أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، الأربعاء 4 سبتمبر 2019م، مبادرة المعرفة الرقمية (ThinkTech) برعاية وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحه.
وتهدف المبادرة إلى استشراف مستقبل التقنيات الناشئة وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وبناء جيل مبدع يتمتع بمهارات القرن الواحد والعشرين، وقادر على تغطية الاحتياج المعرفي التقني، والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، وستتبنى المبادرة آليات عمل جديدة تعزز دور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في بناء مجتمع رقمي وحكومة رقمية واقتصاد رقمي مزدهر، وتُسهم في تحقيق التحول الرقمي والوصول لرؤية المملكة 2030م.
وأعلنت وزارة الاتصالات أن هذه المبادرة تُحفز روح الإبداع العلمي ونشر الثقافة الرقمية، وتدعم جهود الابتكار والاختراع، إضافةً إلى نشر الوعي في مجال التقنيات الناشئة، وإيجاد بيئة جاذبة لأصحاب الأفكار المبدعة، علاوةً على بناء جيل منتج وباحث في مجال التصنيع المبني على معارف الثورة الصناعية الرابعة.
وتعتبر المبادرة فرصة مهمة لالتقاء المبدعين وإبراز أعمالهم الإبداعية؛ لإيجاد حلول للمشكلات، وتقديم مشاريع وابتكارات في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي بما يُسهم في المسيرة التنموية.
وأوضح وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتنمية التقنية والقدرات الرقمية الدكتور أحمد الثنيان، أن المبادرة ستعمل على ابتكار مستقبل واعد عن طريق نشر الثقافة الرقمية، وتكوين مجتمع واع ومتعلم عبر استضافة كثير من الخبراء العالميين والمحليين في جلسات حوارية مفتوحة، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل ودورات تدريبية لتزويد المهتمين التقنيين بكل ما يلزم من معرفة ومهارات وخبرات رقمية، مبينـًا أنها ستعمل على نشر الوعي في مجالات التقنيات الناشئة من خلال برامجها التي سيتم اطلاقها تباعـًا والمتمثلة في: “قوافل المستقبل، حلقات النقاش، المعامل الافتراضية، الأولمبياد الوطني للروبوت”، التي ستدفع جميعها جهود المبادرة عبر دعم عملية البحث العلمي في المجالات الرقمية ونشر المعرفة.
مليوني مستفيد من مبادرة (ThinkTech)
وقد أطلقت الوزارة فعليًا من خلال مبادرة (ThinkTech) هذه البرامج والتي تحمل كل واحدة منها توجهـًا وآلية مختلفة تصب جميعها في هدف واحد هو صناعة جيل رقمي قادر على تحقيق صناعة رقمية منافسة تخدم الوطن وتنمي قدراته الرقمية من خلال توعية النشء ودعم المبدعين والمبتكرين، لتكون المبادرة حاضنة أعمال رقمية مختلفة، حيث بلغ عدد المستفيدين الإجمالي أكثر من مليوني مستفيد عبر وسائل التواصل المختلفة.
قوافل المستقبل .. جذب وتمكين المبدعين
وتتضح المبادرة بشكل أكبر في برنامج “قوافل المستقبل”، والذي يقدّم علوم التصنيع الرقمي الناشئة بطريقة جاذبة وممتعة، وهي من النجاحات التي حققتها المبادرة، حيث وصلت قوافل المستقبل إلى (16.062) مستفيدًا في مناطق مختلفة في المملكة، حيث تواجدت قوافل المعرفة في العاصمة السعودية الرياض، وجدة، والجبيل، واهتمت المبادرة بتمكين المرأة في المجالات التقنية، حيث شاركت في “ملتقى السيدات في علم البيانات” بجامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز، والذي يهدف إلى تمكين ودعم العلماء والباحثين في هذا المجال.
