ثقافة شبكات التواصل

د. محمد بن عبد العزيز الحيزان

شكّل ابتكار شبكات التواصل الاجتماعي في بدايات هذا القرن، فتحًا جديدًا في عادات وأساليب تواصل البشر مع بعضهم البعض، ومن دلائل ذلك أنه أعاد بلورة طباعهم في خاصية التعامل مع الكتابة والقراءة والنشر والإعلان، ومن شواهد ذلك أنه يعد السبب الرئيس في إقدام الكثيرين على امتهان الكتابة الإلكترونية بشكل فاعل، وفي القضاء إلى حد كبير على أميتها، وغدت هذه الشبكات نافذة عريضة لهم يطلون من خلالها أولًا بأول على كل جديد، وتشكلت جراء ذلك عادة يومية جديدة لا يمكنهم التخلي عنها، وغدت جزءً غير مجدول من برنامجهم اليومي.

الشبكات بين المناقب والمثالب

على الرغم من أن شبكات التواصل أسهمت بطريقة أو بأخرى في تقليص هواية قراءة الكتب، وفي إنهاء عادة تصفح الصحف الورقية بصورة شبه نهائية، وأنها استحوذت إلى حد كبير على معظم الأوقات التي كان يخصصها الفرد لكلتا الخصلتين، إلا أنها عوضت ذلك كله بتوفير خيارات وبدائل أكثر ثراءً، وأيسر سبيلًا في الحصول على المعلومات والأخبار، وبالتالي فإنه لا يصح في هذا الجانب، في عصر التغيرات التي طرأت في عالم الاتصال الرقمي، أن يُتَّهَم أفراد المجتمع بهجرتهم للقراءة؛ جراء تخليهم عن الطرق التقليدية التي كانت شائعة في زمن ما قبل الشبكات، لأن الأمر هنا يتعلق بتغير في شكل الوسيلة، وليس في طبيعة القراءة؛ بل إن المؤشرات توحي بأن المجتمع أصبح ممتهنًا لهواية القراءة أكثر من ذي قبل، ليس فقط بفضل غزارة ووفرة قنواتها، ووسائلها، بل ولتميزها في تقديم ذلك كله في أشكال وأساليب أكثر إثارة وجاذبية.

غير أن مما ينبغي التنبه له، أن هذا النجاح غير المسبوق في أساليب النشر والتواصل لا يعني بالضرورة أن المواد التي يتعرض لها مستخدمو تلك الشبكات في معظمها ذات صبغة إيجابية؛ بل إن منها ما هو خلاف ذلك، ففي الوقت الذي أفادت منها بشكل كبير سائر التخصصات العلمية، والمؤسسات المجتمعية، والجهات المهنية، وقطاعات الأعمال، وكذلك النخبة، إلا أن عددًا آخر من جمهورها ربما عانى منها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لعل أقلها هدر الوقت الثمين فيما لا يفيد أصحابها.

وعلاوة على أن هذه الشبكات وفرت بما تحتويه من خصائص اتصالية جديدة، ساحة رحبة يرتادها الجميع، ويمكن من خلالها التواصل مع العالم أجمع بلا قيد أو شرط، كما أنها هيأت عبر منصاتها المتعددة والمتنوعة لأفراد المجتمعات دون استثناء، الفرص للتواجد في فضاء لا متناهي للمشاركة في تشكيل الرأي العام والتأثير فيه؛ بل إنها أوجدت ملتجأ للحصول على دعم الآخرين في حل المشكلات والتغلب على التحديات التي قد يواجهها البعض، عدا عن أنها غدت مكانًا للبحث عن فرص العمل، ووُجدت تطبيقات معنية بذلك على نحو تطبيق لينكدن الشهير، إلا أنها ربما تسببت تحجيم أو حتى تغير بعض السلوكيات المجتمعية الحميدة، من ذلك على سبيل المثال أنها أوجدت نوعًا من القطيعة في التواصل المباشر بين أفراد المجتمع، ولعل أبرز مظاهره تواجد البعض جسديًّا في مكان واحد، وتخليهم فعليًّا عن عادات تبادل أطراف الحديث، وهي ظاهرة امتدت حتى بين أفراد العائلة، وداخل المنزل الواحد.

