبدو الأمر طبيعياً في سياق الحديث عن أغنية احتفالية بحدث ما، لكن غير الطبيعي هو أن هذه الأغنية تحديداً تميزت بوصولها إلى قلوب ملايين الخليجيين، وفي الوقت الذي اعتاد فيه الجمهور على أن الأغاني المخصصة للمناسبات هي الأقصر عمراً لاقتصارها على ظرفها الزمني والموضوعي، كان لأغنية (خليجنا واحد) رأي آخر، وقررت أن لا تنتهي أبداً من ذاكرة المستمعين حتى بعد ثلاثة عقود ونصف من تقديمها لأول مرة.

وعلى الرغم من أن الإبداع الفني والأدبي في الخليج قد جاد بعشرات الأناشيد والأعمال الغنائية ذات العلاقة بتعزيز روح التعاون بين دول المجلس وشعوبه، إلا أن بديهة المواطن الخليجي في الغالب لن تفكر مرتين قبل أن تختار (خليجنا واحد) كخلفية موسيقية لأي حدث يتعلق بالخليج، لينعكس ذلك عبر وسائل الإعلام التي أصبحت تعرض هذا العمل في تغطياتها للأنشطة في دول المجلس، بدءاً من قمم القادة وليس انتهاءً ببطولة الخليج لكرة القدم.

نشيد وطني

هذا القبول والنجاح الكبيرين جعل بعض الكتاب الصحفيين يصف الأغنية بأنها باتت بمثابة “النشيد الوطني” لدول الخليج، وجعل عدداً من الفنانين والملحنين يقومون بإعادة غناء العمل وتوزيعه موسيقياً بطريقة عصرية حديثة، كما بات أيقونة يتم اقتباسها في العروض المسرحية والأوبريتات التي تقدم أمام كبار مسؤولي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.

حين نحاول قراءة الكيفية التي فرضت بها هذه الأغنية نفسها حتى على كل ما جاء بعدها من أعمال بإمكانيات أعلى فنياً وإنتاجياً، فسنجد أن اللحن جاء بصيغة بسيطة ولكنها شديدة التعبير عن البيئة والقرب من الذائقة، بحيث يرددها الشخص كأول ما يتوارد إلى ذهنه، لحن لا يحتاج لمجهود كبير في التذكر، ولا يتطلب إمكانات فوق عادية للصوت.

ويحسب للملحن طريقته في إبراز الكلمات بشكل يعبر عنها، وتعمد تكرارها اكثر من مرة لترسخ في الذهن، فالطريقة التي يتصاعد بها أداء كلمة (يعيش) مثلاً، تدل بوضوح على الفخر والدعاء المزهو بهذا الكيان وهو يدعو له بالحياة والبقاء.

فيما اختار الشاعر نبرة مباشرة في صياغة كلمات الأغنية من العبارات الأساسية في روح مجلس التعاون، وهي وحدة المصير والشعب، بالإضافة إلى حسن توظيف المفردة الخليجية (اللهُ اكبر) التي تقال تعبيراً عن الإعجاب بالشيء، وتحصينه.

وأخيراً، لا ننسى أن أداء الأغنية بشكل جماعي قد منحها بعداً بالغ التأثير في ملامسة الوجدان، بتناغم أصوات المؤدين، والذي يحيلنا إلى روح العمل الجماعي المتسق في مجلس التعاون، حيث يقول الجميع الكلمة ذاتها، معاً، حيث هم الصوت، وهم الصدى.

خاتمة

مصيرنا واحد وشعبنا واحد..

يعيش يعيش ..

فليعيش.. اللهُ أكبر يا خليجٍ ضمنا..

أنا الخليجي أنا الخليجي..

وأفتخر إني خليجي

أنا الخليجي.. والخليج كله طريقي

تبارك ياخليجنا

تبارك بعز وهنا