المعامل الافتراضية .. أحدث تقنيات التعليم
توفر المعامل الافتراضية التي تقدمها مبادرة المعرفة الرقمية بيئة افتراضية مبرمجة تحاكي المعامل الحقيقية وتدعم البحث العلمي، لتشكل حاضنة للتدريب والابتكار والتصنيع، يتقاسم فيها المبدعون أفكارهم، قبل تحويلها إلى نماذج ملموسة، حيث تمكن بوابة المعمل الافتراضي المشاركين، عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة على الإنترنت، من تسجيل حسابات شخصية لهم تمكنهم من اختيار أحد الخدمات المتوافرة مثل: “الطباعة ثلاثية الأبعاد، والقص والنحت بالليزر، وقص الفينيل (الاستكرات) وتقنية (CNC) للنحت”، ثم ترفع من خلال الموقع.
وتعدُّ المعامل الافتراضية (Virtual Labs) أحد تطبيقات ما يسمى بالواقع الافتراضي (Virtual Reality) وهو أحدث تقنيات تكنولوجيا التعليم، والذي يعدُّ بيئة تعليم مصطنعة أو خيالية بديلة عن الواقع الحقيقي وتحاكيه، ويعيش المبتكر أو المتعلم فيها بيئة تخيلية يتفاعل ويشارك ويتعامل معها من خلال حواسه وبمساعدة جهاز الكمبيوتر وبعض الأجهزة المساعدة.
واستهدفت المبادرة حقل المعامل الافتراضية كونها تصنع بيئة منفتحة يتم من خلالها محاكاة مختبر العلوم الحقيقي والقيام بربط الجانب العملي بالجانب النظري، ويكون لدى المستهدفين مطلق الحرية في اتخاذ القرارات بأنفسهم دون أن يكون لذلك أي آثار سلبية على مشاريعهم.
حلقات النقاش .. تجمع الخبراء بالمبتدئين
تقدم حلقات النقاش عدد من الجلسات الحوارية المفتوحة وورش العمل والدورات التدريبية، وكان لهذه المبادرة دور فعّال في نشر الوعي لجميع شرائح المجتمع حول التقنيات الناشئة عن طريق تقديم مادة علمية يقدمها خبراء متخصصين محليين وعالميين، حيث بلغ عدد المستفيدين قرابة (1550) مستفيدًا، فيما تسعى المبادرة لنشر محتويات تعليمية مبسطة بطريقة إبداعية تتضمن معلومات عن التقنيات الناشئة.
الأولمبياد الوطني للروبوت .. تأهيل للعالمية
أطلقت مبادرة (ThinkTech) مسابقة الأولمبياد العالمي للروبوت (WRO)، بالشراكة مع وزارتي الطاقة والتعليم، ووحدة التحول الرقمي، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، والاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بـُعد، وجمعية إنسان؛ بهَدف تطوير مهارات الطلاب من خلال منهجية دمج العلوم والتكنولوجيا (STEAM)، وريادة الأعمال لتطوير مهارات القرن الـ(21) للشباب السعودي، وتأهيله للوظائف المستحدثة في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وتهدف المسابقة إلى تكوين أكثر من (1000) فريق للتأهيل لمسابقة الأولمبياد العالمي للروبوت، فيما ستقدم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (100) ألف فرصة تدريب إلكترونية عبر منصة (BE-STEAM)؛ لتأهيل المشاركين للدخول في التصفيات المحلية والتي ستقام في مدينة الرياض في أكتوبر 2019م؛ حيث ستتأهل الفرق الفائزة إلى التصفيات النهائية، بعد ذلك ستعرض الابتكارات المقدمة لترشيح الفرق الفائزة ليتم خلال هذه الفترة رعايتها لتأهيل دخولها في التصفيات العالمية.
شراكات “المعرفة الرقمية” تعزز أهدافها
وتعدُّ مبادرة المعرفة الرقمية (ThinkTech) جزء من جهود وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للنهوض بمستوى الوعي وبناء مجتمعات مهتمة بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، التي تتمحور حول (الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، تقنية الروبوت، البلوك تشين (BLOCKCHAIN)، الواقع الافتراضي والمعزز، إنترنت الأشياء)، كما ستعمل المبادرة على بناء شراكات قوية مع الجهات ذات الصلة بالشكل الذي يضمن تسريع الابتكار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز الأبحاث التقنية والتعليم الرقمي، ورعاية منظومتي الابتكار وريادة الأعمال الرقميين، بما من شأنه ترسيخ انتقال اقتصاد المملكة إلى اقتصاد معرفي متكامل.