الوعي السلوكي

في إطار تشخيص الآثار السلبية لشبكات التواصل، لا بد من التنبيه إلى أن من مخاطرها أن البعض يخلطون في سلوكيات تعرضهم لها، ودون وعي بين عادات تعاملهم في السابق مع وسائل الإعلام التقليدية، وبين الطريقة ذاتها معها.

فمنهم من يكاد يسلم بأن مواد شبكات التواصل تشابه سابقتها من حيث الموثوقية وقبول مضامينها، خاصة مع تكرر المعلومة عند إعادة نشرها، والواقع أن الوسائل غير الرقمية ذات الطابع المؤسساتي، كانت تخضع لضوابط دقيقة وصارمة لم تعد موجودة في عالم الإنترنت، فكان من نتيجة هذا الانعتاق تخلص غير متوقع من تشريعات الإعلام، التي نظمت، لفترة غير قصيرة من الزمن، حياة الشعوب في مقتضيات النشر وموانعه، ونشأ عن ذلك الانفتاح غير المنظم، الذي يعده البعض تجسيدًا لحرية التعبير، فوضى عارمة في النشر، وبخاصة مع اقتحام الكثيرين لساحات النشر العديدة من خلال بث المعلومات والاجتهاد في الوصول إلى الجماهير بكافة فئاتها، وذلك في محاولة عشوائية ظاهرها الرغبة في المشاركة في تشكيل الرأي العام، بينما في باطن معظمها دافع فطري متفاوت يهدف إلى تسجيل الحضور والظهور المجتمعي.

وعلى الرغم من أن ممارسة النشر هي مما يرى كثيرون أنها من الحقوق التي يجب أن تكون مكفولة للجميع، في إطار حق البشر في حرية التعبير، إلا إن إشكاليتها في ظل التغيرات التي طرأت في عالم الاتصال، تنشأ ممن لا يستشعر مسؤولية استخدام الكلمة أو الصورة، وخاصة ممن يتدثر خلف الأسماء المستعارة، ويستخدمها لأغراض تتنافى مع أخلاقيات المجتمع وقيمه، وهي مخالفات مرفوضة تربويًّا واجتماعيًّا، ويتضاعف مستوى هذا الرفض مع حجم الآثار المترتبة على محتوياتها، ولعل من أبرز الأمثلة التي تظهر خطورته جلية ما يلاحظ عند تناقل مستخدمي الشبكات للأخبار الطبية والاجتهاد بحسن نية في نشرها بين أفراد المجتمع، ولعل من الأمثلة الشائعة في هذا الصدد، تخصص بعض هواة استخدام الشبكات من غير المتخصصين في تحذير الآخرين من تناول مأكولات بعينها، أو حثهم على تجنب البعض منها لكونها تتسب في الإصابة بأمراض خطيرة، لعل من المؤسف أن تتشكل ثقافة الكثيرين الصحية وفقًا لمصادر غير دقيقة، مما يؤثر سلبًا على مستويات الوعي والإدراك المجتمعي.    

واقع منصات الشبكات الاجتماعية

لعل من أهم القواعد التي يحرص خبراء البحوث العلمية على التذكير بها، تلك التي تؤكد على أن التعميم في الحكم على الأشياء، دون الامتثال بأسسها وضوابطها، هو أحد أبرز آفاته، وغالبًا ما تنشأ هذه الإشكالية عندما يصدر هذا النوع الشائع من الأحكام، وفقًا للانطباعات الشخصية، أو الآراء الاجتهادية، ومن هذا المنطلق فإن الحكم الموضوعي على واقع طبيعة شبكات التواصل بمنصاتها المتعددة، لا يمكن الوصول إليه دون ربطه بأهداف المستخدمين لها، مما يعني أن هذه الشبكات، كما ذكرنا سابقًا، ذات وظائف إيجابية وأخرى سلبية، ومما يصنف في الفئة الأولى حقيقة مفادها أنها شكلت فتحًا جديدًا لمن كان يتطلع إلى المشاركة في الإدلاء بصوته، وإيصال آرائه للآخرين، أو الرغبة في التفاعل معهم بما يشكل إضافات لا يخلو الكثير منها من الفائدة والإسهام في التطوير المجتمعي، عدا عن أنها أدوات ميسرة ومتاحة لتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، كما برهنت على نجاحها وفاعليتها في خدمة المؤسسات العامة وقطاع الأعمال، حيث أسهمت في تفعيل شؤونها الإدارية والاتصالية، والاجتماعية والثقافية وغيرها، ومكنتها من اختصار الأوقات للوصول إلى أهدافها، ظهر ذلك بجلاء في قدرتها العالية على تقليل الحاجة إلى التنقل، والقضاء إلى حد كبير على بيروقراطية اتخاذ القرارات، كما قلصت إجراءات ترتيب الاجتماعات ونمط إدارتها الرتيب.

