نظم جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، دورة تدريبية متخصصة تحت عنوان: “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإبداعي”، والتي أقيمت خلال الفترة من 8 – 9 يوليو 2025م، بمشاركة أكثر من “ألفي” إعلامي وإعلامية من هيئات دول مجلس التعاون والمنظمات الخليجية والعربية (عن بُعد)، وتُعد هذه المشاركة هي الأعلى عربيًا في تاريخ الدورات التدريبية التي ينظمها الجهاز، وحاضر فيها مستشار الاتصال والعلاقات الدولية، الخبير في الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة من مملكة البحرين، المستشار مهند سليمان النعيمي.
وانطلقت الدورة التي جمعت بين الجانبين النظري والعملي على كيفية استخدام أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل: (Chat GPT) و(Deep Seek) و(Google Gemini) من خلال طرح سؤال مهم: إلى أين وصلنا في مجال الذكاء الاصطناعي؟ وكانت الإجابة أننا ما زلنا في المرحلة المحدودة، مع توافر كافة التطبيقات الحالية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي حاليًا مهام محددة فقط، والفائق منه سيكون مثل الخيال العلمي الذي نشاهده عبر أفلام الخيال العلمي التي تصور مرحلة السيطرة الكاملة على الأرض وكل ما يعيش عليها من أجهزة وأنظمة.
وسلطت الدورة التدريبية الضوء على كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي من حيث الأدوات والمفهوم والمهارات، حتى نصل إلى الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي، فالتحدي يتلخص في طريقة التعامل والتناول لموضوع معين، لكي يتم إنجاز المهمة بشكل سريع وصحيح، وكذلك طرق الحفاظ على الخصوصية والسرية للمعلومات، وترتكز صيغة التعامل مع الذكاء الاصطناعي في لغة الأوامر أو هندسة الأوامر أو التلقين (Prompt)، من أجل صناعة محتوى إبداعي متميز، فكل منصة من منصات الذكاء الاصطناعي تتمتع بأسلوب خاص بها، يجب التعامل معها بصيغة معينة حتى نصل إلى المحتوى الذي نريد.
وتركّزت محاور الدورة التدريبية على استعراض أبرز المستجدات في مجال صناعة المحتوى الرقمي الإبداعي، موضحة أهم مهارة يجب أن تتوافر في صانع المحتوى الإبداعي، وهي مهارة الخيال، فالتحدي في الإبداع يشمل توظيف الخيال في تقنيات الصوت والصورة والفيديو، والأخبار المصورة، إضافة إلى التطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي التي تسهم في تطوير هذا المجال الحيوي، فهناك معادلة ذهبية للمحتوى المؤثر في ظل وجود محتوى كبير وغزارة في الإنتاج، هي: (النص القصير + الصورة المؤثرة = محتوى مؤثر).
كما تناول البرنامج التدريبي ماهية مفهوم الذكاء الاصطناعي، حيث أوضح أن أبسط مفهوم للذكاء الاصطناعي هو أي نظام أو أي تطبيق يحاول تقليد السلوك الإنساني أو يحاكي الأسلوب البشري، مستعرضًا الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، حيث يُعد العامل الرئيس في معرفة الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا هو أسلوب التحليل.
وتطرقت الدورة التدريبية كذلك إلى تحدي آخر من تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي، هو مدى درجة الثقة من عدمها في استخدام الذكاء الاصطناعي، موضحة أهمية توافر عدد من العناصر التي يتم استخدامها حتى يمكننا تعزيز الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي، من أهمها:
– الدور، وهو الأسلوب الذي نريد أن نتعامل به مع الذكاء الاصطناعي، أي الدور المناط به، حيث يتغير بحسب المعلومات، فهي بمثابة القبعة التي يرتديها الذكاء الاصطناعي.
– السياق، ويرتبط بالهوية الخاصة بالمؤسسة أو الشركة.
– المهمة، والنجاح هنا يتلخص في صيغة الأمر أو المهمة.
واختتم البرنامج التدريبي بتسليط الضوء على كيفية الاستخدام الأمثل للخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي، واستكشاف الأدوات الحديثة التي تدعم صناع المحتوى في الوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق التفاعل المطلوب بشكل فعّال.