اختتمت فعاليات مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار العالمي»، الذي أقيم خلال الفترة من 23 – 25 أكتوبر 2018م في الرياض، بتنظيم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث يعدُّ منصة لرؤية (2030م) التي أقرتها المملكة العربية السعودية كنظام متكامل لتنويع الاقتصاد نحو المعرفة والإنتاجية والابتكار.
وقد كان الحضور الخليجي سمة بارزة في أعمال هذا المؤتمر وإثراء نقاشاته، ليجسد ما تملكه دول مجلس التعاون من مكانة اقتصادية مؤثرة في المنطقة والعالم، وهو ما أكده ولي العهد السعودي خلال مشاركته في المؤتمر، حيث أشاد بالأنموذج الاقتصادي المتفرد الذي قدمته إمارة دبي، كما عبر عن تفاؤل كبير تجاه مستقبل الدول الخليجية في ظل امتلاكها رؤى إستراتيجية يجري العمل عليها حاليـًا.
أوروبا الجديدة
«الشرق الأوسط سيكون هو أوروبا الجديدة»، عبارة قالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليتفاعل معها حضور المؤتمر الذين تعرفوا على نظرته الاقتصادية، والتي أكد فيها أن السعودية مقبلة على نمو ملموس بالاعتماد على الأرقام المتحققة في العامين الماضيين، مراهنــًا على الشعب السعودي، حيث وصفه بـ»الشعب العظيم والجبار»، مؤكدًا أن هذا الشعب لا تمنعه التحديات من تحقيق أهدافه التي يضعها أمامه، وشبه الأمير محمد بن سلمان همّة السعوديين بـ»جبل طويق» المعروف، مضيفـًا: «لن تنهد همّة السعوديين إلا إذا انهدّ هذا الجبل وتساوى بالأرض».
شراكة إماراتية مع مجتمع الاستثمار العالمي
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء وحاكم دبي، كان مشاركـًا فاعلاً في مبادرة مستقبل الاستثمار بالعاصمة السعودية الرياض، وقد ترأس وفدًا ضم (150) وزيرًا، ورؤساء تنفيذيين، ورجال أعمال، مؤكدًا أن الإمارات تعمل على توسيع دائرة شراكتها مع مجتمع الاستثمار العالمي.
وأثنى الشيخ محمد بن راشد على فكرة «مبادرة مستقبل الاستثمار» وأهدافها التي تعكس مساعي السعودية لتهيئة المناخ الملائم لإيجاد رؤية عالمية مشتركة لمستقبل الاستثمار، ودور القطاع الخاص في دفع مسيرة التنمية بمختلف دول العالم، وبخاصة في ضوء التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم، وما تركه من تأثيرات كبيرة من المتوقع أن يزداد حجمها خلال المرحلة المقبلة ليتبدل عديد من المفاهيم والممارسات الاقتصادية التقليدية.
البحرين .. إعادة تمكين الاقتصاد
ترأس سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، وفد بلاده إلى المؤتمر، واعتبر المشاركة ترسيخـًا للعلاقات التاريخية بين الرياض والمنامة، وتأكيدًا للدور السعودي المبادر في تعزيز المنجزات التنموية التي يعم خيرها على الجميع، إلى جانب جهودها في دعم ركائز الاستقرار والأمن باعتبارهما أساس التنمية والازدهار.
وأكد ولي عهد البحرين أن مبادرة «مستقبل الاستثمار 2018م»، جاءت نتاج رؤى متميزة، مشيرًا إلى أن المنتدى حقق سمعة دولية مرموقة منذ انطلاقته، لما يبديه من اهتمام وافر عبر جلساته ومناقشاته الجادة لتطوير الاتجاهات والفرص والتحديات التي تشكّل مستقبل الاستثمار العالمي.
الكويت .. مستقبل حافل بالفرص
الكويت التي بدأت في تنفيذ خطتها الاقتصادية الطموح (2035م) كان لها هي الأخرى مشاركة فاعلة في المؤتمر، من خلال وزير ماليتها معالي الدكتور نايف الحجرف، الذي ترأس وفدًا اقتصاديـًّا رفيعـًا ضم وزير التجارة والصناعة الكويتي خالد الروضان، ومحافظ البنك المركزي الكويتي الدكتور محمد الهاشل، والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتي فاروق بستكي.
وأكد الحجرف أن وجود بلاده في مؤتمر «مبادرة المستقبل للاستثمار» بالرياض يشكل فرصة للاطلاع على ما يحمله المستقبل من فرص استثمارية، مضيفـًا: إن الحضور الكبير من مؤسسات مالية واستثمارية كويتية عامة وخاصة يبين الحرص على الاستفادة من هذا المؤتمر الاستثماري الذي كان ولا يزال منذ نسخته الأولى أكبر مؤتمر استثماري في الوطن العربي.
مستقبل الاستثمار
وقعت السعودية خلال المؤتمر (30) اتفاقية بلغت قيمتها الإجمالية (60) مليار دولار، وتنوعت بين مجالات: «التكنولوجيا، والنقل، والبنية التحتية، والطاقة، وتوطين الصناعة، والبتروكيماويات، وتطوير المحتوى المحلي»، وذلك في حضور أكثر من (3500) مشاركـًا مثلوا (88) دولة، بينهم (8) رؤساء دول و(20) وزيرًا.
في حين استحوذت المشروعات الثلاثة الكبيرة التي أعلنتها السعودية في «نيوم» و»القدية»، و»البحر الأحمر» على اهتمام المشاركين في المؤتمر، مع تصريحات مسؤولي هذه المشروعات التي يتوقع أن تكون إضافة اقتصادية نوعية تعيد تعريف مجالاتها، سواءً السياحية والترفيهية والمعيشية.