التصنيفات
الاخبار متابعات

منصة عالمية لتبادل الخبرات والاستثمار في صناعة المحتوى

دبي – إذاعة وتلفزيون الخليج

قمة المليار متابع ..


حصد صانع المحتوى البريطاني “سايمون سكويب” جائزة المليون دولار، خلال فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، واستضافتها مدينة دبي تحت شعار “المحتوى الهادف” خلال الفترة من 11 – 13 يناير 2025م، والقمة هي منصة مهمة لتبادل الخبرات بين صناع المحتوى والمطورين والمستثمرين لتطوير هذه المحتويات، بما يلبّي احتياجات الجمهور المتزايدة في العالم العربي والعالمي.

بناء مستدام لاقتصاد صناعة المحتوى
أوضح وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد بن عبد الله القرقاوي، خلال كلمته في انطلاق أعمال القمة أن الهدف من القمة بناء مستدام لاقتصاد صناعة المحتوى في المنطقة، عبر دعم هذا القطاع تنظيميًّا واستثماريًّا ومعرفيًّا وعبر سلسلة من المشاريع والمبادرات الاستثنائية، مشيرًا إلى أن قطاع صناعة المحتوى هو قطاع اقتصادي ناشئ عالميًّا، يبلغ حجمه على مستوى العالم نحو (250) مليار دولار، مضيفًا: إنه مع زيادة دور التكنولوجيا في مجال الإعلام، ستزيد أزمة الوعي، وسيكون على صناع المحتوى التصدي لمخاطر التضليل الإعلامي، الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تشهدها البشرية، فتكنولوجيا التزييف العميق جعلت التمييز بين الواقع والخيال أمرًا شبه مستحيل، وفي الربع الأول من عام 2024م، بلغت الزيادة في المحتوى المفبرك (245%)، والمعلومات المضللة تنتقل أسرع بـ(6) مرات من نقل المعلومات الحقيقية على منصة “إكس” مثلًا، وفي الإعلام الرقمي اليوم، لم يعد الجهل في القدرة على القراءة والكتابة، وإنما في القدرة على تمييز المعلومة الحقيقية من المضللة.

مشاركة عالمية وعربية واسعة
شهدت القمة حضورًا كثيفًا من المؤثرين وصناع المحتوى والمتابعين من شتى الجنسيات والفئات العمرية، فقد شارك فيها أكثر من (15) ألف صانع محتوى من أهم المؤثرين وصناع المحتوى العرب والعالميين، وأكثر من (420) متحدثًا من الخبراء والمتخصصين، من بينهم ما يزيد على (125) رئيسًا تنفيذيًّا وخبيرًا عالميًّا تبادلوا المعارف والتجارب والعلوم وبحثوا تحديات وآفاق واتجاهات قطاع صناعة المعرفة والإعلام الجديد.
قُدمت أكثر من (340) جلسة رئيسة وطاولة مستديرة وحوارًا تفاعليًّا وورشة عمل ومناظرة وخطابًا ملهمًا، تناولت ثلاثة مسارات رئيسية تضمنت الاقتصاد، والمحتوى، والتكنولوجيا، حيث استعرض خبراء ومتخصصون من كبرى الشركات الإقليمية والعالمية المتخصصة في الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، وعدد من أبرز المؤثرين وأهم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من المنطقة والعالم، تجاربهم الملهمة وخبراتهم حول أهم توجهات الإعلام الرقمي والمسارات التي يتخذها، وأبرز الممارسات في هذا القطاع، وسلطوا الضوء على أهم المستجدات في عالم الأعمال والاقتصاد والاستثمار وصناعة المحتوى.

منصات التواصل تعرض رؤاها
اجتمعت منصات “سناب شات”، و”إكس”، و”يوتيوب”، و”تيك توك”، و”لينكد إن”، وشركة ميتا “فيسبوك”، و”إنستغرام”، و”اتساب”، مع الجمهور لمناقشة مستقبل القطاع ودعم صناع المحتوى والمؤثرين، للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور وتحقيق التأثير الإيجابي.
كما عرضت هذه المنصات رؤاها وخططها المقبلة لتطوير صناعة المحتوى الهادف، ودعم صناع المحتوى والمؤثرين، إضافة إلى استعراض تجربتها في الارتقاء بالإعلام الجديد، والاستثمار الواسع في مجال الاقتصاد الإبداعي، كما تبادل مسؤولو المنصات والمؤثرون وصناع المحتوى، الأفكار بشأن حماية الملكية الفكرية ومكافحة المعلومات المضللة، وكيفية استخدام أدوات التحليل، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإستراتيجيات بناء المجتمعات الرقمية لدعم المحتوى.
وتمتلك شركة “ميتا” أدوات متقدمة لنقل المعرفة، بما يساعد صناع المحتوى والمؤثرين على تقديم قصص ملهمة تسهم في بناء المجتمعات، وتعمل من خلال منصاتها على التقريب بين الشعوب وتبادل الآراء والمعارف، وتستقطب أصحاب الأفكار الإبداعية والمبتكرة ورواد الأعمال ومؤسسي المشروعات الناشئة.
أما منصة “تيك توك”، فتوفر خطابًا بصريًّا يدعم صناعة المحتوى ويعزز التواصل بين المستخدمين، ويمنح رواد المنصة فرصة متابعة ملايين الفيديوهات القصيرة التي يقدمها صناع محتوى من مختلف الثقافات.
ويعمل “يوتيوب” على تحسين تجربة المستخدم، من خلال دعمها الدائم للفيديوهات الإبداعية، بينما تسعى منصة “إكس”، إلى دعم صناع المحتوى والمؤثرين والكتّاب والمفكرين وغيرهم، ومنحهم فرصة للحوار والتواصل مع جمهور كبير بطرق مبتكرة، وتحث منصة “إكس” مستخدميها على تقديم أفضل ما لديهم، وتتبنى المنصة طرح خطاب مشوق وممتع بعيدًا عن المعلومات الكاذبة والمضللة.
وتشكل منصة “لينكد إن” مجتمعًا معرفيًّا يجمع ملايين المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، ويدعم صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى متخصصًا وذا قيمة مهنية، وتوفر المنصة فضاءً مفتوحًا للنقاش وتبادل المعرفة بما يعزز التفاعل بين المحترفين، ويثري مواضيع العمل والتطوير المهني، فيما تستعرض منصة “سناب شات” قصص النجاح الملهمة للمؤثرين ورحلتهم التي حققوا خلالها النجاح، وتبرز أهم الإنجازات التي قادتهم إلى نجاح وازدهار أعمالهم.

