جاء تنظيم الدورة الحالية “الاستثنائية” لأسبوع جيتكس للتقنية في دبي كأول حدث تقني من نوعه على مستوى العالم يُقام فعليًّا خلال عام 2020م، وسط ظروف تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد”، في الوقت الذي بدأت فيه عجلة الفعاليات والأحداث الدولية تدور من جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربية؛ بفضل التخطيط المحكم والتعامل المنهجي مع الجائحة.
وتحت شعار “نلهمك واقعـًا متجددًا” وضمن الدورة الأربعين استقطب معرض هذا العام، في الفترة ما بين السادس إلى العاشر من ديسمبر 2020م، عمالقة التكنولوجيا حول العالم، ومن بينهم مايكروسوفت، ديل تكنولوجيز، لينوفو، هوني ويل، أفايا، آي بي أم، ريد هات، ومجموعة تيكوم، بالإضافة إلى هواوي.
شهد المعرض تواجدًا عالميًّا واسع النطاق ضم (1200) مشاركة من جهات حكومية وشركات عالمية كبرى وناشئة ورواد أعمال، و(200) من أهم شركات الاستثمار في مجالات التكنولوجيا المتنوعة، اجتمعوا وعرضوا وفقـًا للإجراءات الاحترازية والوقائية المُوصى بها عالميًّا ومن قبل الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ بهدف ضمان أعلى مستويات السلامة للعارضين والمشاركين والزوار وحمايتهم من فيروس كورونا الـمـُستجد.
أسبوع جيتكس للتقنية سلط الضوء على (6) اتجاهات تقنية خلال العقد الحالي، هي: شبكات الجيل الخامس، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوت، وتحليل البيانات الضخمة، والبلوك تشين، وحلول التواصل عن بُعد، وإنترنت الأشياء.
وقال خبراء ومسؤولون: إن هذا العام شكل بتحدياته فرصة غير مسبوقة لإبراز دور التكنولوجيا والتحول الرقمي والتقنيات الناشئة لضمان استمرارية الأعمال، وتحسين الكفاءة التشغيلية والقدرات التنافسية للمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص.
وقد قدم المعرض لزواره (280) ساعة من المحتوى المتخصص، و(350) خبيرًا متحدثــًا من (30) دولة، شاركوا في جلسات حوارية مباشرة، تمحورت حول كثير من القطاعات، من بينها: الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، والجيل الخامس، والحوكمة، والنقل المستقبلي، والتقنيات المالية، والتسويق الرقمي، والطاقة والرعاية الصحية والتعليم.
محفظة التعليم الذكي
لأن موضوع التعليم الذكي أخذ بـُعدًا كبيرًا خلال هذا العام، فقد كشفت شركة “هواوي” الصينية، عن “محفظة التعليم الذكي” الخاصة بها، والتي تهدف إلى دعم التعلـّم المستمر والجيد في الشرق الأوسط، خلال السنوات المقبلة، وركزت “هواوي” على خمس طبقات من التحوّل الرقمي في قطاع التعليم، تشمل استخدام حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز خدمات التدريس والتعلـّم والبحث والإدارة والدعم.
وتسعى الشركة من خلال الابتكارات والحلول الجديدة إلى تحسين جودة التعليم في بلدان منطقة الشرق الأوسط على مدار الأعوام القادمة، بعد أن أجرت كثير من الدراسات والأبحاث لتطوير هذه الحلول التي عرضت لأول مرة على الهيئات الحكومية والمؤسسات المعنية بالتعليم في جناح الشركة بالمعرض.
ألواح المعلومات التفاعلية
على الجانب الآخر، سلط عملاق البرمجيات الأمريكية “مايكروسوفت” الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في المعرض، وأطلقت الشركة ألواح المعلومات التفاعلية (The Microsoft Hub) التي تستخدم في عرض المعلومات والدروس التعليمية في القاعات وغيرها، بالإضافة إلى تقنية (Azure Farm Beats) التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم ممارسات الزراعة المستدامة والإسهام في الأمن الغذائي.
يأتي ذلك في إطار مبادرة “مايكروسوفت” أطلقت عليها “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” بحلول عام 2050م، حيث من المتوقع أن تكون هناك حاجة لإطعام(9 – 10) مليارات شخص؛ ما يتطلب زيادة كبيرة في إنتاج الغذاء.
كذلك عرضت شركة “لينوفو” الصينية أحدث حلولها وابتكاراتها التقنية، وكشفت الشركة عن تقنيات جديدة مثل: الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس في منصة “لينوفو” لتحسين الأمان والأداء، وهي تسعى إلى تسليط الضوء على كيفية الاستفادة من البيانات لتسريع عمل المؤسسات وتحسين الصناعات والسعي لحل أكبر تحديات العلوم الإنسانية باستخدام التكنولوجيا من أجل الصالح العام.
