-الجائحة تهيمن على أغلب بث القنوات العربية.
-رؤساء الدول العربية يخاطبون الجماهير ويدقون ناقوس الخطر.
-القنوات العربية تتبنى إستراتيجيات اتصال المخاطر.
-تحديات كبيرة أمام وسائل الإعلام العربية لتتبع الأحداث وتناولها.
-التداخل المعقد بين “إعلام الأزمات “و”إدارة الأزمات” عامل مهم في تمييز مستويات التخطيط.
-الإعلام التلفزيوني العربي يسخر كل جهوده وطاقاته لمسايرة مساعي السلطات الرسمية في إدارة الأزمة.
-فعالية التغطيات الإعلامية – خاصة في فترة الأزمات – مرهونة بتقديم الأخبار الموثقة من مصادرها الرسمية.
مقدمة
أظهرت الأزمات على اختلاف أنواعها وخاصة الصحية منها – الأمراض
والأوبئة – أن للإعلام دورًا محوريـًّا لا يقل أهمية عن دور اختصاصي الصحة في التوعية بخطورة هذه الأمراض وطرق ووسائل الوقاية منها للحد من انتشارها، والإخبار بكل جديد بخصوص تفشيها وآخر الإحصائيات الرسمية التي تسفر عنها.
وعلى غرار وسائل الإعلام العالمية التي تتبعت أخبار (كوفيد – 19) منذ ظهوره لأول مرة في “ووهان” الصينية، تجندت القنوات التلفزيونية العربية لرصد تطورات هذا الوباء الذي تخطى حدود الصين وأوروبا ليسجل انتشاره بدرجات متفاوتة في دول العالم العربي، فكيف تعاملت هذه الوسائل إعلاميًّا مع هذه الأزمة الصحية المستجدة؟ وإلى أي مدى سايرت الإجراءات الرسمية في إدارة هذه الأزمة؟ وكيف تصدت للأخبار الزائفة (FAKE NEWS) التي تنشط في ظروف الطوارئ لتقديم إعلام ملون موازي؟ وهل التزمت بالمعايير المهنية التي تؤدي إلى التعامل مع الأزمة بشكل احترافي بعيدًا عن السياسات الإعلامية الضيقة؟ وهل استطاعت فعلاً التعريف بالفيروس الجديد للتوعية بمخاطره؟
1-الإعلام التلفزيوني العربي … وبدايات التعبئة
إبان تسجيل أولى الحالات المؤكدة لفيروس كورونا في بعض الدول ظهرت مقاربات إعلامية مختلفة لتعبئة الجماهير، ففي حين ركزت بعض القنوات على الحملات التوعوية التي تتخلل البرامج المبثة والتي تحثُّ في مجملها على النظافة, وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون أو بمطهر كحولي، بالإضافة إلى ضرورة تبني سلوكات وقائية تقوم على تفادي التجمعات والأماكن المكتظة واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص، اكتفت بعض القنوات في بداية هذه الأزمة بتبني “هاشتاج” ملازم لصورة القناة، مثل “هاشتاج” قنوات السعودية # كلنا مسؤول، وقنوات النيل المصرية #احم _نفسك_احم _ بلدك، وفي القناة التونسية الأولى #سلامتك_ و_سلامتي_مسؤولية_الكل.
ولأن الأزمة كما يقول (روديفور Roux du fort): “ليست مجرد حادث عابر، وإنما هي مجموعة من التفاعلات المتشابكة والمتلاحقة عبر الزمان والمكان وفق منحنى متغير الاتجاه والأبعاد”([i])، اتخذت أزمة كورونا منعطف أكثر حدة، مما ألزم رؤساء الدول العربية التدخل لمخاطبة الجماهير ودق ناقوس الخطر، وقد أسفر هذا الاتصال الرسمي المباشر عن اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الاحترازية المتسارعة، بدأت بتقديم عطلة تلاميذ التعليم العام وطلاب الجامعات لمنع تفشي الوباء، بالإضافة إلى الإغلاق التدريجي للحدود البرية والجوية والبحرية بين دول الوطن العربي ومناطق بؤر الوباء.
