(هولو) للفيديو والتلفزيون حسب الطلب .. محلك سر أم منافس قوي
لزمن طويل ساد الإعلام الدولي أسماء إمبراطوريات معروفة، مثل: “تايم وارنر، وإكسل شبرنغر، وبرتلزمان، وديزني” وغيرهم، الآن دخلت وجوه جديدة تصنع محتوى جديد كليًّا ويعرفها جيل الشباب، أسماء مثل: “نيتفلكس، فايس ميديا، وبزفيد، وإنسايد إديشن، وفوكس، وإم آي سي ميديا، وأمازون برايم فيديو وهولو، هم عمالقة جدد في الإعلام الدولي بأحجام وتأثيرات واتجاهات مختلفة.
من مشروع مشترك إلى خدمة تلفزيون عبر الإنترنت
“هولو Hulu”، هي منصة رقمية أمريكية للفيديو والتلفزيون بنظام الاشتراك، يديرها بالكامل ويملك جزءًا كبيرًا منها فرع من شركة “والت ديزني” هو ( Walt Disney Direct-to-Consumer & International)، مع “إن بي سي يونيفرسال” (NBC Universal) المملوكة لشركة (Comcast)، بصفتها صاحبة قدر عال من الأسهم.
تمَّ تأسيس الخدمة في البداية كمشروع مشترك بين (News Corporation) و”إن بي سي يونيفرسال” و(Providence Equity Partners)، ولاحقًا شركة والت ديزني، والتي تعمل على توفير حلقات المسلسلات التلفزيونية من شبكات التلفزيون الخاصة بها.
في عام 2010م، أطلقت “هولو” الاشتراك في خدماتها، وتمَّ تصنيفها في البداية باسم (Hulu Plus)، وقد تضمنت مواسم كاملة من البرامج والمسلسلات من الشركات والشركاء الآخرين، مع سرعة الوصول إلى عروض الحلقات الجديدة.
وفي عام 2017م أطلقت الشركة خدمة “هولو” مع (Live TV)، وهي خدمة تلفزيون عبر الإنترنت (IPTV) فائقة الجودة تضم عددًا من القنوات التلفزيونية، وقد حازت شركة “تايم وورنر” العملاقة (Time Warner) (الآن ورنر ميديا Warner Media) لاحقًا على حصة في الخدمة.
تمَّ الإعلان عن “هولو” في مارس 2006م، بشراكة مع “أميركا أون لاين، وإن بي سي يونيفرسال مع فيسبوك وإم إس إن، وماي سبيس، وياهو” الذين كان مخططًا لهم أن يكونوا شركاء في التوزيع الأولي، وقد تمَّ تعيين “جيسون كيلار” رئيسًا تنفيذيًّا للشركة في أواخر عام 2007م.
تمَّ اختيار اسم “هولو” أي قارورة القرع (húlu)، والتسجيل التفاعلي (hùlù) حسب لغة الماندرين الصينية، عندما تمَّ نشر الموقع في شبكة الإنترنت، وكان يحمل إعلانًـا فقط ومن دون محتوى، وقد دعت الشركة المستخدمين إلى ترك عناوين بريدهم الإلكتروني للاختبار التجريبي.
وفي أكتوبر 2007م، بدأ الاختبار التجريبي الخاص عن طريق الدعوة، ثم سمحت للمستخدمين بدعوة الأصدقاء لاحقـًا.
في 12 مارس 2008م، تمَّ إطلاق الخدمة للجمهور في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أول منتج تمَّ إطلاقه هو شبكة (HULU Syndication)، التي تمَّ تصميمها وتطويرها في 29 أكتوبر 2007م من قبل فريق “إن بي سي يونيفرسال” في نيويورك.
خطة رباعية للخدمات
تقدم “هولو” خدماتها عبر أربع خطط، هي (Only Hulu، وHulu، وHulu No Ads، وHulu + LIVE TV)، وتتيح الخطة الأولى الوصول إلى مكتبة بثّ تحتوي على آلاف البرامج والأفلام، والعروض الأصلية الحصرية، والمواسم الماضية من المسلسلات، والحلقات الحالية، فضلاً عن إمكانية إضافة “لايف تي في” للرياضة والأخبار والأحداث التي لا يمكن تفويتها.
أما الخطة الثانية المدعومة بالإعلانات، فهي –أيضًا– تتيح الوصول إلى أكبر مكتبة بث تشمل (85) ألف حلقة من الأفلام وبرامج الأغاني والموسيقى والبرامج الجديدة الأكثر شعبية، مثل: (This is Us، و(The Handmaid’s Tale The Good Doctor، والحلقات الجديدة من مسلسل (Grey’s Anatomy)، وميزات “هولو” في ذلك متابعة الحلقات الجديدة للمسلسلات الجديدة لأنها تُحمّل على المنصة بسرعة كبيرة.
ويمكن متابعة أغلب هذه البرامج من دون إعلانات في الخطة الثالثة.
أما الخطة الأخيرة فهي تركز على المشاهدة عند الطلب والبث المباشر لأكثر من (50) قناة بث وقنوات الكابل، بما في ذلك خدمات شبكات البث الخمس الرئيسية، (ABC، وCBS، وNBC، وFox وCW Television Network)، بالإضافة إلى قنوات الكابل المملوكة للمشاركين في “هولو إن بي سي يونيفرسال”. كما توفر الخطة خدمات (Century Fox 21st) “ووالت ديزني”، جنبًا إلى جنب مع “فياكوم سي بي إس، وورنر ميديا”، و(HBO، وCinemax، وShowtime) مقابل رسوم إضافية، لتوفر مواد الرياضة والأخبار والترفيه وغيرها، مع وصول غير محدود إلى مكتبة بث “هولو” الرئيسية.
بالنسبة للإنتاج الأصلي، قامت هولو في الفترة ما بين 17 يناير 2011م إلى 24 أبريل 2014م، ببث سلسلة الويب الخاصة بها (The Morning After) وهو عرض إخباري للثقافة الشعبية كأول إنتاج خاص بها، بعد أن كانت في الماضي موزعًا للمحتوى الذي ينتجه الآخرون بشكل أساسي.
وفي 16 يناير 2012م، أعلنت أنها ستبث أول برنامج أصلي لها بعنوان: (Battleground)، وهو دراما سياسية على غرار الأفلام الوثائقية، وقد تمَّ عرضه لأول مرة في فبراير 2012م على خدمة الويب المجانية، فضلاً عن برنامج (The Fashion Fund)، وهو برنامج واقعي من ستة أجزاء، يحصل الفائز في نهايته على (300) ألف دولار لبدء مسيرته المهنية.
وللاستمرار في إنتاج وبث البرامج الأصلية، أعلنت هولو وقتها عن سبعة برامج أصلية لبثها، هي: (Battleground، وDay in the Life، وUp to Speed)، ثم أضافت أربعة عروض أخرى إلى قائمتها تشمل: ( Don’t Quit Your Daydream، وFlow، وThe Awesome، وWe Got Next). وقد بدأ بث بعض هذه البرامج في عام 2012م، بينما تمَّ عرض برامج أخرى لأول مرة على مدار السنوات القليلة التالية.
في الرابع من مايو 2016م، استحوذت على الفيلم الوثائقي (The Beatles: Eight Days in Week) ضمن مجموعة أفلامها الوثائقية، وقد عرض الفيلم لأول مرة في القاعات في 15 سبتمبر 2016م، قبل أن يظهر لأول مرة عبر خدمة البث على الإنترنت في 17 سبتمبر.
وفي يوليو 2020م، وقع الشاب العشريني جوي كينج صفقة مع “هولو” وهو من أصغر المنتجين الذين أبرموا صفقة مع شبكة بثّ رقمي لينتج لها برامج ومسلسلات تلفزيونية.
انتشارها على الساحة وأهم سلبياتها
فيما يتعلق بمشاهدتها وانتشارها، كان لدى هولو اعتبارًا من الربع الأول من عام 2020م (35.5) مليون مشترك، ويتم تتبع أعداد المشاهدين من قبل شركات القياس، مثل (ComScore) وتقييمات (Nielsen، وQuantcast).
وبالشراكة مع (ComScore) فإن هولو هي أول شركة رقمية تتلقى قياسًا متعدد المنصات يشمل حجم المشاهدة المشتركة لأجهزة غرف المعيشة.
وقد وجد تقرير (ComScore) للاتجاهات الرقمية ( ComScore’s Digital in Review) لعام 2010م، أن هولو تمت متابعتها بضعف عدد المشاهدين الذين تابعوا منصات الإنترنت الرقمية الخاصة بشبكات التلفزيون الخمس الكبرى مجتمعة.
وفي مايو 2018م أعلنت هولو أنها تجاوزت (20) مليون مشترك في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن موثوقية هذه المقاييس أصبحت موضع شك، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التقديرات المتباينة على نطاق واسع، فعلى سبيل المثال بين مايو ويونيو عام 2010م، قامت (ComScore) بتحديث منهجية التسجيل الخاصة بها وتقديراتها لـهولو، حيث انخفضت أرقام المتابعة من (43.5) مليون مشاهد مميز إلى (24) مليون في شهر واحد.
وبالنسبة للانتشار العالمي فهو محدود للغاية، ففي يوليو عام 2010م كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن هولو كانت تعمل على خطط لإطلاق “هولو بلس” عالميًّا لعدة أشهر، وقد حددت المملكة المتحدة واليابان كأسواق يمكن أن يعمل فيها موقعها المجاني ونموذج الاشتراك، وقتها أعرب رئيسها التنفيذي جيسون كيلار، عن اعتقاده بإمكانية تكرار النموذج الأمريكي في مكان آخر ، قائلاً: “لن نكون راضين حتى تصبح هذه خدمة عالمية”.
وقد بدأ التوسع الأول للشركة في السوق الدولية مع إطلاق خدماتها في اليابان في الأول سبتمبر 2011م، وفي 27 فبراير 2014م، أعلنت (Nippon TV) أنها ستستحوذ على أعمال هولو اليابانية مع احتفاظ الخدمة باسمها الأصلي، وستواصل هولو توفير بنيتها التحتية ودعمها للخدمة بصفتها المرخص لها على المستوى الإقليمي.
أما بالنسبة لكندا، فنظرًا لأن الحقوق المتعلقة بمحتواها مملوكة بالفعل من قبل جهات بث أخرى، فإن خدمات الفيديو عند الطلب الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك هولو، لا تتوافر عادةً في كندا، لذلك اكتفت بسوق إعلان محدود هناك بسبب عدم إطلاق خدماتها في هذا البلد.
أما عن عيوب هولو، ففي حين أن هناك توافرًا لجميع حلقات المواسم السابقة للعديد من المسلسلات في المنصة، فإن المشاهد قد لا يجد كافة حلقات المواسم السابقة لمسلسلات أخرى، لذلك إذا أراد المشترك مشاهدة أحداث سابقة من إحدى هذه المسلسلات، فقد يضطر للبحث عنها في منصة أخرى.