استخدامات شبكات التواصل

لم تستغرق عملية انتشار استخدام شبكات التواصل بين أفراد المجتمع وقتًا طويلًا؛ بل إن سمة الإثارة التي احتوت عليها، بالإضافة إلى تنوعها المشوق في التواصل مع الآخرين، جعل تبنيها يحقق قفزات عالية في الاستخدام، لتنتشر بسرعة فائقة بين السواد الأعظم من فئات المجتمع، وأصبح الإيمان بمزاياها الاتصالية، وإسهامها في تشكيل الرأي العام منافسًا لوسائل الإعلام بشكل عام التي تراجعت في مستوى نشر الكثير من المواد الاجتماعية على وجه الخصوص، بل إن الملياردير الشهير، مالك منصة (X)، إيلون ماسك وصف في إحدى تغريداته عبر منصته الجمهور بأنه هو الإعلام نفسه، لكونه يمتلك وسائله.

ومع التقدم الذي شهدته ساحاتها من حيث ابتكار شبكات متنوعة ذات خصائص مختلفة، اختلفت إلى حد ما استخدامات تلك الفئات معها، فحظيت بعض الشبكات، مثل الفيسبوك، باهتمام الفئة السنية الأكبر مقارنة بشبكات ذات إيقاع سريع، كالتك توك والسناب شات، اللذين استحوذا بشكل كبير على جاذبية صغار السن بنسبة أعلى، في حين جمع البعض الآخر منها كافة الفئات مثل الواتساب، الذي وفر، بخاصة في قطاع الأعمال، أفضل وأقصر الطرق للتواصل والتفاعل، كما أن بعضًا منها يعرف بتفضيلها واستخدامها أكثر من قبل المجتمع النسائي أو الذكوري.

ليس هذا فحسب؛ بل إن الاختلاف من فرد لآخر ظهر جليًّا كذلك في حجم الأوقات التي يمضونها في الاستخدام، فكما أن هناك من تصل به مدة تعامله اليومي معها إلى مرحلة الإدمان، فإن البعض الآخر يندر استخدامه لها إلى درجة أنه قد لا يسلم من عتب الآخرين خاصة في المجموعات التفاعلية، وهو ما يؤكد على أن المشاركة في صناعة المحتوى، ونشره، أو حتى التعرض له يتفاوت بشكل كبير بين جمهور تلك الشبكات، بل إن البعض من مستخدميها يحصر هدف انضمامه لأية منصة، في مجرد الرغبة في الاطلاع على مضامين الأشخاص الفاعلين فيها، وربما كانت متابعة حسابات وسائل الإعلام والأخبار أو الحسابات الرسمية للمؤسسات هو السبب الرئيس في ذلك، وتعمد فئة من أولئك البعض إلى عدم المشاركة حتى بتفاعل أو تعليق، أما أسباب الإحجام فتعود لعدة أسباب تستحق التأمل والدراسة، من بينها الخشية من أن يكون عرضة لنقد طرحه أو أسلوب كتابته، بما في ذلك الأخطاء اللغوية والإملائية، أو طريقة توظيفه لمادته بخاصة من المتنمرين.

