الاستنساخ في برامج المرأة والـ(توك شو) العربية.. نسخ مقلدة وأفكار متشابهة

إعداد : عماد عبد المحسن

معظمها خلت من الإبداع وافتقدت إلى الابتكار
ريما شهاب: استعراض القضايا التي تخصُّ  المرأة وحقوقها في المجتمع هو الأهم.
كلام نواعم .. نموذج قلدته العديد من الفضائيات العربية.
جاسمين طه زكي: نتابع النساء الناجحات ونستعرض نماذج منهن لتحفيز المرأة.
سيد محمود: عصر الـ”توك شو” أوشك على الانتهاء.

هناك العديد من القوالب البرامجية المتعارف عليها عالميًا، لكن الأمر ليس نمطيـًّا، بل هو يعتمد على كيفية إبداع برنامج مختلف عن الآخر، برنامج يقدم محتوى متميز في صورة جديدة مبتكرة، ما يتيح للمشاهد متعة ممتزجة بالمعرفة، بدلاً من الاستهلاك الروتيني، الذي لا يستفيد منه المتابعون.
وفي العالم العربي، تكتظ الفضائيات الخاصة والحكومية ببرامج مختلفة، تشكل في بعض الأحيان جعجعةً بلا طحين، بخاصـّة إذا لاحظنا أنها أقرب إلى المحاصصة، بمعنى أن يكون هناك حصة متعارف عليها لنوعية معينة من البرامج، تكاد تقدم بذات الشكل بل وبنفس المضمون تقريبـًا.
من هذه النوعية الملفتة، برامج المرأة، وبرامج الـ “توك شو”، والتي لا تخلو منها قناة تلفزيونية، لكن نوعـًا من الاستسهال يغلب على الإنتاج البرامجي في هذين المجالين، وهو ما نستعرضه في هذه القضية.

برامج المرأة
حصة متساوية تقريبـًا، تخصصها الفضائيات لبرامج المرأة، وهو أمرٌ ليس بجديد، ويعتبر نافذة لاهتمامات المرأة العربية، لكن الجديد هو أن الفضائيات صارت تقدم برامج مستنسخة من دون محاولة للابتكار أو إبداع رؤى مختلفة، سواء في تقديم البرامج وموضوعاتها، أو حتى قالبها البرامجي.
بلغ الأمر حد عناوين البرامج المتشابهة، فعلى سبيل المثال، تتشابه البرامج المصرية التي لم تخلّْ غالبية عناوينها من كلمة “ستات”، ومنها: برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” الذي يذاع على قناة “سي بي سي”، وبرنامج “كلام ستات” الذي يذاع على قناة “أون تي في”، وبرنامج “3 ستات” الذي يذاع على قناة “صدى البلد”، إضافة إلى برنامج “السفيرة عزيزة” الذي يذاع على فضائية “دي إم سي”.
العجيب أن البرامج الأربعة يتمُّ إذاعتهم في أوقات متقاربة، وهي مبالغة في التنافس بين تلك القنوات، على الرغم من أن جميعها يقدم فقرات متشابهة أيضـًا.
عربيـًا، هناك برامج لم تخرج عن إطار المألوف، أشهرها برنامج “كلام نواعم” المذاع عبر فضائية “إم بي سي”، والذي يمكن اعتباره العباءة التي خرجت منها البرامج الأخرى.
وعلى نفس النسق تقدم قناة الحرة برنامج “هُنَّ” الذي يسير على نفس النهج من من دون تغيير يذكر.
فهل تحولت هذه البرامج إلى شكل نمطي كأنه مقرر تنفيذه؟!
أم أن الأمر  أصبح تقليدًا لبرنامج “كلام نواعم” الذي حقق شهرة كبيرة فور إطلاقه!.
في هذا الصدد تقول الكاتبة اللبنانية ريما شهاب: “الأهم في رأيي هو اهتمام برامج المرأة بالقضايا المتعلقة بحياتها الاجتماعية، وكيفية تمكينها، والدفاع عن حقوقها، وهو ما نفتقده في البرامج التلفزيونية النسائية”، معتبرة أن المرأة لا تهتم بالماكياج والموضة والطبخ فقط، ولكنها أصبحت منخرطة في الحياة العملية بشكل كبير، وصارت تواجه تحديات كبيرة، من الواجب أن تستعرضها هذه البرامج، وتُسهم في وضع حلول لها، وتكون بمثابة منبر للدفاع عنها.
ولفتت شهاب إلى أن المرأة بحاجة إلى مضمون يغذي ثقافتها ويضيف إلى معلوماتها، وهي ليست منغمسة في الطعام والأزياء وأدوات الزينة فقط، بل هي –أيضـًا- تهتم بشئون المجتمع من حولها، والمهم الإشكاليات التي تكون طرفــًا فيها، وتكون بحاجة إلى طرح حلول ومعالجات لهذه القضايا التي تشكل جزءًا مهمـًا من حياتها.




