نظم جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدورة التدريبية “استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام”، خلال الفترة 28 – 30 يونيو 2021، والمدرجة ضمن خطته التدريبية لهذا العام، حيث نُفذت عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة (52) متدربًا ومتدربة من مختلف الهيئات الإعلامية الأعضاء، والأمانة العامة لمجلس التعاون، ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، ومجلس الصحة الخليجي، والجهاز.
استهلت الدورة في يومها الأول بكلمة للمستشار التنفيذي بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج فهد الخليف، رحب فيها بالمتدربين والمتدربات المشاركين في الدورة، مشيدًا بالإقبال والتفاعل الدائم من قبل الهيئات الأعضاء والمنظمات الخليجية ومنسوبيها من خلال المشاركة في مثل هذه الدورات التدريبية، مضيفًا أن الجهاز يواصل أعماله في الجانب التدريبي، في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة جائحة “كورونا”، مستغلاً تقنية الاتصال المرئي التي مكنت من تنظيم دورات تستوعب عددًا أكبر من المتدربين والمتدربات، مع مراعاة الجودة التدريبية المستهدفة، مؤكدًا حرص إدارة الجهاز على تأدية دوره في رصد الاحتياجات التدريبية، ومواكبة المستجدات الأبرز في مجال الإعلام المرئي والمسموع عالميًا، وتنظيم مثل هذه الدورات التي تهدف لتحقيق الفائدة المهنية، وتضيف لإعلاميي وإعلاميات الخليج ما يزيد من فاعلية وإنتاجية مؤسساتنا الإعلامية، تنفيذًا لتطلعات قادة دول مجلس التعاون.
وانطلق برنامج الدورة التي قدمها المختص في الذكاء الاصطناعي الدكتور سالم العلياني، رئيس مركز الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك خالد، حيث اطلع المتدربون والمتدربات على مقدمة عن الذكاء الاصطناعي ونشأته التاريخية، وبوادر التطور الذي وصلت إليه الثورة الصناعية الرابعة حاليًّا، وربط ذلك بالعلاقة الوطيدة للذكاء الاصطناعي بالإعلام مع التطورات التقنية الفنية، ومتغيرات قوالب وأساليب إنشاء وعرض المحتوى الإعلامي بمختلف أشكاله.
وتعرف المتدربون والمتدربات على مفهوم الابتكار بصفته منشأ الثورات الصناعية، وأنه ينتج عن الحاجة لتحسين الحياة؛ للحصول على عدة متطلبات منها غزارة الإنتاج وجودته، مع تقليل التكاليف، حيث يعتبر هذا المتطلب اليوم أحد صور استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مع ثورة البيانات، وكثافة النشر، وتعدد مصادر المعلومات، الذي يدفع المنتمين للحقل الإعلامي للتفكير في أهم التطبيقات سواء المبتكرة الجاهزة للاستخدام؛ للاستفادة منها في أداء مهامهم، أو الإسهام في ابتكار تقني جديد قابل للتنفيذ، يصنع الفرق في عملنا الإعلامي ويخدم مؤسساتنا الإعلامية بما يناسب توجهاتها ويلبي احتياجاتها، باعتبار الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية للدول ولمؤسساتها المختلفة لا سيما الإعلامية منها.
وتناولت محاور الدورة النماذج والتطبيقات التي أنتجها الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإعلامي، حيث ناقش المتدربون والمتدربات المحور الرئيس الذي بني عليه الذكاء الاصطناعي، وهو تمكين الآلة من محاكاة القدرات البشرية، وقدرتها على التعلم من خلال ما تغذى به وتبرمج عليه، وتصنع لأجله؛ بحيث تشكل عجلة في عمليات الإعلام الفنية، مثل البث وتخزين المعلومات، وقياس الأثر، ورصد الاخبار، وفرز الحقيقي والمزيف منها، وتحديد الفئات المستهدفة، وتحليل وإنتاج المحتوى الإعلامي بمختلف وسائطه، النصوص والصور والفيديو والصوت، مع ضرورة أن تملك المؤسسات التي تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي البيانات المتكاملة والصحيحة للحصول على أفضل النتائج.
كما تعرف المتدربون والمتدربات على إستراتيجيات تبني الذكاء الاصطناعي، من قبل المؤسسات التي تهدف لتطوير أعمالها من خلاله؛ لمعرفة الاحتياجات والعوائق المحتملة والحلول؛ حتى يتشكل لدى الممارسين للعمل الإعلامي تصورًا واضحًا للمرحلة القادمة، حيث يشهد المجال الإعلامي تسارعًا كبيرًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنه يجب الاستعداد لذلك بتطوير المهارات؛ للتأقلم مع المستجدات التي ستطرأ على مهنة الإعلام.
واختتمت الدورة في يومها الأخير بحلقات نقاش عرّفت المتدربين والمتدربات على أهمية التعلّم الذاتي، والاطلاع على كل جديد يمكن الاستفادة منه، من استخدامات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، تطبيقاته المتاحة عربيًّا وعالميًّا.