تطور استخدامات شبكات التواصل

على الرغم من سهولة استخدام شبكات التواصل، إلا أن ثقافة التعامل معها في بداياتها لم تتشكل بصورة واضحة، وحيث لم يسهل التعرف على مآلاتها، فقد توزع مستخدموها واتجاهاتهم نحوها في مجموعة فئات، فكان هناك من توخى الحذر الشديد في الإفصاح عن أفكاره وآرائه عبرها، وأدرك مبكرًا أن الانضمام لأي منها وإنشاء حساب خاص بها في أية منصة، هو كشف حقيقي عن شخصية أصحابها للآخرين، وأن ذلك سيقود بشكل تلقائي إلى تشكيل صورة ذهنية عنهم في مجتمعاتهم، فكانت شبيهة بالمصيدة التي تَبين صحة اعتقادهم من خلال النتيجة التي انتهى إليها من لم يتحفظ في طريقة التعامل معها من حيث تحري الدقة والجودة في المعلومة، وأسوأ من ذلك من تصرف في موضوعات النشر وأشكاله بسلوكيات خارجة عن العرف المجتمعي وقيمه، ونتج عن ذلك أن فوجئ المتلقون باختلاف شخصيات بعض أصحاب الحسابات عما عُرِفوا به، سواء من خلال مشاركاتهم في وسائل الإعلام التقليدية، أو حتى في اللقاءات الاجتماعية.

ومع مرور الوقت، أدرك البعض ممن لم يمارس دور الرقيب على مضامين نشره، أنهم في الواقع رسموا صورهم وشكلوا سمعتهم لدى الآخرين عبر ما قاموا بنشره، وهذا ما يفسر قيام البعض فيما بعد بمراجعة مشاركاتهم السابقة وتنقيحها، بل إن هناك من تخلص من حساباته في محاولة لتدارك ما يمكن تداركه.

لقد فرضت حداثة التجربة في ظل عدم وجود خلفية كافية لحالات مقاربة لها، على البعض إن يتأمل واقع الممارسة، وطبيعة ردود الأفعال تجاهها، فكان التعلم الذاتي هو السبيل شبه الوحيد لاتخاذ القرار المناسب، خصوصًا أن الحقل التعليمي المتخصص في الإعلام لم يكن في مستوى سرعة انتشار الظاهرة الجديدة، ولعل أبرز ما توصلت له هذه الفئة هو أن تلوين مواد نشرهم بما هو مثير، كفيل بزيادة المتابعين، ونتج عن هذا الإدراك اللجوء إلى أساليب بعضها –على الرغم من قلتها النسبية – أقرب إلى التصنع منه إلى الحقيقة، كما أدرك المستخدمون أن بإمكانهم تصميم وإنشاء حملات معظمها ممنهجة، صناعة محتويات يومية قادرة على تصدر ساحات النشر، وتحظى باهتمام أكبر في فترة زمنية وجيزة، لتشتعل المنافسة للوصول إلى هدف افتراضي، عرف بالوسم “الترند” لتعزيز التنافس وإظهار التفوق في حجم النشر والوصول إلى حجم متابعات وتعرض أكبر لمواده، ولا شك بأن مما سهل من هذا وعززه، تميز شبكات التواصل الفائق في القياس العددي والفوري لها.

بين “الترند” و”الرأي العام”

على الرغم من أن المادة التي تصعد إلى قمة الترند، تصنف على أنها الأعلى والأكثر اهتمامًا بين بقية مواد التعرض الجماهيري، إلا أن ذلك لا يعني التقليل مما سواها؛ بدليل أن هناك من يولي اهتمامًا مماثلًا بتعليقات المستخدمين على ما يتم نشره، لكونه يعكس اتجاهات الرأي العام نحوها، وهذا دور مهم في تشكل الآراء والقناعات، وفقًا لمدى جديتها، ووجاهة وجهات نظر أصحابها، ولعل مما يجدر ذكره في شأن التعليقات، أن الكثير منها لا يعدو أن يكون صدى وشبه تكرار للآراء التي بادرت بالتعليق، وذك في تجسيد لما يعرف في الرأي العام بـ”عقلية القطيع”، وهو ما يفسر حرص بعض الجهات الناشرة للخبر أو المادة، على المبادرة بالتعليق إيجابًا على موادها، أملًا في التأثير على آراء المعلقين واتجاهاتهم.  

وربما يكون السؤال الذي يطرحه البعض، ما سر حرص الكثيرين على البروز وتحقيق الشهرة التي تقاس في معظمها بالأرقام المتمثلة في زيادة حجم المتابعين، وليس بجودة المحتوى؟!

وعلى الرغم من أن البعض قد يفسر ذلك بالرغبة المباشرة في الظهور، إلا أن الواقع يتجاوز ذلك إلى الدور المهم لهذا الهدف في تحقيق دخل مادي مجزٍ، حين يتمكن أصحاب الحسابات على جذب متابعين أكثر عبر أساليب وطرق أعلانية مبتكرة، إذ وجدوا فيها مصدر دخل عالي وبجهود أقل، وصل بعضها إلى مبالغ فلكية غير متوقعة، وبخاصة لدى من لا يعرف تكلفة الإعلانات سابقًا في وسائل الإعلام التقليدية.

وبعيدًا عن الخوض في مصطلح “المشاهير” أو “المؤثرين”، اللذين أثارا جدلًا واسعًا لدى الكثيرين، وبخاصة من ممارسي مهنة الإعلام في نسخته السابقة، إلا أنه من المؤكد أن هناك أدوارًا فعالة يقومون بها، واقتنع بأثرها أصحاب المصلحة فيها، في مقدمتها قدرة قنواتهم على النفاذ والوصول إلى الجمهور المستهدف، عند تواجدهم في المواقع المقصودة بالتسويق، أو تسليط الضوء على أنشطة ومنتجات بعينها، ويؤكد هذا حجم المبالغ التي ترصد لهم مقابل أدوارهم التسويقية، وهو ما يجعل مسمى “المسوقون”، أو “المعلنون”، هو الأدق في الوصف في رأي كاتب هذه السطور.

شبكات التواصل والثقة

لعل من أكبر التحديات التي تعرقل الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر موثوق للمعلومات، أن بعضًا من مستخدميها لا يراعون ضوابط الجودة في النشر، وهو الأمر الذي جعل المتلقين أنفسهم لا يثقون كثيرًا في مضامينها، ومما يؤكد ذلك ما توصلت إليه نتائج دراسة قامت بها الدكتورة أريج الدبيخي عن دور منصة الواتساب في نشر المعلومات المغلوطة التي استطلعت طبيعة تفاعل (٤24) شخص معها.

حيث أشارت نسبة (99%) بأنها تؤمن بأن هذه المنصة، التي تبوأت المرتبة الأولى في الاستخدام بين بقية المنصات، تعد مصدرًا رئيسيًّا من مصادر نشر الشائعات، وهو ما يجعل (98%) يحرصون حسب إفادتهم على التحقق من صحة المعلومات التي تردهم من خلالها، وفي حين أقر (11%) بأنهم لا يصححون الأكاذيب التي تردهم عبرها، وذلك ربما لأنهم ينظرون إلى الواتساب على أنها وسيلة نشر عابرة، وكثير مما يرد فيها لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، أما أبرز مفاجآت النتائج أن (7%) اعترفوا صراحة بأنهم لا يجدون حرجًا في اختلاق بعض الشائعات ونشرها.

ويبقى الانتقاء الخيار الأفضل

في ظل محيط المعلومات الهائلة والمتجددة التي تمطرنا بها الإنترنت عمومًا، وشبكات التواصل على وجه الخصوص، بغثها وسمينها، يتساءل الكثيرون عن الآليات التي من خلالها يمكن الإفادة من هذا الفتح العظيم في حقل الاتصال والمعرفة، لننتهي إلى القول: “إن القدرة على فرز الأدوات والحسابات وتنظيم قنوات الوصول لما يضفي قيمة مضافة لنا، ويجعل تنظيم أوقاتنا واستثمارها كما يجب، هي مهارة يجب تطويرها في ذواتنا ولدى النشء في إطار مفهوم التربية الإعلامية التي غدت الحاجة لتدريسها والعناية بها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.