الاستثمار مع صناع المحتوى
أكد المشاركون في القمة أن الاقتصاد الرقمي أصبح قوة استثمارية هائلة لجيل المستقبل، حيث تعمل الشركات والمنصات الرقمية على زيادة استثماراتها في هذا القطاع الحيوي، وتوعية الجيل الناشئ عن طريق المؤثرين المتخصصين في هذا الجانب.
وقد نجحت القمة في جمع أكثر من (10) صناديق استثمارية بقيمة (50) مليون درهم هدفها دعم صناع المحتوى، في وقت يبلغ إجمالي الأصول المدارة في قطاع صناعة المحتوى من الشركات المشاركة ما بين (7 – 8) مليارات دولار، وتلقت القمة طلبات للحصول على الدعم من أكثر من (500) شركة ناشئة من (40) دولة حول العالم.
في السياق ذاته تدعم القمة وشركة “شروق” برنامج “الاستثمار مع صناع المحتوى” بمبلغ (50) مليون درهم، حيث تدعم “شروق”، وهي إحدى أكبر شركات الاستثمار البديل في العالم العربي ومقرها أبو ظبي، البرنامج بـ(30) مليون درهم كتمويل واستثمار مباشر، في حين تدعم القمة البرنامج بـ(20) مليون درهم.
خلال القمة وجه المؤسّس، عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة إعمار الإماراتية، محمد علي العبّار، كلمة تحفيزية للشباب قائلًا: “جربوا وحاولوا مرة وراء الأخرى ولا تخشوا من الفشل، النجاح يأتي من الفشل، وأنا فشلت مرات ومرات قبل أن أكون محمد العبار”، وأعلن العبار خلال جلسته في القمة عن “تحدي لرواد الأعمال ومؤثري السوشيال ميديا” ، قائلًا: “أعطني فكرة مبتكرة أعطيك شيكًا موقعًا”.

أغلى جائزة في العالم
شهد اليوم الثالث من القمة، تتويج سايمون سكويب الفائز بجائزة قمة المليار متابع والبالغة قيمتها مليون دولار، والتي تعد أكبر وأغلى جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف، حيث أعلنت القمة قبل انطلاقها عن أسماء المرشحين الخمسة المتأهلين للمنافسة على الفوز بالجائزة، وتم اختيار المرشحين عن طريق تصويت الجمهور ، التي ضمت كلًا من محمود زعيتر من فلسطين، وناصر العقيل من المملكة العربية السعودية، وصُنّاع المحتوى ضمن مبادرة “مؤثرون لأجل لبنان” (لبنان)، وسايمون سكويب من بريطانيا، وسامويل ويدينهوفر من أستراليا.
سكويب حدد مجموعة من العوامل التي اعتبرها أساسية لنجاح المؤثرين في تقديم محتوى هادف وبناء قاعدة جماهيرية مميزة، أبرزها القضايا الهادفة والعمل من أجل الإنسانية، مع الالتزام بالخطاب الجذاب وفهم احتياجات الجمهور، مؤكدًا أهمية دمج القضايا الهادفة في إستراتيجيات الأعمال لتحقيق النمو المستدام وتعزيز التأثير الإيجابي في المجتمعات.
كما أكد أن نجاح منصته الإلكترونية (HelpBnk) لم يأت إلا لإيمانه بأهمية التناغم بين فريق العمل، قائلًا: “النجاح لا يمكن أن يتحقق بشكل فردي، وإنما عبر فريق متفاهم مؤمن بالأهداف العامة”، مضيفًا: تفرغت لمنصتي التي تقدم نصائح واستشارات تجارية مجانية، موضحًا أن هذا كان تغييرًا كبيرًا في حياته، لأن الإنسان لا يمكنه النجاح من غير مخاطرة محسوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *