العالم يختار السلامة ويعلن الاستسلام فعاليات ثقافية ورياضية تغادر مواعيدها بأمر (COVID-19)

الرياض – إذاعة وتلفزيون الخليج

بدءًا من منتصف شهر فبراير 2020م، بدأ فيروس كورونا المستجد
(COVID-19) يلقي بظلاله على نحو أكثر جدية من أي وقت مضى، بالتزامن مع تسارع ملحوظ في حالات الإصابة واتساع رقعتها حول العالم، الأمر الذي انعكس بدوره على فعاليات الثقافة والرياضة والمجتمع والإعلام، ما أدى إلى إيقاف كثير منها تقريبًا، ثم إيقافها جميعًا، مع تصاعد انتشار الفيروس الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وباءً عالميـًّا في 11 مارس 2020م.

وقد جاء تأجيل وتعليق انعقاد عدد من الفعاليات المحلية والدولية في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها الحكومات في كثير من الدول بهدف الحدّ من التجمعات البشرية التي ثبتت مسؤوليتها المباشرة عم انتشار العدوى، وهي إجراءات سلمت منها الأنشطة التي وضعها حـُسن حظـّها في الأيام القليلة التي سبقت ظهور الفيروس وانتشاره.

في هذا التقرير نعرض أبرز الفعاليات التي تمَّ تأجيلها بسبب فيروس كورونا المستجد.

 “مهرجان كان” .. في خبر كان

بين عشرات الأرقام والإحصائيات التي تعرض مستجدات فيروس كورونا، جاء شريط الأخبار يوم العشرين من مارس 2020م، ليعلن عن تأجيل المهرجان السينمائي الأشهر عالميًّا، الذي كان من المقرر انطلاقه في شهر مايو المقبل، وكان الخبر بديهيـًّا وطبيعيـًّا في ظل حالة الاستنفار العالمي التي أسفرت كذلك عن توقف كثير من عمليات إنتاج الأفلام، بل وأغلقت دور السينما في كثير من دول العالم، في حين علق رئيس لجنة تحكيم المهرجان “سبايك لي” بقوله: “إنها ليست مزحة، ليست فيلمًا سينمائيـًّا، الناس يموتون”.

ثمة احتمال ضعيف تناقلته المواقع الإخبارية عن انعقاد المهرجان في الربع الأخير من العام الحالي، إلا أن هذه الأخبار تظل مقترنة بشكل رئيس بتطورات الوضع العالمي لمكافحة كورونا، في حين قررت السلطات في مدينة كان الفرنسية تخصيص مقر مهرجانها السينمائي الشهير لتكون مقرات عزل صحي لخمسين متشردًا، ويتم فيها توفير الخدمات الأساسية لهم، وذلك ضمن إجراءات الحدِّ من تفشي الفيروس الذي تعدُّ فرنسا في طليعة الدول المتأثرة به بعشرات الآلاف من المصابين، وآلاف المتوفين.

“جوائز إيمي” .. طرق بديلة للتكريم

جائزة إيمي هي المعادل التلفزيوني لجوائز الأوسكار، وقد اعتاد الجمهور أن يتابع ترشيحاتها وتكريم الفائزين بها من نجوم المسلسلات والدراما، غير أن منظميها أكدوا أن تكريم الفائزين قد يتمُّ بطريقة مختلفة هذا العام، في ظل عدم إمكانية إقامة حفل يحضره آلاف الأشخاص كما جرت العادة، وقد كان من المقرر أن يقام حفل توزيع الجائزة في 12 يونيو 2020م، بقاعة “باسادينا سيفيك” في الولايات المتحدة الأمريكية.

“أولمبياد طوكيو” ينهي المقاومة أخيرًا

بعد شدّ وجذب، وعدة شكوك تداولتها العناوين الإعلامية، جاء تاريخ الرابع والعشرين من مارس 2020م، لينهي حالة المقاومة التي ظل “أولمبياد طوكيو 2020م” يبديها تجاه فكرة التأجيل، حيث أعلن منظمو الحدث الرياضي الأكبر على مستوى العالم أن فيروس كورونا قد تسبب في تأجيل إقامته إلى العام المقبل بدلاً من الصيف المقبل وذلك بعد أيام من إعلان بعض الدول عن عدم مشاركتها في حال تمـَّت إقامته في موعده.

وتشير التقارير إلى أن “أولمبياد طوكيو” الذي كلفت تحضيراته قرابة (12.6) مليار دولار سيقام في موعد لا يتجاوز صيف العام 2021م، مع الاحتفاظ باسمه “أولمبياد طوكيو 2020م” وقد تمَّ الإعلان أن هذا التأجيل يأتي بهدف حماية صحة الرياضيين وكل المنخرطين في الألعاب الأولمبية والمجتمع الدولي.

ومن الجدير بالذكر أن أغلب المسابقات الرياضية قد توقفت خلال فترة انتشار الفيروس مع مطلع مارس 2020م، ومن ذلك مسابقات الدوري المحلية في عدة قارات، والبطولات القارية للأندية والمنتخبات، وغيرها من المنافسات في رياضات مختلفة، فيما حلـَّت أخبار تبرع بعض الأندية لجهود الأطقم الطبية وتخفيض رواتب اللاعبين وإصابة بعضهم بفيروس كورونا، بدلاً عن الأخبار التي اعتادها الجمهور حول سوق الانتقالات ونتائج المباريات.

كورونا يوقف محركات السيارات

عالم السيارات هو الآخر لم يكن بمعزل عمـّا يحدث، المحركات السريعة لم تكن كافية للهرب من تبعات الفيروس الذي اجتاح العالم، فاختارت أن تنطفئ حتى إشعار آخر، حيث تمَّ تأجيل سباق “الفرمولا 1” في البحرين، والذي كان من المقرر أن يقام في الفترة ما بين 19 –  22 مارس 2020م.

 وعلى الرغم من القرار الذي جاء في وقت سابق بإقامة السباق من دون جمهور، إلا أن الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية، عاد لاحقـًا ليؤكد التوصل لقرار تأجيل السباق بوصفه الإجراء الصائب الذي يجب القيام به في ظل التطورات الأخيرة؛ من أجل حماية جميع المعنيين وصحتهم وسلامتهم.

أما على صعيد المعارض، فقد ألغي “معرض جنيف للسيارات”، والذي كان مقررًا تنظيمه خلال الفترة من 5 – 15 مارس 2020م، وذلك ضمن إجراءات الحكومة السويسرية في عدم إقامة فعاليات يزيد حضورها على ألف شخص، وقد كلفها هذا التأجيل قرابة (250) مليون دولار، في حين لم يستسلم منظمو “معرض نيويورك للسيارات” للإلغاء واختاروا تغيير موعده من أبريل إلى أغسطس 2020م، كموعد مبدئي في حال لم يتفاقم وضع الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية.

“مهرجان البحر الأحمر السينمائي” .. تأجيل البدء 

كانت الفترة بين 12 – 21 مارس موعدًا للدورة الافتتاحية من “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”، في منطقة جدة التاريخية بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان: “تغيير السيناريو” بمشاركة (107) أفلام وحضور عدد من نجوم الكتابة والتمثيل والإخراج على المستويين المحلي والعالمي، غير أن هذا الحدث تمَّ تأجيله إلى موعد آخر لم يحدد بعد، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة.

ويُعدّ المهرجان مبادرة من وزارة الثقافة السعودية بهدف دعم المحتوى السينمائي المحلي وإثرائه، ضمن (27) مبادرة أطلقتها الوزارة لدعم حركة الأدب والفنون في المملكة، وكان من المقرر أن يُكرم المهرجان ثلاثة ممّن تميزوا في عالم صناعة السينما، وهم: “جاك لانغ” وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، و”كيم دونغ” مؤسس مهرجان بوسان السينمائي في كوريا الجنوبية، و”دانييلا ميشيل” المديرة المؤسسة لمهرجان “موريليا” السينمائي الدولي بالمكسيك.

“معارض الكتاب” .. بانتظار قراءة أخرى

كان محبو القراءة في المملكة العربية السعودية في انتظار الثاني من أبريل، الموعد الذي تمَّ تحديده لدورة هذا العام من معرض الرياض الدولي للكتاب، المعرض الأول على مستوى العالم العربي من حيث القوة الشرائية، والذي كان قد تقرر أن تؤول مهمة تنظيمه إلى وزارة الثقافة السعودية بعد أن أقيم العام الماضي تحت تنظيم وزارة الإعلام في المملكة، غير أن دواعي الاحتراز وضمان وقاية الجمهور كان وراء تأجيل هذا المعرض إلى موعد لم يحدد بعد.

وقد بدأت وزارة الثقافة مطلع العام في تجهيز هذه الدورة لتكون امتدادًا لنجاحات المعرض الذي يستقطب سنويـًّا مالا يقل عن (500) ألف زائر، فضلاً عن مئات الآلاف من العناوين والإصدارات المميزة لنخبة من دور النشر المحلية والعربية والعالمية، وقد اختير موقع واجهة الرياض شمال شرق العاصمة السعودية، وهو أحد أحدث المناطق التجارية والترفيهية، ليكون مقرًا لمعرض الكتاب للمرة الأولى، ليواكب التوجهات الهادفة إلى صنع التحول في قطاع الثقافة، وليكون مسارًا منتجًا وثيق الصلة بتحقيق “رؤية المملكة 2030م” والارتقاء بجودة الحياة.

وكانت قرارات التأجيل قد طالت عددًا من معارض الكتاب وفعاليات القراءة في المنطقة والعالم، من بينها: “معرض أبو ظبي الدولي للكتاب”، الذي غيّر موعده من أبريل 2020م إلى مايو 2021م، و”معرض البحرين” الذي تمَّ تأجيله حتى إشعار آخر، بعد أن كان مقررًا له الانطلاق يوم 25 مارس 2020م، فضلاً عن معارض عربية أخرى تمَّ تأجيلها ومنها: “بغداد، وإربيل، وغزة، وتونس”، أما عالميًّا فقد أُجلت معارض كتب كبرى في عدة مدن منها باريس ولندن ولايبزيج الألمانية.