“كلام نواعم”.. نموذج خليجي

برنامج “كلام نواعم” حواري يتناول قضايا اجتماعية متنوعة خصوصًا عن المرأة وشؤونها، وتقدمه مجموعة مميزة من المتخصصات في مجالات عدّة، وهن: “منى أبو سليمان، ونادية أحمد، ومهيرة عبد العزيز، وسالي عبد السلام، وهالة كاظم،
ود. نادية التميمي وسمر المقرن”. 
في كل حلقة تطل (4) خبيرات منهن ليقدمن الحلقة، كما نتابعهن في تجارب ميدانية على الأرض، تتضمن كل حلقة موضوعًـا واحدًا يتناوَلنَه من جميع النواحي مع ضيوف مختصين في موضوع الحلقة أو لهم تجربة خاصة في السياق نفسه. 
حلة كلام نواعم الجديدة، تهدف لبث رسائل إيجابية لتلهم المشاهدين، ما يميز هذا البرنامج قدرته على تقديم مادة إعلامية في ثوب شائق يجذب المهتمات من كافة المستويات الثقافية والتعليمية.

قناة “أبو ظبي” تغرد خارج السرب

تخصص قناة أبو ظبي لمتابعيها من النساء البرنامج الواقعي (The Influencers) أي “المؤثرات”، الذي يرافق كل من ثريا شوقي، ومرمر الهلالي، ومثايل العلي، وياسمين الدخيل، في مشوار حياتهن، ويستعرض المواقف والمفارقات التي  مررن بها بأسلوب برامج تلفزيون الواقع، حيث يتناولن العديد من مواضيع الحياة والمجتمع التي تخص المرأة، ودورها الاجتماعي.
الجديد في هذا البرنامج أنه يجمع سيدات من جنسيات مختلفة، لكل منهن نجاحات في تخصصها، كما أن البرنامج، يعرف المتابعين باهتمامات مقدمات البرنامج بعيدًا عن أنشطتهن المعروفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إنه قالب برامجي خارج المألوف عربيًا يتيح للمرأة الإبحار في عوالم مختلفة تهمها لكنها بأسلوب شائق، به كثير من الألفة.

“السفيرة عزيزة .. نموذج مصري”

من جانبها دافعت الإعلامية جاسمين  طه زكي، التي تشارك في تقديم برنامج “السفيرة عزيزة” عن هذه النوعية من البرامج، قائلة: “نقدم في برنامجنا كل ما يهم الأسرة وليس المرأة فقط، ونناقش مشكلات التعليم، الصحة، التربية، المظهر، الماكياج … إلخ”.
وأضافت: “نحاول التركيز على نماذج المرأة الرائدة في كافة المجالات، لنعطي أمثلةً إيجابية في شتى المجالات، من المبتكرات وحاصدات الجوائز”، مشيرة إلى أن البرنامج يناقش – أيضـًا – علاقة الرجل بالمرأة، والعمل على فتح أبواب الحوار الدائم بين الطرفين.
وأكدت زكي أن “السفيرة عزيزة” يحاول الخروج عن المألوف، من خلال الاستعانة بنموذج من ذوي القدرات الخاصة للإسهام في تقديم البرنامج، وهو سبق يحسب للبرنامج بحسب وصفها.
وحول سُبل تطوير البرنامج نوهت بأنهن يحاولن التواصل مع ما يجري في الشارع المصري، من خلال فتح باب الاتصالات لتعرّف رأي المرأة المصرية في القضايا التي يتصدى لها البرنامج، إلى جانب المشاركة في المبادرات الحكومية والأهلية التي تستهدف صحة المرأة، مثل: مبادرة مكافحة مرض سرطان الثدي، إضافة إلى دعم ما تقوم به الدولة من مجهودات في مجال الارتقاء بالصناعة على سبيل المثال، وتحفيز المرأة على الدخول في مجال الإنتاج والصناعات الصغيرة.
وهو ما يشكل – حسب قولها – دافعـًـا وحافزًا للمرأة العاملة.

هوامير الإعلانات تفرض رغباتها

ليس خفيًا أن نوعية المضمون البرامجي تتوجه وفقـًا لبوصلة الإعلانات، وهي التي تحدد التوجه إلى حد كبير، وبالتالي فإن أحد أسباب اهتمام برامج المرأة بالأزياء والزينة، وأدوات الطبخ، هو إتاحة الفرصة لمزيد من الإعلانات ذات الصلة، والتي تحقق عوائد اقتصادية وأرباحًـا للقناة.
إن لهاث الفضائيات التي تتنافس لاقتناص أكبر حصة من الإعلانات، يجعلها أكثر شراسة في اختيار موضوعات تجذب المعلن، وتغازل اهتماماته، بل إن البعض لا يحاول المواءمة بين أهداف الربحية، والأهداف الإعلامية، لكنه ينجرف خلف هذا اللهاث الذي ازداد في السنوات الأخيرة، وتسبب – أيضـًا – في التنافس الكبير على أجور مقدمي البرامج من النجوم، لأن اسم مقدم البرنامج يدخل – أيضـًا – في حسابات المعلن، بل إن نوعية الضيوف الذين يحلـّون على البرنامج له – أيضًا – من حظه نصيب، وهي حسابات معقدة، لا يصب معظمها في مصلحة المشاهد، بل يتحول البرنامج إلى “موديل” تسير في إثره الفضائيات الأخرى، طمعـًا في الحصول على جزء من الغنيمة.
ومن الجدير بالقول إن القنوات التلفزيونية التي تحرص على تحقيق التوازن وإعلاء مصلحة المشاهد في المقام الأول، هي القنوات الرسمية للدول، وبالتالي فهي التي بإمكانها أن تخرج من هذا النفق الضيق إلى فضاء أكثر رحابة واتساعـًا.

برامج أجنبية تغرد خارج السرب

على صعيد آخر، فإن برامج المرأة عالميًـا تحاول الخروج بعيدًا عن النمطية، بل والبحث عن المصاعب التي تواجه المرأة في بعض الأحيان، من خلال التحقيقات الاستقصائية التلفزيونية، ومن بين هذه البرامج على سبيل المثال البرنامج الذي يذاع على قناة (BBC)، حيث تسافر مقدمته “أنجيلا ريبون”، التي كانت أول من يستضيف (Top Gear) إلى أيرلندا الشمالية لمقابلة النساء اللواتي يعشن حياتهن على الطريق المفتوح خلف عجلة قيادة الشاحنة، واللواتي لا يكتفين بالقيادة فقط من أجل لقمة العيش، فهن يقضين عطلات نهاية الأسبوع في مهرجانات الشاحنات في جميع أنحاء البلاد، ويتنافسن على الجوائز مع سياراتهن الضخمة، وهو نموذج من البرامج التي تتمكن من الإمساك بخيوط تجارب جديدة ومغامرات تخوضها المرأة من أجل البحث عن عمل يدر دخلاً.
إن برامج المرأة يجب ألا تعنى بالموضوعات المباشرة فقط، فهناك ربات البيوت من غير المتعلمات واللاتي يشكلن النسبة الأكبر في المشاهدة، بحاجة على سبيل المثال إلى فقرات تعنى بمحو الأمية، والصحة النفسية، وكيفية معالجة المشكلات البيئية كالتلوث، والنظافة، والمياه الصحية، وغيرها من الموضوعات التي تشكل أهمية كبرى، بعيدًا عن فقرة “الطبخ” و”الموضة” المعتادة.

برامج المرأة باب مغلق .. ممنوع الدخول

من الملاحظ – أيضًا – أن برامج المرأة في القنوات العربية، تعتبر أنها تتحدث عن المرأة وإلى المرأة، بينما المرأة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، وبالتالي فإن حقـّها في المعرفة، لا يقتصر على اهتماماتها الشخصية فقط، بل هي في حاجة إلى معلومات متنوعة المصدر والموضوع، فما المانع في أن تضم هذه البرامج معلومات عن السياسة والاقتصاد والأحداث الجارية، بخاصة أن المرأة طرف أصيل في كافة هذه المجالات، فالمرأة أصبحت في عالمنا العربي، وزيرة، وسفيرة، وتقلدت أرفع المناصب، وبالتالي فهي شريك أساسي في صناعة الخبر، قبل أن تكون مجرد متلقِ يتابع ما يقدم له من وجبات إعلامية لا شأن له بمحتواها.

“التوك شو” استنساخ لا تجديد فيه

لا ينطبق هذا التكرار على برامج المرأة فقط، بل طال غالبية البرامج المتنوعة، منها – أيضًا – برامج “التوك شو”، ففي الفضائيات المصرية، نجد بدءًا من التاسعة مساءً حزمة برامجية تدور في ذات الفلك، مثل برنامج “كل يوم” المذاع على قناة “أون تي في”، ويقدمه حاليًا الإعلامي وائل الإبراشي، وكان يقدمه الإعلامي عمرو أديب، الذي انتقل إلى فضائية “إم بي سي مصر” ليقدم ذات الفكرة بعنوان مختلف في برنامج “الحكاية”، وفي نفس القناة يقدم الإعلامي شريف عامر برنامج “يحدث في مصر” الذي لا يختلف كثيرًا، ومن خلال قناة صدى البلد يتمُّ تقديم برنامج أحمد موسى “على مسؤوليتي”، بينما تذيع قناة “سي بي سي” في ذات التوقيت برنامج “هنا العاصمة”، وفي فضائية “دي إم سي” يذاع برنامج “مساء دي إم سي” الذي يناقش ذات القضايا والموضوعات.

نهاية عصر الـ “توك شو”

في سياق آخر، يعتبر الكاتب الصحفي سيد محمود، الذي شارك في إعداد العديد من برامج “التوك شو”، أنه لا يمكن تمييز برامج التوك شو الآن، فقد أصبحت هذه البرامج ضحية التكرار وتكاد تكون نسخـًا متكررة متعددة المواعيد مثل الصحف التي تصدر بعدة طبعات، وبالتالي لا يمكن القول بوجود منافسة، فالتنافس كان مرهونــًا في الماضي بتنوع أشكال المعالجة وهو أمر غير موجود الآن، ومع غياب الأساليب المختلفة، لم يعدّْ الجمهور معنيـًا بالمذيع بخاصة بعد ترهل أداء الغالبية، بخاصة مع تحول النجوم إلى وعاظ أكثر من كونهم إعلاميين وبعضهم يتجاهل “الاسكريبت” كليًا وينظر لنفسه كصاحب رأي، وهذا انحراف لافت انتهى لكارثة، حيث لم يعدّْ المذيع  ملتزمـًا بالمسافة المهنية التي تمكنه من إدارة حوار ناجح.
ويقول محمود: “أعتقد أن التوك شو انتهى مع نهاية صحافة الرأي وتحول الكُتَّاب إلى كتاب دعاية”.
ويضيف: “من جانب آخر فإن تحديات السوشيال ميديا التي جعلت التلفزيون يعيش على الفتات الذي تقدمه، فغابت القصة التلفزيونية القائمة على الاستقصاء، منوهـًا بأن التركيز علي برامج اليوتيوب ذات المحتوى القصير سيغير من شكل الصحافة التلفزيونية مستقبلاً، باتجاه القصص الاقصر والتي تحتاج إلى “فورمات” بديلة، وكما أحدث “نت فيلكس” طفرة في نوعية معينة من الدراما، سنعيش ما يسميه الخبراء نهاية التلفزيون لصالح الإنترنت، حيث المشاهدة في مواعيد مختارة وليست إلزامية كما يحدث الآن”.