هنا تحول فيروس “كورونا” إلى معضلة صحية عالمية (جائحة) أضحت تستوجب من الناحية الإجرائية حكمًا وقرارًا من شأنهما أن يؤديا إلى تغيير للأفضل أو للأسوأ([ii])، وضمن هذا التوجه المصيري الحاسم بدأ الإعلام التلفزيوني العربي بالانخراط في “إعلام الأزمة” من خلال مواكبة كل القرارات والإجراءات الرسمية المتخذة بتبني شريط (العاجل) وآخر الأخبار والأخبار المهمة.
وبهذا التوجه الإعلامي الجديد تمَّ إعلام شعوب الدول العربية بكل البلاغات الرسمية الجديدة, مثل تعليق صلاة الجماعة والجمعة في بعض الدول مع الإبقاء على شعيرة الأذان، وغلق الحدود ومنع التنقل بين المدن الداخلية، وغلق كل الأماكن العامة والمقاهي والمطاعم والمحلات الكبرى والمتاحف ودور العرض، والإبقاء فقط على الصيدليات والمتاجر التي تضمن توفير كافة السلع الغذائية اليومية للمواطنين والمقيمين.
في هذه المرحلة اتجهت القنوات العربية إلى تبني إستراتيجيات اتصال المخاطر (Risk communication) من خلال العمل على التقليل من الآثار السلبية للإجراءات المتخذة والتعامل مع تداعياتها بشكل إيجابي.
وخدمة لهذا الغرض كثفت أغلب القنوات العربية على غرار “MBC” و”العربية” وقناة “الحياة” المصرية من البرامج الحوارية (Talk shows) التي تعتمد على استضافة خبراء في الصحة وعلم الأوبئة للتأكيد على أهمية النظافة وملازمة البيوت، في إطار إجراءات الحجر الصحي؛ لما في ذلك من نفع على عدم انتشار الوباء.
وفي هذا الإطار استمرت معظم القنوات العربية في التذكير بحملاتها التوعوية الداعية إلى ضرورة اتباع نصائح وتوجيهات المصالح المختصة، وهو ما تكرس بشكل مكثف في القنوات الرسمية والخاصة، كما أكدت هذه القنوات على ملازمة التلاميذ والطلاب لبيوتهم ومواصلة دراستهم عن بُعد عن طريق المنصات الرقمية، أو عن طريق تخصيص قنوات تعليمية.
وبدخول الأزمة مرحلتها المزمنة، فرضت على الدول العربية تقييمًا آخر في إطار مراجعةٍ كلية للوضع؛ للوقوف على مواطن الخلل والقصور([iii])، وهو ما دفع رؤساء هذه الدول إلى فرض حالة الطوارئ الصحية، وهي التدابير التي اتخذتها السلطات في عدد من الدول العربية، مثل: دول مجلس التعاون، ومصر، والجزائر، والأردن وغيرها، كتدابير استثنائية لا محيد عنها؛ لإبقاء فيروس كورونا تحت السيطرة.
ولأن الطوارئ من الناحية الإجرائية “تدابير استثنائية يتم اللجوء إليها في حالة وجود أمر يهدد الأمن القومي”، فهذا يعني اعتراف الدول العربية بأنها في وضع حرب مع هذا الوباء، وأن هذا الوضع يفرض تخطيطًا إستراتيجيًّا محكمًا لإدارة هذه الأزمة والخروج منها بأقل التكاليف([iv])، ووعيًا منها بجسامة التهديدات التي تحاصر الأمن القومي للدول، يتعاظم دور وسائل الإعلام في تتبع الأحداث وتناولها بشكل غير مسبوق، من حيث السرعة والتكثيف والآنية([v])، وهو التحدي الذي رفعه الإعلام التلفزيوني العربي في هذه الظروف.
2-الإعلام التلفزيوني العربي وتحدي الحرب على الوجود
يشكل التداخل المعقد بين “إعلام الأزمات و”إدارة الأزمات” عاملاً مهمًا في تمييز مستويات تخطيط الحكومات والدول، من أجل التغلب على الأزمة والتحكم في ضغطها ومسارها واتجاهها وتجنب سلبياتها([vi]).
وفي هذا السياق سخر الإعلام التلفزيوني العربي كل جهوده وطاقاته لمسايرة مساعي السلطات الرسمية في إدارة أزمة كورونا، فتبنت “هاشتاج” آخر ملازم لصورة قنواتها تحثُّ فيه الجماهير على ملازمة بيوتها، خاصة بعد ارتفاع عدد ضحايا هذا المرض وزيادة عدد المصابين به.
وعلى الرغم من اختلاف لغة “الهاشتاج” والصياغة التي تبنتها القنوات العربية في التوعية بضرورة الحجر الصحي باعتباره وقاية إلزامية لوباء لا علاج له، إلا أنها اتفقت كلها في كون أن الحل الوحيد يكمن في المكوث في البيت.
وتشير الدراسات الإعلامية الحديثة إلى أن تبني مثل هذه الصيغ التوعوية في وسائل الإعلام المرئية هو ضرب من ضروب اتصال الأزمة الموقفي الذي يسير في اتجاه موازي مع مساعي السلطات في إدارة الكوارث([vii]).
ولأن إدارة الكوارث تعني صناعة القرار في أثناء الأزمة، ركز الإعلام التلفزيوني العربي على جهود الحكومات العربية في إدارة هذا الحدث الاستثنائي الصعب، من خلال التنويه بمساعي السلطات في إنشاء لجان يقظة وبائية أو لجان وطنية، لرصد ومتابعة تطور انتشار فيروس كورونا.
وتعمل هذه اللجان، التي تضم خبراء في الصحة وكبار الأخصائيين ولا سيما في مجال الأمراض المعدية، على تنشيط ندوات صحفية يومية لإطلاع الرأي العام العربي على تطورات الوضع الصحي لوباء (كوفيد – 19).
وتفعيلاً لهذه المساعي انتهجت القنوات العربية نهج الآنية، من خلال تخصيص نشرات ومواجيز إخبارية استثنائية لتتبع مستجدات انتشار الوباء أولاً بأول، إضافة إلى تقديم الحصيلة اليومية لعدد الإصابات الجديدة وعدد المتعافين، وكذا عدد الوفيات.
كما ركزت هذه النشرات على الجهود الطبية المحلية وعلى بروتوكولات العلاج التي كانت تتبعها الحكومات العربية في إنقاذ مصابي هذه الجائحة، مع التأكيد على الجهود الرسمية في احتواء الأزمة، من خلال الاستعانة بالإمدادات الطبية التي تلقتها بعض الدول العربية لمساعدتها في معركتها ضد الفيروس.
وحتى لا يكون المجال متروكًا لهامش الخطأ في تغطية هذه المرحلة الحرجة أفردت كل القنوات العربية مساحات شاسعة لإطلاع الرأي العام العربي عن مستجدات انتشار الوباء عالميًّا ومحليًّا.
وفي ظل هذه التغطية المكثفة عملت معظم القنوات العربية على تبني شبكة مراسلين من جميع نقاط العالم لتتبع أخبار (كوفيد – 19) وجهود الحكومات في مواجهته، كما خصصت برامج حوارية مع أطباء ومختصين في الأمراض المعدية من جميع دول العالم لتوضيح الرؤى حول هذا الفيروس وكيفية الوقاية منه.
وانطلاقــًا من أن فعالية كل تغطية إعلامية – خاصة في فترة الأزمات – مرهونة بتقديم الأخبار الموثوقة الصادرة من الجهات الرسمية([viii])، واجه الإعلام العربي التلفزيوني عبئــًا آخر، وهو كيفية الحد من المعلومة المغلوطة والخبر الزائف الذي يكثر انتشاره في مثل هذه الأزمات والذي يؤدي إلى نشر الذعر والتهويل، فالخوف مثل المرض ومثل الأخبار الزائفة ينتشر بسرعة، وهنا تزداد مسؤولية وسائل الإعلام في التصدي لهذه الشائعات درءًا لخطورة صناعة المحتوى الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي، كثف الإعلام التلفزيوني العربي من برامجه وحملاته التوعوية لمواجهة هذا الإعلام الملون الموازي باستخدام كل أنماط صناعة المحتوى البسيط والمقنع، بل وتوجيه الناس إلى اتباع المعلومات والنصائح والإرشادات الصادرة فقط عن الجهات الرسمية والطبية للدولة.
ومثلما أملت هذه المرحلة ضرورة التصدي الإعلامي لكل الشائعات، أجبرت القنوات العربية – أيضًا – على مواكبة تغطيتها للمرض بالحديث عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذا الوباء.
وفي هذا الإطار خصصت هذه القنوات برامج تتناول إشكالية الكساد الاقتصادي وتراجع البورصات في العالم العربي، وما أسفر عنه هذا الوباء من بطالة حوالي (5) ملايين شخص جراء توقف كثير من المهن والحرف.
كما ناقشت هذه القنوات التبعات السياسية التي سيفرج عنها واقع ما بعد كورونا من إعادة ترتيب لموازين القوى، ومن سلوكات اجتماعية وسيكولوجية مترتبة عن هذه الأزمة الصحية.
وفي هذه المرحلة الحساسة ضاعف الإعلام التلفزيوني العربي من جهوده التوعوية، ليقرن حملات التوعية بخطورة عدوى المرض وسرعة انتشاره بحملات التكفل بالفئات الضعيفة والمعوزة التي تضررت اقتصاديًّا من هذا الوباء، وفي هذا المنعرج تباينت أساليب التغطية لهذا الوباء بين الإعلام الرسمي المحلي والإعلام المضاد.
3-(كوفيد – 19) بين الإعلام العربي الرسمي وإعلام التواصل الاجتماعي
يختص الخطاب الإعلامي العربي خلافًا لغيره بخضوع معلوماته بتجاذبات ثنائية القطب بين إعلام رسمي يسير في اتجاه خدمة الوطن والمواطن، وبين إعلام شعبي هدفه اقتناص بعض الحقائق لتعزيز رغبات شخصية وبحث عن الأضواء.
ومما لا شك فيه فإن الحديث عن” الجيش الأبيض” الذي كان في الصفوف الأولى في مواجهة هذا الوباء، قد ألهم وسائل التواصل الاجتماعي إلى لفت أنظار الحكومات العربية إلى ضرورة الارتقاء بمكانة الأطباء المهنية والسوسيولوجية، فهم لا يختلفون في شيء عن الجيوش المسلحة المرابطة في الحدود، ذلك أن الجوائح قد أثبتت على مرِّ الزمن أن الطب هو تحدّي بكل ما تعنيه الكلمة، وأنه يفترض أن يكون في صلب انشغالات الأمم فهو ركيزة الوجود، وهو مقياس تطور الحضارات، ولهذا ألفينا الكثير من الدول تسارع لكسب السبق في مجال إيجاد لقاح لهذا الداء المستعصي، والتركيز على البحوث، واتخاذ إجراءات وتضحيات كبيرة واستباقية لصالح الإنسان.
4-الإعلام التلفزيوني العربي وحقيقة فيروس كورونا
يؤكد الخبراء على أن مواكبة الإعلام لمراحل إدارة الأزمات إنما يرتكز بشكل أساسي على تبسيط وتوضيح جوهر الأزمة حتى يستوعبها الرأي العام بشكل فعال وألا ينتقل إلى مرحلة الوقاية والحد من الضرر المحتمل من دون المرور على ما يسميه (ميتروف Mitroff) بمرحلة التحري الهادف([ix]).
وفي هذا السياق وجدنا أن معظم القنوات التلفزيونية العربية قد ركزت على خطورة الفيروس كونه مفاجئ وغير مرئي وأنه ينتقل بشكل سريع، من دون موافاة المشاهد العربي بمعلومات علمية دقيقة حول الخطر الذي يداهمه.
وهكذا اتجهت التغطية الإعلامية العربية التلفزيونية إلى التذكير في كل مرة بأعراض المرض وسُبل الوقاية منه من دون التركيز على مكمن الخطورة في هذا الداء.
وقد كان لغياب المعلومة العلمية الدقيقة حول الفيروس تبعات كثيرة على فهم المرض، وسُبل الوقاية منه، وكذا تفهم حقيقة مصدره، فهل هو طبيعي شأنه في ذلك شأن فيروس (Sars.Cov) الذي ظهر عام 2003م، والمتسبب لمتلازمة “الالتهاب التنفسي الحاد”؟ أو فيروس (Mers.Cov) أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟ أم أنه نتاج صناعة مختبرية كما تروج له طروحات نظرية المؤامرة؟
هنا يتأكد الدور الإعلامي في إثبات الحقيقة العلمية للفيروس، وتفنيد أو تأكيد مزاعم أخرى يمكنها أن تؤثر في تعرّف هذا الوافد الجديد الذي أدى جهله إلى تكبد البشرية أكبر حصيلة الضحايا منذ الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
مما سبق نخلص إلى أن التغطية الإعلامية التلفزيونية العربية لأزمة كورونا قد شابتها الكثير من الثغرات التي نجمت عن عدم الاستعداد والتأهب لمواجهة الجوائح، وهذا ما وضعها أمام تحديات متعددة راهنة واستشرافية.
أما الثغرات التي سُجلت على هذه التغطية، فيمكن إجمالها في أنها تغطية لم تستطع الحياد عن الإثارة والتهويل في مقابل تقديم الخبر والمعلومة التي تفيد المشاهد في استيعابه للأزمة وفي التعامل معها بكل مسؤولية وحكمة.
كما اتسمت هذه التغطية – أيضًا – بأنها لم تكن في مستوى معركة الأخبار الزائفة التي كانت أخطر من الفيروس ذاته.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق – أيضًا – إلى أن القنوات التلفزيونية العربية في هذه الظرفية الخاصة قد انفردت إعلاميًّا في التعامل مع الأزمة ولم تشرك إلا قليلاً الجهات المسؤولة على توضيح تطورات الأزمة وما ستؤول إليه لاحقــًا، وبهذا طغى على هذه التغطية طابع “الإبلاغ” و”الإخبار” عوضًا عن التحليل والمناقشة لإضاءة الجوانب المظلمة من الأزمة.
وبالمحصلة يمكن القول: إن معالجة بعض المنابر الإعلامية لهذه الجائحة كانت معالجة جانبية لأنها ركزت على تقديم الحقائق التي يريدها بعض المسؤولين وليست تلك التي تكفل خدمة عمومية محايدة.
وتأسيسًا على ما سبق يتوجب على وسائل الإعلام ألا تكون جزءًا من صناعة القرار وإنما طرفًا مشاركًا في إعطاء تصورات عن كيفية صناعة القرار، على اعتبار أن مهمة الإعلام اليوم لا تقتصر فقط على تغطية الأخبار ومتابعتها، ولكنها مطالبة – أيضًا – بإعطاء تصورات ضمن منظور قصير أو بعيد المدى لتخفيف آثار ومضاعفات الأزمة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا.
وضمن هذا الفهم يبرز التحدي الكبير للإعلام العربي الكامن في كيفية الرفع من قيمة المعلومة وجودتها، وكذا تغيير فكرة الحكومات العربية نحو التسابق للاهتمام بالصحة والبحوث العلمية لاكتشاف لقاحات كفيلة بمجابهة جوائح مستقبلية أخرى.
الهوامش
([i]) Christophe Roux Dufort: Gérer et decider en situation de crise, 2e édition, Dunod, Paris, 2009, P15.
)[ii]) Ibid, P17.
([iii]) Seerger Sellnow: Effective crisis communication: Moving from crisis to opportunity, Sage Publications, New York 2007, P35.
([iv]) Ibid, P37.
([v]) Paul Paillé: L’information au temps des crises, édition Gallimard, Paris, 2016, P57.
([vi]) Ibit, P59.
([vii]) Ibit, P60.
([viii]) Thierry Libaert, La communication de crise, édition Payot, 2011, P321.
([ix]) Ion Mitroff: Challenging crisis communication rules, Routledge, London, 2017; P14