أما شركة “كاسبرسكي” العالمية المتخصصة في حلول وبرمجيات الأمن الإلكتروني والرقمي، فقد عرض جناحها أحدث التقنيات في مجال أمن شبكات المعلومات والتصدي للهجمات الموجهة على الشبكات والمخاطر الرقمية المختلفة التي تتعدد أوجهها، وكيفية الحدّ مما تشكله من تهديد للبنى التحتية الرقمية للشركات وقطاعات الأعمال المختلفة.
دعم مستقبل الشباب
تضمن المعرض فعالية “جيتكس لنجوم المستقبل”، وهي أكبر منشط لمشاريع التكنولوجيا الناشئة في المنطقة، و”معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات”، وهو المؤتمر والمعرض الإقليمي الأبرز في مجال تقنيات الأمن السيبراني، و”قمة مستقبل البلوك تشين”، ومنصّة التكنولوجيا التحولية الرائدة، بالإضافة إلى إطلاق النسخة الأولى من “ماركتنغ مينيا”، المنصـّة الجديدة للعاملين في مجال تسويق العلامات التجارية.
وشهدت منصات أسبوع جيتكس تواجدًا كبيرًا ومميزًا للمشاريع الشبابية التي تسعى للاستفادة من الطلب المرتفع على الخدمات والتقنيات والتطبيقات الحديثة خلال الفترة الحالية، وإلى زيادة إسهامها في الاقتصاد الرقمي، حيث بات التحول الرقمي جزءًا أساسيًّا من إستراتيجيات رواد الأعمال الشباب لتطوير أفكار مشاريعهم وأعمالهم، ولا سيما مع تغير نماذج الأعمال والخدمات والمنتجات بعد أزمة
(كوفيد – 19).
في ذلك قالت “كزينا ستاروستينا”، الشريكة المؤسسة لتطبيق “مي ستار”: “إن مشروعها انطلق من دبي قبل نحو شهرين، والفكرة الأساسية له هي تدريب وتشجيع الناس على تحقيق أحلامهم وأهدافهم الخاصة، وبالتالي يستطيع التطبيق تدريب المستخدمين رقميًّا لتحقيق ما يصبون إليه في حياتهم العملية والاجتماعية”.
ويسعى التطبيق إلى تشجيع الشباب في المنطقة على تطوير إمكاناتهم وتعليمهم كيف يختارون مهنتهم المستقبلية، علمـًا بأن التطبيق يتيح خصوصية تامة لكل مستخدم، وهو مجاني بالكامل، ويتوافر حاليًّا على أجهزة أندرويد فقط باللغة الإنجليزية، وستتم إضافة لغات جديدة منها العربية، وكذلك سيتوافر على متاجر آيفون.
وقال سالم بيضون، مدير الخرائط في شركة “توم توم” لمنطقة الشرق الأوسط” “إن شركة توم توم رائدة في صناعة الخرائط الرقمية ولديها الكثير من التطبيقات بما فيها تطبيقات خاصة بالسيارات ذاتية القيادة وأخرى خاصة بالمرور وبالأزمات المرورية”.
عروض خليجية مميزة
في معرض هذا العام كشفت شركتا “هيونداي” و”أوبر” رؤيتهما ومفاهيمها المستقبلية الجديدتين للتنقل، وأزاحتا الستار عن مفهوم السيارة الطائرة المستقبلية، كما استعرضت هيئة الطرق والمواصلات بدبي طريقة استخدام طائرات الدرون “من دون طيار” في فحص وتفتيش أنفاق محطات مترو دبي، للتحقق من حالتها.
وجرى كذلك استعراض مستقبل الذكاء الاصطناعي في وسائل النقل العام، باستخدام التكنولوجيا لمراقبة الركاب والسائقين لضمان اتباع الجميع للإرشادات الاحترازية الخاصة بفيروس “كورونا المستجد”، علاوة على تطوير شريحة بطاقة بلاستيكية مصغرة يمكن استخدامها في ركوب وسائل المواصلات العامة.
كما جذب جناح الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” زوار المعرض لاستكشاف ما تقدمه الهيئة، مع عرضها الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ومنظومة “توكلنا” ومنصة “بروق”، إضافة إلى فعالية “أرتاثون الذكاء الاصطناعي للفن”، والقمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وغيرها من المنتجات والمنصـّات، التي دشنتها الهيئة خلال الفترة الماضية.