البرامج الأجنبية تنجح في التنوع وتحقيق المنافسة الإيجابية

فاز  البرنامج الذي تقدمه الممثلة الكوميدية “ألين دي جينيريس شو” (The Ellen DeGeneres Show) كأفضل برنامج “توك شو” في عام 2018م، وهو برنامج حواري كوميدي.
التميز في هذه النوعية من البرامج يأتي من التنوع في صيغة المادة الإعلامية المقدمة سواء من خلال تقديمها بشكل كوميدي، أو التنوع في الضيوف الذين يستضيفهم البرنامج لإضفاء صبغة ترفيهية خلال مدة البرنامج، وهو ما يجعل هذه البرامج الأكثر متابعة عالميـًّا.
وكما ذكرنا فإن هذا الزخم في برامج الـ “توك شو” الأمريكية على وجه التحديد، يجعل لكل منها مذاقـًا خاصًّا، وإن كان مقدم البرنامج هو البطل الذي يتمكن من قيادة دفة الحوار بالشكل الجاذب.
وفي ذات الصدد يتم تقديم برنامج “كونن” (Conan) وهو برنامج حواري مسائي يُبثّ على قناة “TBS” في الولايات المتحدة الأمريكية، ويستمر لساعة واحدة، عرض لأول مرة في 8 نوفمبر 2010م، يُقدمه الكاتب والكوميدي كونان أوبراين، ويرافقه “مساعده” أندي ريكتر، يستمد كونن نكاتهُ الكوميدية من القصص الإخبارية الحديثة ويستضيف في كل حلقة عددًا من الشخصيات السياسية البارزة والمشاهير.

الـ”توك شو” بين التعريب والتغريب

قد يرى البعض أن نوعية التناول في برامج التوك شو في الغرب وأمريكا، قد لا تتناسب مع طبيعة المشاهد العربي، وهو أمرُ لا يمكن إنكاره لكن الغرض من هذا الطرح هو تقديم أمثلة على أفكار تأتي من خارج الصندوق التقليدي، ومحاولة للبحث عن حلول جديدة وتناول جديد، وهو ما يجعلنا نستحضر آفة النقل التي تقع فيها بعض البرامج العربية، وعدم البحث عن أساليب أكثر إمتاعـًا للمشاهدين، ناهيك عن إشكالية تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت وسيلة إعلامية أكثر انتشارًا وذيوعـًا، لكنها في المقابل لا تحظى بمعايير الإعلام الصحيح، من مصداقية ومهنية، وبالتالي فإن النقل عنها من خلال البرامج التي تقدم بصفة يومية على وجه الخصوص، والتي تبحث عن مواد يومية يمكن تقديمها من خلال البرنامج، فيتم النقل عن وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يتسبب في انتشار بعض الشائعات البعيدة عن الحقيقة في كثير من الأحيان.
الأمر الآخر أن البرامج التي تقدم في أمريكا على سبيل المثال، لا تقتصر على موضوعات تهم المواطن الأمريكي فقط، بل إنها تتعرض لأحداث تجري في أنحاء متفرقة من العالم، مستخدمة في ذلك شبكة مراسلين واسعة، تنقل الخبر صوتـًا وصورة، وهو ما يجعل المشاهد يعتمد على هذه البرامج في استقاء معلومات عمـّا يجري حوله في العالم، وهو أمرُ لا يتوافر لدينا سوى في بعض القنوات الإخبارية الاحترافية.